📘 ❞ مذكرات على عزت بيجوفيتش ❝ كتاب ــ د. محمد يوسف عسد اصدار 2003

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب مذكرات على عزت بيجوفيتش ❝ ــ د. محمد يوسف عسد 📖

█ _ د محمد يوسف عسد 2003 حصريا كتاب مذكرات عزت بيجوفيتش عن مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع 2024 بيجوفيتش: علي بيغوفيتش (18 محرم 1344 هـ 8 أغسطس 1925 23 شعبان 1424 19 أكتوبر 2003) (بالبوسنية: Alija Izetbegović ويُنطق: ǎlija ǐzedbegoʋit͡ɕ) أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب هو ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب ولد مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة بوسنية عريقة واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي بالبوسنة فالمقطع بيگ اسم النطق المحلي للقب "بك" العثماني ولقبه يعني بن بك تعلم مدارس العاصمة سراييفو وتخرج من جامعة تخصص القانون وعمل مستشاراً قانونياً لمدة 25 سنة ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة نشأ وقت كانت جزءاً مملكة يوغسلافيا التي تحكمها أسرة ليبرالية ولم يكن التعليم الإسلامي المناهج الدراسية وكان وهو لا يزال شاباً واعياً بأهمية أن يتعرف دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة فاتفق مع بعض زملائه المدرسة ينشئوا نادياً مدرسياً أو جمعية للمناقشات الدينية سموه ملادي مسلماني أي الشبان المسلمين والتي تطورت فيما فلم تقتصر نشاطها الاجتماعات والنقاشات وإنما امتدت أعمال اجتماعية وخيرية وأنشأ بها قسماً خاصاً بالفتيات المسلمات استطاعت هذه الجمعية أثناء الحرب العالمية الثانية تقدم خدمات فعالة مجال إيواء اللاجئين ورعاية الأيتام والتخفيف ويلات وإلى جانب الأنشطة تضمنت برامج الجماعة برنامجاً لبناء الشخصية وقد تأثرت بأفكار أخرى جاء الطلاب البوسنيين الذين تعلموا الأزهر وحينما احتلت النازية الألمانية يوغوسلافيا وأحالتها فاشية قاطعت النظام الفاشي وضايق هذا الفعل فحرمها الشرعية القانونية وفي جمهورية الاشتراكية الاتحادية السابقة تحت زعامة قائدها القوي جوزيف بروز تيتو كان معارضاً بارزاً وسجن عدة مرات عهد كثيراً ما يتهم قِبل أطراف صربية وكرواتية بأنه داعمي الأصولية الإسلامية تسلم رئاسة نوفمبر عام 1990 5 1996 التوقيع اتفاقية دايتون ومن أصبح عضواً مجلس الرئاسة البوسني 2000 يعد الموقعين 1995 اتفاقات للسلام أنهت ووضعت أسس تشكيل حكومية ثلاثية الأطراف تضم والصرب والكروات مسمى عندما وضعت أوزارها لم يغر بريق السلطة قرر إنهاء حياته السياسية للكتابة قد ألف فترة سجنه الأخيرة أبرز أنتجه وهذا الكتاب الكبير أشبه بموسوعة علمية فهو موجه نحو العالم الغربي فقد خاطب به قادة الفكر هناك عالماً وفيلسوفاً وأديباً وفناناً مسلماً تمثل بكل أنجزته الحضارة الغربية ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بهدي السماء الذي كما أيضاً "هروبي الحرية" والذي كتبه سجن فوتشا اعتقاله الثمانينات مؤلفاته "عوائق النهضة الإسلامية" وكتاب "الأقليات الدول الشيوعية" بالإضافة لكتاب الإعلان لم رئيساً عادياً كسائر رؤساء الجمهوريات تسلموا المنصب بل سياسياً ومفكراً عميقاً وذا نظرة إسلامية بعيدة جعلته يتجاوز حدود البلقان سائر أنحاء ليحمل هموم حيث كانوا قرأ وصل إليه الإخوان وتأثر بأفكارهم وتجاربهم اطلع تجارب الحركات الأخرى الهند وباكستان وإندونيسيا وقرأ أبي الأعلى المودودي ومسعود عالم الندوي ورئيس وزراء إندونيسيا الأسبق الدكتور ناصر وتفاعل معها طالباً يدرس يتحرك أوساط الطلبة البوشناق الجامعة ويحاورهم ويقنعهم بما اقتنع تلك الأفكار ألهمته الكثير أجل النهوض بشعبه وبسائر مسلمي ولتخليصهم أتون الشيوعية الملحدة تريد تطمس هويتهم الإسلام والغرب يمكن الجزم بأن الرئيس السابق أكثر عاش أزمة الهوية فما جرى اختصام الأديان وكذلك يفوق صراع الحضارات ليصب مقولة "الشرق شرق غرب ولن يلتقيا" جرب كتابه "الإسلام والغرب" يمضي طريق فك الاشتباك طال منذ زمانه صاحب اجتهادات مهمة تفسير ظاهرة الإنسان كل تركيبتها وهذه التركيبة المرتبطة تمام الارتباط بثنائية والطبيعة هي نقطة انطلاقه والركيزة الأساسية لنظامه الفلسفي وحجر الزاوية عند الحديث يتميز بصدام فكري ويرى أننا جميعاً متورطون سواء كمساهمين أم ضحايا ويتساءل موقف الصدام الهائل وهل للإسلام دور الحاضر كتاب لإسلام حاول مؤلفه يجيب السؤال فقط ثلاث وجهات نظر متكاملة هي: النظرة والنظرة المادية يقصد بمصطلح الدين معنى محدد المعنى تنسبه أوروبا وتفهمه النحو تجربة فردية خاصة تذهب أبعد العلاقة بالله وهي علاقة تعبر نفسها عقائد وشعائر يؤديها الفرد الوجهات الثلاثة النظر تعكس إمكانات مبدئية الضمير والإنسان تتمثل منها بالتالي المسيحية والإسلام وسنجد جميع المنطلقات الفكرية والفلسفات والتعاليم العقائدية أقدم العصور اليوم التحليل النهائي يمكن إرجاعها واحدة النظرات الثلاث ينطلق بيغوفتش منطلقات أساسية أولها رؤى ولا مكان لغيرها: الديني والمادي والإسلامي فالمادية ترى باعتباره مادة محضة فلسفة تنكر التطلعات الروحية للإنسان والاشتراكية مثال جيد ذلك والرؤية المجردة تعتبر محض شخصية الله عز وجل والمسيحية وأي حل يغلب جانباً الطبيعة الإنسانية الجانب الآخر يؤدي الصراع الداخلي فكما يقول: «الحياة مزدوجة المستحيل عملياً يحيى حياة اللحظة توقف فيها يكون نباتاً حيواناً» الثالثة الرؤية تعترف بالثنائيات وتحاول تجاوزها خلال الروح والمادة فالدين هنا قادر متوافقاً فطرة خلقه عليها فالإنسان كائن مزدوج جسد وروح والجسد حامل ولذلك رؤيتان وحقيقتان الغرب يمثلها (تشارلز داروين ومايكل أنجلو) ويمكن التفريق إنسان وبين مايكل أنجلو فإنسان يمثل الثقافة وبيغوفتش حاول فض والتفريق مصطلحين مهمين: مصطلح ومصطلح فالحضارة تنتمي لمجال والتقنية والثقافة والفن تحدث عداء الحالي ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري المسلح الحملات الصليبية يرجع تجربته التاريخية الخاصة عجزه فهم لسببين جوهريين وهما: طبيعة العقل الأوروبي أحادي قصور اللغات الأوروبية استيعاب المصطلحات وضرب لذلك مثالاً بمصطلحات الصلاة والزكاة والوضوء والخلافة يوجد يقابلها باللغات وعن يقول مقدمته: «إن اللاهوت رجال إنه الأرجح محاولة لترجمة اللغة يتحدث الجيل الجديد ويفهمها يتناول ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع إطار العالمي» وتناول عدداً مهماً الموضوعات وهي: الخلق والتطور المثالية الأصلية ازدواجية الحي الفلسفة والحضارة الأداة والعبادة انعكاس الحياة والتأمل التقني والتعليم الكلاسيكي الجماهيرية الريف والمدينة الطبقة العاملة والثورة تشاؤم المسرح العدمية الفن والعلم والدين والإلحاد المادي للفن دراما الوجه الإنساني الفنان وعمله الأسلوب والوظيفة والتقليد الأخلاق الواجب والمصلحة النية والعمل التدريب والتنشئة والعقل العلم والعلماء وما يسمى بالمصلحة المشتركة بدون إله والتاريخ الأولى والخيرة الدراما والطوبيا المجتمع المثالي الطوبيا والأخلاق الأتباع والهراطقة والجماعة والفرد الاجتماعي والأسرة والوحدة ثنائية القطب موسى وعيسى ومحمد المجرد قبول المسيح ورفضه أعمدة الخمسة دين يتجه والحياة للقانون جانبان العقاب وحماية والواقع ملاحظات تمهيدية عيسى ماركس والماركسية الزواج نوعان المعتقدات الخرافية الطريق الثالث خارج الأنجلوسكسوني التسوية والديمقراطية أخيرة: التسليم لله الإعلان البيان المباديء أثارت ضجة إعلامية كبرى وبسبب حوكم وزج السجن ورغم إعادة المحاكمة وسقوط التهم وجهت إلا ومبادئه ظل متداولاً كتأكيد اعتبار عقيدة وشريعة ونظاما استمرت الإعلامية الصربية تتصاعد ضد أدى بهم أخذ وإجراء تعديلات نصوصه وإضافة عبارات وكلمات تكن موجودة الأصل وزع بلغراد وزغرب كدليل دعوة للجهاد الجهاد لديهم إعلان المقدسة وتسرب والتقطته جماعات نشطة وقامت بترجمته المختلفة لإثارة جو الذعر المسيحيين ربطت المراكز وبخاصة إيران يتناول التخلف الشعوب وطبيعة المشروع وأبعاده وعناصره ويعرض إشكاليات وأن وعلاقة بالمسيحية واليهودية ورأيه الرأسمالية عرض المؤلف لبعض الرئيسة وبعض المشكلات الجوهرية للنهضة تستولي عقول الناس بصفة متزايدة باعتبارها تحولاً عاماً للشعوب المسلمة خلقياً وثقافياً وسياسياً اشتمل مقدمة وثلاث فصول وخلاصة وحدد مقدمته الجمهور يتوجه بالخطاب يقرر يخاطب يدركون حقيقة انتمائهم الفصل الأول يشخص الثاني يدعو ويوضح أبعاده يعالج تواجه يقول كتابه: بيغوفيتش أن تعرضه الجماهير قبل القراءات الموصوفة لغير للذين يشككون تميز نظام مدرسة فكرية يعلمون شيء ينتمون والذين تحدثهم قلوبهم حديثاً واضحاً صريحاً يلتزمون الوقوف فإن دول وروسيا والصين تتنافس لمد نفوذهم جزء المسلم تنافسهم لن له جدوى فالعالم ينتمي أولئك هؤلاء إنما إن يتضمنها ليست جديدة كلها بالأحرى جماع أفكار طالما ترددت أماكن كثيرة مختلفة أما سعيه لتعزيز والخطط بعمل منظم سبيل غايات نبيلة وليد السابقون الشهادة وتاريخهم حافل بصفحات مليئة بالتضحيات والمعاناة والشهداء يمكننا نبين بوضوح تحقيق غاياتنا إحياء مجالات حياتنا عدس (القائم بإعداد الكتاب) فى الكتاب: أريد أُثْبِتَه أنَّ السيرة الذاتية – حال تشفُّ صاحبها الحقيقية أراد يرد مثلاً لورد (( أوين )) مذاكراته ( أوديسا ) يُبَرِّرَ أخطاءَه الفاحشة محاولته تسوية اليوغسلافي فبدا غاضبًا كاذبًا مزيفًا للحقيقة ومتناقضًا نفسِه كتابات سابقة حَرْب أوضحت مقال سابق مجلة المختار ردًّا كَتَبَه الأستاذ حسنين هيكل الموضوع هنرى كسينجر رأيته متعاليًا خبيثًا كارهًا وليس صديقنا العزيز يُطْلِقُ عليه قادتنا العرب سذاجةً سياسةً ! السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى كتبها أصحابها أشخاص آخرون شخصيات رسمت التاريخ وأسست قواعد هامة تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
مذكرات على عزت بيجوفيتش
كتاب

مذكرات على عزت بيجوفيتش

ــ د. محمد يوسف عسد

صدر 2003م عن مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع
مذكرات على عزت بيجوفيتش
كتاب

مذكرات على عزت بيجوفيتش

ــ د. محمد يوسف عسد

صدر 2003م عن مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع
عن كتاب مذكرات على عزت بيجوفيتش:
علي عزت بيغوفيتش (18 محرم 1344 هـ / 8 أغسطس 1925 - 23 شعبان 1424 هـ / 19 أكتوبر 2003) (بالبوسنية: Alija Izetbegović، ويُنطق: ǎlija ǐzedbegoʋit͡ɕ)، أول رئيس جمهوري لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب البوسنة والهرسك. هو ناشط سياسي بوسني وفيلسوف إسلامي، مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب. ولد في مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة بوسنية عريقة في الإسلام، واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي بالبوسنة، فالمقطع بيگ في اسم عائلته هو النطق المحلي للقب "بك" العثماني، ولقبه عزت بيغوفيتش يعني علي بن عزت بك.

تعلم في مدارس العاصمة سراييفو، وتخرج من جامعة سراييفو تخصص القانون، وعمل مستشاراً قانونياً لمدة 25 سنة، ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة. نشأ علي عزت بيغوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءاً من مملكة يوغسلافيا التي تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الإسلامي جزءاً من المناهج الدراسية، وكان علي عزت، وهو لا يزال شاباً، واعياً بأهمية أن يتعرف على دينه الإسلام ويقرأ فيه قراءة مستفيضة، فاتفق مع بعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا نادياً مدرسياً أو جمعية للمناقشات الدينية سموه ملادي مسلماني أي الشبان المسلمين، والتي تطورت فيما بعد، فلم تقتصر في نشاطها على الاجتماعات والنقاشات وإنما امتدت إلى أعمال اجتماعية وخيرية، وأنشأ بها قسماً خاصاً بالفتيات المسلمات. استطاعت هذه الجمعية أثناء الحرب العالمية الثانية أن تقدم خدمات فعالة في مجال إيواء اللاجئين ورعاية الأيتام والتخفيف من ويلات الحرب، وإلى جانب هذه الأنشطة تضمنت برامج الجماعة برنامجاً لبناء الشخصية، وقد تأثرت الجمعية بأفكار أخرى جاء بها بعض الطلاب البوسنيين الذين تعلموا في جامعة الأزهر.

وحينما احتلت النازية الألمانية مملكة يوغوسلافيا وأحالتها لجمهورية فاشية، قاطعت جمعية الشبان المسلمين النظام الفاشي، وضايق هذا الفعل النظام فحرمها من الشرعية القانونية، وفي جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية السابقة تحت زعامة قائدها القوي جوزيف بروز تيتو كان بيغوفيتش معارضاً بارزاً، وسجن عدة مرات في عهد تيتو، وكان كثيراً ما يتهم من قِبل أطراف صربية وكرواتية بأنه من داعمي الأصولية الإسلامية. تسلم بيغوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من 19 نوفمبر عام 1990 إلى 5 أكتوبر 1996 بعد التوقيع على اتفاقية دايتون، ومن ثم أصبح عضواً في مجلس الرئاسة البوسني من عام 1996 إلى عام 2000، يعد علي عزت بيغوفيتش من الموقعين في عام 1995 على اتفاقات دايتون للسلام التي أنهت الحرب ووضعت أسس تشكيل رئاسة حكومية ثلاثية الأطراف تضم المسلمين والصرب والكروات في البوسنة والهرسك تحت مسمى مجلس الرئاسة البوسني.

عندما وضعت الحرب أوزارها لم يغر بريق السلطة علي عزت بيغوفيتش. قرر إنهاء حياته السياسية في عام 2000 وتفرغ للكتابة، وكان قد ألف في فترة سجنه الأخيرة أبرز ما أنتجه وهو كتاب الإسلام بين الشرق والغرب، وهذا الكتاب الكبير هو أشبه بموسوعة علمية، فهو موجه نحو العالم الغربي، فقد خاطب به قادة الفكر هناك، وكان فيه عالماً وفيلسوفاً وأديباً وفناناً مسلماً، تمثل بكل ما أنجزته الحضارة الغربية، ثم ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بهدي السماء الذي جاء به الإسلام، كما ألف أيضاً كتاب "هروبي إلى الحرية"، والذي كان قد كتبه في سجن فوتشا بعد اعتقاله في الثمانينات، ومن مؤلفاته أيضاً كتاب "عوائق النهضة الإسلامية"، وكتاب "الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية"، بالإضافة لكتاب الإعلان الإسلامي.

لم يكن علي عزت بيغوفيتش رئيساً عادياً كسائر رؤساء الجمهوريات الذين تسلموا هذا المنصب في العالم الإسلامي، بل كان سياسياً ومفكراً عميقاً وذا نظرة إسلامية بعيدة جعلته يتجاوز حدود البلقان، إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، ليحمل هموم المسلمين حيث كانوا. قرأ بيجوفيتش ما وصل إليه من كتب الإخوان المسلمين، وتأثر بأفكارهم وتجاربهم، كما اطلع على تجارب الحركات الإسلامية الأخرى في الهند وباكستان وإندونيسيا، وقرأ بعض كتب أبي الأعلى المودودي ومسعود عالم الندوي، ورئيس وزراء إندونيسيا الأسبق الدكتور محمد ناصر وتفاعل معها، وهو ما يزال طالباً يدرس القانون في جامعة سراييفو، وكان يتحرك في أوساط الطلبة البوشناق في الجامعة، ويحاورهم ويقنعهم بما اقتنع به من تلك الأفكار التي ألهمته الكثير، من أجل النهوض بشعبه البوشناق وبسائر مسلمي البلقان، ولتخليصهم من أتون الشيوعية الملحدة التي تريد أن تطمس هويتهم.

الإسلام بين الشرق والغرب
يمكن الجزم بأن الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش هو أكثر من عاش أزمة الهوية بين الشرق والغرب، فما جرى في البوسنة والهرسك يتجاوز اختصام الأديان، وكذلك يفوق صراع الحضارات ليصب في مقولة "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، وقد جرب علي عزت بيغوفيتش في كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب" أن يمضي في طريق فك الاشتباك الذي طال منذ زمانه بين الشرق والغرب، كان بيغوفيتش صاحب اجتهادات مهمة في تفسير ظاهرة الإنسان في كل تركيبتها، وهذه التركيبة المرتبطة تمام الارتباط بثنائية الإنسان والطبيعة هي نقطة انطلاقه، والركيزة الأساسية لنظامه الفلسفي، وحجر الزاوية عند بيغوفيتش أن العالم الحديث يتميز بصدام فكري، ويرى أننا جميعاً متورطون فيه سواء كمساهمين أم ضحايا، ويتساءل ما موقف الإسلام من هذا الصدام الهائل، وهل للإسلام دور في تشكيل هذا العالم الحاضر.


كتاب لإسلام بين الشرق والغرب.
حاول الرئيس البوسني السابق في مؤلفه أن يجيب على هذا السؤال، ويرى أن هناك فقط ثلاث وجهات نظر متكاملة عن العالم هي: النظرة الدينية والنظرة الإسلامية والنظرة المادية، وكان يقصد بمصطلح الدين في كتابه إلى معنى محدد هو المعنى الذي تنسبه أوروبا إلى الدين، وتفهمه على هذا النحو، وهو أن الدين تجربة فردية خاصة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، وهي علاقة تعبر عن نفسها فقط في عقائد وشعائر يؤديها الفرد، هذه الوجهات الثلاثة من النظر تعكس إمكانات مبدئية هي: الضمير والطبيعة والإنسان، تتمثل كل منها بالتالي في المسيحية المادية والإسلام، وسنجد أن جميع المنطلقات الفكرية والفلسفات والتعاليم العقائدية من أقدم العصور إلى اليوم في التحليل النهائي يمكن إرجاعها إلى واحدة من هذه النظرات الثلاث العالمية الأساسية.

ينطلق علي عزت بيغوفتش من عدة منطلقات أساسية في كتابه، أولها أن هناك ثلاث رؤى عن العالم ولا مكان لغيرها: الديني والمادي والإسلامي، فالمادية ترى العالم باعتباره مادة محضة، وهي فلسفة تنكر التطلعات الروحية للإنسان، والاشتراكية مثال جيد على ذلك، والرؤية الدينية المجردة أو الروحية والتي تعتبر الدين محض تجربة شخصية، لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية مع الله عز وجل، والمسيحية مثال جيد على ذلك، وأي حل يغلب جانباً من الطبيعة الإنسانية على الجانب الآخر يؤدي إلى الصراع الداخلي، فكما يقول: «الحياة مزدوجة وقد أصبح من المستحيل عملياً أن يحيى الإنسان حياة واحدة منذ اللحظة التي توقف فيها أن يكون نباتاً أو حيواناً»، والرؤية الثالثة هي الرؤية الإسلامية والتي تعترف بالثنائيات وتحاول تجاوزها من خلال الروح والمادة، فالدين هنا قادر على أن يكون متوافقاً مع فطرة الإنسان التي خلقه الله عليها، فالإنسان كائن مزدوج من جسد وروح، والجسد هو حامل الروح فقط، ولذلك هناك رؤيتان وحقيقتان عن الإنسان في الغرب يمثلها (تشارلز داروين ومايكل أنجلو)، ويمكن التفريق بين إنسان داروين وبين إنسان مايكل أنجلو، فإنسان داروين يمثل جانب الحضارة، ومايكل أنجلو يمثل جانب الثقافة، وبيغوفتش حاول فض الاشتباك والتفريق بين مصطلحين مهمين: مصطلح الحضارة ومصطلح الثقافة، فالحضارة تنتمي لمجال العلوم والتقنية، والثقافة تنتمي إلى الدين والفن.

تحدث بيغوفيتش في كتابه أن عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري المسلح بين الإسلام والغرب منذ الحملات الصليبية، وإنما يرجع إلى تجربته التاريخية الخاصة مع الدين، وإلى عجزه عن فهم الإسلام لسببين جوهريين وهما: طبيعة العقل الأوروبي أحادي النظرة، وإلى قصور اللغات الأوروبية عن استيعاب المصطلحات الإسلامية، وضرب لذلك مثالاً بمصطلحات الصلاة والزكاة والوضوء والخلافة حيث لا يوجد ما يقابلها في المعنى باللغات الأوروبية. وعن طبيعة كتابه يقول بيغوفيتش في مقدمته: «إن هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها، إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكر العالمي».

وتناول بيغوفيتش في الكتاب عدداً مهماً من الموضوعات وهي: الخلق والتطور، داروين ومايكل أنجلو، المثالية الأصلية، ازدواجية العالم الحي، معنى الفلسفة الإنسانية، الثقافة والحضارة، الأداة والعبادة، انعكاس ازدواجية الحياة، التعليم والتأمل، التعليم التقني والتعليم الكلاسيكي، الثقافة الجماهيرية، الريف والمدينة، الطبقة العاملة، الدين والثورة، تشاؤم المسرح، العدمية، ظاهرة الفن، الفن والعلم، الفن والدين، الفن والإلحاد، العالم المادي للفن، دراما الوجه الإنساني، الفنان وعمله، الأسلوب والوظيفة، الفن والتقليد، الأخلاق، الواجب والمصلحة، النية والعمل، التدريب والتنشئة، الأخلاق والعقل، العلم والعلماء، الأخلاق والدين، الأخلاق وما يسمى بالمصلحة المشتركة، الأخلاق بدون إله، الثقافة والتاريخ، الإنسانية الأولى، الفن والتاريخ، الأخلاق والتاريخ، الفنان والخيرة، الدراما والطوبيا، المجتمع المثالي، الطوبيا والأخلاق، الأتباع والهراطقة، المجتمع والجماعة، الشخصية والفرد الاجتماعي، الطوبيا والأسرة، الإسلام والوحدة ثنائية القطب، موسى وعيسى ومحمد، الدين المجرد، قبول المسيح ورفضه، الإسلام والدين، ثنائية أعمدة الإسلام الخمسة، دين يتجه نحو الطبيعة، الإسلام والحياة، الطبيعة الإسلامية للقانون، جانبان للقانون، العقاب وحماية المجتمع، الأفكار والواقع، ملاحظات تمهيدية، عيسى والمسيحية، ماركس والماركسية، الزواج، نوعان من المعتقدات الخرافية، الطريق الثالث خارج الإسلام، العالم الأنجلوسكسوني، التسوية التاريخية والديمقراطية الاشتراكية، نظرة أخيرة: التسليم لله.


كتاب الإعلان الإسلامي.
الإعلان الإسلامي أو البيان الإسلامي، هي المباديء التي أثارت ضجة إعلامية كبرى في يوغسلافيا، وبسبب هذا الكتاب حوكم علي عزت بيغوفيتش وزج به في السجن، ورغم إعادة المحاكمة وسقوط التهم التي وجهت إليه إلا أن الكتاب ومبادئه ظل متداولاً بين المسلمين في البوسنة والهرسك، كتأكيد على اعتبار الإسلام عقيدة وشريعة ونظاما، استمرت الحملات الإعلامية الصربية تتصاعد ضد علي عزت بيغوفيتش، ما أدى بهم إلى أخذ الكتاب وإجراء تعديلات على نصوصه وإضافة عبارات وكلمات لم تكن موجودة في الأصل، ثم وزع الكتاب في بلغراد وزغرب كدليل على دعوة بيغوفيتش للجهاد في البلقان، وكان فهم الجهاد لديهم هو إعلان الحرب المقدسة على المسيحية، وتسرب الكتاب خارج يوغسلافيا والتقطته جماعات نشطة، وقامت بترجمته إلى اللغات الأوروبية المختلفة في محاولة لإثارة جو من الذعر بين المسيحيين، حيث ربطت بين مؤلفه وبين بعض المراكز الإسلامية في العالم وبخاصة إيران.

يتناول الكتاب ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وطبيعة المشروع أو النظام الإسلامي وأبعاده وعناصره، ويعرض إشكاليات النظام الإسلامي، وأن الإسلام ليس مجرد دين، وعلاقة الإسلام بالمسيحية واليهودية، ورأيه في الرأسمالية والاشتراكية، وقد عرض المؤلف لبعض الأفكار الرئيسة وبعض المشكلات الجوهرية للنهضة الإسلامية، هذه الأفكار التي تستولي على عقول الناس بصفة متزايدة باعتبارها تحولاً عاماً للشعوب المسلمة خلقياً وثقافياً وسياسياً، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وثلاث فصول وخلاصة، وحدد المؤلف في مقدمته الجمهور الذي يتوجه إليه بالخطاب حيث يقرر أن الكتاب لا يخاطب إلا المسلمين الذين يدركون حقيقة انتمائهم للإسلام، في الفصل الأول من الكتاب يشخص ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وفي الفصل الثاني يتناول طبيعة المشروع الإسلامي أو النظام الإسلامي الذي يدعو إليه ويوضح أبعاده وعناصره، وفي الفصل الثالث يعالج المشكلات الأساسية التي تواجه النظام الإسلامي.

يقول علي عزت بيغوفيتش في مقدمة كتابه:

علي عزت بيغوفيتش أن الإعلان الذي تعرضه اليوم على الجماهير ليس من قبل القراءات الموصوفة لغير المسلمين، ولا للذين يشككون في تميز الإسلام على أي نظام أو مدرسة فكرية أخرى، هذا الإعلان موجه إلى المسلمين الذين يعلمون إلى أي شيء ينتمون، والذين تحدثهم قلوبهم حديثاً واضحاً صريحاً على الجانب الذي يلتزمون الوقوف فيه... فإن دول الغرب وروسيا والصين تتنافس جميعاً لمد نفوذهم على كل جزء من العالم المسلم، إلا أن تنافسهم لن يكون له جدوى فالعالم المسلم لا ينتمي إلى أولئك أو هؤلاء، إنما ينتمي للشعوب المسلمة... إن الأفكار التي يتضمنها هذا الإعلان ليست جديدة كلها، إنما هي بالأحرى جماع أفكار طالما ترددت في أماكن كثيرة مختلفة، أما الجديد في هذا الإعلان فهو سعيه لتعزيز هذه الأفكار والخطط بعمل منظم... إن الجهاد في سبيل غايات نبيلة ليس وليد اليوم، فقد جرب المسلمين السابقون الشهادة، وتاريخهم حافل بصفحات مليئة بالتضحيات والمعاناة والشهداء... يمكننا أن نبين بوضوح الطريق الذي يؤدي إلى تحقيق غاياتنا، إنه طريق إحياء الإسلام في جميع مجالات حياتنا.


يقول الدكتور محمد يوسف عدس (القائم بإعداد هذا الكتاب) فى مقدمة هذا الكتاب: وما أريد أن أُثْبِتَه هنا هو أنَّ السيرة الذاتية – على أي حال – تشفُّ عن شخصية صاحبها الحقيقية سواء أراد هو ذلك أو لم يرد . مثلاً أراد لورد (( أوين )) في مذاكراته ( أوديسا البلقان ) أن يُبَرِّرَ أخطاءَه الفاحشة في محاولته تسوية الصراع اليوغسلافي في البوسنة ، فبدا غاضبًا كاذبًا مزيفًا للحقيقة بل ومتناقضًا مع نفسِه في كتابات له سابقة عن حَرْب البوسنة وقد أوضحت ذلك في مقال سابق في مجلة المختار الإسلامي ردًّا على ما كَتَبَه الأستاذ محمد حسنين هيكل في هذا الموضوع وفي مذكرات (( هنرى كسينجر )) رأيته متعاليًا خبيثًا كارهًا وليس ( صديقنا العزيز ) كما كان يُطْلِقُ عليه بعض قادتنا العرب سذاجةً أو سياسةً !
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#43K

13 مشاهدة هذا الشهر

#35K

7K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
د. محمد يوسف عسد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث