📘 ❞ سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول ❝ كتاب ــ محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني اصدار 2004

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول ❝ ــ محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني 📖

█ _ محمد بن جعفر ادريس الكتاني 2004 حصريا كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول عن دار الثقافة المغربية للنشر والتوزيع 2024 الأول: تاريخ فاس وأهم ما كتب فيه:ولا تعد مدينة بدعا اعتناء بكتابة تاريخها وتدوين أيامها بل لا يستغرب نيلها القدح المعلى تدوين مختلف جوانب السياسي والاجتماعي والحضاري فهي أول عاصمة للمغرب وبلدة مولانا إدريس الأزهر وقلعة ملكه وهو – كما يخفى ثاني مؤسس ورائد لحضارته الإسلامية بعد والده الإمام الأكبر عبد الله الكامل الشريف الحسني رضي عنهما وفاس مركز العلم والثقافة والحضارة بالمغرب الإسلامي عموما وعرين زعمائه وساسته مر الحقب والأزمان وعاصمة وممالكه مع استثناآت لم تحجب سبقيتها وتقدمها وجامعة القرويين وملحقاتها المدارس العلمية والمساجد؛ نبراس المغرب الخفاق وآلة صنع أطره بمختلف ألوانها ولذلك فقد كانت الأعين متوجهة إليها والأقلام متحفزة لتدوين مزاياها ومباهجها فاس (أمازيغية: ⴼⴰⵙ) هي أكبر مدن الدار البيضاء بعدد سكان يبلغ 1,112,072 نسمة وذلك بحسب تعداد عام 2014 وأكثر المليونين تأسست 182 هجري 4 يناير 789 (منذ 1232 سنة) يد الثاني الذي جعلها الدولة الإدريسية حيث احتفلت المدينة سنة 2008 بعيد ميلادها ال1200 وتنقسم إلى 3 أقسام البالي وهي القديمة الجديد وقد بنيت القرن الثالث عشر الميلادي والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي التأسيس ابتداءا سيشرع المولى بالبحث الأرض المناسبة لبناء يسكنها هو وخاصته وجنوده ووجوه أهل دولته فوقع ختياره أرض بالقرب جبل زلاغ وشرع بناء سور لكن سيلا ضرب المنطقة وذهب بالسور ووالجدران والقوم فعدل مشروعه في السنة الموالية خطر ببال أن يؤسس ضفاف نهر سبو جنوب شرق الموقع الحالي للمدينة لكنه خشي فيضان النهر أرسل بعدها وزيره عميرا للبحث موقع مناسب جاب هذا الأخير سهول سايس حتى وصل للموقع فوجد قبائل زناته يسكنونها يعرفون بزواغة وبني يرغش رجع الي يعلمه بما وقع عليه فأعجبه رآه ذالك وسأل مالك فقيل له قوم زواغة ببني خير فقال ادريس: «هذا فأل حسن !» فبعث اليهم وشترى منهم مواضع بستة آلاف درهم أقام عسكره ضفة اليمنى للنهر مكان كان ولازال يسمى بكرواوة وأحاطه بسياج خشب وقصب ثم شيد سورا حول وبنى جامع الأشياخ عبر للضفة اليسرى آخر وجامع الأشراف المكان يسكنه أثناء قصرا اتخده مقام أطلق اسم القيطون التاريخ تشكل جزءا أساسيا التراث الوطني المغربي ويعود تاريخ الهجري عندما قام دولة الأدارسة 172 هـ الموافق لعام م ببناء الضفة لنهر وفد عشرات العائلات العربية ليقيموا الأحياء والذي عرف باسم عدوة الأندلسيون الذين أرغموا الهجرة الأندلس ليكونوا حي الأندلسيين وكان هناك خاص لليهود الملاح وفاة بعشرين أسس ابنه الثانية ظلت مقسمة هكذا دخلها المرابطون فأمر يوسف تاشفين بتوحيدهما وجعلهما واحدة فصارت القاعدة الحربية الرئيسية شمال للدول المتتالية حكمت بالإضافة لكونها مركزا دينيا وعلميا أفريقيا وأسست فيها جامعة 859م مقصد الطلاب جميع أنحاء العالم وأوروبا أقدم كانت أحد ركائز الصراع بين الأمويين والفاطميين حكموا (مصر وليبيا وتونس) وظلت تحت سيطرة لمدة تزيد الثلاثين عاما وتمتعت خلال تلك المدة بالازدهار الكبير وعندما سقطت الخلافة الأموية بقرطبة وقعت أمراء زناتة الحكام المحليين الفترة سيطر وتلاهم الموحدون حاصروا تسعة أشهر ودخلوها 1143 بنو مرين بالسيطرة سقوط الموحدين واتخذوها لهم بدلا مراكش وأنشؤوا ملكية وإدارية جديدة عرفت بالمدينة عهد المرينيين عصرها الذهبي إذ أبو يعقوب المنصور 1276 وحصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق وأصبحت للدولة العلوية 1649 وبقيت تجاريا هاما المصدر الوحيد للطربوش الفاسي التاسع بدأ يصنع كل تركيا وفرنسا التاريخ الحديث أي منذ الحسن (1872 1894م) بدأت الوسائل الحديثة بالدخول فزودت بالطرق الإسفلتية وبخطوط الكهرباء والهاتف وكانت للمملكة 1912 (فترة الاحتلال والتي استمرت 1956 م) وتم تحويل العاصمة الرباط هاجر العديد المدن الأخرى وخاصة يهود أفرغ تماما ساكنيه لهجرة السكان أثرا اقتصاديا سيئا هذه الأخيرة التسمية يذكر وصف لليون الإفريقي أنه عثر كمية الذهب تحمل بالعربية يوم شُرع حفر لإرساء الأسس ومن هنا جأءت تسمية وهناك روايات أخرى أُسِّست فيه يحمل بسبب يشقها الفأس الشق ومشهور المؤرخين مثل ابن أبي زرع كتابه روض القرطاس وعلي الجزنائي زهرت الآس وغيرهم بأنه عُثر فأس أساس ومنه جأت يذكر خلدون جد مديونة مغيلة مطماطة وهناك فرضيات اخرى اصل بحيث يقول البعض انها كلمة محرفة "أيفاس" باللغة الأمازيغية اليمين توجد ويقول اخرون تحريف لنطق "فزاز" جبال الأطلس تحيط من أبواب يمكن نذكر باب الفتوح الخوخة المحروق الحديد الدكاكين المكينة الجنود البرجة السمارين جبالة الكيسة سيدي بوجيدة شمس زيات للإشعاع الحضاري والعلمي يراد للمدن يبنيها المغاربة تكون أبرز القاهرة المصرية حملت أبوابها أسماء أربعة قديمة لفاس ولها مسجد القرويين يعد المسجد المساجد بني 857م طرف فاطمة الفهرية أضيفت إليه الصومعة الأمراء الزناتيين 956م يعود معظم تصميم المرابطية (القرن 12م) شهدت أيضا القباب الجبسية المنتشرة بالبلاط المحوري لقاعة الصلاة (وضع المنبر) حين شهد عدة إضافات الفترات خاصة خزانة الجامع وبيت الوضوء يعد الاندلسيين بني 859 860م مريم أخت تصميمه مجمله حكم الناصر الموحدي إضافة نافورة ماء وخزانة العهد المريني السلطان إسماعيل بعدة إصلاحات أسوار البالي تعود الأسوار المحيطة (1199 1213م) الأبواب تخترقها أغلبها تعود والزناتيين (باب الكنيسة الحمرة الجديد) المدرسة البوعنانية تعد المدرسة أسسها عنان 1350 1355 مدارس والمغرب فبالإضافة دورها كمؤسسة لتعليم وإقامة الطلبة تقام صلاة الجمعة تتوفر صومعة جميلة البناء والزخرفة ساعة مائية (مكانة) تقنية تشغيلها مجهولة التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام الناس العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا العناية بهذا عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة مصادر التشريع الإسلام النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ إلا نعرف » واستمر العمل ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية لما ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى أو رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث عنه سماعاً دلس شيئاً عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته بها حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته به الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم الآخر مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف يكاد يخلوا وصنّفت الكتب وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول
كتاب

سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول

ــ محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني

صدر 2004م عن دار الثقافة المغربية للنشر والتوزيع
سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول
كتاب

سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول

ــ محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني

صدر 2004م عن دار الثقافة المغربية للنشر والتوزيع
عن كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس الجزء الأول:


تاريخ فاس وأهم ما كتب فيه:ولا تعد مدينة فاس بدعا في اعتناء العلماء بكتابة تاريخها، وتدوين أيامها. بل لا يستغرب نيلها القدح المعلى في تدوين مختلف جوانب تاريخها السياسي والاجتماعي والحضاري.

فهي أول عاصمة للمغرب، وبلدة مولانا إدريس الأزهر وقلعة ملكه، وهو – كما لا يخفى – ثاني مؤسس للمغرب ورائد لحضارته الإسلامية بعد والده الإمام مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل الشريف الحسني - رضي الله عنهما- وفاس مركز العلم والثقافة والحضارة بالمغرب الإسلامي عموما،

وعرين زعمائه وساسته على مر الحقب والأزمان، وعاصمة ملكه وممالكه، مع استثناآت لم تحجب سبقيتها وتقدمها. وجامعة القرويين وملحقاتها من المدارس العلمية والمساجد؛ نبراس المغرب الخفاق، وآلة صنع أطره العلمية بمختلف ألوانها. ولذلك فقد كانت الأعين متوجهة إليها، والأقلام متحفزة لتدوين مزاياها ومباهجها.

فاس (أمازيغية: ⴼⴰⵙ) هي ثاني أكبر مدن المغرب بعد الدار البيضاء بعدد سكان يبلغ 1,112,072 نسمة وذلك بحسب تعداد عام 2014 وأكثر من المليونين. تأسست مدينة فاس 182 هجري/ 4 يناير 789 (منذ 1232 سنة)، على يد إدريس الثاني الذي جعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب، حيث احتفلت المدينة سنة 2008 بعيد ميلادها ال1200. وتنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة، وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي، والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.

التأسيس
ابتداءا من سنة سيشرع المولى ادريس بالبحث عن الأرض المناسبة لبناء مدينة يسكنها هو وخاصته وجنوده ووجوه أهل دولته، فوقع ختياره على أرض بالقرب من جبل زلاغ وشرع في بناء سور لكن سيلا ضرب المنطقة وذهب بالسور ووالجدران والقوم فعدل المولى عن مشروعه.

في السنة الموالية خطر ببال المولى ادريس أن يؤسس المدينة على ضفاف نهر سبو جنوب شرق الموقع الحالي للمدينة لكنه خشي فيضان النهر، أرسل بعدها وزيره عميرا للبحث عن موقع مناسب جاب هذا الأخير سهول سايس حتى وصل للموقع الحالي للمدينة فوجد قبائل من زناته يسكنونها يعرفون بزواغة وبني يرغش، رجع بعدها الي ادريس يعلمه بما وقع عليه من أرض، فأعجبه ما رآه من ذالك وسأل عن مالك الأرض فقيل له قوم من زواغة يعرفون ببني خير فقال المولى ادريس: «هذا فأل حسن !» فبعث اليهم وشترى منهم مواضع المدينة بستة آلاف درهم.

