📘 ❞ أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي ❝ كتاب ــ سعيد بن علي بن وهف القحطاني اصدار 2001

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي ❝ ــ سعيد بن علي بن وهف القحطاني 📖

█ _ سعيد بن علي وهف القحطاني 2001 حصريا كتاب أبراج الزجاج سيرة الحجاج يوسف الثقفي 2024 الثقفي: أبو محمد (40 95 هـ = 660 714 م) قائد العهد الأموي وُلِدَ ونَشأَ الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح زنباع نائب عبد الملك مروان فكان عديد شرطته ثم ما زال يظهر حتى قَلَّدَه أمر عسكره أمره بقِتالِ الله الزبير فزحف الحجاز بجيشٍ كبيرٍ وقتل وفرَّق جموعه فولاَّه عبدُ مكة والمدينة والطائف أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه فانصرف الكوفة ثمانية أو تسعة رجال النجائب فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة بنى مدينة واسط ومات بها وأجري قبره الماء فاندرس وكان سَفَّاكاً سَفَّاحاً مُرْعِباً باتِّفاقِ مُعْظَمِ المُؤَرِّخِين عُرف بـالمبير أي المُبيد وُلِدَ منازلِ ثقيف بمدينة عام الجماعة 41 اسمه كُليب أبدَلَهُ بالحجَّاج وأمُّه الفارعة بنت همام عروة مسعود الصحابي الشهيد نشأ وتعلَّم القرآن والحديث والفصاحة عمل مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه يعلم الفتية ويفقههم الدين لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا الرغم من تأثيره الكبير عليه فقد اشتُهِر بتعظيمه للقرآن كانت تلك الأيام بين ولاية وبين وِلاية الأمويين لكن أصحاب تجبَّرُوا أهل فقرَّر الانطلاق الشام[؟] حاضرة الخلافة الأموية المتعثرة التي تركها الحكم نهباً المتحاربين قد تختلف الأسباب دفعت اختيار مكاناً ليبدأ طموحه السياسي منه رغم بُعدِ المسافة بينها وقرب إليه يُعتقد أن السَّبب الأكبر كراهته لولاية التحق بشرطة تعاني مشاكل جمة منها سوء التنظيم واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام وقلة المجندين فأبدى حماسةً وانضباطاً وسارع تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ خلل وأخذ نفسه بالشدة فقربه روح ورفع مكانته ورقاه فوق أصحابه فأخذهم وعاقبهم لأدنى فضبطهم وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء رأى العزيمة والقوة الماضية فقدمه الخليفة داهية مقداماً جمع الدولة وحماها السقوط فأسسها جديد إذ حالة سيئة وقد استهون جند عملهم فتهاونوا فأهم أمرهم وعندها أشار بتعيين عليهم فلما عينه أسرف عقوبة المخالفين وضبط أمور فما عاد منهم تراخ ولا لهو إلا جماعة فجاء يوماً رؤوسهم وهم يأكلون فنهاهم عن ذلك لكنهم ينتهوا ودعوه معهم طعامهم فأمر بهم فحبسوا وأحرقت سرادقهم فشكاه فدعا وسأله عما حمله فعله فقال إنما أنت فعل يا أمير المؤمنين فأنا يدك وسوطك وأشار بتعويض دون كسر وكان قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين فضم الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب ولم يخرجون فطلب يسلطه ففعل فأعلن أيما رجل قدر حمل السلاح ولم يخرج معه أمهله ثلاثاً قتله وأحرق داره وانتهب ماله طاف بالبيوت باحثاً المتخلفين وبدأ بقتل أحد المعترضين فأطاعه الجميع وخرجوا بالجبر لا الاختيار شخصيته ذُكر كان قبيح الوجه وصغير الجسد ولكن فصيحاً وبليغاً وخطيبا جباراً ناصبيا يبغض عليا هوى بني أمية جبارا عنيدا مقداما سفك الدماء بأدنى شبهة حقودًا حسودا كما وصف لعبد وبمراجعة سريعة تاريخه وأفعاله يتضح للباحث بأنه سياسيا محنّكاً وقائداً مدبراً وكثيراً استخدم المكر والخداع لكي ينتصر حروبه سيرته حرب مكة في 73 التخلص فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن وأمر فخرج بجيشه وانتظر ليزوده بمزيد فتوالت تقوى تماماً فسار وحاصر فيها ضرب الكعبة بالمنجنيق هدمها ذكر الإمام الذهبي السير 4 343:أهلكه رمضان خمس وتسعين كهلا ظلوماً خبيثا سافكا للدماء ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم سقت سيرته تاريخي وحصاره لابن بالكعبة ورميه إياها وإذلاله لأهل الحرمين ولايته والمشرق كله وحروب الأشعث وتأخيره للصلوات استأصله فنسبُّه نحبه بل نبغضه فإن أوثق عرى الإيمان وله حسنات مغمورة بحر ذنوبه وأمره توحيد الجملة ونظراء ظلمة الجبابرة والأمراء انتهى وقد ذكرت الواقعة أيضا البداية والنهاية الجزء الثامن دخلت ثلاث وسبعين : قال الواقدي: حدثني نافع مولى أسد عالما بفتنة قال: حصر ليلة هلال الحجة ثنتين لسبع عشر خلت جمادى الأول خمسة أشهر وسبع عشرة ذكرنا فيما تقدم حج بالناس هذه السنة الخارجة الحج عمر كتب يأتم بابن المناسك ثبت الصحيحين فلما استهلت وأهل محاصرون نصب المنجنيق ليحصر أهلها يخرجوا الأمان والطاعة الحبشة فجعلوا يرمون فقتلوا خلقا كثيرا مجانيق فألح عليها بالرمي كل مكان وحبس عنهم الميرة والماء فكانوا يشربون ماء زمزم وجعلت الحجارة تقع والحجاج يصيح بأصحابه: الطاعة أعلن لمن سلم وأمنه هو غير يقبل أمان وقاتل تفرق عنه الذين طمعوا فقتل اثنتان وسبعون وولايته تنوف ثماني سنين وللحجاج وثلاثون ولاية الحجاز قتل وصلبه وأرسل أمه "أسماء أبي بكر" تأتيه فأبت فأرسل لتأتين لأبعثن يسحبك بقرونك فأرسلت إليه: والله آتيك تبعث إلي يسحبني بقروني أتى فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت دنياه وأفسد عليك آخرتك بلغني أنك كنت تعيره ذات النطاقين لي نطاق أغطي به طعام رسول صلى وسلم النمل ونطاق بد للنساء يراجعها وقيل دخل إن ابنك ألحد البيت وإن أذاقه عذاب أليم كذبت برا بوالديه صواما قواما أخبرنا أنه سيخرج كذابان الآخر منهما شر وهو مبير إسناده قوي وهذا درس الصدع بقول الحق أمام يقدر أوتي قوة وشجاعة دين وتوكل بعد انتصر حربه أقره وإياهم المدينة خلاف كبير وفي 75 قدم وخطب منبر النبي فعزل لكثرة الشكايات وأقره هذه رسالة مختصرة مفيدة كتبها الابن الشاب سمّاها رحمه «أبراج الحجاج» وهي نافعة جدًّا بيَّن تعالى نسبَ الحجَّاج ومولده وأسرته وعدد أولاده وزوجاته وأخباره معهنّ وبداية إمارته وحال قبل وقصة رضي عنهما وكيف تولى إمارة وفتوحات وصفات وإصلاحاته وما قيل مدح ذم وهجاء وخطابة ورسائله ونقد وأقوال العلماء أحلام ورُؤىً بعد موته وذكر وقت وفاته وأثر بعض الناس الرحمن خاتمة البحث التوصيات المراجع رجع وعندما رأيت الترتيب الجميل والاختصار المفيد أحببت أقوم بإخراج الرسالة توضح الحقيقة شأن التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول بزمن يسير حيث حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلام الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا ومن الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال يأذن لحديثه ينظر مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي
كتاب

أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي

ــ سعيد بن علي بن وهف القحطاني

صدر 2001م
أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي
كتاب

أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي

ــ سعيد بن علي بن وهف القحطاني

صدر 2001م
عن كتاب أبراج الزجاج في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي:
أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي (40 - 95 هـ = 660 - 714 م)، قائد في العهد الأموي، وُلِدَ ونَشأَ في الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قَلَّدَه عبد الملك أمر عسكره. أمره عبد الملك بقِتالِ عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيشٍ كبيرٍ وقتل عبد الله وفرَّق جموعه، فولاَّه عبدُ الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة. بنى مدينة واسط ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس. وكان سَفَّاكاً سَفَّاحاً مُرْعِباً باتِّفاقِ مُعْظَمِ المُؤَرِّخِين. عُرف بـالمبير أي المُبيد.

وُلِدَ في منازلِ ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة 41 هـ. وكان اسمه كُليب ثم أبدَلَهُ بالحجَّاج. وأمُّه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد. نشأ في الطائف، وتعلَّم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتُهِر بتعظيمه للقرآن. كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبد الله بن الزبير،وبين وِلاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تجبَّرُوا على أهل الطائف، فقرَّر الحجاج الانطلاق إلى الشام[؟]، حاضرة الخلافة الأموية المتعثرة، التي تركها مروان بن الحكم نهباً بين المتحاربين. قد تختلف الأسباب التي دفعت الحجاج إلى اختيار الشام[؟] مكاناً ليبدأ طموحه السياسي منه رغم بُعدِ المسافة بينها وبين الطائف، وقرب مكة إليه، لكن يُعتقد أن السَّبب الأكبر كراهته لولاية عبد الله بن الزبير. في الشام[؟]، التحق بشرطة الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل جمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسةً وانضباطاً، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لكل خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر. رأى فيه روح بن زنباع العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان داهية مقداماً، جمع الدولة الأموية وحماها من السقوط، فأسسها من جديد.

إذ أن الشرطة كانت في حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، فأهم أمرهم عبد الملك بن مروان، وعندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ ولا لهو إلا جماعة روح بن زنباع، فجاء الحجاج يوماً على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسوا، وأحرقت سرادقهم. فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.

وكان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.
ولم يكن أهل الشام[؟] يخرجون في الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثاً، ثم قتله وأحرق داره وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثاً عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاعه الجميع، وخرجوا معه بالجبر لا الاختيار.

شخصيته
ذُكر أن الحجاج كان قبيح الوجه وصغير الجسد ، ولكن كان فصيحاً وبليغاً وخطيبا جباراً ، وقد كان ناصبيا يبغض عليا في هوى بني أمية وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ، وكان حقودًا حسودا كما وصف نفسه لعبد الملك بن مروان ، وبمراجعة سريعة على تاريخه وأفعاله يتضح للباحث بأنه كان سياسيا محنّكاً وقائداً مدبراً، وكثيراً ما استخدم المكر والخداع لكي ينتصر في حروبه.

سيرته
حرب مكة
في 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، وقد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها، وقد ذكر الإمام الذهبي ذلك في السير 4/343:أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. انتهى.

وقد ذكرت تلك الواقعة أيضا في البداية والنهاية/الجزء الثامن/ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين :-

قال الواقدي: حدثني مصعب بن نائب عن نافع مولى بني أسد - وكان عالما بفتنة ابن الزبير -.

قال: حصر ابن الزبير ليلة هلال الحجة سنة ثنتين وسبعين وقتل لسبع عشر ليلة خلت من جمادى الأول سنة ثلاث وسبعين، فكان حصر الحجاج له خمسة أشهر وسبع عشرة ليلة.

وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحجاج حج بالناس في هذه السنة الخارجة، وكان في الحج ابن عمر، وقد كتب عبد الملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر في المناسك كما ثبت ذلك في الصحيحين.

فلما استهلت هذه السنة استهلت وأهل الشام محاصرون أهل مكة، وقد نصب الحجاج المنجنيق على مكة ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك.

وكان مع الحجاج الحبشة، فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقا كثيرا، وكان معه خمس مجانيق فألح عليها بالرمي من كل مكان، وحبس عنهم الميرة والماء، فكانوا يشربون من ماء زمزم، وجعلت الحجارة تقع في الكعبة، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام الله الله في الطاعة.

أعلن الحجاج الأمان لمن سلم من أصحاب ابن الزبير، وأمنه هو نفسه، غير أن عبد الله بن الزبير لم يقبل أمان الحجاج، وقاتل رغم تفرق أصحابه عنه الذين طمعوا في أمان الحجاج فقتل. وكان لابن الزبير اثنتان وسبعون سنة، وولايته تنوف عن ثماني سنين، وللحجاج اثنتان وثلاثون سنة.

ولاية الحجاج على الحجاز
قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه، وأرسل إلى أمه "أسماء بنت أبي بكر" أن تأتيه، فأبت، فأرسل إليها لتأتين أو لأبعثن من يسحبك بقرونك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه فانصرف ولم يراجعها. وقيل دخل الحجاج عليها فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم. قالت: كذبت، كان برا بوالديه، صواما قواما، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من الأول، وهو مبير. إسناده قوي وهذا درس في الصدع بقول الحق أمام الجبابرة، لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة وشجاعة دين وتوكل.

بعد أن انتصر الحجاج في حربه، أقره عبد الملك بن مروان على ولاية مكة وأهل مكة. وكان وإياهم وأهل المدينة على خلاف كبير، وفي 75 هـ قدم عبد الملك بن مروان المدينة، وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج عن الحجاز لكثرة الشكايات فيه، وأقره على العراق.


هذه رسالة مختصرة مفيدة في سيرة الحجاج بن يوسف أمير العراق، كتبها الابن الشاب، وقد سمّاها - رحمه الله -: «أبراج الزجاج في سيرة الحجاج»، وهي رسالة نافعة جدًّا، بيَّن فيها - رحمه الله تعالى -: نسبَ الحجَّاج، ومولده، وأسرته، وعدد أولاده، وزوجاته، وأخباره معهنّ، وبداية إمارته، وحال الحجاج قبل الإمارة، وقصة قتله لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -، وكيف تولى إمارة العراق، وفتوحات الحجاج، وصفات الحجاج، وإصلاحاته، وما قيل فيه من مدح، وما قيل فيه من ذم وهجاء، وخطابة الحجاج، ورسائله، ونقد الحجاج، وأقوال العلماء فيه، وما ذكر فيه من أحلام ورُؤىً بعد موته، وذكر وقت وفاته، وأثر وفاته على بعض الناس، ثم ذكر الابن عبد الرحمن - رحمه الله - خاتمة البحث، ثم التوصيات، ثم قائمة المراجع التي رجع إليها في سيرة الحجاج، وعندما رأيت هذا الترتيب الجميل، والاختصار المفيد، أحببت أن أقوم بإخراج هذه الرسالة التي توضح الحقيقة في شأن الحجاج».
الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#33K

11 مشاهدة هذا الشهر

#11K

18K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 143.
المتجر أماكن الشراء
سعيد بن علي بن وهف القحطاني ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث