█ _ محمد أحمد الراشد 0 حصريا كتاب رسائل السبكي 2024 السبكي: كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين كان ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث الله رسوله محمدًا صلى عليه وسلم حين فترة من الرسل وبعد أن الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء النبي برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه إلا القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ هذا الداعي الجديد وأقبل ينظرون ما الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون عن طريقها ومنذ ذلك الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة إلى اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة لا تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أو أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف
❞ أن من جد وجد ، وليس من سهر كمن رقد
فلا تكن ممن تضمه الكتائب ، وقلبه عن المشاركة غائب
وهذا الموت منك قيد شبر الشابر
وهذا دبيبب اليالي يسارق عن نفسك ساعاتها
وأن سلع المعالي غاليات الثمن
فأنظر لنفسك ، وأغتنم وقتك
فإن الثوى قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخيف ، والأغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير.
وحولك من يناديك :
أيها المشدود في تيه الأماني
خفف الآهات دع عنك التواني
لاتبالي أن بغت كف الزمان
واعتصم بالله ذا افضل واسمى
أنت تدري ايها الحيران عنا
كيف فوق الشمس ازماناً حللنا
أيها المذهول لاتيأس فإنا :
لبناء الأمة العضماء عملنا
فلا تتواروا ، ولاتنسحبوا بل سيرو مع الهمم العالية
وإنما السعادة في رضى الله
وإنما اللذة لذة البذل والفداء
فكما قال أبن القيم(الحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب )
فحيَّ هلا أن كنت ذا همة فقد
حدا بك حادي الشوق فاطوا المراحل
ولاتنتظر بالسير رفقة قاعد
ودعه فإن العزم يكفيك حامل . ❝
❞ وكانت دعوة إقبال لما ظفر بسر السياحة الإيمانية الصامتة ، في البراري الناطقة ، ونبهك إلى إنصات واجب لتسبيح دائب أن:
دع الدور واطلب فسيح البراري
وانظر إلى صفحات الجمالِ
على حافة الماء دون ملال
تأمل ترقرق ماء زلالِ
وحدق إلى نرجس ذي دلال
وقبل عيوناً له كالآلي
وكان عبد الوهاب عزام أول مجيب له وطفق يستغرق في التأمل فرآه جهال بما هنالك فأنكر عليه فقال:
لست اخلو لغفلة وسكون
و فرار من الورى وارتياحِ
إنما خلوتي لفكر وذكر
فهي زادي وعدتي لكفاحي . ❝
❞ قال مالك إبن دينار رحمه الله تعالى في وصف الأخوة أنها روح الدنيا فقال :( لم يبق من روح الدنيا إلا ثلاثة : لقاء الإخوان ، واتهجد بالقرآن ، وبيت خال يذكر الله فيه)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه( ما أعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح ، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به )
قال الشاعر:
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة
ولكن أخوان الثقات الذخائر
وكان من وصايا الحسن البصري سيد التابعين:( أن لك من خليلك نصيب، وأن لك نصيباً من ذكر من أحببت ، فانتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس ) . ❝
❞ وانتبه من رقدة الغفلة فالعمر قليل
واطرح سوف وحتى فهما داء دخيل
قال الإمام البنا :(من عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة، فالوقت هو الحياة )
ومن لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف
كما يقول ابن الجوزي :(والعمر والله ماهو بظلام ،ولكنها لغة اضطر لها كما اضطررنا ليعقل بها الراقدون ) . ❝