📘 ❞ الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض ❝ كتاب ــ محمد جابر الفياض اصدار 1995

كتب علوم القرآن - 📖 ❞ كتاب الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض ❝ ــ محمد جابر الفياض 📖

█ _ محمد جابر الفياض 1995 حصريا كتاب الأمثال القرآن الكريم لمحمد عن الدار العالمية للكتاب الإسلامي 2024 الفياض: معنى الأمثال: المثل: الأصل المثل إعطاء شيء منزلة شيءعن طريق التشبيه وبيان وجه الشبه ولا يلزم الشبيه المطابقة من كل الوجوه بل يكفي فيه أن يُلمح منه جانبٌ شبهٌ ما يحقق الغرض ويطلق ليكون نموذجا أو أكثر لقضايا سنن أعمال تتشابه مع أحوال الأفراد والجماعات ونفهم خلالها كيف نتعامل معها ونقيس شابهها مر الزمان وبناء عليه يتم الحكم المماثلات لها ذما مدحا وقد تأتي بمعنى الوصف مثل قوله تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) [سورة الجمعة 5] أي وصفهم ووصف حالهم بتركهم للعمل بالعلم أنهم كمثل الحمار الذي يحمل الكتب ظهره ينتفع منها وكالعادة يبحث أعداء الإسلام شبهة لينقضوا الحق ويطمسوه وأنّى لهم ذلك ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة 32] حيث عمد الكفار والمنافقون إلى الطعن بالقرآن بحجة أمثالا لا تليق تكون عند الله تعالى وهي التي ضرب فيها مثلا: بالذباب والعنكبوت والنحل والنمل فهذه حشرات محقرة البلغاء وأهل الفصاحة وكعادة يرد باطلهم مهده وينسفه نسفا يبقي له وزنا حيث رد عليهم سبحانه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ بِهَذَا مَثَلًا) البقرة 26] بيّن أنه وليس المقصود أدواتها وآلاتها وإنما مكنوناتها وغاياتها فلو عقلوا لما نظروا للأداة للثمرة والحكمة والفائدة ولانتفعوا بها وكانت سبب هدايتهم ولذا قال ((يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي وَمَا يُضِلُّ الْفَاسِقِينَ) أقسام وأنواعها: تنقسم قسمين: الأول : الصريح هو الظاهر والمصرح به (مَثَلُهُمْ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ حَوْلَهُ ذَهَبَ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ يُبْصِرُونَ) 17] فلا يحتاج دليل كفى بلفظه دليلا الثاني الكامن: وهو يذكر النص لفظ يكون حكمه حكم كقوله ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) 109] فالمثل هنا يؤخذ مكنون ودلالاته وأما أنواع فهي ثلاثة : النوع الأول التمثيل الرمزي يأتي لسان الطيور والحيوانات والنبات كقصة النملة سليمان السلام وقصة آدم الشيطان رموز لحقائق علوية النوع الثاني القصصي جاء ليبين الأمم وقصصهم للعبرة كقوله ((ضَرَبَ لِلَّذِينَ امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) التحريم 10] النوع الثالث الطبيعي تشبيه غير الملموس بالملموس والمتوهم بالمشاهد الأمور التكوينية ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) يونس 24] وتلحظ الأقسام والأنواع صريحة وغير وبطرق وأساليب عديدة رمزية وقصصية وطبيعية وكأنه يقول للناس عرضت لكم وبينته ورددت الباطل وأزهقته وقربت الهداية وجعلته ظاهرا لبس فلم يبق لأحد حجة معرفة التوحيد وبطلان الشرك ومعرفة الطاعة المعصية والخير الشر فوائد الأمثال: للأمثال فوائد وثمرات يجنيها متدبرها والمتمعن دلالاتها مراعية لجوانب حسب الجانب جاءت لأجله فإن تؤثر الكلام المجرد لأنها تقرب الصورة وتجلب الانتباه وتسخر الوهم للعقل وترفع الحجاب القلوب الغافلة وتؤلف المطلوب وتقربه ومن الإمام عبدالقاهر الجرجاني إمام البلاغة والإعجاز –رحمه : "إعلم أنّ مما اتّفق العقلاء انّ إذا أعقاب المعاني أُبرزت هي باختصار معرضه ونُقلت صورها الاَصلية صورته كساها أُبّهة وكسبها منقبة ورفع أقدارها وشبّ نارها وضاعف قواها تحريك النفوس ودعا إليها واستثار أقاصى الأفئدة صبابة وكلفاً وقسر الطّباع تُعطيها محبة وشغفاً *فإن كان ذمّاً مسه أوجع وميسمه ألذع ووقعه أشدّ وحدّه أحد *وإن حجاجاً برهانه أنور وسلطانه أقهر وبيانه أبهر افتخاراً شأوه أمدّ وشرفه أجد ولسانه ألد * وإن اعتذاراً: القبول أقرب وللقلوب أخلب وللسخائم أسلّ ولغَرْب الغضب أفلّ وفي عُقد العقود أنفث وحسن الرجوع أبعث وعظاً: أشفى للصدر وأدعى الفكر وأبلغ التنبيه والزجر وأجدر يجلى الغياية ويُبصّـر الغاية ويبريَ العليل ويشفي الغليل " ومن أهم الفوائد لأمثال الكريم: 1 التذكير والوعظ 2 الحث 3 الاعتبار والتذكير 4 تقريب المراد وتصويره بصورة المحسوس لتثبت الأذهان 5 لون ألوان لتغري بالخير والبر وتمنعها والإثم 6 إبراهيم النظام يجتمع أربع تجتمع غيره : إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وجودة الكناية والفائدة العظمى القرآنية ذكرها قوله: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ يَعْقِلُهَا الْعَالِمُونَ) العنكبوت 43] في الآية دلالة شواهد للمعنى خاصية العقل ولبّه وثمرتهمن عقلها وفهمها العلماء الربانيين والأتقياء الأنقياء وكما ذكر ابن كثير عمرو بن العاص رضي عنه قال: عَقَلْتُ رسول صلى وسلم ألف مثل" المسند (4 203) وقال الهيثمي المجمع (8 264) "إسناده حسن ثم علق رحمه هذه الرواية: وهذه عظيمة لعمرو (وَتِلْكَ الْعَالِمُونَ) المجالات تناولتها كثيرة نذكر أبرزها وأهمها وهي: 1 بينت الإيمان ومثلت كشفت الكفر وردت شبهه 3 فضحت النفاق نادت الشر 5 صورت الخبيث والطيب ميزت الصالح الطالح كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف أسباب النزول أحكام النسخ مكامن الإعجاز كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة المسلمين ومجادلتهم بالتي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء العلم وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك هذا القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض
كتاب

الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض

ــ محمد جابر الفياض

صدر 1995م عن الدار العالمية للكتاب الإسلامي
الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض
كتاب

الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض

ــ محمد جابر الفياض

صدر 1995م عن الدار العالمية للكتاب الإسلامي
عن كتاب الأمثال في القرآن الكريم لمحمد الفياض:

معنى الأمثال:
المثل: الأصل في المثل إعطاء شيء منزلة شيءعن طريق التشبيه وبيان وجه الشبه، ولا يلزم في الشبيه المطابقة من كل الوجوه، بل يكفي فيه أن يُلمح منه جانبٌ فيه شبهٌ ما يحقق الغرض من التشبيه.

ويطلق المثل في القرآن ليكون نموذجا أو أكثر لقضايا أو سنن أو أعمال تتشابه مع أحوال الأفراد والجماعات، ونفهم من خلالها كيف نتعامل معها ونقيس كل ما شابهها على مر الزمان ، وبناء عليه يتم الحكم على كل المماثلات لها ذما أو مدحا.

وقد تأتي الأمثال في القرآن بمعنى الوصف، مثل قوله تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) [سورة الجمعة 5] أي وصفهم ووصف حالهم بتركهم للعمل بالعلم أنهم كمثل الحمار الذي يحمل الكتب على ظهره ولا ينتفع منها.

وكالعادة يبحث أعداء الإسلام عن شبهة لينقضوا الحق ويطمسوه، وأنّى لهم ذلك ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [سورة التوبة 32]
حيث عمد الكفار والمنافقون إلى الطعن بالقرآن بحجة أن في القرآن أمثالا لا تليق أن تكون من عند الله تعالى، وهي التي ضرب الله فيها مثلا: بالذباب والعنكبوت والنحل والنمل، فهذه حشرات محقرة عند البلغاء وأهل الفصاحة ، وكعادة القرآن يرد باطلهم في مهده وينسفه نسفا ولا يبقي له وزنا حيث رد عليهم الله سبحانه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) [سورة البقرة 26] بيّن لهم القرآن أنه ضرب الأمثال وليس المقصود منها أدواتها وآلاتها، وإنما مكنوناتها وغاياتها، فلو أنهم عقلوا لما نظروا للأداة ، بل نظروا للثمرة والحكمة والفائدة، ولانتفعوا بها وكانت سبب هدايتهم، ولذا قال الله تعالى: ((يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)

أقسام الأمثال وأنواعها:

تنقسم الأمثال الى قسمين:
الأول : المثل الصريح : هو الظاهر والمصرح به مثل قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) [سورة البقرة 17] فلا يحتاج إلى دليل، كفى بلفظه الصريح دليلا.

الثاني : الكامن: وهو الذي لا يذكر في النص لفظ المثل وإنما يكون حكمه حكم الأمثال، كقوله تعالى: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) [سورة التوبة 109] فالمثل هنا يؤخذ من مكنون النص ودلالاته.

وأما أنواع الأمثال فهي ثلاثة أنواع :
النوع الأول : التمثيل الرمزي : وهو ما يأتي على لسان الطيور والحيوانات والنبات ، كقصة النملة مع سليمان -عليه السلام- ، وقصة آدم -عليه السلام- مع الشيطان ، فهي رموز لحقائق علوية.
النوع الثاني : التمثيل القصصي : وهو ما جاء ليبين أحوال الأمم وقصصهم للعبرة
كقوله تعالى: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [سورة التحريم 10]
النوع الثالث : التمثيل الطبيعي : وهو تشبيه غير الملموس بالملموس ، والمتوهم بالمشاهد على أن يكون ذلك في الأمور التكوينية ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [سورة يونس 24]

وتلحظ من الأقسام والأنواع، كيف أن القرآن ضرب الأمثال صريحة وغير صريحة، وبطرق وأساليب عديدة، رمزية وقصصية وطبيعية، وكأنه يقول للناس عرضت لكم الحق وبينته، ورددت الباطل وأزهقته وقربت لكم طريق الهداية، وجعلته ظاهرا لا لبس فيه، فلم يبق لأحد حجة في معرفة التوحيد وبطلان الشرك، ومعرفة الطاعة من المعصية والخير من الشر.

فوائد الأمثال:
للأمثال فوائد وثمرات يجنيها متدبرها والمتمعن في دلالاتها حيث تأتي الأمثال مراعية لجوانب عديدة حسب الجانب الذي جاءت لأجله فإن الأمثال تؤثر أكثر من الكلام المجرد لأنها تقرب الصورة وتجلب الانتباه وتسخر الوهم للعقل وترفع الحجاب عن القلوب الغافلة وتؤلف المطلوب وتقربه ومن هنا يقول الإمام عبدالقاهر الجرجاني إمام البلاغة والإعجاز –رحمه الله-:
"إعلم أنّ مما اتّفق العقلاء عليه انّ التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني، أو أُبرزت هي باختصار في معرضه، ونُقلت عن صورها الاَصلية إلى صورته كساها أُبّهة، وكسبها منقبة، ورفع من أقدارها، وشبّ من نارها، وضاعف قواها في تحريك النفوس لها، ودعا القلوب إليها، واستثار من أقاصى الأفئدة صبابة وكلفاً، وقسر الطّباع على أن تُعطيها محبة وشغفاً.
*فإن كان ذمّاً : كان مسه أوجع ، وميسمه ألذع ، ووقعه أشدّ ، وحدّه أحد.
*وإن كان حجاجاً : كان برهانه أنور، وسلطانه أقهر، وبيانه أبهر.
*وإن كان افتخاراً : كان شأوه أمدّ ، وشرفه أجد ولسانه ألد.
* وإن كان اعتذاراً: كان إلى القبول أقرب، وللقلوب أخلب، وللسخائم أسلّ، ولغَرْب الغضب أفلّ، وفي عُقد العقود أنفث ، وحسن الرجوع أبعث.
* وإن كان وعظاً: كان أشفى للصدر، وأدعى إلى الفكر، وأبلغ في التنبيه والزجر، وأجدر أن يجلى الغياية ويُبصّـر الغاية، ويبريَ العليل، ويشفي الغليل."

ومن أهم الفوائد لأمثال القرآن الكريم:
1- التذكير والوعظ.
2- الحث والزجر.
3- الاعتبار والتذكير.
4- تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس لتثبت في الأذهان.
5- فيه لون من ألوان الهداية لتغري النفوس بالخير والبر وتمنعها عن الشر والإثم.
6- قال إبراهيم النظام : يجتمع في المثل أربع لا تجتمع في غيره من الكلام :
إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية

والفائدة العظمى من الأمثال القرآنية التي ذكرها الله تعالى في قوله:
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [سورة العنكبوت 43]
في الآية دلالة على أن الأمثال شواهد للمعنى المراد وهي خاصية العقل ولبّه وثمرتهمن عقلها وفهمها يكون من العلماء الربانيين والأتقياء الأنقياء وكما ذكر ابن كثير عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، قال: عَقَلْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل".المسند (4/203) وقال الهيثمي في المجمع (8/264) "إسناده حسن
ثم علق رحمه الله على هذه الرواية: وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص -رضي الله عنه -حيث يقول الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)

المجالات التي تناولتها الأمثال القرآنية كثيرة نذكر أبرزها وأهمها وهي:
1- بينت الإيمان ومثلت له
2- كشفت الكفر وردت شبهه
3- فضحت النفاق
4- نادت بالخير وردت الشر
5- صورت الخبيث والطيب
6- ميزت الصالح عن الطالح.
الترتيب:

#16K

0 مشاهدة هذا اليوم

#46K

12 مشاهدة هذا الشهر

#7K

25K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 464.
المتجر أماكن الشراء
محمد جابر الفياض ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
الدار العالمية للكتاب الإسلامي 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث