📘 ❞ تفسير القرآن الكريم سورة الشورى ❝ كتاب ــ محمد بن صالح العثيمين اصدار 2016

التفاسير القرآنية - 📖 ❞ كتاب تفسير القرآن الكريم سورة الشورى ❝ ــ محمد بن صالح العثيمين 📖

█ _ محمد بن صالح العثيمين 2016 حصريا كتاب تفسير القرآن الكريم سورة الشورى عن مؤسسة الشيخ الخيرية 2024 الشورى: مكية إلا الآيات 23 حتى 27 فهي مدنية السورة من المثاني آياتها 53 وترتيبها المصحف 42 الجزء الخامس والعشرين بدأت بحروف مقطعة وهي مجموعة سور "الحواميم" التي تبدأ Ra bracket png حم Aya 1 La نزلت بعد فصلت أسباب النزول أسباب نزول الآية (23): قال قتادة: المشركون: لعل محمدا فيما يتعاطاه يطلب أجرا فنزلت حثا مودته ومودة أقربائه أسباب (27) : ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده﴾[42:27] أهل الصفة تمنوا الغنى وسعة خباب الأرت فينا هذه وذلك أننا نظرنا إلى أموال بني قريظة وبني قينقاع النضير فتمنيناها رواه الحاكم وصححه والبيهقي شعب الإيمان (51) القرطبي: سبب ذلك أن اليهود قالوا للنبي ﷺ هلا تكلم وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر فإنا لن نؤمن لك تفعل فقال النبي: لم ينظر ما تتضمنه السورة هذه تعالج قضية العقيدة كسائر السور المكية ولكنها تركز بصفة خاصة حقيقة الوحي والرسالة ليصح يقال إنها المحور الرئيسي الذي ترتبط به كلها وتأتي سائر الموضوعات فيها تبعاً لتلك الحقيقة الرئيسية ومع تتوسع بالحديث الوحدانية وتعرضها جوانب متعددة أنها تتحدث القيامة والإيمان بها ويأتي ذكر الآخرة مواضع منها كذلك تتناول عرض صفات المؤمنين وأخلاقهم يمتازون تلم بقضية الرزق: بسطه وقبضه وصفة الإنسان السراء والضراء ولكن تظل البارزة محيط وكأن الأخرى مسوقة لتقوية تلك الأولى وتوكيدها ويسير سياق وما يصاحبها موضوعات أخرى بطريقة تدعو مزيد التدبر والملاحظة تعرض يفترق بعضها بعض ببضع آيات وحدانية الخالق أو الرازق المتصرف بالقلوب بالمصير بينما يتجه الحديث تقرير الموحي – سبحانه ووحدة المنهج والطريق وأخيراً وحدة القيادة البشرية ظل ومن ثم يرتسم النفس خط بارزاً واضحاً بشتى معانيه وشتى ظلاله إيحاءته وراء جميعاً تبدأ بالأحرف المقطعة: (حا ميم عين سين قاف) يليها: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [42:3] مقرراً الأولين والآخرين ثم يستطرد السياق صفة العزيز الحكيم: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [42:4] لوحدة المالك لما السماوات والأرض واستعلاءه وعظمته وجه الانفراد استطرداً آخر وصف حال الكون تجاه حالة بالمالك الواحد وتجاه الشرك يشذ الناس: ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ۝5وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا دُونِهِ أَولِيَاءَ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ أَنْتَ بِوَكِيلٍ۝6﴾ [42:5—6] وبعد الجولة يعود للحقيقة الأولى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ السَّعِيرِ﴾ [42:7] فيقرر لو شاء لجعلهم أمة واحدة ولكن مشيئه اقتضت بما له علم وحكمة يدخل يشاء رحمته ﴿والظالمون مالهم ولى ولا نصير﴾[42:8] ويقرر وحده ﴿هو الولى وهو يحي الموتي كل شيء قدير﴾[42:9] الحكم يختلف فيه البشر هو أنزل هذا ليرجع الناس اختلاف: ﴿وما اختلفتم فحكمه الله﴾[42:10] ويستطرد مع الربوبية وتفرد ذاته ووحدانية التصرف مقادير وفي علمه بكل شيء: ﴿فَاطِرُ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ يَذْرَؤُكُمْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ۝11لَهُ مَقَالِيدُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ۝12﴾ [42:11—12] ﴿شرع لكم الدين ما وصى نوحاً﴾[42:13] وعلى النسق تمضي محوطة بهذا الجو وهذه الاستطردات المتعلقة بقضايا والقارئ يلتقى بضع بحقيقة الوحى جانب جوانبها أما الدرس الثاني ويؤلف بقية فيبدأ باستعراض تنزيل الغيث برحمته خلق بث فيهما دابة الفلك الجواري البحر كالأعلام ويستطرد تفردهم وتميز جماعتهم فإلى مشهد مشاهد يوم يعرض صورة الظالمين رؤوا العذاب: ﴿يقولون مرد سبيل﴾[42:44] ﴿وقال الذين آمنوا: الخاسرين خسروا أَنفُسَهُمْ واهليهم القيامة﴾[42:45] جوانبها: ﴿فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً عليك البلاغ﴾[42:48] ويمضي ختامها يدور حول مباشرة أوغير طابع الاستطراد بين إشارة وإشارة حتي يكون ختام البيان: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ وَرَاءِ حِجَابٍ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [42:51] التركيز كله يبرز هدف خاص لعرضها النحو التتابع الهدف تعين الجديدة للمبشرين ممثله الرسالة الأخيرة ورسولها والأمة المسلمة تتبع نهجه الإلهي الثابت القويم وتبدأ أول مطلع السورة: لتقرر بجميع الرسالات لجميع الرسل وأن هي امتداد لأمر مطرد قديم الإشارة الثانية قليل: ﴿وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها﴾[42:7] مركز سترد إليها وفي الثالثة يقرر قرر المصدر: وتستطرد التقرير التفرق قد وقع ولم يقع جهل أتباع أولئك الكرام بقياً وظلماً وحسداً: تفرقوا جاءهم العلم بغياً بينهم﴾[42:14] تستطرد بيان جاءوا اختلفوا: ﴿وإن أورثوا الكتاب بعدهم لفي شك منه مريب﴾[42:14] وعند الحد يتبين آلت فوضى وارتياب تعد لها قيادة راشدة تقوم نهج ثابت قويم فرسالة السماء تقود اختلاف أتباعها والذين تلقوها ريبة وشك لا تستقيم معها يعلن انتداب وحاملها صلى عليه وسلم لهذه القيادة: ﴿فلذلك فادع واستقم أمرت أهواءهم وقل آمنت وأمرت لأعدل بينكم ربنا وربكم﴾[42:15] تجيء الجماعة المميزة طبيعة بوصفها ستقوم النهج القويم وعلى ضوء يصبح وموضوعها والموضوعات واضحة القصد والاتجاه التفاسير القرآنية مجاناً PDF اونلاين التفسير توضيح الشيء وبيان معناه اهتم المسلمون لفهم هذا الركن بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
تفسير القرآن الكريم سورة الشورى
كتاب

تفسير القرآن الكريم سورة الشورى

ــ مُحمَّد بِنْ صَالِح العَثِمين

صدر 2016م عن مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
تفسير القرآن الكريم سورة الشورى
كتاب

تفسير القرآن الكريم سورة الشورى

ــ مُحمَّد بِنْ صَالِح العَثِمين

صدر 2016م عن مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
عن كتاب تفسير القرآن الكريم سورة الشورى:
سورة الشورى سورة مكية إلا الآيات 23 حتى 27 فهي مدنية، السورة من المثاني، آياتها 53، وترتيبها في المصحف 42، في الجزء الخامس والعشرين، بدأت بحروف مقطعة، وهي من مجموعة سور "الحواميم" التي تبدأ Ra bracket.png حم Aya-1.png La bracket.png، نزلت بعد سورة فصلت.

أسباب النزول
أسباب نزول الآية (23): قال قتادة: قال المشركون: لعل محمدا فيما يتعاطاه يطلب أجرا. فنزلت الآية حثا على مودته ومودة أقربائه.
أسباب نزول الآية (27) : ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده﴾[42:27] نزلت في أهل الصفة تمنوا الغنى وسعة الرزق، قال خباب بن الأرت فينا نزلت هذه الآية، وذلك أننا نظرنا إلى أموال بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير فتمنيناها. رواه الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان.
أسباب نزول الآية (51) : قال القرطبي: سبب ذلك أن اليهود قالوا للنبي ﷺ هلا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر إليه، فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك، فقال النبي: إن موسى لم ينظر إليه. فنزلت الآية.
ما تتضمنه السورة
هذه السورة تعالج قضية العقيدة كسائر السور المكية، ولكنها تركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي والرسالة، حتى ليصح أن يقال إنها المحور الرئيسي الذي ترتبط به السورة كلها، وتأتي سائر الموضوعات فيها تبعاً لتلك الحقيقة الرئيسية فيها.

ومع أن السورة تتوسع بالحديث عن حقيقة الوحدانية، وتعرضها من جوانب متعددة، كما أنها تتحدث عن حقيقة القيامة والإيمان بها، ويأتي ذكر الآخرة في مواضع متعددة منها. كذلك تتناول عرض صفات المؤمنين وأخلاقهم التي يمتازون بها. كما تلم بقضية الرزق: بسطه وقبضه، وصفة الإنسان في السراء والضراء.

ولكن حقيقة الوحي والرسالة تظل الحقيقة البارزة في محيط السورة وكأن سائر الموضوعات الأخرى مسوقة لتقوية تلك الحقيقة الأولى وتوكيدها.

ويسير سياق السورة في عرض تلك الحقيقة، وما يصاحبها من موضوعات أخرى بطريقة تدعو إلى مزيد من التدبر والملاحظة. فهي تعرض من جوانب متعددة. يفترق بعضها عن بعض ببضع آيات تتحدث عن وحدانية الخالق. أو وحدانية الرازق. أو وحدانية المتصرف بالقلوب. أو وحدانية المتصرف بالمصير...ذلك بينما يتجه الحديث عن حقيقة الوحي والرسالة إلى تقرير وحدانية الموحي – سبحانه – ووحدة الوحي.ووحدة العقيدة. ووحدة المنهج والطريق. وأخيراً وحدة القيادة البشرية في ظل العقيدة.

ومن ثم يرتسم في النفس خط الوحدانية بارزاً واضحاً، بشتى معانيه وشتى ظلاله وشتى إيحاءته، من وراء موضوعات السورة جميعاً

تبدأ السورة بالأحرف المقطعة: (حا. ميم. عين. سين. قاف).. يليها: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [42:3].. مقرراً وحدة الوحي في الأولين والآخرين.

ثم يستطرد السياق في صفة الله العزيز الحكيم: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [42:4] مقرراً لوحدة المالك لما في السماوات والأرض واستعلاءه وعظمته على وجه الانفراد.

ثم يستطرد استطرداً آخر في وصف حال الكون تجاه حالة الإيمان بالمالك الواحد، وتجاه الشرك الذي يشذ به بعض الناس: ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ۝5وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ۝6﴾ [42:5—6].

وبعد هذه الجولة يعود السياق للحقيقة الأولى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [42:7] ثم يستطرد فيقرر أن لو شاء الله لجعلهم أمة واحدة. ولكن مشيئه اقتضت – بما له من علم وحكمة – أن يدخل من يشاء في رحمته ﴿والظالمون مالهم من ولى ولا نصير﴾[42:8] ويقرر أن الله وحده ﴿هو الولى وهو يحي الموتي وهو على كل شيء قدير﴾[42:9].

ومن ثم يعود إلى الحقيقة الأولى، حقيقة الوحي والرسالة، فيقرر أن الحكم فيما يختلف فيه البشر من شيء هو الله الذي أنزل هذا القرآن ليرجع إليه الناس في كل اختلاف: ﴿وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله﴾[42:10].

ويستطرد مع الربوبية إلى وحدانية الخالق، وتفرد ذاته. ووحدانية التصرف في مقادير السماوات والأرض، وفي بسط الرزق وقبضه، وفي علمه بكل شيء: ﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ۝11لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ۝12﴾ [42:11—12].

ثم يعود إلى الحقيقة الأولى: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً﴾[42:13]. وعلى هذا النسق تمضي السورة في عرض هذه الحقيقة، محوطة بهذا الجو، وهذه الاستطردات المتعلقة بقضايا العقيدة الأخرى، والقارئ يلتقى بعد كل بضع آيات بحقيقة الوحى والرسالة في جانب من جوانبها.

أما الدرس الثاني ويؤلف بقية السورة فيبدأ باستعراض بعض آيات الله في بسط الرزق وقبضه، وفي تنزيل الغيث برحمته، وفي خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة، وفي الفلك الجواري في البحر كالأعلام، ويستطرد من هذه الآيات إلى صفة المؤمنين التي تفردهم وتميز جماعتهم، فإلى مشهد من مشاهد يوم القيامة يعرض صورة الظالمين لما رؤوا العذاب: ﴿يقولون هل إلى مرد من سبيل﴾[42:44]، ﴿وقال الذين آمنوا: إن الخاسرين الذين خسروا أَنفُسَهُمْ واهليهم يوم القيامة﴾[42:45].

ومن ثم يعود إلى الحقيقة الأولى في السورة، حقيقة الوحي والرسالة في جانب من جوانبها: ﴿فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ﴾[42:48].

ويمضي سياق السورة حتى ختامها يدور حول هذا المحور مباشرة أوغير مباشرة مع طابع الاستطراد بين كل إشارة وإشارة إلى تلك الحقيقة حتي يكون ختام السورة بهذا البيان: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [42:51].

ومن وراء هذا التركيز على حقيقة الوحى والرسالة في سياق السورة كله يبرز هدف خاص لعرضها على هذا النحو وفي هذا التتابع هذا الهدف هو تعين القيادة الجديدة للمبشرين ممثله في الرسالة الأخيرة، ورسولها، والأمة المسلمة التي تتبع نهجه الإلهي الثابت القويم

وتبدأ أول إشارة في مطلع السورة: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [42:3] لتقرر أن الله هو الموحي بجميع الرسالات لجميع الرسل، وأن الرسالة هي امتداد لأمر مطرد من قديم وتأتي الإشارة الثانية بعد قليل: ﴿وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها﴾[42:7]... لتقرر مركز القيادة الجديدة التي سترد إليها الإشارة فيما بعد.

وفي الإشارة الثالثة يقرر وحدة الرسالة بعد ما قرر في الرسالة الأولى وحدة المصدر: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً﴾[42:13].

وتستطرد هذه الإشارة إلى التقرير أن التفرق قد وقع. ولم يقع عن جهل من أتباع أولئك الرسل الكرام ولكن عن علم. وقع بقياً وظلماً وحسداً: ﴿وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم﴾[42:14].

ثم تستطرد كذلك إلى بيان حال الذين جاءوا من بعد أولئك الذين اختلفوا: ﴿وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب﴾[42:14]. وعند هذا الحد يتبين أن البشرية قد آلت إلى فوضى وارتياب، ولم تعد لها قيادة راشدة تقوم على نهج ثابت قويم.. فرسالة السماء التي تقود البشرية قد آلت إلى اختلاف بين أتباعها. والذين جاءوا من بعدهم تلقوها في ريبة وشك لا تستقيم معها قيادة راشدة.

ومن ثم يعلن انتداب الرسالة الأخيرة وحاملها – صلى الله عليه وسلم – لهذه القيادة: ﴿فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم﴾[42:15] ومن ثم تجيء صفة الجماعة المميزة لها طبيعة في سياق هذه السورة بوصفها الجماعة التي ستقوم على قيادة هذه البشرية على ذلك النهج الثابت القويم.

وعلى ضوء هذه الحقيقة يصبح سياق السورة وموضوعها الرئيسي والموضوعات الأخرى فيه واضحة القصد والاتجاه.
الترتيب:

#49

0 مشاهدة هذا اليوم

#27K

13 مشاهدة هذا الشهر

#55K

5K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 385.
المتجر أماكن الشراء
محمد بن صالح العثيمين ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث