📘 ❞ نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث ❝ كتاب ــ أحمد خليل جمعة اصدار 1994

عن كتاب نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث:
إن الحديث عن أهل البيت النبويّ حديث ممتع شائق، ومن كأهل البيت يستحلى الحديث عنهم فيستجلى في صورة لائقة؟ وإن نساء أهل البيت النبوي الطاهر هن صفة الصفوة من نساء الدنيا، يستلهم من سيرتهن عبير الفضائل، ورحيق المكارم، وكريم الشمائل، ففي سيرة كل واحدة منهن ما تشتهيه الأنفس، وتلذّ الأعين من لطيف الصفات، وحميد المكرمات...

والرحلة مع أهل البيت الطاهرات تحمل بين طياتها نفحات هؤلاء الكريمات اللواتي عطرن السِيَر بطيب عرف سيرتهن، وقد تناول الصنفون سيرة نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة بناته الأطهار وسير بعض شهيرات النساء في العصر النبوي، إلا أنه لم يكن هناك من تحدث عن نساء أهل البيت ممن عشن في رحابه، ونعمن في ظلال الرحمة النبوية، وينبوع الكرامة المحمدية.

من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يتحدث عن هؤلاء الطاهرات، يجلو المؤلف من خلاله الحديث عنهن في صورة أخرى، وسيجدها القارئ أكثر وضوحاص من ذي قبل، وأكثر إصابة وإستيعاباً، وذلك بعد الرجوع إلى مصادر في مقدمتها القرآن الكريم وعلومه، وكتب التفسير الكثيرة القديمة والحديثة، والصحيحان: البخاري ومسلم، وكتب الحديث والسنن والمسانيد.

وقد راعى المؤلف ذكر مظان كل خبر، مشيراً إلى تخريج الأحاديث في مواضعها بحواشي الكتاب، توثيقاً لما يورده، وليكون المنهج واضحاً في ضوء القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، بالإضافة إلى ذلك اعتمد المؤلف في عمله هذا على كتب السيرة النبوية الكثيرة، حيث قام بإنتقاء الأخبار التي لها أصل في كتب الحديث النبوي، أو ما توافق مع ما جاء في الأخبار الصحيحة السليمة، وكانت كتب الطبقات والسير والتراجم من روافد هذا الكتاب، إذ تعتبر هذه المصادر مادة غنية بالمعلومات.

بالإضافة إلى ذلك، كتب التاريخ التي كان لها نصيب وافر في مادة هذا الكتاب، إذ تم الإعتماد عليها لربط الأحداث، وتناسقها مع ترجمة كل شخصية من الشخصيات، ولفهم الحوادث بشكل يتناسب مع منطق العصر النبوي، ومع تاريخ نساء أهل البيت الطاهرات، ولم يَفُت المؤلف اعتماده على أمهات كتب اللغة، كما ومعاجمها، ومعاجم الأماكن والبلدان، والأعلام وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك تم إغناء الكتاب بنفائس الأخبار ونوادرها، ورقائق الأشعار وبدائعها، مما ورد في كتب الأدب والمعارف المتنوعة، وأما منهجية، فقد حرص المؤلف على تتبع أصح الأقوال، وأرجح الروايات وردت عن الشخصية المُتَرْجم لها، مقتفياً بعض الأحداث التي تتصل بحياتها كمولدها، ووفاتها وذكر مكانه وتحديده، وإيضاح الأشكال لبعض الشبهات التي أثيرت حولها، وكذلك تبيان حالتها العلمية في ضوء القرآن الكريم، مع دورها في رواية الحديث الشريف، ونقل العلم إلى محبّي المعرفة، وطلاب الحقيقة، الذين كانوا يفدون إلى رحاب أهل البيت النبوي من كل فجٍّ، عميق كي ينفعوا من علومهم ومعارفهم، كما كان هناك تنويه إلى مواضع هامة لدى كل واحدة من نساء أهل البيت رضي الله عنهم عنهن.