█ _ عبد الرزاق بن المحسن البدر 2013 حصريا كتاب من هدايات سورة الفاتحة عن مكتبة الملك فهد الوطنية 2024 الفاتحة: "فاتحة الكتاب" الأسرار والعلوم ما لو فُتح العبد أقل القليل منها لانصبَّت عليه ينابيع العلم صبًّا فإنَّ ترسم للمرء الغاية حياته وتُرْشده إلى وسيلة تحقيقها وتنادي صراط الله وفيها علاج لأمراض القلب التي متى استحكمتْ فيه أقْعَدَتْه السير مولاه فهي باب التصوُّر والعلم وفي الإرادة والعمل جميعًا التفاسير القرآنية مجاناً PDF اونلاين علم التفسير هو توضيح الشيء وبيان معناه وهو اهتم به المسلمون لفهم آيات القرآن هذا الركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
تبدأ القراءةُ بالاستعاذة: أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم، وفيها اللجوء إلى الله والالتصاق بجَنَابه، والاعتراف بضَعف العبد وحاجته لمولاه، وفيها تذكيرٌ بالعدو الذي أخرج أبَوينا من الجنة، وسخَّر حياته لغواية البشر؛ لعلَّ النار تمتلئ بهم معه.وما سُمِّي الشيطان شيطانًا إلا لتمرُّده على طاعة الله، واستحقاقه الطردَ من رحمته، وهذا التمرُّد على طاعة الله هو ما يحاول بثَّه بين البشر، فكم قبَّحها وصوَّرها على أنها عاداتٌ بالية وتقاليد رجعيَّة.وما سُمِّي بـ"إبليس" إلا لإبلاسه ووسوسته في خفاء، تزيينًا للباطل كأنه الحقُّ، وتقبيحًا للحقِّ كأنه باطل، فتراه يزيِّن التَّمَرُّد على شرْعِ الله وأمرِه باسم الحرية والتقدُّميَّة تلبيسًا وخداعًا.والاستعاذة براءة مِن تمرُّده ووقاية مِن تلْبيسِه لمعاني القرآن وصرْفها عن الحقِّ الذي جاءتْ به
❞ عن النبي ﷺ أنه قال
" إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة.. "
فلا يفيد حصر أسماء الله في هذا العدد المعين المذكور في الحديث، بل قصارى أمره الدلالة على فضيلة إحصاء هذا العدد من أسماء الله.
والمعنى: أن لله تسعة وتسعين اسمًا من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينافي أن يكون له أسماءٌ غيرها، ولهذا نظائر كثيرة في كلام العرب، كما تقول: إن عندي تسعة وتسعين درهمًا أعددتها للصدقة، فإن هذا لا ينافي أن يكون عندك غيرها معدّة لغير ذلك.
قال النووي رحمه الله: فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء، ولهذا جاء في الحديث الآخر: "أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك . ❝
❞ تكرر في سورة الشعراء ختم قصص الأنبياء مع أممهم بقوله
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}..
وفيه دلالة على أن ما قدّره الله لأنبيائه من النصر والتأييد والرفعة هو من آثار رحمته التي اختصهم بها، فكان لهم حافظًا وناصرًا ومؤيدًا ومعينًا، وما قدّره لأعدائهم من الخذلان والحرمان والعقوبة والنكال من آثار عزّته.. فنصر رسله برحمته، وانتقم من أعدائهم وخذلهم بعزّته . ❝
❞ كثيرًا ما يردُ في القرآن مجيء (العزيز الحكيم) مقترنين، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم..
والجمع بينهما دال على كمال آخر، وهو أن عزّته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزَّته لاتقتضي ظلمًا وجورًا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزَّاء المخلوقين فإن العزيز منهم قد تأخذه العزّة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف.
وكذلك حُكمهُ تعالى وحِكمتُه مقرونان بالعزّ الكامل، بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذل . ❝
❞ ليس المراد بإحصاء أسماء الله عدَّ حروفها فقط بلا فقه لها أو عمل بما تقتضيه، بل لابد في ذلك من فهم معناها والمراد بها فهمًا صحيحًا سليمًا ثم العمل بما تقتضيه".
وقد ذكر ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد" أن لإحصاء أسماء الله ثلاث مراتب
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعدّها.
الثانية: فهم معانيها ومدلولاتها.
الثالثة: دعاء الله بها . ❝
❞ ختم سبحانه أمره بالاستعاذة من الشيطان بالجمع بين (السميع العليم) في موضعين من القرآن
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} الأعراف ٢٠٠
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} فصلت ٣٦
بينما جاء الأمر بالاستعاذة من شرّ الإنس مختومًا بـ (السميع البصير)
{إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} غافر: ٥٦
فختم الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بـ
(السميع العليم)
وختم الاستعاذة من شرّ الإنس الذين يُرون
بـ (السميع البصير)
لأن أفعال هؤلاء مُعاينةٌ تُرى بالأبصار، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يُلقيها في القلب يتعلَّق بها العلم . ❝