█ _ أبو حامد الغزالى 0 حصريا كتاب أسرار المخلوقات عن دار المعارف 2024 المخلوقات: كتب متنوعة مجاناً PDF اونلاين ضم هذا القسم مجموعة من الكتب المتنوعة التى لا تنتمى إلى مجال محدد المجالات المتخصصة ولكنها تثرى الفكر وتثقف المجتمع لمجموعة كبيرة الكتاب ثقافية وكتب علمية تاريخية جغرافية وسير ذاتية فى شتى العلمية والبحثية
❞ والغرور أن يعتقد الشيء على خلاف ما هو به. فمن المغترين من غره ظنه الفاسد بأن الحياة الدنيا يقين ، والآخرة شك. وهؤلاء هم الكفار ، فإيمانهم تارة يحصل بعلة ، وتارة ببرهان ودليل ، وتارة بتقليد! . ❝
❞ فقلت في نفسي: أولاً إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور، فلا بُد من طلب حقیقة العلم ما هي؟ فظهر لي أن العلم الیقیني هو الذي ینكشف فیه المعلوم انكشافاً لا یبقى معه ریب، ولا یقارنه إمكان الغلط والوهم، ولا یتسع القلب لتقدیر ذلك؛ بل الأمان من الخطأ ینبغي أنا یكون مقارناً للیقین مقارنة لو تحدى بإظهار بطلأنه مثلاً من یقلب الحجر ذهباً والعصا ثعباناً، لم یورث ذلك شكاً وإنكاارً؛ فإني إذا علمت أن العشرة أكثر من الثلاثة، فلو قال لي قائل: لا ، بل الثلاثة أكثر [ من العشرة ] بدلیل أني أقلب هذه العصا ثعباناً، وقلبها، وشاهدت ذلك منه، لم أشك بسببه في معرفتي، ولم یحصل لي منه إلا التعجب من كیفیة قدرته علیه! فأما الشك فیما علمته، فلا.
ثم علمت أن كل ما لا أعلمه على هذا الوجه ولا أتیقنه هذا النوع من الیقین، فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه، وكل علم لا أمان معه، فلیس بعلم یقیني . ❝
❞ أيها الولد :
رُئِيَ في وصايا لُقْمانَ الحكيمِ لابنِه أنَّه قال: يا بُنَيَّ! لايَكُونَنَّ الدِّيكُ أَكْيَسَ مِنك، يُنادي بالأسحار وأنتَ نائم . ❝
❞ فإذا بُعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وزكتِ القلوب بالشراب الطَهور، وصُفّيت بأنواع التصفية والتنقية لم يمتنع أن يستعد بسببها لمزيد استكمال واستيضاح في ذات الله تعالى . ❝
❞ وأكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جُهّال أهل الحق أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلاء ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والإزراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في نفوسهم الاعتقادات الباطلة، وعسر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها . ❝
❞ والغالب على الخلق القصورُ والجهل، فهم لقصورهم لا يدركون براهين العقل كما لا تدرك نور الشمس أبصار الخفافيش، فهؤلاء تضر بهم العلوم كما تضر رياح الورد بالجُعَل . ❝