📘 ❞ الأعمال الكاملة (الحلاج) ❝ كتاب ــ قاسم محمد عباس اصدار 2002

كتب الزهد والتصوف وتزكية النفس - 📖 ❞ كتاب الأعمال الكاملة (الحلاج) ❝ ــ قاسم محمد عباس 📖

█ _ قاسم محمد عباس 2002 حصريا كتاب الأعمال الكاملة (الحلاج) عن مكتبة الإسكندرية 2024 (الحلاج): أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 26 مارس 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية يُعد روّاد أعلام التصوف العالم العربي والإسلامي اشتهر بقوله: "أنا الحق" والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية بينما فسره آخرون أنه حالة إبادة الأنا والسماح لله بأن يتكلم خلاله اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا الأتباع كخطيب قبل أن يتورط صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم أثرها بعد فترة طويلة الحبس بتهم دينية وسياسية الرغم معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون أفعاله إلا أصبح فيما شخصية رئيسية التقليد الصوفي فكره التصوف عند جهاد سبيل إحقاق الحق وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط لقد طور النظرة العامة إلى فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة تأثير السياسية الحاكمة حينه إبراهيم عمران النيلي قال: « سمعت يقول: النقطة أصل كل خط والخط كلّه نقط مجتمعة فلا غنى للخط ولا للنقطة الخط وكل مستقيم أو منحرف هو متحرك بعينها وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة نقطتين وهذا دليل تجلّي يشاهد وترائيه يعاين ومن هذا قلت: رأيت شيئًا إلاّ الله فيه » محاكمته روى إسماعيل علي الخطبي " تاريخه قال : وظهر أمر رجل يعرف بالحلاج يقال له الحسين منصور وكان حبس السلطان بسعاية وقعت بهِ وذلك وزارة عيسى الأولى وذكر عنه ضروب الزندقة ووضع الحيل تضليل الناس جهات تشبه الشعوذة وسحر وادعاء النبوة فكشفه قبضه وانتهى خبره يعني الخليفة المقتدر بالله فلم يقر بما رمي به ذلك فعاقبه وصلبه حيًا أيامًا متوالية رحبة الجسر يوم غدوة وينادى ذكر ثم ينزل يحبس فأقام سنين كثيرة ينقل حتى سجن النهاية بدار فاستغوى جماعة غلمان وموه عليهم واستمالهم بضروب حيلهِ صاروا يحمونه ويدفعون ويرفهونه راسل الكتاب وغيرهم ببغداد وغيرها فاستجابوا لهُ وتراقى الأمر ادعى الربوبية وسعي بجماعة أصحابه فقبض ووجد بعضهم كتبا تدل تصديق عنهُ وأقر بلسانهِ بذلك وانتشر وتكلم قتلهِ فأمر أمير المؤمنين بتسليمه حامد العباس وأمر يكشفه بحضرة القضاة والعلماء ويجمع بينه وبين فجرى خطوب طوال؛ استيقن أمره ووقف بقتله وإحراقه بالنار فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربي الثلاثاء لسبع بقين ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة فضرب بالسياط نحوا ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وأحرقت جثته ونصب رأسه للناس سور الجديد وعلقت جانب ويذكر مصطفى جواد حرق تم دفن تبقى منها القبر المعروف بغداد منتقدوه اكتفى بتكفيره بالاعتماد قيل لسانهِ أقوال أشعار سعى تبرئته بالزعم لسانه أساس الصحة وأنه كلام مدسوس أما أتباعه فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه ولكنهم يقولون إن لها معاني باطنة غير المعاني الظاهرة وأن هذه يفهمها سواهم جنح المستشرقون تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلًا ثوريًا شبيهًا بأساطير الغربيّين وعند الشيعة: ذكره الطوسي الغيبة المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية وقال ابن تيمية: (مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا وَقَوْلِهِ إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ الأَرْضِ وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا الآلِهَةِ: مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا الْحَلاجُ)اهـ أيضًا: (وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًًا أَئِمَّةِ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ الْعُلَمَاءِ وَلا الْمَشَأيِخِ وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ) اهـ عبد القادر الجيلاني حين سُئل قال: عثر ولم يكن زمانه يأخذ بيده ولو أدركته لأخذت الحسن الشاذلي: أكره العلماء تكفير فهم مقاصده مقصدي قال الخطيب البغدادي: والصوفية مختلفون فأكثرهم نفى يكون منهم وأبى يعده فيهم وقبله متقدميهم عطاء البغدادي ومحمد خفيف الشيرازي وابراهيم النصراباذي النيسابوري وصححوا حاله ودونوا كلامه عالم رباني كثير: لم يزل منذ قتل مختلفين فأما الفقهاء فحكي واحد الأئمة إجماعهم قتله كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا وكذلك قول أكثر الصوفية ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول وغرهم ظاهره يطلعوا باطنه وقد ابتداء تعبد وتأله وسلوك ولكن علم يسلك عبادته فدخل الداخل بسبب بعض السلف بغير يفسده مما يصلحه وعن سفيان عيينة فسد علمائنا شبه اليهود عبادنا النصارى ولهذا دخل باب الحلول والاتحاد فصار أهل الانحلال والإلحاد وحدثني مسعود ناصر أنبأنا باكويه أبا زرعة الطبري يقول حسين قبول ورد يحيى الرازي عمرو عثمان يلعنه ويقول لو قدرت لقتلته بيدي فقلت أيش الذي وجد الشيخ ؟ قرأت آية فقال يمكنني أؤلف مثله وأتكلم وسمعت يعقوب الأقطع زوجت ابنتي حسن طريقته واجتهاده فبان لي مدة يسيرة ساحر محتال خبيث كافر أية محاولة لتوثيق حياة تعني القيام بتوثيق فكري لتاريخ الولاية وتلمس الجذر الأول للفكر المراجعة التاريخية لحياة إنما استحضار عقدي وتاريخي وسياسي متعلق بمحاكمة مقاضاة الشخصية المتألهة الإسلام جرى تشويه صورة وطرحت الكثير الرسائل لمناقشة أفكاره وما بدأه فكرة أيدينا يوضح أفكار الرجل بشكل تجده آخر وهو يتألف تمهيد وثمانية فصول هي سيرة نطاق مادة نصوص الطواسين بستان المعرفة الاقوال الروايات او الاحاديث والديوان كتب الزهد والتصوف وتزكية مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل تصوف الصوفية مذهب إسلامي لكن وفق الرؤية ليست مذهبًا وإنما أركان الدين الثلاثة (الإسلام الإيمان الإحسان) فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة وعلم العقيدة بالإيمان فإن بتحقيق مقام الإحسان التربية والسلوك تربية والقلب وتطهيرهما الرذائل وتحليتهما بالفضائل الركن الثالث الإسلامي الكامل ركني والإيمان جمعها حديث جبريل السلام وذكرها عاشر منظومته (المرشد المعين الضروري علوم الدين) وحث عظيم القدر والشأن العارف أحمد عجيبة: "مقام يُعبّر بالشريعة ومقام بالطريقة بالحقيقة فالشريعة: تكليف الظواهر والطريقة: تصفية الضمائر والحقيقة: شهود تجليات المظاهر فالشريعة تعبده والطريقة تقصده والحقيقة تشهده" وقال أيضاً: "مذهب الصوفية: العمل إذا حدّه الجوارح يُسمى وإذا انتقل لتصفية البواطن بالرياضة والمجاهدة فتح العبد بأسرار الحقيقة الإحسان" والإحسان تضمنه هو: (أن كأنك تراه تكن فإنه يراك) منهج طريق يسلكه للوصول أي الوصول معرفته والعلم الاجتهاد العبادات واجتناب المنهيات وتربية وتطهير القلب الأخلاق السيئة وتحليته بالأخلاق الحسنة المنهج يستمد أصوله وفروعه القرآن والسنة النبوية واجتهاد يرد نص كعلم مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته شيدوا أركانه وقواعده كغيره العلوم جيلاً جيل جعلوه علما سموه بـ التزكية السلوك السالكين فألفوا الكتب الكثيرة بينوا فيها أشهر الكتب: الحِكَم العطائية لابن السكندري قواعد للشيخ زروق وإحياء للإمام الغزالي والرسالة القشيرية القشيري والتعرف لمذهب أبي بكر الكلاباذي ومعنى الحقيقي الصدر عصر الصحابة فالخلفاء الأربعة كانوا صوفيين معنى ويؤكد حلية الأولياء للحافظ نعيم الأصبهاني مشاهير المحدثين فقد بدأ كتابه الحلية بصوفية أتبعهم التابعين وهكذا انتشرت حركة القرن الهجري كنزعات فردية تدعو وشدة العبادة تطورت تلك النزعات صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق والتاريخ زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل: الجنيد وأحمد الرفاعي وعبد وأبو الشاذلي مدين الغوث ومحي عربي وشمس التبريزي وجلال الرومي والنووي والغزالي والعز القادة صلاح الأيوبي الفاتح والأمير وعمر المختار وعز القسام نتج كثرة دخول المتعلمين والجهلة طرق عدد الممارسات خاطئة عرّضها بداية الماضي للهجوم باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات منتصف الهجوم المدرسة السلفية بدعة دخيلة

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
 الأعمال الكاملة (الحلاج)
كتاب

الأعمال الكاملة (الحلاج)

ــ قاسم محمد عباس

صدر 2002م عن مكتبة الإسكندرية
 الأعمال الكاملة (الحلاج)
كتاب

الأعمال الكاملة (الحلاج)

ــ قاسم محمد عباس

صدر 2002م عن مكتبة الإسكندرية
عن كتاب الأعمال الكاملة (الحلاج):
أبو الْمُغِيث الحُسِّين بن مَنْصُور الحَلاَّج (858 - 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: "أنا الحق" ، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية ، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا ، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله ، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.

فكره
التصوف عند الحلاج جهاد في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكًا فرديًا بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهادًا ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظرًا لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه. عن إبراهيم بن عمران النيلي أنه قال:

« سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئًا إلاّ رأيت الله فيه.»

محاكمته
روى إسماعيل بن علي الخطبي في " تاريخه " قال : وظهر أمر رجل يعرف بالحلاج يقال له : الحسين بن منصور، وكان في حبس السلطان بسعاية وقعت بهِ، وذلك في وزارة علي بن عيسى الأولى وذكر عنه ضروب من الزندقة ووضع الحيل على تضليل الناس من جهات تشبه الشعوذة وسحر وادعاء النبوة، فكشفه علي بن عيسى عند قبضه عليه وانتهى خبره إلى السلطان - يعني الخليفة العباسي المقتدر بالله - فلم يقر بما رمي به من ذلك فعاقبه وصلبه حيًا أيامًا متوالية في رحبة الجسر في كل يوم غدوة وينادى عليه بما ذكر عنه ثم ينزل به ثم يحبس. فأقام في الحبس سنين كثيرة ينقل من حبس إلى حبس حتى سجن في النهاية بدار السلطان، فاستغوى جماعة من غلمان السلطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيلهِ حتى صاروا يحمونه ويدفعون عنه ويرفهونه، ثم راسل جماعة من الكتاب وغيرهم ببغداد وغيرها فاستجابوا لهُ، وتراقى به الأمر حتى ذكر أنه ادعى الربوبية وسعي بجماعة من أصحابه إلى السلطان فقبض عليهم ووجد عند بعضهم كتبا تدل على تصديق ما ذكر عنهُ، وأقر بعضهم بلسانهِ بذلك وانتشر خبره وتكلم الناس في قتلهِ، فأمر أمير المؤمنين بتسليمه إلى حامد بن العباس وأمر أن يكشفه بحضرة القضاة والعلماء ويجمع بينه وبين أصحابه فجرى في ذلك خطوب طوال؛ ثم استيقن السلطان أمره ووقف على ما ذكر له عنه، فأمر بقتله وإحراقه بالنار، فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة فضرب بالسياط نحوا من ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وأحرقت جثته بالنار ونصب رأسه للناس على سور الجسر الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه، ويذكر مصطفى جواد أنه بعد حرق جثته تم دفن ما تبقى منها في القبر المعروف في بغداد.

منتقدوه
اكتفى بعضهم بتكفيره بالاعتماد على ما قيل على لسانهِ من أقوال أو أشعار، بينما سعى بعضهم إلى تبرئته بالزعم بأن ما قيل على لسانه لا أساس له من الصحة وأنه كلام مدسوس عليه. أما أتباعه فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه، ولكنهم يقولون إن لها معاني باطنة غير المعاني الظاهرة، وأن هذه المعاني لا يفهمها سواهم. بينما جنح المستشرقون إلى تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلًا ثوريًا شبيهًا بأساطير الغربيّين.

وعند الشيعة: ذكره الطوسي في كتاب الغيبة في المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية.

وقال ابن تيمية: (مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا الله. وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ...وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنَ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنَ الآلِهَةِ: فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ، وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ)اهـ.

وقال أيضًا: (وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَأيِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ).اهـ

وقال عنه عبد القادر الجيلاني حين سُئل عن الحلاج قال: عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده، ولو أدركته لأخذت بيده.

وقال عنهُ أبو الحسن الشاذلي: أكره من العلماء تكفير الحلاج، ومن فهم مقاصده فهم مقصدي.

قال الخطيب البغدادي: والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفى أن يكون الحلاج منهم وأبى أن يعده فيهم، وقبله من متقدميهم أبو العباس بن عطاء البغدادي ومحمد بن خفيف الشيرازي وابراهيم بن محمد النصراباذي النيسابوري وصححوا له حاله ودونوا كلامه حتى قال ابن خفيف : الحسين بن منصور عالم رباني .

قال ابن كثير: لم يزل الناس منذ قتل الحلاج مختلفين في أمره. فأما الفقهاء فحكي عن غير واحد من الأئمة إجماعهم على قتله وأنه كان كافرا ممخرقا مموها مشعبذا، وكذلك قول أكثر الصوفية منهم. ومنهم طائفة كما تقدم أجملوا القول فيه وغرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه، وقد كان في ابتداء أمره فيه تعبد وتأله وسلوك، ولكن لم يكن له علم يسلك به في عبادته، فدخل عليه الداخل بسبب ذلك، كما قال بعض السلف : من عبد الله بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه. وعن سفيان بن عيينة أنه قال : من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى. ولهذا دخل على الحلاج باب الحلول والاتحاد فصار من أهل الانحلال والإلحاد.

قال الخطيب : وحدثني مسعود بن ناصر أنبأنا ابن باكويه الشيرازي، سمعت أبا زرعة الطبري يقول : الناس فيه - يعني حسين بن منصور - بين قبول ورد، ولكن سمعت محمد بن يحيى الرازي، يقول : سمعت عمرو بن عثمان يلعنه ويقول : لو قدرت عليه لقتلته بيدي، فقلت : أيش الذي وجد الشيخ عليه ؟ قال : قرأت آية من كتاب الله، فقال : يمكنني أن أؤلف مثله وأتكلم به.

قال أبو زرعة الطبري : وسمعت أبا يعقوب الأقطع يقول : زوجت ابنتي من الحسين بن منصور لما رأيت من حسن طريقته واجتهاده، فبان لي بعد مدة يسيرة أنه ساحر محتال خبيث كافر.

إن أية محاولة لتوثيق حياة الحلاج تعني القيام بتوثيق فكري لتاريخ الولاية الصوفية، وتلمس الجذر الأول للفكر الصوفي بسبب أن المراجعة التاريخية لحياة الحلاج إنما تعني استحضار ما هو عقدي وتاريخي وسياسي متعلق بمحاكمة الولاية الصوفية أو مقاضاة الشخصية المتألهة في الإسلام، وقد جرى تشويه صورة الحلاج وطرحت الكثير من الرسائل لمناقشة أفكاره وما بدأه من فكرة الحلول، إلا أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا يوضح أفكار الرجل بشكل لا تجده في كتاب آخر. وهو يتألف من تمهيد وثمانية فصول هي : محاولة في سيرة حياة الحلاج ، نطاق مادة الكتاب، نصوص الكتاب، الطواسين ، بستان المعرفة، الاقوال، نصوص الولاية ، الروايات او الاحاديث والديوان.
الترتيب:

#309

2 مشاهدة هذا اليوم

#6K

60 مشاهدة هذا الشهر

#13K

16K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 352.
المتجر أماكن الشراء
قاسم محمد عباس ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مكتبة الإسكندرية 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث