█ _ أحمد عبد المجيد 2017 حصريا رواية التابع عن دار الرواق للنشر والتوزيع 2024 التابع: دروس الجدّ حاصرته ما إن فتح عينيه فجعلت لحياته حدودًا واضحة وفي اللحظات التي يملأه الشكّ فيها ويغيب عنه اليقين؛ كان يتذكّر بندقية المعلّقة غرفته فيشعر بالأمان كان يتشبّث بحياته الوادعة وهو يتأمل بحسرة زجاج النافذة يطلّ منها العالم نفسه تشتاق للخروج إلا أنه يدرك المخاطر تنتظر وحدها هي لم ترضَ بهذا وحاولت سحبه لما وراء المعتاد لكنّ التمرد ثمنه غالٍ يكن مستعدًا لدفعه جديد الكتب والروايات مجاناً PDF اونلاين هذا القسم يقدم فى جميع المجالات العربية والاجنبية تصدر حاليا بالأسواق :(دين أدب شعر فلسفة سيرة ذاتية تطوير الشخصية الكُتب الخياليّة كتب الطب العلمية وجميع الآخري )
❞ وأنت جالس في قعر الحفرة، تتأمّل العينين الوديعتين اللتين تطلان عليك من أعلى، اكتشفت أن الخوف ليس غولاً متوحشًا كالذي رأيته من نافذتك قبل أيام، الخوف لا يعدو كونه عجوزًا مسكينًا كجدّك، يصطنع الصخب حوله ليخفي حقيقته، ليجعلك تنسى أنك صنعته وصدّقته، أو خلقه لك الآخرون . ❝
❞ لم يحدث من قبل أن رجلاً صادق نملة، فلماذا تُصرّ على ذلك
حتى وأنت تستمع إلينا، تمتدّ أصابعك دون أن تدري إلى الحصاة أمامك، ترفعها وتبسط إصبعك للنملة القابعة تحتها، مغريًا إياها بالصعود.
صغير، أنت صغير، وكذلك النملة، ربما هذا ما جمع بينكما . ❝
❞ الذئاب أشرف من الغيلان، لا تأتي إلا إذا جاعت، وقبل أن تأتي تُنذرك بعوائها، وإذا أدركتْ قوّتك لا تُهاجمك ثانية، أما الغيلان.. الغيلان لن يهدأ بالها قبل أن تقضي عليك . ❝
❞ شعرت أن الغابة كلّها ملكك، وأنت أيضًا ملكها، تنتميان لبعضكما، كأنّكما قطعة صلصال واحدة، كالتي تصنع منها الجدّة أوانيها، إلا أن جزءًا منها تشكّل في صورتك، وبقيّتها تشكّل في صورة أشجار وعصافير وسناجب، الصور مختلفة والصلصال واحد، يحنّ إلى نفسه، ويتعرّف عليها إذا رآها . ❝
❞ الستائر وُضعت منذ مولدك، ربما قبل ذلك، كلّ واحد منهم أسدل ستارته على سريرك، وأنت تهت بينها. كلٌّ منهم يدعوك لتتبعه، يقول تعالَ وسأحرّرك، دعك منهم وكن معي، لتكتشف بعدها أنك استبلدت سيّدًا بسيّد . ❝
❞ ألستَ ابن أحدهم ألم يكن أبوك يدفع للملاعين كي يلقوا الأوساخ في وجه المُعْتِق في أثناء مروره في الطرقات تعالَ وشمّ رائحة وسخكم الذي ملأ ثيابي وثيابه، ما زالت رائحته عالقة بجسدي، أيها المُخاتِلون الملاعين˝ . ❝
❞ أكره نفسي لكنّني أُحبّني أنا، وأكره كلّ من يسقي بذور الكِبر بداخلي أو يوقظ مكامن الشرّ الخاملة، وأُحبّ من يرعى أشجاري الموجودة سلفًا ولا يغطّيها بالظلّ . ❝
❞ هل كنتُ وغدًا معكِ؟ أجل، لكن هل تدركين أن الوغد لا يدري أنه كذلك؟ حين يرتكب التصرفات التي تصمه لاحقًا بهذه الصفة لا يكون واعيًا بما يفعله، يعتقد أن تصرفاته عادية وفي سياقها الطبيعي، من أجل ذلك خُلق الندم وخُلقت المسامحة . ❝
❞ يا صديقي لا تكُن أحمقَ كالرجل الذي قضى دهرًا يبحث عن الخالق في أقوال السابقين، في تعاليم المتنورين، بين الناس وفي كتب المتصوِّفة وفلسفات الشرقيين، ثم اكتشف في النهاية، لمَّا تخلَّى عن كبريائه وإرادته، أنه كان طول الوقت لصيقًا به؛ ذلك لأنه نسي، في خضمِّ البحث المحموم، أن يُلقي نظرة داخل نفسه . ❝
❞ “عود البخور لن تكون له أي فائدة إلا عندما نشعله ، نقربه من النار ، عندما تخرج رائحته الطيبة ، و ندرك حقيقته . أحيانًا يكون الألم مهمًا !
نحن نظلم الألم ، نتعامل معه كشر نحاول الفرار منه قدر الإمكان .
أجل ، جميل أن نعيش حياتنا بلا ألم ، لكن أحيانًا نحتاج بعض الألم لنتطور ، لنرتقي ، كل التغيرات العظيمة في البشرية سبقتها آلام عظيمة ، الثورات الكبري تسبقها معاناة هائلة ، الحروب الكبري يتلوها خير عظيم ، ذلك أننا لا نتعلم سوي بالألم ، الألم هو المعلم الأكبر !
ربما المشكلة الوحيدة أننا كثيرًا ما نستسلم للألم ، نعتبره المحطة الأخيرة ، نجثو أمامه ، و لا نخطو الخطوة التالية ، لا ندرك أننا إن خطوناها سنصل إلي المكان الذي جاءنا الألم لنصل إليه !” . ❝