أقام بعدها المولى عسكره على ضفة اليمنى للنهر في مكان كان ولازال يسمى بكرواوة وأحاطه بسياج من خشب وقصب، ثم شيد سورا حول المدينة وبنى جامع الأشياخ ثم عبر للضفة اليسرى للنهر وبنى سورا آخر وجامع الأشراف ثم شيد في المكان الذي كان يسكنه أثناء بناء المدينة قصرا اتخده دار مقام له أطلق عليه اسم دار القيطون.

التاريخ
تشكل مدينة فاس جزءا أساسيا من التراث الوطني المغربي ويعود تاريخ مدينة فاس إلى القرن الثاني الهجري، عندما قام إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172 هـ الموافق لعام 789 م ببناء مدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس. وفد إلى مدينة فاس عشرات العائلات العربية من القرويين ليقيموا أول الأحياء في المدينة والذي عرف باسم عدوة القرويين. كما وفد إليها الأندلسيون الذين أرغموا على الهجرة من الأندلس ليكونوا حي عدوة الأندلسيين. وكان هناك حي خاص لليهود وهو حي الملاح. بعد وفاة إدريس الأول بعشرين سنة أسس ابنه إدريس الثاني المدينة الثانية على الضفة اليسرى من النهر. وقد ظلت المدينة مقسمة هكذا إلى أن دخلها المرابطون فأمر يوسف بن تاشفين بتوحيدهما وجعلهما مدينة واحدة، فصارت القاعدة الحربية الرئيسية في شمال المغرب للدول المتتالية التي حكمت المنطقة، بالإضافة لكونها مركزا دينيا وعلميا في شمال أفريقيا وأسست فيها جامعة القرويين عام 859م التي كانت مقصد الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا. جامعة القرويين هي أقدم جامعة في العالم.

كانت مدينة فاس أحد ركائز الصراع بين الأمويين في الأندلس والفاطميين الذين حكموا (مصر وليبيا وتونس). وظلت المدينة تحت سيطرة الأمويين في الأندلس لمدة تزيد على الثلاثين عاما وتمتعت خلال تلك المدة بالازدهار الكبير. وعندما سقطت الخلافة الأموية بقرطبة وقعت مدينة فاس تحت سيطرة أمراء زناتة الحكام المحليين للمغرب في تلك الفترة، سيطر بعدها المرابطون على المدينة، وتلاهم الموحدون الذين حاصروا المدينة تسعة أشهر ودخلوها في عام 1143 م. قام بنو مرين بالسيطرة على المدينة بعد سقوط دولة الموحدين واتخذوها مركزا لهم بدلا من مراكش، وأنشؤوا مدينة ملكية وإدارية جديدة عرفت بالمدينة البيضاء. في عهد المرينيين عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي، إذ قام أبو يوسف يعقوب المنصور ببناء فاس الجديدة سنة 1276 م وحصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق.

وأصبحت مركزا للدولة العلوية في المغرب في 1649 م، وبقيت مركزا تجاريا هاما في شمال أفريقيا. ظلت المدينة المصدر الوحيد للطربوش الفاسي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، عندما بدأ يصنع في كل من تركيا وفرنسا.

في التاريخ الحديث أي منذ عهد المولى الحسن الأول (1872-1894م)، بدأت الوسائل الحديثة بالدخول إلى المدينة فزودت بالطرق الإسفلتية وبخطوط الكهرباء والهاتف، وكانت فاس عاصمة للمملكة المغربية حتى عام 1912 م (فترة الاحتلال الفرنسي والتي استمرت حتى 1956 م) وتم فيها تحويل العاصمة إلى مدينة الرباط. هاجر العديد من سكان فاس إلى المدن الأخرى وخاصة يهود المدينة، إذ أفرغ حي الملاح تماما من ساكنيه، وكان لهجرة السكان من المدينة أثرا اقتصاديا سيئا على هذه الأخيرة.

التسمية
يذكر كتاب وصف أفريقيا لليون الإفريقي أنه عثر على كمية من الذهب تحمل اسم فاس بالعربية، في أول يوم شُرع في حفر الأرض لإرساء الأسس لبناء المدينة ومن هنا جأءت تسمية فاس. وهناك روايات أخرى على أن المكان الذي أُسِّست فيه المدينة كان يحمل اسم فاس بسبب النهر الذي يشقها، إذ أن الفأس بالعربية هي الشق. ومشهور بين المؤرخين مثل ابن أبي زرع في كتابه روض القرطاس وعلي الجزنائي في كتاب زهرت الآس وغيرهم، بأنه عُثر على فأس أثناء حفر أساس المدينة ومنه جأت تسمية فاس. كما يذكر ابن خلدون أن فاس هو اسم جد قبائل مديونة و مغيلة و مطماطة.

وهناك فرضيات اخرى حول اصل تسمية المدينة بحيث يقول البعض انها كلمة محرفة من "أيفاس" باللغة الأمازيغية أي اليمين باللغة العربية، بحيث ان المدينة توجد على الضفة اليمنى من النهر. ويقول اخرون انها تحريف لنطق "فزاز" وهو اسم جبال الأطلس التي تحيط بالمدينة.


من بين أبواب مدينة فاس يمكن أن نذكر باب الفتوح، باب الخوخة، باب المحروق، باب الحديد، باب الدكاكين، باب المكينة، باب أبي الجنود، باب البرجة، باب السمارين، باب جبالة، باب الكيسة، باب سيدي بوجيدة، باب شمس، باب زيات.

للإشعاع الكبير للمدينة الحضاري والعلمي، فقد كان يراد للمدن الجديدة التي كان يبنيها المغاربة أن تكون مثل مدينة فاس، ومن أبرز هذه المدن مدينة القاهرة المصرية التي حملت أبوابها أسماء أربعة أبواب قديمة لفاس ولها جامعة الأزهر كما أن لفاس جامعة القرويين.

مسجد القرويين
يعد هذا المسجد من أشهر المساجد بالمغرب، بني سنة 857م من طرف فاطمة الفهرية، وقد أضيفت إليه الصومعة من طرف الأمراء الزناتيين سنة 956م. يعود معظم تصميم المسجد إلى الفترة المرابطية (القرن 12م) التي شهدت أيضا بناء القباب الجبسية المنتشرة بالبلاط المحوري لقاعة الصلاة (وضع المنبر). في حين شهد المسجد عدة إضافات في الفترات الموالية خاصة خزانة الجامع وبيت الوضوء، و يعد أيضا جامع القرويين أول جامعة في التاريخ.

مسجد الاندلسيين
بني هذا المسجد سنة 859-860م من طرف مريم أخت فاطمة الفهرية، لكن تصميمه الحالي يعود في مجمله إلى فترة حكم الناصر الموحدي. وقد عرف إضافة نافورة ماء وخزانة في العهد المريني. خلال الفترة العلوية قام السلطان المولى إسماعيل بعدة إصلاحات.

أسوار فاس البالي
تعود الأسوار المحيطة بفاس البالي إلى فترة حكم الناصر الموحدي (1199-1213م). لكن الأبواب التي تخترقها تحمل أغلبها أسماء تعود إلى فترة حكم الأدارسة والزناتيين (باب الفتوح، باب الكنيسة، باب الحمرة، باب الجديد).

المدرسة البوعنانية
تعد هذه المدرسة التي أسسها السلطان أبو عنان المريني ما بين 1350-1355، من أشهر مدارس فاس والمغرب فبالإضافة إلى دورها كمؤسسة لتعليم وإقامة الطلبة، كانت تقام فيها صلاة الجمعة. وهي تتوفر على صومعة جميلة البناء والزخرفة إضافة إلى ساعة مائية (مكانة) تقنية تشغيلها مجهولة.
الترتيب:

#14K

0 مشاهدة هذا اليوم

#21K

18 مشاهدة هذا الشهر

#14K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 493.
المتجر أماكن الشراء
محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الثقافة المغربية للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث