📘 ❞ حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث ❝ كتاب ــ عباس محمود العقاد اصدار 2005

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث ❝ ــ عباس محمود العقاد 📖

█ _ عباس محمود العقاد 2005 حصريا كتاب حياة المسيح التاريخ كشوف العصر الحديث 2024 الحديث: يسوع (بالعبرية: יֵשׁוּעַ؛ بالسريانية: ܝܫܘܥ) ويشارُ إليه أيضًا بيسوع الناصري أو عيسى بن مريم هو الشخصية المركزيّة المسيحيّة النظرة التاريخية لدى غالبية المؤرخين تتّفق وجوده وعلى أنه معلّم يهودي من الجليل مقاطعة اليهودية الرومانيّة عُمِدَ يد يوحنا المعمدان وأثارت تعاليمه قلقًا وحنقًا أفضى إلى صلبه بأمر بيلاطس البنطي النظرات التاريخيّة حوله تعدّدت بين رجل دين وزعيم حركة دينية وحكيم فيلسوف ومصلح اجتماعي نادى بالحسن الخلقي والمساواة وكان الوعظ عن ملكوت الله أحد أبرز مفاهيمه محور عمله الرغم ذلك فالبحث التاريخي لم ينتج عنه إلا القليل الاتفاق بخصوص الموثوقية للأناجيل وبخصوص مدى تطابق بحسب الكتاب المقدس مع أما المسيحية واعتمادًا العهد الجديد فيسوع الذي انتظره اليهود وفيه تحقّقت نبؤات القديم وله عدد وافر الألقاب وهو معصوم وكامل والوحيد يرتكب أي خطيئة وقد ولد عذراء بطريقة إعجازيّة واجترح عجائب ومعجزات عديدة وقدم تعاليمًا صالحة لكل آن رافعًا البشر لمرتبة أبناء لتمثّل حياته "إنجيل عمل" مُلهم لأتباعه وأسّس الكنيسة ومات الصليب تكفيرًا خطايا العالم فكان مُحرّر البشرية وبُشراها السارّة ثم قام الأموات ورُفِع السماء بعد أن وعد المؤمنين به سيعود آخر الزمان؛ ليكون بذلك كمال الإعلان الإلهي للبشر وختام رسالات مفتتحًا عهدًا جديدًا سلسلة العهود السابقة ليغدو طريقه الوسيط الوحيد والإنسان؛ مرحلة طويلة الإعداد بدأت منذ آدم وإبراهيم حسب اللاهوتيّة للمسيح فإنه يمثل القدرة الإلهية فهو كلمة الأزليّة التي تدرّعت بجسد وبالتالي مستحق العبادة وفقاً للأغلبية العظمى المسيحيين كما يوضّح قانون الإيمان صيغ مجمع نيقية عام 325 ترفض أقلية الطوائف الثالوث وتعتبر غير مذكور النصوص المقدسة يحتفل بذكرى ميلاد سنوياً 25 ديسمبر (أو تواريخ مختلفة يناير قبل بعض الكنائس الشرقية) يوم عيد الميلاد ويتم تكريم ذكرى الجمعة العظيمة وقيامته القيامة ويستند التقويم الميلادي الأكثر انتشارًا والتقويم الدولي أنو دوميني تقسيم وبعد التقريبي الإسلاميّة ليسوع نُصَّ القرآن فهي بكونه وبصحة العذري واجتراح وآيات والعودة الزمان وتعتبره نبيًا ومن أولي العزم وتنعته بأنه بيد أنها تنفي الصلب وأنه إله ابن والدور الكفاري والبعد الماورائي ويذكر نفسه يدع الألوهية يذكر اليهوديّة الاعتراف المنتظر بحجة يف بجميع النبؤات الواردة التناخ هناك وجهات نظر متنوّعة أخرى حول ظهرت مر ومنها البهائية قالت بأن له مظهر مظاهر ووسيط والبشرية ويعكس صفات ويعتبر شخصيّة مبجلة مذهب الموحدين الدروز والسينتولوجيا والكاو دائية يسوع الإسلام يدعى ويقول الباحث فراس السواح أعطى ألقابًا لعيسى تزيد عما أعطي لأي شخصية النبي والمبارك ورسول وكلمة وروح وقول الحق وآية للناس ورحمة ووجيه الدنيا والآخرة المقربين لله حفلت بأخباره بشكل رئيسي ثلاث سور هي سورة آل عمران وسورة المائدة بالإضافة ما ورد متفرقًا ذكره نحو خمس وثلاثين مرة بخمس مريم؛ ليحلّ ثالثًا حيث المرات ذكر بها أشخاص إبراهيم وموسى من الصعب العثور جذر عربي واضح لاسم ويرى الباحثين تعريب إيسوس اليوناني (باليونانية: Ιησούς) إيسَ نظرًا لكون لازمة "وس" تلحق أسماء الأعلام اللغة اليونانية العدد الآخر اللفظ كان سائدًا شمال شبه الجزيرة العربية وهي ظاهرة متكررة سائر الأنبياء فالقرآن يقول يحيى لا يوحنّا وإلياس إيليا وإدريس أخنوخ في الواقع فإن نقاط الائتلاف الرواية والرواية الإسلامية لحياته وطبيعته تفوق الاختلاف رغم كون جوهرية عند وقوعها فكيفية الحبل وبشارة ومكانتها واحدة الروايتين وذكر لكونها