📘 ❞ عائشة والسياسة ❝ كتاب ــ سعيد الأفغاني اصدار 2012

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب عائشة والسياسة ❝ ــ سعيد الأفغاني 📖

█ _ سعيد الأفغاني 2012 حصريا كتاب عائشة والسياسة عن دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع 2024 والسياسة: عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة (توفيت سنة 58 هـ 678م) ثالث زوجات الرسول محمد وإحدى أمهات المؤمنين والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها وهي الخليفة الأول للنبي أبو بن قحافة وقد تزوجها النبي بعد غزوة بدر شوال 2 وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى اتُهمت حادثة الإفك إلى أن برّأها الوحي بآيات قرآنية نزلت ذلك وفق مُعتقد أهل السُنَّة والجماعة بشكل خاص كان لملازمة دورها نقل الكثير أحكام الدين الإسلامي والأحاديث النبوية حتى قال الحاكم المستدرك: «إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة » وكان أكابر الصحابة يسألونها فيما استشكل عليهم فقد موسى الأشعري: «مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا» الفصاحة والبلاغة ما جعل الأحنف قيس يقول: «سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ عَفَّانَ وَعَلِيِّ طَالِبٍ وَالْخُلَفَاءِ هَلُمَّ جَرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا فَمَا سَمِعْتُ الْكَلامَ مِنْ فَمِ مَخْلُوقٍ أَفْخَمَ وَلا أَحْسَنَ فِي رضي عنها» تختلفُ نظرة أكبر طائفتين إسلاميتين اختلافًا ملحوظًا فبينما يجُلَّها أهلُ ويُحيطونها بالحفاوة والتكريم ينتقدها الشيعة الاثنا عشريّة انتقادًا كبيرًا يصلُ عند طائفةٍ واسعة منهم حد اللعن والتبرؤ والسب ويتهمونها بعداء البيت وبتسميم مُحمَّد هذا التباين الواسع النظرة سببًا رئيسيًا توسيع الهوَّة والشيعة عشريَّة وعُنصرًا محوريًا الخلاف السُني الشيعي حاول بعضُ العلماء القضاء الفتنة فأصدروا العديد الفتاوى الشرعيَّة التي تُحرّم سب والصَّحابة أو التعرُّض لها بأي شكلٍ مُهين مُعتبرين أنَّ إهانة لِشرف وخدمة لأعداء الإسلام مكانة عائشة عند السنة والجماعة تعُجّ كتب بالأحاديث وفضائل مكانة فهي أم وأحب نساء إليه روى الترمذي سننه حديثًا سُأل فيه أحب الناس إليك؟ فقال: «عائشة» ثم سُأل: «من الرجال؟» قال: «أبوها» ويرى زمن كانوا يعرفون محبتها فكانوا يتحرون بهداياهم مما أثار غيرة وسألن سلمة تطلب يأمر يهدوا حيثما فقال لها: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا» المبرأة القرآن أُنزلن فوق سبع سماوات أنه فضلها نزل وهو لحافها دون وأن حين مرض مرضه الأخير اختار يُمضي أيامه الأخيرة حجرتها نسائه عند الشيعة تختلف لعائشة ناحية المكانة والتقديس فهم يجدون أنها كانت معادية لأهل وتجلى عدة حوادث أهمها تجييشها للجيوش والكتائب لحرب علي فالشيعة يرون حرب الجمل تكن أجل أخذ الثأر لعثمان وإنما لإسقاط خلافة طالب وتقويض أركان حكمه ألف فيها متأخروهم ومتقدموهم كتبًا ذمها ككتاب «الكافئة إبطال توبة الخاطئة» للشيخ المفيد المتأخرين وفي أجزاء المثالب للمجلسي والفاحشة لياسر الحبيب ورووا روايات وأهل فقالوا «ما تدع عداوتنا البيت» جعفر الصادق سأل يومًا أصحابه: «تدرون مات وآله قُتل؟ إن ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه!(3)» فقالوا: «إنهما وأبويهما شرّ خلق الله!» وغيرها الأحاديث المنقولة لسان يتفق جمهور علماء تنزيه الزنا بل إنهم كل الأنبياء منزهات الفاحشة ويقول عبد الحسين شرف العاملي: «أنها الإمامية نفس الأمر والواقع أنقى جيبًا وأطهر ثوبًا وأعلى نفسًا وأغلى عرضًا وأمنع صونًا وأرفع جنابًا وأعز خدرًا وأسمى مقامًا يجوز عليها غير النزاهة يمكن حقها إلا العفة والصيانة» الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب المذاهب الإسلامية إيران آية تسخيري قد ذكر حوار له مؤتمر عقد بالدوحة عُلماء المُعاصرين يجلّون ويحترمون خلافاً لمتقدميهم «إننا جميعا نحترم السيدة وحرَّم عدد مرجعيَّات وعُلماء ومشايخ التعرّض لِعائشة بالسب الذم القدح لأنَّ ينشر البغضاء المُسلمين ويتعرَّض مٌقدِّمة هؤلاء العلماء: فتوى المُرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة خامنئي والعلَّامة السيِّد حسين فضل عِلمها بالدين كانت أعلم بدين وما اتصل به قرآن وتفسير