█ _ علي الطنطاوي 2009 حصريا كتاب البواكير عن دار المنارة للنشر والتوزيع 2024 البواكير: من تأليف الشيخ صدرت الطبعة الأولى منه عام م بعد وفاة مؤلفه بعشر سنوات كاملة ويضم مجموعة أقدم ما كتبه ونشره مقالات وقد جمعها ورتبها هذا الكتاب حفيدُه مجاهد مأمون ديرانية الذي استخرجها بطون الصحف والمجلات القديمة التي كتب فيها بداية حياته الأدبية قبل أكثر ثمانين سنة نبذة يضم ستاً وسبعين مقالة نُشرت بين 1929 حين كان العشرين عمره وسنة 1935 أي صار السادسة والعشرين وكلها مما كُتب ونُشر أيامَ الانتداب الفرنسي الشام يوم الأمر والنهي للفرنسيين وبيد مفوَّضهم السامي الحكم والسلطان ومع ذلك فإن القارئ يجد الجرأة والصراحة والوضوح يدعو إلى العجب أما المقالات فقد بادت اليوم فلم يعد لها وجود: مجلة "الفتح" أصدرها محب الدين الخطيب مصر (ومحب هو خال الطنطاوي) ومجموعة كانت تصدر تلك الأيام: "القبس" و"المقتبس" و"اليوم" و"ألف باء" و"الجزيرة" و"فتى العرب" وغيرها أما منهج جمع أوضحه حفيد المؤلف مقدمته قدم بها للكتاب قال: "هذه هي المرة أُخرج كتاباً لعلي لا جامعة تجمع مقالاته إلا الزمن ولا رابطة تربط بينها سِنُّه نشرها أولَ مرة بدأت بأقدم نشراً وكلما مضى قُدُماً سيتقدم السنوات ثم اجتهدت فعملت لم أعمله سواه نشرته وهو أنني حرصت أن أثبت أول كل موضع وتاريخه فذكرت اسم الجريدة وتاريخ باليوم والشهر والسنة وإنما حملني أني زلت أحس وأنا أشتغل بهذا فيه تاريخ نفسه وليس فقط سجلاً لكتاباته المبكرة حياته" وفي آخر المقدمة نجد كلمة للشيخ أثبتها حفيده الموضع "ثم شاء الله يكتب جدي لمقدمة كتابه كلمات الختام وهي وجدتها بخطه حاشية دفتر مخطوط ضم بعض فنقلتها وفيها "هذا شيء قليل جداً كثير كتبته الأيام ولو جمعت أودعته الكتب لكان لي الآن ستين إذا ربحت قليلاً ثواب أو سبّبَ دعوة صالحة تنفعني آخرتي فذاك وإلا فهو سراب وكل فوق التراب تراب ينفع صاحبَه يومَ الحساب" الثقافة الإسلامية مجاناً PDF اونلاين مصطلح تعبير يستعمل أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالإسلام المسلمين أنحاء العالم وعلاقتها بالثقافات الاخرى
❞ إن تاريخنا -مهما كان زاهراً باهراً- لايغني عنا من الآتي شيئاً، وإن الفخر بالرِّمَم البالية والأيام الخالية لايرد عزاً ولا يرجع مجداً، فحسبنا نظراً إلى الماضي، ولننظر إلى المستقبل، إلى الأمام. ياقوم ماذا يردّ عليكم عزَّ أوّلكم . . . إنْ ضاع آخِرُه، أو ذَلَّ واتّضَعا . ❝
❞ الصلاة ليست ركوعًا وسجودًا وقيامًا وقعودًا، بل إن هذا كله بمثابة الجسد منها ، أما روحها فهي الخشوع;فمن لم يخشع في صلاته كان كمن يرفع إلى الله جسدًا ميتًا ، ولاخشوع لمن عقله في بيته أو دكانه ، وفي تجارته أو ولده . ❝
❞ ˝لقد تعلّمنا في المدرسة ونحن صغار أنّ السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل، وأنّ الممتلئة بالقمح تخفضه، فلا يتواضع إلا كبير، ولا يتكبر إلا حقير˝ . ❝
❞ البنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه، لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، في أن تكون زوجًا صالحة، وأمّا موقرة وربة بيت . ❝
❞ صحيح أن الرجل هو الذى يخطو الخطوة الأولى فى طريق الإثم ،لا تخطوها المرأة أبدًا..
ولكن لولا رضاكِ ما أقدم، ولولا لينك ما اشتد، أنتِ فتحتِ له وهو الذى دخل.
قلتِ للص تفضل! . ❝
❞ يا أسفي ... لقد مضى أكثر العمر وما ادخرت من الصالحات ، ولقد دنا السفر وما تزوّدتُ ، ولا استعددت ، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ، ولا زرعت ، وسمعت المواعظ ، ورأيت العبر فما اتعظت ، ولا اعتبرت ، وآن أوان التوبة ، فأجلت وسوفت ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، فما يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم سترتني فيما مضى ، فاسترني فيما بقي ، ولا تفضحني يوم الحساب ، ورحم الله قارئاً قال : آمين . ❝
❞ وقعدت أرى الناس ، وأسأل نفسي : عَلامَّ يركضون ؟ وإلامَّ يسعون ؟ وما ثم إلا السراب ، هل تعرفون السراب ؟ إن الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنه عين ماء زلال ، فإذا كدَّ الرِكاب ليبلغه لم يلقى إلا التراب ، هذه هي ملذات الحياة ، إنها لا تَلِذُّ إلا من بعيد . ❝
❞ ونظرت فإذا كل الذي ربحته من عمري لحظات ، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان ، وأخلص فيها التوجه إلى الله ، تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة ، تائهاً في بيداء الغرور ، أحسب من جهلي أن الأيام ستمتد بيّ ، لم أدرِّ أن العمر ساعات محدودة ، وأن ذلك هو رأس مالي كله ، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء . ❝
❞ إني لأسأل مرة ثانية : ما الشُهرَة ؟
إن الشهرة وهم ليس له في سوق الحقيقة قيمة وليس له في ميزان الواقع وزن ، حتى إن هذا الحرف (أي الشهرة) لا يصح لغة ، ولا تكون الشهرة في الفصيح إلا بالعيب والعار والفضيحة ، ولكن الألسنة أدارتها على هذا المعنى فكتبنا للناس ما يفهمون ، إن الشهرة سراب زائف ، إنها مثل «المستقبل» الذي يركض وراءه الناس كلهم فلا يصلون إليه أبداً ، لأنهم إن وصلوا إليه صار «حاضراً» ، وعادوا يفتشون عن مستقبل آخر يعدون إليه ، كحزمة الحشيش المربوطة برأس الفرس يسعى ليدركها وهي تسعى أبداً معه ، إنني أقول هذا ، من أعماق قلبي مؤمناً به ، ولقد مر علي زمان كان أحلى أمانيّ فيه أن أسير فيشير إلي الناس بالأيدي يقولون ˝هذا علي الطنطاوي˝ وأن أعلو خطيباً كل منبر ، وأن أجد اسمي في كل صحيفة ، وكان قلبي يتفتح للجمال ويستشرف للحب ، فلما جربت هذا كله وذقت لذته ، صار كل ما أرجوه أن أتوارى عن الناس وأن أمشي بينهم فلا يعرفني منهم أحد . ❝
❞ وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائماً في أنه معهم يراهم ويسمعهم ، هنالك تصير الآلام في الله لذة ، والجوع في الله شبعاً ، والمرض صحة ، والموت هو الحياة السرمدية الخالدة ، هنالك لا يبالي الإنسان ألاً يكون معه أحد ، لأنه يكون مع الله . ❝