قد ولدته تحت جذع نخلة يناقض الإنجيل لحظة الولادة يؤدي أقله القرآنية الإنجيلية تخالفها أما حديث المهد وظهور براءة تذكر فتغيب الأناجيل الرسمية لكنها تظهر المنحولة خصوصًا "أناجيل الطفولة" هذه الأحداث نفخ طيور مصنوعة طين فتحولت حقيقية مذكورة إنجيل توما المعلوم وإن رفضت بضعًا أحداثها أثبته آباء وأدرج إطار التقاليد الكنسية اللاحقة أعماله فتتفق الروايتان إقامة الموتى وإبراء البرص والعميان وإنزال مائدة والتي وجدها البعض تقابل تكثير الخبز الأربعة وتحليل حرمت الشريعة وملخص القول عدم تفصيل معجزة معجزاته يتفق جاء العناوين العريضة لهذه المعجزات دون خلاف أيضًا يعرض كتابه «الإنجيل برواية القرآن» قائمة خمسين قولاً منسوبة وترد بالسياق والمعنى تكون لشخصه يدلّ حسب رأي تشابه الجوهر المشترك لتعاليم وتعاليم القرآن؛ سبيل المثال لوقا: "تأملوا الطيور إنها تزرع ولا تحصد والله يقيتها كم أنتم بالحري أفضل كثيرة " [لوقا 12 24] ويقابلها القرآن: Ra bracket png وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ Aya 60 La تفاصيل وما سيسبقه زلزلة ونفخ الصور الدجال متطابقة تعليم وتعليم سفر رؤيا للأحداث الاختلافات التفاصيل وتفسير لبعض بالمعنى المجازي حين تمسك بحرفيتها الجوهرية تحصر نطاقين النطاق الأول موضوع فقد وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ يَقِينًا 157 بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا 158 اختلف فقهاء المسلمين تفسير الآية فمال للقول التلاميذ الاثني عشر الحواريين يدعو صلب مكان برضاه لقاء دخول الجنة وذهب حديثًا يهوذا الاسخريوطي مسلّم تمّ كعقاب خيانة معلمه الجدل الأعمق موت وبعثه اللاحق الآيات أشارت ذلك: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ أُبْعَثُ حَيًّا 33 وفي موضع آخر: إِذْ قَالَ يَا إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ تَخْتَلِفُونَ 55 فقال الفقهاء الوفاة المذكورة وفاة النوم الموت وأشار نوع التقديم والتأخير معنى ارتفاع أولاً يكون موته عودته قبيل وجاء الرأي الثالث وفاةً طبيعية حدثت وأن بعثه يتم إنما سيتم اليوم الأخير الرابع مفاده أمات ورفعه يلاحظ التقارب عناصر التفاسير فكلاهما ينصّ بعث ورفع غير الجدال يحسم حتى الآن مؤيدي النظريات الأربع وربما يساهم استمرار والحديث يقدمان أية إجابات واضحة وحاسمة الطريقة نجا وأين نجاته توفي متى؟ بل أين موقعه الحالي؟ وبكل الأحوال يشير دور خلاصي تعتبر أركان العقيدة المسيحية؛ الكتابات الغنوصية طائفة مسيحية مزجت الديانات الإغريقية القديمة والمسيحية صوفيًا أشار الثاني للخلاف ألوهة كونه الابن تظهره العقائد بمظهر والرسول إمرة الله؛ الملاحظ رسولاً فبوصفه "المسيح" جمع والكاهن والملك نقد ذو طبيعة إلهية فهناك العديد تفيد اتَّخَذَ وَلَدٍ كَانَ مَعَهُ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ 91 لَقَدْ كَفَرَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ وَقَالَ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ لِلظَّالِمِينَ أَنصَارٍ 72 يعتقد المسلمون رسول الرسل ويجلّون ذكراه ويسلّمون عليه كل ويتسمون باسمه وباسم أمّه يعتقدون سيأتي لينصر والمؤمنين بالله فيملأ الأرض عدلاً وقسطًا يؤمن تنبأ بقدوم محمد وخاتمهم لما وَإِذْ رَسُولُ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ 6 علماء "أحمد" المذكور لعدّة أسباب منها البشارة بهذا الاسم نزلت لغة عربية واللغات تتطابق فيها الأسماء تمام المطابقة يقرأ الواحد بأكثر لفظ لضرورة الترجمة مثل "إبراهيم" يُقرأ "إبراهام" ويقرأ "إبراهوم" قراءات الكريم ولم يقل ولكن جرى التسامح رسمها ونطقها لاختلاف كتب السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى تلك كتبها أصحابها آخرون تجارب شخصيات رسمت وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث
كتاب

حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث

ــ عبَّاسُ العَقَّاد

صدر 2005م
حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث
كتاب

حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث

ــ عبَّاسُ العَقَّاد

صدر 2005م
عن كتاب حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث:
يسوع (بالعبرية: יֵשׁוּעַ؛ بالسريانية: ܝܫܘܥ) ويشارُ إليه أيضًا بيسوع الناصري، أو المسيح، أو عيسى بن مريم، هو الشخصية المركزيّة في المسيحيّة. النظرة التاريخية لدى غالبية المؤرخين تتّفق على وجوده في التاريخ، وعلى أنه معلّم يهودي من الجليل في مقاطعة اليهودية الرومانيّة، عُمِدَ على يد يوحنا المعمدان، وأثارت تعاليمه قلقًا وحنقًا أفضى إلى صلبه بأمر من بيلاطس البنطي. النظرات التاريخيّة حوله تعدّدت بين، رجل دين يهودي، وزعيم حركة دينية، وحكيم أو فيلسوف ومصلح اجتماعي نادى بالحسن الخلقي والمساواة، وكان الوعظ عن ملكوت الله أحد أبرز مفاهيمه أو محور عمله. على الرغم من ذلك، فالبحث عن يسوع التاريخي لم ينتج عنه إلا القليل من الاتفاق بخصوص الموثوقية التاريخية للأناجيل وبخصوص مدى تطابق حياة يسوع بحسب الكتاب المقدس مع يسوع التاريخي.

أما في المسيحية، واعتمادًا على العهد الجديد، فيسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود وفيه تحقّقت نبؤات العهد القديم، وله عدد وافر من الألقاب، وهو معصوم، وكامل، والوحيد الذي لم يرتكب أي خطيئة، وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازيّة، واجترح عجائب ومعجزات عديدة وقدم تعاليمًا صالحة لكل آن، رافعًا البشر لمرتبة أبناء الله، لتمثّل حياته "إنجيل عمل" مُلهم لأتباعه، وأسّس الكنيسة، ومات على الصليب تكفيرًا عن خطايا العالم، فكان مُحرّر البشرية وبُشراها السارّة، ثم قام من بين الأموات ورُفِع إلى السماء، بعد أن وعد المؤمنين به أنه سيعود في آخر الزمان؛ ليكون بذلك كمال الإعلان الإلهي للبشر، وختام رسالات السماء، مفتتحًا عهدًا جديدًا، بعد سلسلة من العهود السابقة، ليغدو بذلك طريقه، الوسيط الوحيد بين الله والإنسان؛ بعد مرحلة طويلة من الإعداد بدأت منذ آدم وإبراهيم.

حسب النظرة اللاهوتيّة للمسيح، فإنه يمثل القدرة الإلهية في البشرية، فهو كلمة الله، الأزليّة، التي تدرّعت بجسد من مريم، وبالتالي فهو مستحق العبادة وفقاً للأغلبية العظمى من المسيحيين، كما يوضّح قانون الإيمان الذي صيغ في مجمع نيقية عام 325. ترفض أقلية من الطوائف المسيحية الثالوث وتعتبر أنه غير مذكور في النصوص المقدسة. يحتفل بذكرى ميلاد يسوع سنوياً في 25 ديسمبر (أو تواريخ مختلفة في يناير من قبل بعض الكنائس الشرقية) في يوم عيد الميلاد. ويتم تكريم ذكرى صلبه في يوم الجمعة العظيمة وقيامته في يوم عيد القيامة. ويستند التقويم الميلادي، التقويم الأكثر انتشارًا في العالم والتقويم الدولي في العصر الحديث، من أنو دوميني أي تقسيم تواريخ البشرية إلى قبل وبعد ميلاد يسوع التقريبي.

أما النظرة الإسلاميّة ليسوع أو عيسى بن مريم كما نُصَّ في القرآن، فهي تتّفق مع المسيحية بكونه المسيح وبصحة الميلاد العذري، واجتراح عجائب وآيات، والعودة في آخر الزمان، وتعتبره نبيًا ومن أولي العزم، وتنعته أيضًا بأنه كلمة الله، بيد أنها تنفي الصلب، وأنه إله أو ابن إله، والدور الكفاري، والبعد الماورائي، ويذكر القرآن أن يسوع نفسه لم يدع الألوهية. يذكر أن اليهوديّة، ترفض الاعتراف بأنه المسيح المنتظر، بحجة أنه لم يف بجميع النبؤات الواردة عنه في التناخ، هناك وجهات نظر متنوّعة أخرى حول المسيح، ظهرت على مر التاريخ، ومنها البهائية التي قالت بأن له مظهر من مظاهر الله، ووسيط بين الله والبشرية، ويعكس صفات الله. ويعتبر يسوع شخصيّة مبجلة في مذهب الموحدين الدروز، والسينتولوجيا، والكاو دائية.

يسوع في الإسلام يدعى عيسى بن مريم، ويقول الباحث فراس السواح أن القرآن أعطى ألقابًا لعيسى تزيد عما أعطي لأي شخصية دينية أخرى فهو النبي والمبارك ورسول الله وكلمة الله وروح الله وقول الحق وآية للناس ورحمة من الله ووجيه في الدنيا والآخرة ومن المقربين لله. وقد حفلت بأخباره بشكل رئيسي ثلاث سور في القرآن هي سورة آل عمران وسورة مريم وسورة المائدة، بالإضافة إلى ما ورد متفرقًا في سور أخرى. وقد ورد ذكره في القرآن نحو خمس وثلاثين مرة بخمس صيغ هي عيسى أو عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم أو المسيح أو المسيح عيسى بن مريم؛ ليحلّ بذلك ثالثًا من حيث عدد المرات التي ذكر بها أشخاص في القرآن بعد إبراهيم وموسى.