وحديث وفقه مسروق الأجدع: «رأيت مشيخة أصحاب الفرائض» عمر يحيل إليها يتعلق بأحكام بأحوال البيتية لا يضارعها الاختصاص أحدٌ الإطلاق وقال الزهري: «لو جمع علم جميع لكان أفضل» المستدرك رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ» أشكل علينا رسول حديث قط فسألنا وجدنا عندها منه علمًا» كانت كثيرة السؤال معاني الآيات القرآنية فمكّنها القدرة تفسير كما تمتعت بذاكرة قوية مكّنتها رواية جانب حفظها الشعر والأمثال بالإضافة كثرة سؤالها عنها ابن مليكة: «كانت تسمع شيئًا تعرفه وراجعت تعرفه» فكانت تصحح للصحابة أخطأوا بلغها عباس أفتى بأن أهدى هديًا حرم يحرم الحاج ينحر هديه فقالت: «ليس أنا فتلت قلائد هدي بيدي قلدها بيديه بعث بها مع فلم وسلمشيء أحله نحر الهدي» ألّف الزركشي كتابًا المسائل قيل استدركتها وسماه «الإجابة لإيراد استدركته الصحابة» حقق تلك هذه وبين صحيحها ضعيفها تبذل الوسيلة لشرح تلجأ أحيانًا للشرح العملي كأن تتوضأ أمام بعضهم لتُعلّمه كيف يتوضأ وتبادر بيان الأحكام تُسأل للاستدلال الفقه وقد روت مباشرة لما توفّر حظ ملازمته وقلّما أحدهم فأصبحت مقصد طلاب الحديث الذهبي أكثر مئة شخص ويعد أشهر الخطاب وابنه وأبو هريرة الأشعري وعبد الزبير ومن التابعين عروة والقاسم وعلقمة وعكرمة ومجاهد والشعبي وزر حبيش ومسروق الأجدع وعبيد عمير الليثي وسعيد المسيب والأسود يزيد ومحمد سيرين وطاووس كيسان وعطاء رباح وسليمان يسار وعلى ويحيى يعمر وابن مليكة بردة المكي ومطرف الشخير وغيرهم عمرة الرحمن ومعاذة العدوية وعائشة طلحة وجسرة دجاجة وحفصة وخيرة الحسن البصري وصفية شيبة وغيرهن عدّ أحاديث 2210 منها 174 متفق وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ومسلم بتسعة وستين عائشة وحقوق النساء لمحبة يلجأن لتنقل شكواهن عنده والأمثلة الصدد فتروي الرجل يُطلّق امرأته شاء يرجعها عدتها وإن طلقها مائة مرة رجل لامرأته: «والله أطلقك فتبيني مني ولا آويك أبدًا» «وكيف ذلك؟» «أطلقك فكلما همت عدتك تنقضي راجعتك» فذهبت المرأة فأخبرتها فانتظرت جاء فأخبرته فنزل بقوله: Ra bracket png الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاّ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ Aya 229 فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا اللّهِ وَتِلْكَ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 230 La مثال آخر دخلت فتاة تشتكي أباها زوجها بابن أخيه كارهة فأخبرت فأرسل أبيها فجعل «يا أجزت صنع ولكني أردت شيئًا؟» وبعد وفاة بقيت تدافع وتنكر يتكلم بشيء ينال كرامة وتغضب دخل رجلان فقالا: «إن أبا يحدث يقول إنما الطيرة والدابة والدار» فغضبت قالت: «كذب والذي أنزل القاسم حدث بهذا وسلم: الجاهلية يقولون: الدابة والمرأة قرأت: أَصَابَ مُصِيبَةٍ الْأَرْضِ وَلَا أَنْفُسِكُمْ إِلَّا كِتَابٍ قَبْلِ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ يَسِيرٌ 22 png وكما شديدة الدفاع وحقوقهن الإنكار يخالفن وأحكام الشريعة نسوة الشام «ممن أنتن؟» قلن: الشام» «لعلكن الكورة تدخل نساؤها الحمامات» «نعم» «أما إني سمعت تخلع ثيابها بيتها هتكت بينها تعالى» ولما رأت تغيرًا ملابس بعض أنكرت عليهن وقالت: أدرك أحدث لمنعهن المسجد منعه بني إسرائيل» الخلاف الكرام وماجره مآس تحولت خلاف مذهبي فتجنب كثير البحث الأستاذ فدرس الفترة بمعايير علمية دقيقة الحقائق أساساً للبحث وأبقى للعاطفة مكانها الذي لايؤثر التاريخي العلمي الدقيق وعليه فكتاب (عائشة والسياسة) رائد موضوعه تحلى مؤلفه بكثير الشجاعة الأدبية والموضوعية العلمية كي يكشف كثيراً الأوهام والقناعات المسبقة الناصعة البيئة إنه جدير بالقراءة لتتعلم المنهجية والإنصاف أولاً والتاريخ ثانياً التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين هو العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد الذين تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية عندهم عهد بزمن يسير حيث حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي ويقول: يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم والآثار ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ هي وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
عائشة والسياسة
كتاب

عائشة والسياسة

ــ سعيد الأفغاني

صدر 2012م عن دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع
عائشة والسياسة
كتاب

عائشة والسياسة

ــ سعيد الأفغاني

صدر 2012م عن دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع
عن كتاب عائشة والسياسة:
عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة (توفيت سنة 58 هـ/678م) ثالث زوجات الرسول محمد وإحدى أمهات المؤمنين، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها. وهي بنت الخليفة الأول للنبي محمد أبو بكر بن أبي قحافة. وقد تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى. اتُهمت عائشة في حادثة الإفك، إلى أن برّأها الوحي بآيات قرآنية نزلت في ذلك وفق مُعتقد أهل السُنَّة والجماعة بشكل خاص. كان لملازمة عائشة للنبي محمد دورها في نقل الكثير من أحكام الدين الإسلامي والأحاديث النبوية، حتى قال الحاكم في المستدرك: «إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة.»، وكان أكابر الصحابة يسألونها فيما استشكل عليهم، فقد قال أبو موسى الأشعري: «مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ، إلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا». وكانت من الفصاحة والبلاغة ما جعل الأحنف بن قيس يقول: «سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْخُلَفَاءِ هَلُمَّ جَرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا ، فَمَا سَمِعْتُ الْكَلامَ مِنْ فَمِ مَخْلُوقٍ ، أَفْخَمَ ، وَلا أَحْسَنَ مِنْهُ مِنْ فِي عَائِشَةَ رضي الله عنها».

تختلفُ نظرة أكبر طائفتين إسلاميتين إلى عائشة اختلافًا ملحوظًا، فبينما يجُلَّها أهلُ السُنَّة ويُحيطونها بالحفاوة والتكريم، ينتقدها الشيعة الاثنا عشريّة انتقادًا كبيرًا يصلُ عند طائفةٍ واسعة منهم إلى حد اللعن والتبرؤ والسب، ويتهمونها بعداء أهل البيت وبتسميم الرسول مُحمَّد. وكان هذا التباين الواسع في النظرة سببًا رئيسيًا في توسيع الهوَّة بين أهل السُنَّة والشيعة الاثنا عشريَّة، وعُنصرًا محوريًا في الخلاف السُني الشيعي. وقد حاول بعضُ العلماء الشيعة القضاء على الفتنة، فأصدروا العديد من الفتاوى الشرعيَّة التي تُحرّم سب عائشة والصَّحابة أو التعرُّض لها بأي شكلٍ مُهين، مُعتبرين أنَّ ذلك إهانة لِشرف الرسول مُحمَّد وخدمة لأعداء الإسلام.

مكانة عائشة
عند أهل السنة والجماعة
تعُجّ كتب أهل السنة والجماعة بالأحاديث وفضائل مكانة عائشة، فهي عند أهل السنة أم المؤمنين وأحب نساء النبي محمد إليه، فقد روى الترمذي في سننه حديثًا سُأل فيه النبي محمد عن أحب الناس إليك؟ فقال: «عائشة»، ثم سُأل: «من الرجال؟» قال: «أبوها». ويرى أهل السنة أن الناس في زمن النبي محمد كانوا يعرفون محبتها عند النبي محمد، فكانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، مما أثار ذلك غيرة أمهات المؤمنين، وسألن أم سلمة أن تطلب من النبي أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان، فقال لها: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا». وهي عند أهل السنة المبرأة في حادثة الإفك بآيات من القرآن، أُنزلن من فوق سبع سماوات. أنه من فضلها أنه نزل على النبي محمد الوحي وهو في لحافها دون غيرها. وأن النبي محمد حين مرض مرضه الأخير اختار أن يُمضي أيامه الأخيرة في حجرتها دون غيرها من نسائه.

عند الشيعة
تختلف نظرة الشيعة لعائشة بنت أبي بكر من ناحية المكانة والتقديس، فهم يجدون أنها كانت معادية لأهل البيت وتجلى ذلك في عدة حوادث أهمها تجييشها للجيوش والكتائب لحرب علي، فالشيعة يرون أن حرب الجمل لم تكن من أجل أخذ الثأر لعثمان، وإنما لإسقاط خلافة علي بن أبي طالب وتقويض أركان حكمه. وقد ألف فيها متأخروهم ومتقدموهم كتبًا في ذمها ككتاب «الكافئة في إبطال توبة الخاطئة» للشيخ المفيد من المتأخرين وفي أجزاء المثالب للمجلسي والفاحشة لياسر الحبيب، ورووا في ذمها روايات عن النبي محمد وأهل البيت. فقالوا أن النبي محمد قال: «ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت». وأن جعفر الصادق سأل يومًا أصحابه: «تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو قُتل؟ إن الله يقول: ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه!(3)» فقالوا: «إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله!». وغيرها من الأحاديث المنقولة على لسان جعفر الصادق.

يتفق جمهور علماء الشيعة على تنزيه عائشة من الزنا بل إنهم يرون أن كل زوجات الأنبياء منزهات عن الفاحشة ويقول في هذا عبد الحسين شرف الدين العاملي: «أنها عند الإمامية وفي نفس الأمر والواقع أنقى جيبًا، وأطهر ثوبًا، وأعلى نفسًا، وأغلى عرضًا، وأمنع صونًا، وأرفع جنابًا، وأعز خدرًا، وأسمى مقامًا من أن يجوز عليها غير النزاهة أو يمكن في حقها إلا العفة والصيانة». وكان الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران آية الله محمد علي تسخيري قد ذكر في حوار له في مؤتمر عقد بالدوحة أنَّ عُلماء الاثنا عشريَّة المُعاصرين يجلّون ويحترمون عائشة خلافاً لمتقدميهم، فقال: «إننا جميعا نحترم السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها». وحرَّم عدد من مرجعيَّات وعُلماء ومشايخ الشيعة الاثنا عشريَّة التعرّض لِعائشة بنت أبي بكر بالسب أو الذم أو القدح لأنَّ ذلك ينشر البغضاء بين المُسلمين ويتعرَّض لِشرف الرسول مُحمَّد، وفي مٌقدِّمة هؤلاء العلماء: فتوى المُرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة في إيران علي خامنئي والعلَّامة السيِّد مُحمَّد حسين فضل الله.

عِلمها بالدين
كانت عائشة من أعلم النساء بدين الإسلام وما اتصل به من قرآن وتفسير وحديث وفقه، فقد قال مسروق بن الأجدع: «رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض». وكان عمر يحيل إليها كل ما يتعلق بأحكام النساء، أو بأحوال النبي البيتية، لا يضارعها في هذا الاختصاص أحدٌ على الإطلاق. وقال الزهري: «لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل». بل وقال الحاكم في المستدرك أن «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ»، وقال أبو موسى الأشعري: «ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا».

كانت عائشة كثيرة السؤال للنبي محمد عن معاني الآيات القرآنية، فمكّنها ذلك من القدرة على تفسير القرآن. كما تمتعت عائشة بنت أبي بكر بذاكرة قوية مكّنتها من رواية الكثير من الأحاديث عن النبي محمد، إلى جانب حفظها الكثير من الشعر والأمثال، بالإضافة إلى كثرة سؤالها للنبي محمد، حتى قال عنها ابن أبي مليكة: «كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا وراجعت فيه حتى تعرفه». فكانت تصحح للصحابة ما أخطأوا فيه، فقد بلغها يومًا أن عبد الله بن عباس أفتى بأن من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه، فقالت: «ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلمشيء أحله الله له حتى نحر الهدي». وقد ألّف بدر الدين الزركشي كتابًا ذكر فيه كل المسائل التي قيل أن عائشة استدركتها على الصحابة، وسماه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة عن الصحابة»، وقد حقق في تلك في هذه المسائل وبين صحيحها من ضعيفها. وكانت عائشة تبذل الوسيلة لشرح الدين، فكانت تلجأ أحيانًا للشرح العملي كأن تتوضأ أمام بعضهم لتُعلّمه كيف يتوضأ، بل وتبادر إلى بيان الأحكام حتى دون أن تُسأل، كما كانت تلجأ للاستدلال في الفقه.

وقد روت عائشة العديد من الأحاديث عن النبي محمد مباشرة، لما توفّر لها من حظ ملازمته، وقلّما روت عن أحدهم عن النبي محمد، فأصبحت حجرتها مقصد طلاب الحديث، حتى قال الذهبي أن أكثر من مئة شخص روى عن عائشة. ويعد أشهر من روى عن عائشة من الصحابة عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير، ومن التابعين عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعلقمة بن قيس وعكرمة ومجاهد والشعبي وزر بن حبيش ومسروق بن الأجدع وعبيد بن عمير الليثي وسعيد بن المسيب والأسود بن يزيد ومحمد بن سيرين وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبي رباح وسليمان بن يسار وعلى بن الحسين ويحيى بن يعمر وابن أبي مليكة وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وأبو الزبير المكي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وغيرهم، ومن النساء عمرة بنت عبد الرحمن ومعاذة العدوية وعائشة بنت طلحة وجسرة بنت دجاجة وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وخيرة أم الحسن البصري وصفية بنت شيبة وغيرهن. وقد عدّ الذهبي أحاديث عائشة 2210 حديث، منها 174 متفق عليه، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثًا، ومسلم بتسعة وستين حديثًا.

عائشة وحقوق النساء
لمحبة النبي محمد لعائشة، كانت النساء يلجأن إلى عائشة لتنقل شكواهن إلى النبي محمد لما لها من مكانة عنده، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد. فتروي عائشة أن الرجل كان يُطلّق امرأته ما شاء ثم يرجعها في عدتها، وإن طلقها مائة مرة، حتى قال رجل لامرأته: «والله لا أطلقك فتبيني مني، ولا آويك أبدًا»، فقالت: «وكيف ذلك؟»، قال: «أطلقك، فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك». فذهبت المرأة إلى عائشة فأخبرتها، فانتظرت عائشة حتى جاء النبي محمد فأخبرته، فنزل الوحي بقوله: Ra bracket.png الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ Aya-229.png فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ Aya-230.png La bracket.png. وفي مثال آخر، دخلت فتاة على عائشة تشتكي بأن أباها زوجها بابن أخيه وهي كارهة، فأخبرت عائشة النبي محمد، فأرسل إلى أبيها، فجعل الأمر إليها، فقالت: «يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء من الأمر شيئًا؟».

وبعد وفاة النبي محمد، بقيت عائشة تدافع عن المرأة، وتنكر على كل من يتكلم بشيء ينال من كرامة المرأة وتغضب منه. فقد دخل عليها يومًا رجلان فقالا: «إن أبا هريرة يحدث أن النبي كان يقول إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار»، فغضبت ثم قالت: «كذب، والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان أهل الجاهلية يقولون: إن الطيرة في الدابة والمرأة والدار»، ثم قرأت: Ra bracket.png مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ Aya-22.png La bracket.png

وكما كانت شديدة الدفاع عن النساء وحقوقهن، كانت شديدة الإنكار على النساء اللواتي يخالفن سنة النبي محمد وأحكام الشريعة. فقد دخل عليها يومًا نسوة من أهل الشام، فقالت: «ممن أنتن؟»، قلن: «من أهل الشام»، قالت: «لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات»، قلن: «نعم»، فقالت: «أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى». ولما رأت تغيرًا في ملابس بعض النساء بعد وفاة النبي محمد، أنكرت عليهن وقالت: «لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعه نساء بني إسرائيل».


الخلاف بين الصحابة الكرام وماجره من مآس تحولت إلى خلاف مذهبي فتجنب كثير من الناس البحث فيه حتى جاء الأستاذ سعيد الأفغاني فدرس هذه الفترة بمعايير علمية دقيقة جعل من الحقائق أساساً للبحث، وأبقى للعاطفة مكانها الذي لايؤثر في البحث التاريخي العلمي الدقيق، وعليه فكتاب (عائشة والسياسة) كتاب رائد في موضوعه تحلى مؤلفه بكثير من الشجاعة الأدبية والموضوعية العلمية، كي يكشف كثيراً من الأوهام والقناعات المسبقة عن الحقائق الناصعة البيئة، إنه كتاب جدير بالقراءة لتتعلم منه المنهجية والإنصاف أولاً والتاريخ ثانياً.

الترتيب:

#5K

1 مشاهدة هذا اليوم

#49K

12 مشاهدة هذا الشهر

#15K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 304.
المتجر أماكن الشراء
سعيد الأفغاني ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث