📘 ❞ الهالة المقدسة ❝ رواية ــ حنان لاشين اصدار 2015

قراءة المزيد .. ❞ كان ˝أُسامة˝ يحتاج إلى أبيه؛ ودّ لو أنّه هنا ليستشيره في كلّ أُموره وليلقي برأسه على كتفه وينعم بحضنه الدافيء، وينام قرير العين مستكين الفؤاد. تخيّله كثيرًا وهو يتحدّث إليه وينصحه، أو يصحبه لمشاهدة مباريات كرة القدم، كما شعر كثيرًا أنه يحتاج لوجوده بجواره في حفلات التكريم التي توالت خلال سنوات دراسته نظرًا لتفوقه المتكرر. كانت دائمًا فرحته منقوصة لأنّه ليس هناك. ظل دائمًا حاضرًا في مكان ما بزاوية صغيرة من رأسه. ˝والدُك كان شخصًا رائعًا˝ هكذا يقولون دومًا عندما يتحدّثون عنه في المجالس، كانت سيرته الندية تشي بأنه كان شخصًا يصعب على من يتعامل معه لفترة أن ينساه. كما أنّ ذاك الجزع في صوت أمه كلّما سألها عنه دليل على شغفها به، حتى نظراتها وهي تنطق باسمه تشي بأنه كان بينهما الكثير . ❝

❞ عمق العلاقات يكمن في ذوبان الحواجز مع احترام الخصوصيات . ❝

❞ رِدَاؤُكِ الطَّاهِر ذاك الذي يبدو مختلفا في رَوْعَتِه عن رداء الأُخريات، ابتسامتُكِ الهادئة التي لا تنمحي معالمها من ذاكرتي وتُخْفِي خلفها الحياء الذي أحبه، روحك النَّقِيَّة الفطريَّة التي كنت تتحدثين بها معنا، كَفُّكِ الرقيق، قامتك القصيرة التي أعشقها، كل تلك التفاصيل الصَّغِيرَة تَسكُنُني منذ سنوات، أنت غيمة برهافة القطن أنغمس فيها بِكُلِّيّ . ❝

قراءة المزيد .. ❞ “بعد لحظات فتح عينيه و التفت حوله فوجد نفسه في مكان عجيب ،˝ غرفة خالية ، جدرانها صامتة ، ليس لها باب و لا نافذة واحدة . شعر باختناق عندما تأملها. بدأ تدريجياً يشعر بذراعه ، ثم رأى كفيه أمام عينيه ، مسح وجهه بهما ثم تحسس صدره و ساقيه . و رفع يده إلى رأسه ليتأكد أنه سليم . هل مات ؟ لم يتوقع أنه سيموت الآن ! هل حقاً لن يعود؟ لم يفعل شيئاً بعد . لم يعش حياته كما خطط لها ، لم يحقق طموحه العلمي ، لم يتزوج الفتاة التي يحبها ، لم ينجب طفلا حلواً تقر عينه به ، لم يحسن لأمه و يشكرها حتى ترضى عنه ، لم يقرأ القرآن كما ينبغي ، لم يصلّ تلك الصلاة التي تخشع جوارحه فبها حتى تنهمر دموعه من خشية الله ، لم يرتج صوته بالآيات و تتصدع نفسه . لم يلمس الكعبة و يطوف حولها . لم يفعل شيئاً يطمئن به و يشفع له . لم يتب من ذنوبه بعد ، لم يتب بعد ...” . ❝

❞ من خطورة العيش بين الطاعة والمعصية أنك لا تدري في أي فترة منهما ستكون الخاتمة وأنا أتنقل بينهما ولهذا أنا خائف . ❝

❞ أن تعلم أنّ البصيرة الموفقة قد يُرزقها آخرون أبسط منك حالًا أو أقلّ عمرًا وتغيب عنك أنت، فتتعلم أن تتواضع لمن حولك، وتتذكّر أنّك من طينٍ لازب، والطين لا يدوم، أما النور فأبدي، ولهذا لا بد أن ترتقي بروحك وتركض بنفسك نحو النور . ❝

❞ تلك الهشاشة التي تصيبنا فتضعفنا لن يجبرها ويلملم شتاتها إلا قربنا من الله . ❝