من الصعب العثور على جذر عربي واضح لاسم عيسى، ويرى عدد من الباحثين أنه تعريب لاسم إيسوس اليوناني (باليونانية: Ιησούς)، أو إيسَ نظرًا لكون لازمة "وس" تلحق بجميع أسماء الأعلام في اللغة اليونانية، ويرى العدد الآخر من الباحثين أن اللفظ هو اللفظ الذي كان سائدًا في شمال شبه الجزيرة العربية وهي ظاهرة متكررة مع سائر أسماء الأنبياء، فالقرآن يقول يحيى لا يوحنّا وإلياس لا إيليا وإدريس لا أخنوخ.

في الواقع، فإن نقاط الائتلاف بين الرواية المسيحية والرواية الإسلامية لحياته وطبيعته تفوق نقاط الاختلاف، رغم كون نقاط الاختلاف جوهرية عند وقوعها. فكيفية الحبل به وبشارة مريم ومكانتها هي واحدة في الروايتين، وذكر القرآن لكونها قد ولدته تحت جذع نخلة لا يناقض الإنجيل الذي لا يذكر به لحظة الولادة، ما يؤدي أقله لكون الرواية القرآنية لا تنفي الرواية الإنجيلية أو تخالفها. أما حديث عيسى في المهد وظهور براءة مريم كما تذكر في القرآن فتغيب عن الأناجيل الرسمية لكنها تظهر في الأناجيل المنحولة خصوصًا "أناجيل الطفولة" ومن هذه الأحداث نفخ عيسى في طيور مصنوعة من طين فتحولت إلى طيور حقيقية، وهي مذكورة في إنجيل توما وسورة آل عمران. ومن المعلوم، أن الكنيسة وإن رفضت هذه الأناجيل غير أن بضعًا من أحداثها قد أثبته آباء الكنيسة وأدرج في إطار التقاليد الكنسية اللاحقة.

أما عن أعماله اللاحقة فتتفق الروايتان حول إقامة الموتى وإبراء البرص والعميان وإنزال مائدة من السماء والتي وجدها البعض تقابل تكثير الخبز في الأناجيل الأربعة وتحليل بعض ما حرمت الشريعة اليهودية، وملخص القول، أنه على الرغم من عدم تفصيل القرآن لأي معجزة من معجزاته إلا أنه يتفق مع ما جاء في الإنجيل من حيث العناوين العريضة لهذه المعجزات دون خلاف

أيضًا فإن فراس السواح يعرض في كتابه «الإنجيل برواية القرآن» قائمة من خمسين قولاً منسوبة في الإنجيل ليسوع وترد في القرآن بالسياق والمعنى نفسه دون أن تكون منسوبة لشخصه، ما يدلّ - حسب رأي السواح - إلى تشابه في الجوهر المشترك لتعاليم يسوع وتعاليم القرآن؛ على سبيل المثال يقول يسوع في إنجيل لوقا: "تأملوا الطيور، إنها لا تزرع ولا تحصد... والله يقيتها. كم أنتم بالحري أفضل من طيور كثيرة." [لوقا 12/24] ويقابلها في القرآن: Ra bracket.png وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ Aya-60.png La bracket.png. كما أن تفاصيل يوم القيامة وما سيسبقه من زلزلة ونفخ في الصور وظهور الدجال هي متطابقة في تعليم يسوع وتعليم سفر رؤيا يوحنا والرواية الإسلامية للأحداث، مع بعض الاختلافات في التفاصيل، وتفسير الكنيسة لبعض هذه الأحداث بالمعنى المجازي في حين تمسك الإسلام بحرفيتها.

أما الاختلافات الجوهرية تحصر في نطاقين، النطاق الأول هو موضوع الصلب، فقد جاء في القرآن: Ra bracket.png وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا Aya-157.png بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا Aya-158.png La bracket.png. وقد اختلف فقهاء المسلمين في تفسير الآية السابقة فمال البعض للقول بأن أحد التلاميذ الاثني عشر أو الحواريين كما يدعو في القرآن قد صلب مكان عيسى برضاه لقاء دخول الجنة، وذهب البعض الآخر حديثًا للقول بأن يهوذا الاسخريوطي مسلّم المسيح هو من تمّ صلبه كعقاب له على خيانة معلمه. أما الجدل الأعمق فهو بخصوص موت المسيح وبعثه اللاحق، ومن الآيات التي أشارت إلى ذلك: Ra bracket.png وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا Aya-33.png La bracket.png وفي موضع آخر: Ra bracket.png إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ Aya-55.png La bracket.png فقال البعض من الفقهاء أن الوفاة المذكورة هي وفاة النوم لا وفاة الموت، وأشار البعض الآخر إلى نوع من التقديم والتأخير، أي أن معنى الآية ارتفاع عيسى إلى السماء أولاً على أن يكون موته بعد عودته قبيل يوم القيامة، وجاء الرأي الثالث بأن وفاةً طبيعية حدثت لعيسى وأن بعثه لم يتم إنما سيتم في اليوم الأخير، أما الرأي الرابع مفاده أن الله قد أمات عيسى ثم بعثه من الموت بعد ذلك ورفعه إليه. يلاحظ التقارب بين عناصر الرواية الإنجيلية والرواية القرآنية في عدد من التفاسير السابقة فكلاهما ينصّ على موت ثم بعث ورفع.

غير أن الجدال لم يحسم حتى الآن بين مؤيدي النظريات الأربع السابقة، وربما ما يساهم في استمرار الجدال كون القرآن والحديث لا يقدمان أية إجابات واضحة وحاسمة حول الطريقة التي نجا بها عيسى من الصلب وأين كان بعد نجاته وأين توفي أو متى؟ بل أين موقعه الحالي؟. وبكل الأحوال فإن القرآن لا يشير إلى دور خلاصي في وفاة عيسى والتي تعتبر أحد أركان العقيدة المسيحية؛ على أن الكتابات الغنوصية وهي طائفة مسيحية مزجت بين الديانات الإغريقية القديمة والمسيحية رفضت صوفيًا موت يسوع وهو ما أشار إليه القرآن: Ra bracket.png وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا Aya-157.png بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا Aya-158.png La bracket.png.

أما النطاق الثاني للخلاف، فهو موضوع ألوهة يسوع أو كونه الابن، حيث تظهره العقائد الإسلامية بمظهر النبي والرسول إنما تحت إمرة الله؛ ومن الملاحظ أن المسيحية لا تنفي كون يسوع نبيًا أو رسولاً فبوصفه "المسيح" فقد جمع ثلاث صفات هي النبي والكاهن والملك. أما نقد كونه ذو طبيعة إلهية أو ابن الله فهناك العديد من الآيات التي تفيد ذلك: Ra bracket.png مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ Aya-91.png La bracket.png. وفي موضع آخر: Ra bracket.png لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ Aya-72.png La bracket.png.

يعتقد المسلمون أن المسيح رسول الله من أولي العزم من الرسل. ويجلّون ذكراه ويسلّمون عليه وعلى كل الأنبياء، ويتسمون باسمه عيسى وباسم أمّه مريم كما يعتقدون بأن المسيح سيأتي لينصر المسلمين والمؤمنين بالله، آخر الزمان، فيملأ الأرض عدلاً وقسطًا. كما يؤمن المسلمون أن المسيح قد تنبأ بقدوم محمد ليكون آخر الأنبياء وخاتمهم، لما جاء في القرآن: Ra bracket.png وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ Aya-6.png La bracket.png ويقول علماء الشريعة الإسلامية أن "أحمد" المذكور هو نفسه محمد لعدّة أسباب منها أن هذه البشارة بهذا الاسم نزلت في لغة غير عربية، واللغات لا تتطابق فيها الأسماء تمام المطابقة، فقد يقرأ الاسم الواحد بأكثر من لفظ لضرورة الترجمة، مثل "إبراهيم"، فهو يُقرأ "إبراهام" ويقرأ "إبراهوم" في قراءات القرآن الكريم، ولم يقل أحد أن الاسم الأول غير الاسم الثاني، ولكن جرى التسامح في رسمها ونطقها لاختلاف اللغة.


الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#53K

14 مشاهدة هذا الشهر

#13K

15K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 168.
المتجر أماكن الشراء
عباس محمود العقاد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية