📘 ❞ الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝ كتاب ــ كلود ريفيير اصدار 2015

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان ❝ ــ كلود ريفيير 📖

█ _ كلود ريفيير 2015 حصريا كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان عن المركز القومي للترجمة 2024 للأديان: يناقش أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة السوربون كتابه «الأنثروبولوجيا للأديان» ثلاثة جوانب رئيسة تتعلق بأنثروبولوجيا الأديان؛ وهي: الانثروبولوجيا الدينية مكانة الأساطير مباحثها الطقوس والشعائر من منظور أنثروبولوجي – اجتماعي الجزء الأول يعرض المؤلف لإشكالية الدين والمقدس فصول بدأها بتعريف كل من: ثم عرض بعد ذلك للأشكال الافتراضية البدائية والوثنية؛ كالطوطم والمانا والتابو منتهياً إلى تقديم نبذة مختصرة جداً حول تاريخ ورموزها ووظائفها أما الثاني كتابه؛ والذي أفرده لمعالجة إشكالية وأبعادها فقد تحدث فيه السمات الرئيسة للأسطورة: شكلاً وموضوعًا معولاً بصفة خاصة نتائج أبحاث ليفي شتراوس وفرويد ويونغ وروجيي كايوا ومالينوفسكي وغيرهم وتبعاً لذلك باستفاضة معنى وغاياتها ومقاصدها وتأثيرها المشاعر كما لبحث علائقها المختلفة بالتحليل النفسي؛ أسطورة أوديب وعرض أيضاً لوظائف النفسية والإدراكية والتربوية والاجتماعية والسياسية وقد أفضى به كله دراسة علاقة الأسطورة بالمقدس الديني مع توضيح الخلط الواقع بينها وبين في الثالث استفاض الحديث والممارسات والشعائر؛ معرفاً إياها بالقول: «الشعيرة عبارة مجموعة الأفعال المتكررة والمقننة التي تحظى غالباً بالاحترام ولها نظام تأدية شفهي أو حركي ومحملة بالرّمزية وقائمة الإيمان بالقوة الفعالة للقدرة العليا يحاول الإنسان أن يتصل بها بغرض الحصول نتيجة مرجوة» ومن هنا جاء حديثه ارتباط الشعائر بنزعات التطهير والكفارة الديانات السماوية والهندوسية وبطبيعة الحال الأديان كانت تقام فيها التكفيرية وسط جو التوتر والحزن حتى تعم التعاسة البؤس الباعث الجزع! أما الرابع يعد أهم أجزاء الكتاب ما يؤكد المترجم؛ انصب اهتمام معالجة مسائل السحر والشعوذة فعرض لأهم تفسيراتهما بخاصة نحو تجلت كتابات عالم جيمس فريزر الذي أكد أسبقية للعلم واختلافه كلياً تناول هذا عنونه بـ «هوامش الدين» مسالة وارتباطاتها بالسحر وعد كلًّا التنجيم وقراءة الطالع والأبراج والاتصال بأرواح الموتى أشكال المنتشرة حاليًا وأخيرا الخامس سماه «الديناميكية المعاصرة» صحوة الممارسات الزمن الراهن وتفسير سبب انتشارها العالم المعلمن مؤكداً خطأ المقاربات قامت الربط بين الحداثة جهة وتراجع أخرى وضمن السياق وجه انتقادات حادة لنظريات العلمنة الإقصائية مؤكدًا معطياتها ناقصة وأنها لا تتعامل بموضوعية الدول تلعب أدوارًا إصلاحية فقد زعم ثلة الباحثين أمثال: بيرجير ولوكمان وبريان وليسون وديفيد مارتان والعالم يتوافقان أبداً مستدلين بشيوع موجة وتضاؤل المجال مستقبل البشرية؛ وصولاً النتائج التوقعات التالية: زيادة العقلنة والتحرر التأثير خلال الرأسمالية وضعت بذورها الأخلاق البروتستانتية واتساع رقعة فصل مجالات التربية غير وتلاشي انتماءاتها وانسحاب الآلهة الساحة اليومية العام وتهميش هو ذو طابع كنسي وإنهاء احتكار التقاليد وخصخصة الالتزامات الاختيار الحر للمعتقدات وأنماط الولاء ضمن بعضهم انهيار تصدع بنيان المقدس the Sacred Canopy بلهجة خيبة الأمل قصدها ماكس فيبر ووفق ديفيد مارتان؛ فإن هي عملية تسير اتجاه واحد بحيث تقبل المراجعة! دفع التساؤل: أليست نظريات بناء براغماتياً قائمًا معطيات ناقصة؟! ركامًا أفكار ليست خاطئة مجملها ولكن تعوزوها الأدلة القاطعة ولا تأخذ حسبانها: البلاد يلعب دورًا إصلاحها وتمردها وثورتها أسباب انتشار حركات جديدة وطوائف دينية صوفية باطنية؟! وينتهي تأكيد العكس مما يروج لها إلا محدودة ذاتياً وليس أدل السطحية تغلب أتباع الاتجاهات الإلحادية المعاصرة؛ بالأحرى عدم المبالاة باعتبار لغة ميتة يمثل لهم أي مشكلة واعتبار الإله ميتاً دون إعلان وفاته! ومن مقارنة سمات الشعبي والدين المؤسسي فإنهم يستخلصون انفعالي وغير واقعي بينما عقلاني وروتيني وأن يتسم بأصولية ذات تراث فيما يتميز بتراثه المكتوب والمدون وفيما يتمحور أولهما عبادة القديسين والآلهة ثانيهما بطابعة التوحيدي وعلى يقرر هذه المقابلات «مبالغ فيها»؛ لأن هذين النمطين يؤثر بعضهما بعض يقضي أحدهما الآخر أضف العلاقة الجدلية بينهما فعندما يضعف النظام النظرة التلقائية يمكن تستوحى الشعبية الموروثة وعندما تتجمد البشر يمارسون شعائر عابرة؛ كالتعميد والاحتفالات المقدسة وغيرهما وينتهي موافقة هيرفييه ليجر أنَّه الخطأ بمكان اعتقاد بأن له خاص ومحلي ويتساءل: إذا كان يسخر القدرة الإلهية لخدمة الاحتياجات الفردية؛ فكيف يكون حال يقدم هكذا خدمة؟ وإذا العقائد والممارسات؛ فهل الممكن الأكثر تنظيماً؟ ويجيب بنعم ولكنه يستطرد: إن يتحقق بسبب تدخل رجال المجامع الكنسية يأخذ اعتباره القرب الجسدي والمحن وأشكال التضامن الاجتماعي فما يوجد الكنيسة المسيحية البدائية؟! وعلى رغم إقراره بما «تآكل المقدس»؛ فإنه عاد ليؤكد ثانية يفضي بالضرورة تلاشي أنواع السمو يتوهم ويكفي للتدليل ذلك: التقدم الكبير تحرزه الكبرى المعاصر: والإسلام إفريقية وأوقيانوسيا والبوذية الشرق والتي يرافقها عادة حماسة المعتنقين الجدد ففي إفريقيا السوداء سبيل المثال زاد عدد الكاثوليك مليون مئة الفترة 1890 1990 وما عامي 1995 2000 أنشئت ستون أبريشية كاهن بالنسبة الإسلام؛ متجذراً الساحلية منذ القرن الحادي عشر السابع إذ «الإسلام العربي» الحضارةَ تقدمًا وارتبط نجاحه إبان التاسع الميلادي بحركات إعادة هيكلة سياسية صبغة انتشرت السنغال نيجيريا تحت زعامة الحاجين عمر وعثمان فوديو الخصوص ساهمت الطرق الصوفية القادرية والسنية والأحمدية والتيجانية والمريدية ارتقاء الإسلام إفريقيًا الثقافة والتربية والتعليم أما حقبة الاستعمار؛ أقام حاجزاً ثقافياً ورمزياً منيعاً ضد الغرب المستعمر وتأكد كدين صحيح لإفريقيا؛ خلافاً للمسيحية المستوردة فالإحساس بالقرابة الروحية عند الإفريقي المسلم كفيلة بإبعاد شبح الاغتراب عنه محيطة يعمل مفاهيم مختلفة مجال ومواجهتها بعلم وبالإشكاليات العالمية الكلاسيكية بعم الأعراق منهجية وتاريخية يستحضر والمعتقدات والأساطير والأعياد والطقوس وممارسات قراءة والمس وتكمن أهمية إصدار المرجع اللغة الفرنسية العربية النفع يعود ليس فقط القارئ العادي أيضا الباحث والمتخصص علوم : والاجتماع والأديان ; لذا أرى ترجمة ونشر العمل الناضج باللغة إسهاما تثقيف العربي حديث شأنه توسيع مدارك فكر والاطلاع ثقافات تدفعه الاعتراف بالتعددية الثقافية والدينية تجعله يرى الأشياء ثقافة واحدة وربما يساعد ترسيخ فكرة الحوار الثقافات تبحث الآونة الأخيرة دبلوماسية تدعم التفاهم الشعوب الفكر والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل البشري ويشير قدرة العقل تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي وبشأن كيفية حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia تعني حرفيًا "حب الحكمة") الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 قبل الميلاد) تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان
كتاب

الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان

ــ كلود ريفيير

صدر 2015م عن المركز القومي للترجمة
الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان
كتاب

الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان

ــ كلود ريفيير

صدر 2015م عن المركز القومي للترجمة
عن كتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان:
يناقش كلود ريفيير، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة السوربون، في كتابه «الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان»، ثلاثة جوانب رئيسة تتعلق بأنثروبولوجيا الأديان؛ وهي: الانثروبولوجيا الدينية، مكانة الأساطير في مباحثها، الطقوس والشعائر الدينية من منظور أنثروبولوجي – اجتماعي. في الجزء الأول يعرض المؤلف لإشكالية الدين والمقدس في ثلاثة فصول بدأها بتعريف كل من: الدين والمقدس، ثم عرض بعد ذلك للأشكال الافتراضية للأديان البدائية والوثنية؛ كالطوطم والمانا والتابو، منتهياً إلى تقديم نبذة مختصرة جداً حول تاريخ الأنثروبولوجيا الدينية، ورموزها، ووظائفها.

أما الجزء الثاني من كتابه؛ والذي أفرده لمعالجة إشكالية الأساطير الدينية وأبعادها الاجتماعية من منظور أنثروبولوجي، فقد تحدث فيه عن السمات الرئيسة للأسطورة: شكلاً وموضوعًا، معولاً في ذلك – بصفة خاصة – على نتائج أبحاث كل من: ليفي شتراوس، وفرويد، ويونغ، وروجيي كايوا، ومالينوفسكي، وغيرهم. وتبعاً لذلك، تحدث ريفيير باستفاضة عن معنى الأساطير، وغاياتها، ومقاصدها، وتأثيرها في المشاعر الدينية بصفة خاصة، كما عرض لبحث علائقها المختلفة بالتحليل النفسي؛ كما في أسطورة أوديب، وعرض أيضاً لوظائف الأساطير النفسية، والإدراكية، والتربوية، والاجتماعية، والسياسية. وقد أفضى به ذلك كله إلى دراسة علاقة الأسطورة بالمقدس الديني، مع توضيح الخلط الواقع بينها وبين الدين.

في الجزء الثالث من كتابه استفاض ريفيير في الحديث عن الطقوس والممارسات والشعائر؛ معرفاً إياها بالقول: «الشعيرة عبارة عن مجموعة من الأفعال المتكررة والمقننة التي تحظى غالباً بالاحترام، ولها نظام تأدية شفهي أو حركي، ومحملة بالرّمزية، وقائمة على الإيمان بالقوة الفعالة للقدرة العليا التي يحاول الإنسان أن يتصل بها بغرض الحصول على نتيجة مرجوة». ومن هنا جاء حديثه حول ارتباط الشعائر بنزعات التطهير والكفارة في الديانات السماوية والهندوسية، وبطبيعة الحال في الأديان البدائية التي كانت تقام فيها الشعائر التكفيرية وسط جو من التوتر والحزن حتى تعم التعاسة أو البؤس الباعث على الجزع!

أما الجزء الرابع، والذي يعد أهم أجزاء الكتاب في ما يؤكد المترجم؛ فقد انصب اهتمام المؤلف فيه على معالجة مسائل السحر والشعوذة، فعرض فيه لأهم تفسيراتهما، بخاصة على نحو ما تجلت في كتابات عالم الاجتماع جيمس فريزر الذي أكد أسبقية السحر للعلم، واختلافه كلياً عن الدين. كما تناول المؤلف في هذا الجزء الذي عنونه بـ «هوامش الدين» أيضاً مسالة الطقوس والشعائر وارتباطاتها بالسحر والشعوذة، وعد كلًّا من التنجيم وقراءة الطالع والأبراج والاتصال بأرواح الموتى، من أشكال السحر المنتشرة حاليًا. وأخيرا تناول المؤلف في الجزء الخامس من كتابه ما سماه «الديناميكية الدينية المعاصرة»، والذي تحدث فيه عن صحوة الممارسات الدينية في الزمن الراهن، وتفسير سبب انتشارها في العالم المعلمن، مؤكداً خطأ المقاربات التي قامت على الربط بين الحداثة من جهة، وتراجع الممارسات الدينية من جهة أخرى. وضمن هذا السياق وجه المؤلف انتقادات حادة لنظريات العلمنة الإقصائية، مؤكدًا أن معطياتها ناقصة، وأنها لا تتعامل بموضوعية مع الدول التي تلعب فيها الأديان أدوارًا إصلاحية.

فقد زعم ثلة من الباحثين، أمثال: بيرجير، ولوكمان، وبريان وليسون، وديفيد مارتان وغيرهم، أن الدين والعالم الحديث لا يتوافقان أبداً، مستدلين على ذلك بشيوع موجة العلمنة، وتضاؤل المجال الديني في مستقبل البشرية؛ وصولاً إلى النتائج/التوقعات التالية: زيادة العقلنة وتراجع الإيمان، والتحرر من التأثير الديني من خلال الرأسمالية التي وضعت بذورها في الأخلاق البروتستانتية، واتساع رقعة العلمنة من خلال فصل مجالات التربية غير الدينية وتلاشي انتماءاتها، وانسحاب الآلهة من الساحة اليومية/المجال العام، وتهميش كل ما هو ذو طابع كنسي، وإنهاء احتكار التقاليد الدينية، وخصخصة الالتزامات من خلال الاختيار الحر للمعتقدات وأنماط الولاء المختلفة.

ضمن هذا السياق أيضاً تحدث بعضهم عن انهيار أو تصدع بنيان المقدس the Sacred Canopy بلهجة خيبة الأمل التي قصدها ماكس فيبر. ووفق ديفيد مارتان؛ فإن العلمنة هي عبارة عن عملية تسير في اتجاه واحد، بحيث لا تقبل المراجعة! ما دفع ريفيير إلى التساؤل: أليست نظريات العلمنة بناء براغماتياً قائمًا على معطيات ناقصة؟! أليست ركامًا من أفكار ليست خاطئة في مجملها ولكن تعوزوها الأدلة القاطعة، ولا تأخذ في حسبانها: لا البلاد التي يلعب الدين دورًا في إصلاحها وتمردها وثورتها، ولا أسباب انتشار حركات جديدة، وطوائف دينية، أو صوفية باطنية؟! وينتهي من كل ذلك إلى تأكيد أن العلمنة على العكس مما يروج لها ما هي إلا عملية محدودة ذاتياً، وليس أدل على ذلك من السطحية التي تغلب على أتباع الاتجاهات الإلحادية المعاصرة؛ أو بالأحرى عدم المبالاة باعتبار الدين لغة ميتة لا يمثل لهم أي مشكلة، واعتبار الإله ميتاً من دون إعلان وفاته!

ومن خلال مقارنة بعضهم بين سمات الدين الشعبي والدين المؤسسي فإنهم يستخلصون أن الدين الشعبي انفعالي وغير واقعي، بينما الدين المؤسسي عقلاني وروتيني، وأن الأول يتسم بأصولية ذات طابع أو تراث شفهي، فيما يتميز الثاني بتراثه المكتوب والمدون، وفيما يتمحور أولهما حول عبادة القديسين والآلهة، يتميز ثانيهما بطابعة التوحيدي. وعلى العكس من ذلك يقرر ريفيير أن هذه المقابلات «مبالغ فيها»؛ لأن هذين النمطين من الدين يؤثر بعضهما في بعض، من دون أن يقضي أحدهما على الآخر. أضف إلى ذلك أيضاً العلاقة الجدلية بينهما، فعندما يضعف النظام الديني فإن النظرة التلقائية يمكن أن تستوحى من التقاليد الشعبية الموروثة، وعندما تتجمد الطقوس والشعائر الدينية فإن البشر يمارسون شعائر عابرة؛ كالتعميد، والاحتفالات المقدسة وغيرهما.

وينتهي ريفيير إلى موافقة هيرفييه ليجر في تأكيد أنَّه من الخطأ بمكان اعتقاد بأن الدين الشعبي له طابع خاص ومحلي. ويتساءل: إذا كان الدين الشعبي يسخر القدرة الإلهية لخدمة الاحتياجات الفردية؛ فكيف يكون حال الدين المؤسسي الذي لا يقدم هكذا خدمة؟ وإذا كان الدين الشعبي عبارة عن مجموعة من العقائد والممارسات؛ فهل من الممكن أن يكون الدين الآخر الأكثر تنظيماً؟ ويجيب على ذلك بنعم، ولكنه يستطرد: إن ذلك لا يتحقق إلا بسبب تدخل رجال الدين من خلال المجامع الكنسية، كما أن الدين الشعبي يأخذ في اعتباره مسائل القرب الجسدي، والمحن اليومية، وأشكال التضامن الاجتماعي، فما الذي يوجد من كل ذلك في الكنيسة المسيحية البدائية؟!

وعلى رغم إقراره بما سماه «تآكل المقدس»؛ فإنه عاد ليؤكد ثانية أن ذلك لا يفضي بالضرورة إلى تلاشي كل أنواع السمو في الزمن الراهن كما يتوهم بعضهم. ويكفي للتدليل على ذلك: التقدم الكبير الذي تحرزه الأديان الكبرى في العالم المعاصر: المسيحية والإسلام في إفريقية وأوقيانوسيا، والبوذية في الشرق، والتي يرافقها عادة حماسة المعتنقين الجدد لها. ففي إفريقيا السوداء – على سبيل المثال – زاد عدد الكاثوليك من مليون إلى مئة مليون في الفترة من 1890 إلى 1990. وما بين عامي 1995 و 2000 أنشئت ستون أبريشية كاهن جديدة في إفريقية.

أما بالنسبة إلى الإسلام؛ فقد كان متجذراً في إفريقيا الساحلية منذ القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر. إذ يمثل «الإسلام العربي» الحضارةَ الأكثر تقدمًا، وارتبط نجاحه الشعبي – إبان القرن التاسع عشر الميلادي – بحركات إعادة هيكلة سياسية دينية – ذات صبغة صوفية – انتشرت من السنغال إلى نيجيريا تحت زعامة الحاجين عمر وعثمان فوديو على وجه الخصوص. كما ساهمت الطرق الصوفية القادرية، والسنية، والأحمدية، والتيجانية، والمريدية، في ارتقاء الإسلام إفريقيًا من خلال الثقافة، والتربية، والتعليم. أما في حقبة الاستعمار؛ فقد أقام الإسلام حاجزاً ثقافياً ورمزياً منيعاً ضد الغرب المستعمر، وتأكد كدين صحيح لإفريقيا؛ خلافاً للمسيحية المستوردة، فالإحساس بالقرابة الروحية عند الإفريقي المسلم كفيلة بإبعاد شبح الاغتراب عنه في محيطة الاجتماعي.

يعمل هذا الكتاب على الربط بين مفاهيم مختلفة في مجال علم الإنسان ومواجهتها بعلم الاجتماع الحديث وبالإشكاليات العالمية الكلاسيكية التي تتعلق بعم الأعراق على وجه الخصوص. ومن خلال منهجية مقارنة وتاريخية، يستحضر المؤلف علم الأنثروبولوجيا الدينية، والمعتقدات، والأساطير، والأعياد، والطقوس، وممارسات قراءة الطالع والمس.

وتكمن أهمية إصدار هذا المرجع من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية في النفع الذي يعود ليس فقط على القارئ العادي، ولكن أيضا على الباحث والمتخصص في علوم : الإنسان والاجتماع والأديان.;

لذا أرى في ترجمة ونشر هذا العمل الناضج باللغة العربية إسهاما في تثقيف القارئ العربي من خلال علم حديث، من شأنه توسيع مدارك فكر الإنسان العربي والاطلاع على ثقافات أخرى، تدفعه إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية والدينية ولا تجعله يرى الأشياء من منظور واحد أو من ثقافة واحدة.

وربما يساعد هذا المرجع على ترسيخ فكرة الحوار بين الثقافات والأديان التي تبحث في الآونة الأخيرة عن دبلوماسية جديدة تدعم التفاهم بين الشعوب.

الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#27K

13 مشاهدة هذا الشهر

#29K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 330.
المتجر أماكن الشراء
كلود ريفيير ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المركز القومي للترجمة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث