█ _ علي الطنطاوي 0 حصريا كتاب مقدمات الشيخ 2024 الشيخ: الثقافة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ ˝لقد تعلّمنا في المدرسة ونحن صغار أنّ السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل، وأنّ الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير، ولا يتكبر إلا حقير˝ . ❝
❞ البنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه، لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجًا صالحة، وأمّا موقرة وربة بيت . ❝
❞ صحيح أن الرجل هو الذى يخطو الخطوة الأولى فى طريق الإثم ،لا تخطوها المرأة أبدًا..
ولكن لولا رضاكِ ما أقدم، ولولا لينك ما اشتد، أنتِ فتحتِ له وهو الذى دخل.
قلتِ للص تفضل! . ❝
❞ يا أسفي ... لقد مضى أكثر العمر وما ادخرت من الصالحات ، ولقد دنا السفر وما تزوّدتُ ، ولا استعددت ، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ، ولا زرعت ، وسمعت المواعظ ، ورأيت العبر فما اتعظت ، ولا اعتبرت ، وآن أوان التوبة ، فأجلت وسوفت ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، فما يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم سترتني فيما مضى ، فاسترني فيما بقي ، ولا تفضحني يوم الحساب ، ورحم الله قارئاً قال : آمين . ❝
❞ وقعدت أرى الناس ، وأسأل نفسي : عَلامَّ يركضون ؟ وإلامَّ يسعون ؟ وما ثم إلا السراب ، هل تعرفون السراب ؟ إن الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين ماء زلال ، فإذا كدَّ الرِكاب ليبلغه لم يلقى إلا التراب ، هذه هي ملذات الحياة ، إنها لا تَلِذُّ إلا من بعيد . ❝
❞ ونظرت فإذا كل الذي ربحته من عمري لحظات ، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان ، وأخلص فيها التوجه إلى الله ، تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة ، تائهاً في بيداء الغرور ، أحسب من جهلي أن الأيام ستمتد بيّ ، لم أدرِّ أن العمر ساعات محدودة ، وأن ذلك هو رأس مالي كله ، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء . ❝
❞ إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟
إن الشهرة وهم ليس له في سوق الحقيقة قيمة وليس له في ميزان الواقع وزن ، حتى إن هذا الحرف (أي الشهرة) لا يصح لغة ، ولا تكون الشهرة في الفصيح إلا بالعيب والعار والفضيحة ، ولكن الألسنة أدارتها على هذا المعنى فكتبنا للناس ما يفهمون ، إن الشهرة سراب زائف ، إنها مثل «المستقبل» الذي يركض وراءه الناس كلهم فلا يصلون إليه أبداً ، لأنهم إن وصلوا إليه صار «حاضراً» ، وعادوا يفتشون عن مستقبل آخر يعدون إليه ، كحزمة الحشيش المربوطة برأس الفرس يسعى ليدركها وهي تسعى أبداً معه ، إنني أقول هذا ، من أعماق قلبي مؤمناً به ، ولقد مر علي زمان كان أحلى أمانيّ فيه أن أسير فيشير إلي الناس بالأيدي يقولون ˝هذا علي الطنطاوي˝ وأن أعلو خطيباً كل منبر ، وأن أجد اسمي في كل صحيفة ، وكان قلبي يتفتح للجمال ويستشرف للحب ، فلما جربت هذا كله وذقت لذته ، صار كل ما أرجوه أن أتوارى عن الناس وأن أمشي بينهم فلا يعرفني منهم أحد . ❝
❞ وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائماً في أنه معهم يراهم ويسمعهم ، هنالك تصير الآلام في الله لذة ، والجوع في الله شبعاً ، والمرض صحة ، والموت هو الحياة السرمدية الخالدة ، هنالك لا يبالي الإنسان ألاً يكون معه أحد ، لأنه يكون مع الله . ❝
❞ فأحسست حينما أنكرت نفسي بلذة الوجدان التي لا توصف ، وعلمت بأن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلا إذا نسي نفسه وعظمته ، هنالك يجد هذا «الجرم الصغير» الذي هو رملة في الصحراء ، وعدم في وجود الكواكب ، والذي لا يمتد عمره أكثر من لحظة في عمر السماء ... يجده أكبر من الكواكب وأخلدَ من السماوات ، لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان ، وقمت بعد ذلك أصلي ، فلما قلت : « الله أكبر » ، مُحي الكون كله من وجودي ، ولم يبقَ إلا أنا العبد المؤمن الضعيف ، أمام الله الإله العظيم الجبار .
ليس في الدنيا شيء أجَلُّ ولا أجمل من الصلاة . ❝