📘 ❞ مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ❝ كتاب ــ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي اصدار 1996

عصر الخلافة الإسلامية - 📖 ❞ كتاب مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ❝ ــ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي 📖

█ _ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي 1996 حصريا كتاب مناقب أمير المؤمنين عمر الخطاب عن دار ابن خلدون 2024 الخطاب: أبو حفص العدوي القرشي المُلقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد وأحد أشهر الأشخاص والقادة التاريخ الإسلامي أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا أحد العشرة المبشرين بالجنة علماء الصحابة وزهّادهم تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق 23 أغسطس سنة 634م الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة 13 هـ كان الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس المظالم سواء كانوا مسلمين أو غير وكان ذلك أسباب تسميته لتفريقه بين الحق والباطل هو مؤسس التقويم الهجري وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا وتوسع نطاق الدولة حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن وبهذا استوعبت أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ الامبراطورية البيزنطية تجلّت عبقرية العسكرية حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا قوة فتمكن فتح إمبراطوريتهم خلال أقل سنتين كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه تماسك ووحدة دولة حجمها يتنامى يومًا يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها عمليات بحث متعلقة بـ رضي الله عنه نشأته ولد عام الفيل وبعد مولد بثلاث عشرة منزل الجاهلية أصل الجبل يقال له اليوم جبل اسم العاقر وبه منازل بني عدي كعب نشأ قريش وامتاز معظمهم بتعلم القراءة وعمل راعيًا للإبل صغير والده غليظًا معاملته يرعى لوالده ولخالات مخزوم وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية والشعر يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ مجنة ذي المجاز فتعلم بها التجارة ربح منها وأصبح أغنياء مكة رحل صيفًا إلى بلاد الشام وإلى اليمن الشتاء أشراف وإليه كانت السفارة فهو سفير فإن وقعت حرب وغيرهم بعثوه سفيراً وإن نافرهم منافر فاخرهم مفاخر رضوا به منافراً ومفاخراً البيئة العربية الوثنية دين قومه كغيره أبناء مغرمًا بالخمر والنساء كان يخفي وراء تلك القسوة والشدة رقة نادرة تحكي هذا زوجة عامر ربيعة حليف وذلك حينما رآها تعد نفسها للهجرة الحبشة فقال لها كلمة شعرت خلالها برقة عذبة داخله وأحست بقلبها أنه الممكن أن يسلم قال لها: "صحبكم الله" لم تتوان تخبر زوجها بما رأت فرد عليها بقوله: "أطمعت إسلامه؟" قالت: "نعم" ولأن الانطباعات الأولى ما زالت محفورة نفسه رد "فلا رأيتِ حمار الخطاب" في هذه الفترة يعيش صراعًا نفسيًا حادًا فقد حدثه قلبه بأن هؤلاء قد يكونون صواب ورأى ثباتهم عجيب جدًّا فيما يتعرضون وهم يقرؤون كلامًا غريبًا تسمع بمثله قبل إضافةً رئيسهم محمدًا ليس عليه الشبهات شيء الصادق الأمين باعتراف أعدائه القرشيين الوقت عقله بأنه وقائد قادتها والإسلام سيضيّع كل فذلك الدين قسم نصفين نصف يؤمن ونصف يحاربه فمنذ ست سنوات والقرشيون يعانون المتاعب والمشاكل بسببه ويدخلون مناظرات ومحاورات غمار الصراع الداخلي طبعه الحسم وعدم التردد قرر ينتهي يؤرقه وأراد يخلص ويخلص كلها ممن أحدث فيها البدع وتلك المشاكل فقرر يقوم فكر فيه كثير مشركي لكنهم يفلحوا ألا قتل وكان دفعه أخذ القرار أيضًا حدث يومين إهانة شديدة لأبي جهل يد عم النبي حمزة المطلب والذي أصبح الدافع لذلك نابعاً أبا خال فرأى أصيب كرامته تمامًا ورد الاعتبار حالة كهذه عند يكون عادة بالسيف فسن سيفه وخرج داره قاصدًا محمداً الطريق لقيه نُعَيم أخفوا إسلامهم له: «أين تريد يا عمر؟» قائلا: «أريد محمدا الصابي فرق أمر وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله » فلمّا عرف يتجه لقتل «والله لقد غرتك نفسك أترى مناف تاركيك تمشي الأرض قتلت ؟ أفلا ترجع أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ عمك سعيد زيد عمرو وأختك فاطمة بنت والله أسلما وتابعا دينه؛ فعليك بهما فانطلق مسرعاً غاضباً إليهما فوجد الصحابي خباب الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن فضرب سعيدًا ثم ضرب ضربة قوية شقت فسقطت صحيفة تحملها وحين أراد قراءة أبت أخته يحملها إلا يتوضأ فتوضأ وقرأ الصحيفة وإذ فيها: Ra bracket png طه Aya 1 مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى 2 إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى 3 تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا 4 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى 5 لَهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا الْأَرْضِ بَيْنَهُمَا تَحْتَ الثَّرَى 6 La فاهتز وقال: "ما بكلام البشر" وأسلم ساعته شهر الحجة السنة الخامسة البعثة إسلام بثلاثة أيام يبلغ العمر يقارب الثلاثين بضعاً وعشرين اختلاف الروايات خرج الأرقم حيث يجتمع بأصحابه وأعلن إسلامه هناك وفق المصادر استجاب لدعوة إذ قال: «اللهم أعز بأحد العمرين هشام "وكان أحبهما إليه عمر" سبق تسعة وثلاثون صحابيًا فكان متممًا للأربعين فعن عباس «أسلم مع رسول صلى وسلم رجلاً إن أسلم فصاروا أربعين فنزل جبريل السلام بقوله تعالى png: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ » وفي رواية أخرى هجرة للبعثة– أي السادسة للبعثة روي الهجرة المدينة المنورة بقليل الثالثة ذكر بعض المؤرخين 40 45 بينما المهاجرين آخا بينهم وبين الأنصار لا يتجاوزون العدد وعليه تُرجّح أواخر أسلموا دنا يصلي ويجهر بالقراءة فسمعه يقرأ صلاته الجهرية بالمسجد الحرام آيتين سورة العنكبوت: كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا الظَّالِمُونَ 49 فتأثر العنكبوت آخر نزلت يثرب المسلمون وحمزة يخفون إيمانهم خوفًا تعرضهم للأذى لقلة حيلتهم وجود يدافع عنهم أما إسلامهما فأصبح للمسلمين ويحميهم سيما أنهما كانا أشد الرجال وأمنعهم يجاهر بالإسلام ولا يخشى أحداً فلم يرضَ مثلاً أداء للصلاة شعاب بعيدين أذى بل فضل مواجهة القوم بكل عزم فقام وقال للنبي: "يا ألسنا الحق؟" فأجابه: عمر: "أليسوا الباطل؟" "ففيمَ الخفية؟" النبي: "فما ترى عمر؟" "نخرج فنطوف بالكعبة" "نعم فخرج يكبرون ويهللون صفين صف رأسه وصف وبينهما دخلوا وصلّوا الكعبة بعيدٍ نظرت وهما يتقدمان فَعَلتْ وجوهَهُم كآبة يقول «فسماني الفاروق يومئذٍ» حدثًا بارزًا قوّى وجوده شوكتهم لهم يُدافع بقي ويُلاحظ فرحة بإسلام عدّة أقوال منسوبة قاله صهيب الرومي: «لما ظهر ودُعي علانية وجلسنا حول البيت حلقًا وطفنا بالبيت وانتصفنا غلظ علينا ورددنا يأتى به» وما مسعود: «ما كنا نقدر نصلّي عمر» و:«ما زلنا أعِزَّة منذ عصر مجاناً PDF اونلاين هي نظام الحكم الشريعة استخلاف قائد مسلم ليحكمها بالشريعة وسميت بالخلافة لأن الخليفة قائدهم يخلف لتولي قيادة والدولة غاية تطبيق أحكام وتنفيذها وحمل رسالته العالم بالدعوة والجهاد بينما أغلب الشيعة كالإمامية والإسماعيلية موضوع أوسع الحكومة فالخلافة عندهم إمامة والخليفة إمام بذلك امتداد للنبوة وكلام الإمام وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ اتفق علماؤهم يساوي العصمة والإطلاع حقائق الأمور يتنزل الوحي وإنما يتلقى فالخليفة بتعيينه حاكماً الأمة وعند يشترط يطبق الآن سقوط السلطان العثماني 1924م

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
كتاب

مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ــ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

صدر 1996م عن دار ابن خلدون
مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
كتاب

مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ــ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

صدر 1996م عن دار ابن خلدون
عن كتاب مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:



أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، المُلقب بالفاروق، هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم.

تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس سنة 634م، الموافق للثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ. كان ابن الخطّاب قاضيًا خبيرًا وقد اشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.


هو مؤسس التقويم الهجري، وفي عهده بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا، وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وفارس وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وسجستان، وهو الذي أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة وهي ثالث أقدس المدن في الإسلام، وبهذا استوعبت الدولة الإسلامية كامل أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية وحوالي ثلثيّ أراضي الامبراطورية البيزنطية.

تجلّت عبقرية عمر بن الخطاب العسكرية في حملاته المنظمة المتعددة التي وجهها لإخضاع الفرس الذين فاقوا المسلمين قوة، فتمكن من فتح كامل إمبراطوريتهم خلال أقل من سنتين، كما تجلّت قدرته وحنكته السياسية والإدارية عبر حفاظه على تماسك ووحدة دولة كان حجمها يتنامى يومًا بعد يوم ويزداد عدد سكانها وتتنوع أعراقها.

عمليات بحث متعلقة بـ مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

نشأته
ولد بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد بثلاث عشرة سنة. وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. وعمل راعيًا للإبل وهو صغير، وكان والده غليظًا في معاملته. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم.

وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، فتعلم بها التجارة، التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة، رحل صيفًا إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به، بعثوه منافراً ومفاخراً. نشأ عمر في البيئة العربية الجاهلية الوثنية على دين قومه، كغيره من أبناء قريش، وكان مغرمًا بالخمر والنساء.

كان عمر يخفي وراء تلك القسوة والشدة رقة نادرة. تحكي هذا زوجة عامر بن ربيعة حليف بني عدي، وذلك حينما رآها عمر وهي تعد نفسها للهجرة إلى الحبشة، فقال لها كلمة شعرت من خلالها برقة عذبة في داخله، وأحست بقلبها أنه من الممكن أن يسلم عمر، وذلك أنه قال لها: "صحبكم الله". لم تتوان زوجة عامر بن ربيعة في أن تخبر زوجها بما رأت من عمر، فرد عليها بقوله: "أطمعت في إسلامه؟" قالت: "نعم". ولأن الانطباعات الأولى ما زالت محفورة في نفسه، رد عليها زوجها بقوله: "فلا يسلم الذي رأيتِ حتى يسلم حمار الخطاب".

في هذه الفترة كان عمر بن الخطاب يعيش صراعًا نفسيًا حادًا، فقد حدثه قلبه بأن هؤلاء الناس قد يكونون على صواب، ورأى أن ثباتهم عجيب جدًّا فيما يتعرضون له، وهم يقرؤون كلامًا غريبًا لم تسمع قريش بمثله من قبل، هذا إضافةً إلى أن رئيسهم محمدًا ليس عليه من الشبهات شيء، فهو الصادق الأمين باعتراف أعدائه من القرشيين. وفي الوقت نفسه حدثه عقله بأنه سفير قريش، وقائد من قادتها، والإسلام سيضيّع كل هذا، فذلك الدين قسم مكة إلى نصفين، نصف يؤمن به ونصف يحاربه، فمنذ ست سنوات والقرشيون يعانون المتاعب والمشاكل بسببه، ويدخلون في مناظرات ومحاورات. وفي غمار هذا الصراع الداخلي ولأن من طبعه الحسم وعدم التردد، فقد قرر أن ينتهي من كل ما يؤرقه، وأراد أن يخلص نفسه ويخلص مكة كلها ممن أحدث فيها هذه البدع وتلك المشاكل، فقرر أن يقوم بما فكر فيه كثير من مشركي قريش قبل ذلك، لكنهم لم يفلحوا فيه، ألا وهو قتل محمد.

وكان قد دفعه إلى أخذ هذا القرار -أيضًا- ما حدث قبل يومين من إهانة شديدة لأبي جهل في مكة على يد عم النبي محمد حمزة بن عبد المطلب، والذي أصبح على الإسلام، وكان الدافع لذلك نابعاً من أن أبا جهل كان خال عمر بن الخطاب، فرأى عمر أنه قد أصيب في كرامته تمامًا كما أصيب أبو جهل، ورد الاعتبار في حالة كهذه عند العرب يكون عادة بالسيف. فسن سيفه وخرج من داره قاصدًا النبي محمداً، وفي الطريق لقيه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي وكان من المسلمين الذين أخفوا إسلامهم، فقال له: «أين تريد يا عمر؟»، فرد عليه قائلا: «أريد محمدا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله.»، فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبي قال له: «والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما.» فانطلق مسرعاً غاضباً إليهما، فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن، فضرب سعيدًا، ثم ضرب فاطمة ضربة قوية شقت وجهها، فسقطت منها صحيفة كانت تحملها، وحين أراد عمر قراءة ما فيها أبت أخته أن يحملها إلا أن يتوضأ، فتوضأ عمر وقرأ الصحيفة وإذ فيها: Ra bracket.png طه Aya-1.png مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى Aya-2.png إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى Aya-3.png تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا Aya-4.png الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى Aya-5.png لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى Aya-6.png La bracket.png، فاهتز عمر وقال: "ما هذا بكلام البشر" وأسلم من ساعته، في ذلك اليوم من شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام، وقد كان يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. خرج عمر بعد ذلك إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم حيث كان يجتمع النبي محمد بأصحابه وأعلن إسلامه هناك. وفق المصادر الإسلامية فقد استجاب الله لدعوة النبي محمد، إذ قال: «اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. قال: "وكان أحبهما إليه عمر".» وكان قد سبق عمر إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابيًا فكان هو متممًا للأربعين، فعن ابن عباس أنه قال: «أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً، ثم إن عمر أسلم، فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله كلمة تعالى.png: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.»

وفي رواية أخرى أن عمر أسلم بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة -في السنة الخامسة للبعثة– أي أنه أسلم في السنة السادسة للبعثة. كما روي أن عمر قد أسلم قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بقليل في السنة الثالثة عشرة من البعثة. حيث ذكر بعض المؤرخين أن عمر أسلم بعد 40 أو 45 رجلاً، بينما كان كل المهاجرين من المسلمين الذين آخا النبي بينهم وبين الأنصار في المدينة المنورة لا يتجاوزون هذا العدد إلا بقليل، وعليه تُرجّح بعض الروايات أن عمر كان من أواخر من أسلموا من المهاجرين حيث ذكر بعض المؤرخين أن عمر دنا من محمد في مكة وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمعه يقرأ في صلاته الجهرية بالمسجد الحرام آيتين من سورة العنكبوت: Ra bracket.png وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ Aya-48.png بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ Aya-49.png La bracket.png، فتأثر عمر وأسلم. وقد كانت سورة العنكبوت آخر سورة نزلت في مكة قبل الهجرة إلى يثرب.

كان المسلمون قبل إسلام عمر وحمزة يخفون إيمانهم خوفًا من تعرضهم للأذى، لقلة حيلتهم وعدم وجود من يدافع عنهم، أما بعد إسلامهما فأصبح للمسلمين من يدافع عنهم ويحميهم، لا سيما أنهما كانا من أشد الرجال في قريش وأمنعهم، وكان عمر يجاهر بالإسلام ولا يخشى أحداً، فلم يرضَ مثلاً عن أداء المسلمين للصلاة في شعاب مكة بعيدين عن أذى قريش، بل فضل مواجهة القوم بكل عزم، فقام وقال للنبي: "يا رسول الله ألسنا على الحق؟"، فأجابه: "نعم"، قال عمر: "أليسوا على الباطل؟"، فأجابه: "نعم"، فقال عمر بن الخطاب: "ففيمَ الخفية؟"، قال النبي: "فما ترى يا عمر؟"، قال عمر: "نخرج فنطوف بالكعبة"، فقال له النبي: "نعم يا عمر"، فخرج المسلمون لأول مرة يكبرون ويهللون في صفين، صف على رأسه عمر بن الخطاب وصف على رأسه حمزة بن عبد المطلب وبينهما النبي محمد، حتى دخلوا وصلّوا عند الكعبة. ومن بعيدٍ نظرت قريش إلى عمر وإلى حمزة وهما يتقدمان المسلمين، فَعَلتْ وجوهَهُم كآبة شديدة، يقول عمر: «فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق يومئذٍ».

كان إسلام عمر حدثًا بارزًا في التاريخ الإسلامي، فقد قوّى وجوده في صف المسلمين شوكتهم، وأصبح لهم من يُدافع عنهم ويحميهم من أذى من بقي على الوثنية، ويُلاحظ فرحة المسلمين بإسلام عمر في عدّة أقوال منسوبة إلى عدد من الصحابة، منها ما قاله صهيب الرومي: «لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودُعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتى به»، وما قاله عبد الله بن مسعود: «ما كنا نقدر أن نصلّي عند الكعبة حتى أسلم عمر»، و:«ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر».
الترتيب:

#7K

0 مشاهدة هذا اليوم

#49K

11 مشاهدة هذا الشهر

#21K

11K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 248.
المتجر أماكن الشراء
أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار ابن خلدون 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث