📘 ❞ إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز ❝ كتاب ــ بديع الزمان سعيد النورسى

كتب علوم القرآن - 📖 ❞ كتاب إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز ❝ ــ بديع الزمان سعيد النورسى 📖

█ _ بديع الزمان سعيد النورسى 0 حصريا كتاب إشارات الإعجاز مظان الإيجاز 2024 الإيجاز: يعد الأستاذ النُّوْرْسي من العلماء الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن القرآن وأهل الإسلام وقت كانت فيه دولة تتعرض لهجمة عنيفة شرسة أعدائها يتربصون بها الدوائر كادت الأمة بسببها تفقد هويتها وتذهب معالمها وقد وفق إلى حد كبير الحفاظ هوية الإسلامية خلال جهاده العلمي والعملي وكان الآثار العلمية التي تركها لنا كتابه الموسوم بـ (إشارات الإيجاز) وهو عبارة نظرات الله تعالى تنم بصيرة نافذة ومعرفة كلامية وبلاغية عميقة وذوق ذاتي رفيع ومنهج عقلي سديد كتبه يؤدي فريضة الجهاد الخط الأمامي لساحة القتال وأحياناً كان صهوة جواده يدافع حياض ويدفع عنها جيوش الروس الملحد مضمون الكتاب ذكر مقدمة أنه ألَّف هذا السنة الأولى الحرب العالمية جبهة دون مصدر يعود إليه أو مرجع يعول عليه وذكر أن ما ضمنه نكات بلاغية وإعجازية إنما تعود العُهدة فيما كتب اقتضت ظروف الشاقة وما واكبها حرمان يُكتب التفسير غاية والاختصار لأسباب عديدة وبقيت الفاتحة والنصف الأول نحو أشد إجمالاً واختصاراً؛ لأن ذلك لم يكن يسمح بالإيضاح المستوفى؛ ولأن يضع درجة أفهام طلبته الأذكياء جداً موضع الاعتبار ولم يكتب لغيرهم بعد وضعت أوزارها وعاد منها سالماً أجال النظر ساحات المعارك وعلى أنغام قعقعة السلاح فوجد بما يحتويه تدقيقات بحق تحفة؛ ظرف يتوثب لنيل مرتبة الشهادة فقيد لاح له الأودية والجبال بعبارات متفاوتة باختلاف الحالات فمع احتياجها التصحيح والإصلاح تطاوعه نفسه بتغييرها وتبديلها؛ إذ كتبها حالة خلوص النية ومن ثم كما هي؛ لينظر فيها أهل العلم لا أنها تفسير للتنزيل بل لتصير لو نالت القبول نوع مأخذٍ لبعض وجوه ضمَّن بين دفتي نكاتٍ دقيقة قد يفهمها كثير القراء ولا يعيرون لها اهتمامهم سيما جاء ضمن آيتي سورة البقرة اللتين تصفان حال الكفار والآيات الاثنتي عشرة الخاصة بالمنافقين وقد ذكر تلك الآيات واقتصر بيان دقائق دلالات ألفاظها وبدائع إشاراتها باهتمام بالغ تفصيل لماهية الكفر مع تطرق يسير الشبهات يلتزمها المنافقون خلافاً لما جرى سائر تحقيق وتفصيل وأرجع مسلكه هذا؛ لئلا يكدر الأذهان ويعكر صفوها بمسائل ليس أوان البحث والخوض تفاصيلها هدف الكتاب سعى خلاله يطبق (نظرية النظم) وضعها عبد القاهر الجرجاني تطبيقاً تفصيلياً شاملاً حيث المباني والمعاني المعارف اللغوية والعقلية والذوقية الكلية والجزئية والتي اعتمد عليها الكشف تفاصيل المنظومة القرآنية يظهر وتتكشف خصائص الأسلوب القرآني حيرت البلغاء وأخرست الفصحاء ليحق عليهم التحدي المعجز يوم القيامة عموماً فإن الهدف وضع لكتابه هو جملة الكريم وفقاً لنظرية النظم الجرجانية؛ بحسب يتجلى نظمه الزاهر إلا نقشُ على يوجه جهوده الكتاب نظرية لإثبات إعجاز البلاغي فحسب اتجهت كذلك التغلغل معاني أراد بناءها تفصيلاً المرتكزات العقلية للوصول إظهار العقائد وارتباطها بحقائق الوجود عمل الكتاب كان قبل يؤلف يتطلع دائماً انتهاض لجنة مؤلفة كبار المتخصصين كل ناحية نواحي تقوم بدراسات طويلة شتى حتى يتحصل ويتولد مجهوداتهم الكثيرة ودراساتهم الطويلة تفسيرٌ جامع للقرآن المبين يستجيب لحاجات القرن العشرين واستمر لديه التطلع والترقب اندلعت وكشرت أنيابها وكانت تركيا المسلمة هدفاً مركزيًّا لمديري هذه فلما أيس تحقق الأمل اضطر يلوح حول فأخذ يقيد ويصنف ويرتب يسنح شرح آي الذكر الحكيم فجاء منه القسم المتضمن لنظرات وبدايات قوله سبحانه: {وعلم آدم الأسماء كلها} (البقرة:31) وقف عند الحد ودفعته عصره وبلده أتون الصراع ولكن قالب جديد ممثلاً (سعيد الجديد) سمتُه الهدوء والتدرج والبناء والنفوذ المحكم عقول المسلمين وقلوبهم صراخ عاطفي تهريج مدمر صدامات فوقية الوضع الإسلامي يومئذ مهيئاً ويقوى مجابهة الأعداء الأقوياء الداخل والخارج استطاع يثبت جزء كامل ويبرهن للدارسين وطلاب الحقيقة السهل يستمر ضوء منهجه والعقلي والذوقي الرفيع النهاية إذن فليكن كافياً وليتوجه بكليته وبقية حياته العامرة القضية الأساس وهي إنقاذ إيمان عصر الإعلامي الرهيب فكرة شرحها بسطها مثَّل تجد بذوراً موجزة مفصلة عرض أصول بأسلوب عصري علمي غير اتجه مخاطبة خاصة تلامذته دمج المصطلحات الكلامية القديمة ببدايات الجديد الذي استقر بعد (رسائل النور) إذن يريد تفسيراً كاملاً الاتجاه ولو قدر ينهي عمله لقدّم بلاغيًّا وعقليًّا جديراً بأن يأخذ عمره كله المحقق يحوي حينئذ عشرات المجلدات الضخام مشى نقرأه ولكن سبحانه وتعالى قدّر الأفضل ذلك؛ وفقه لعمل أجلَّ وأعظم عَمْلٌ مسلمي بلده مواجهة إشغالهم بقضايا بلاغته وإعجازه اللغوي تكن مشكلة التحقيق جزئيات يقوى فهمها الخواص لولا موانع لكانت نية تتجه يكون وقفاً توضيح النظمي وأن تكون الأجزاء الباقية واحد أوجه منهج كتابه بدأ بتعريف فعرفه بأنه الترجمة الأزلية لهذه الكائنات والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية ومفسّرُ العالَم وعادة يبدأ تفسيره للآية بمقدمة تشتمل إجمالي لمعنى الآية يتناول آية اعتبارات ثلاثة: باعتبار علاقتها سبقها وباعتبار بعدها تضمنه بذاتها ويعبر الاعتبارات الثلاثة بقوله: "مدار ثلاثة وجوه: نظمها بسابقتها والنظم جملها هيئات جملة" ويعتمد أسلوب المتقدمين تناوله متعلقات يفسرها فتراه يقول: "فإن قلتَ: قلتُ: " أقوال الكتاب لقد أثنى ثناء حسناً وجاء الثناء بشكل خاص طلبة تلقوا مؤلفه مباشرة الثناءات قيلت نذكر يلي: أولاً: الشيخ صدر الدين يوكسل البدليسي فقد قال: رغم وليد فكرٍ فريد بابه ينسج للآن منواله أي تفسير؛ لأنه يستجلي ويكشف المكنون نظم المجيد بطريقة عجيبة مخترعة نرها نصادفها عثرنا مشهور التفاسير المتداولة إن عباراته عذوبة وحلاوة وطلاوة بديعة وتدقيقاً خارقاً تحليل الوحي المنزل وأعجب الكل وجد التدقيق البالغ والبحث العميق حينما ينصب ويتقاطر المؤلف جهاته الأربع شآبيب رصاص بنادق الجيوش السوفيتية فكان يناضل ويطلق بندقيته صدور جهة ويضع مصنع دماغه قنبلة الذرية ليحطم بنيان والضلال أخرى ثانياً: محسن الحميد أستاذ والفكر بجامعة بغداد للكتاب ومما مقدمته قوله: "كتاب جليل القدر رصين السبك قوي الحجة يمثل أجلى تمثيل القدرة السَرَيانية الفائقة للأستاذ وراء المعاني الدقيقة كتاباته كلها المختصة موهبة عبقرية وهبه إياه خلالها ببصيرة يلتمس ويبغي إيصال الإنسان اقتناع بكون معجزاً بحيث يجد العقلاء والفصحاء أنفسهم ضرورة الإيمان والاعتراف الحق نزل علام الغيوب رسوله الأكرم محمد صلى وسلم؛ كي الإنسانية طريق دعوة وينور بصيرتها بنور وإدراك اليقين العبودية الخالصة لرب العالمين" ومما قاله أيضاً: "يُعد نموذجاً تحليليًّا رائعاً يفيد المهتمين بالدراسات الإعجازية والبلاغية والنقدية المعاصرة الأوساط وسيجد المهتمون وجهة المنطق العقلاني زادهم المباحث والعلمية العميقة قدمها تعليقاً حللها أوائل البقرة" أخيراً أحسن إحسان قاسم الصالحي بتحقيقه أغناه بتدقيقاته المفيدة وشروحه القيمة الحواشي والكتاب محتويات المكتبة الشاملة علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف أسباب النزول أحكام النسخ مكامن ومن التسلح بمعرفتها يساعد محاججة ومجادلتهم بالتي هي والدفاع ضد تثار حوله أيضا بتنوعها وغناها وبما والفنون والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى به سماء وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز
كتاب

إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز

ــ بديع الزمان سعيد النورسى

إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز
كتاب

إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز

ــ بديع الزمان سعيد النورسى

عن كتاب إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز:
يعد الأستاذ النُّوْرْسي من العلماء الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن القرآن وأهل الإسلام، في وقت كانت فيه دولة الإسلام تتعرض لهجمة عنيفة شرسة من أعدائها، الذين يتربصون بها الدوائر، كادت الأمة بسببها تفقد هويتها وتذهب معالمها. وقد وفق الأستاذ إلى حد كبير في الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية من خلال جهاده العلمي والعملي.

وكان من الآثار العلمية التي تركها لنا الأستاذ النُّوْرْسي كتابه الموسوم بـ (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز) وهو عبارة عن نظرات في كتاب الله تعالى، تنم عن بصيرة نافذة، ومعرفة كلامية وبلاغية عميقة، وذوق ذاتي رفيع، ومنهج عقلي سديد. كتبه وهو يؤدي فريضة الجهاد في الخط الأمامي لساحة القتال، وأحياناً كان على صهوة جواده، يدافع عن حياض الأمة، ويدفع عنها جيوش الروس الملحد.

مضمون الكتاب

ذكر الأستاذ النُّوْرْسي في مقدمة كتابه أنه ألَّف كتابه هذا في السنة الأولى من الحرب العالمية الأولى على جبهة القتال، دون مصدر يعود إليه، أو مرجع يعول عليه، وذكر أن ما ضمنه في كتابه هذا من نكات بلاغية وإعجازية إنما تعود العُهدة عليه فيما كتب. وقد اقتضت ظروف الحرب الشاقة، وما واكبها من حرمان، أن يُكتب هذا التفسير في غاية الإيجاز والاختصار لأسباب عديدة. وبقيت الفاتحة والنصف الأول من التفسير على نحو أشد إجمالاً واختصاراً؛ لأن ذلك الزمان لم يكن يسمح بالإيضاح المستوفى؛ ولأن النُّوْرْسي كان يضع درجة أفهام طلبته الأذكياء جداً موضع الاعتبار. ولم يكن يكتب لغيرهم.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وعاد الأستاذ منها سالماً، أجال النظر فيما كتبه في ساحات المعارك، وعلى أنغام قعقعة السلاح، فوجد أن ما كتبه بما يحتويه من تدقيقات، يعد بحق تحفة؛ ذلك أنه كتبه في ظرف كان يتوثب فيه لنيل مرتبة الشهادة، فقيد ما لاح له في الأودية والجبال بعبارات متفاوتة باختلاف الحالات، فمع احتياجها إلى التصحيح والإصلاح لم تطاوعه نفسه بتغييرها وتبديلها؛ إذ كتبها في حالة من خلوص النية، ومن ثم تركها كما هي؛ لينظر فيها أهل العلم لا على أنها تفسير للتنزيل، بل لتصير -لو نالت القبول- نوع مأخذٍ لبعض وجوه التفسير.

ضمَّن النُّوْرْسي بين دفتي كتابه نكاتٍ بلاغية دقيقة، قد لا يفهمها كثير من القراء، ولا يعيرون لها اهتمامهم، ولا سيما ما جاء ضمن آيتي سورة البقرة اللتين تصفان حال الكفار، والآيات الاثنتي عشرة الخاصة بالمنافقين.

وقد ذكر الأستاذ النُّوْرْسي نكات دقيقة في تلك الآيات، واقتصر على بيان دقائق دلالات ألفاظها، وبدائع إشاراتها باهتمام بالغ، من دون تفصيل لماهية الكفر، مع تطرق يسير إلى الشبهات التي يلتزمها المنافقون -خلافاً لما جرى في سائر الآيات من تحقيق وتفصيل- وأرجع مسلكه هذا؛ لئلا يكدر الأذهان، ويعكر صفوها بمسائل ليس هذا أوان البحث فيها، والخوض في تفاصيلها.

هدف الكتاب

سعى الأستاذ النُّوْرْسي من خلاله كتابه هذا إلى أن يطبق فيه (نظرية النظم) التي وضعها عبد القاهر الجرجاني تطبيقاً تفصيلياً شاملاً من حيث المباني والمعاني، ومن حيث المعارف اللغوية والعقلية والذوقية، الكلية منها والجزئية، والتي اعتمد عليها في الكشف عن تفاصيل المنظومة القرآنية التي بها يظهر الإعجاز، وتتكشف دقائق خصائص الأسلوب القرآني، التي حيرت البلغاء، وأخرست الفصحاء، ليحق عليهم التحدي المعجز إلى يوم القيامة. عموماً، فإن الهدف من وضع النُّوْرْسي لكتابه هذا هو تفسير جملة من القرآن الكريم وفقاً لنظرية النظم الجرجانية؛ لأن الإعجاز القرآني -بحسب النُّوْرْسي- يتجلى من خلال نظمه. وما الإعجاز الزاهر إلا نقشُ النظم.

على أن النُّوْرْسي لم يوجه جهوده في هذا الكتاب إلى بيان نظرية النظم، مقدمة لإثبات إعجاز القرآن البلاغي فحسب، بل اتجهت جهوده كذلك إلى التغلغل في معاني الآيات، حيث أراد بناءها تفصيلاً على المرتكزات العقلية للوصول إلى إظهار العقائد الإسلامية، وارتباطها بحقائق الوجود.

عمل النُّوْرْسي في هذا الكتاب

كان الأستاذ النُّوْرْسي قبل أن يؤلف كتابه هذا يتطلع دائماً إلى انتهاض لجنة مؤلفة من كبار العلماء المتخصصين، كل في ناحية من نواحي العلم، تقوم بدراسات طويلة في شتى نواحي الكتاب الكريم، حتى يتحصل ويتولد من مجهوداتهم الكثيرة، ودراساتهم الطويلة تفسيرٌ جامع للقرآن المبين، يستجيب لحاجات القرن العشرين، واستمر لديه ذلك التطلع والترقب إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى، وكشرت عن أنيابها، وكانت تركيا المسلمة هدفاً مركزيًّا لمديري هذه الحرب. فلما أيس الأستاذ من تحقق ذلك الأمل، اضطر أن يكتب ما يلوح له من إشارات حول إعجاز القرآن. فأخذ يقيد ويصنف ويرتب ما يسنح له في شرح آي الذكر الحكيم. فجاء منه هذا القسم المتضمن لنظرات في سورة الفاتحة وبدايات سورة البقرة إلى قوله سبحانه: {وعلم آدم الأسماء كلها} (البقرة:31).

وقف النُّوْرْسي عند هذا الحد، ودفعته ظروف عصره وبلده إلى أتون الصراع، ولكن في قالب جديد ممثلاً بـ (سعيد الجديد) سمتُه الهدوء، والتدرج، والبناء، والنفوذ المحكم إلى عقول المسلمين وقلوبهم، دون صراخ عاطفي، أو تهريج مدمر، أو صدامات فوقية، لم يكن الوضع الإسلامي يومئذ مهيئاً لها، ويقوى فيها على مجابهة الأعداء الأقوياء في الداخل والخارج.

وقد استطاع أن يثبت من خلال جزء كامل من هذا الكتاب إعجاز القرآن الكريم، ويبرهن للدارسين وطلاب الحقيقة، أنه من السهل أن يستمر في ضوء منهجه العلمي والعقلي والذوقي الرفيع إلى النهاية، إذن فليكن هذا كافياً، وليتوجه بكليته وبقية حياته العامرة إلى القضية الأساس، وهي إنقاذ إيمان المسلمين في عصر الصراع الإعلامي الرهيب.

على أن ما من فكرة شرحها الأستاذ النُّوْرْسي، أو بسطها، أو مثَّل عليها إلا تجد لها بذوراً موجزة، أو مفصلة في هذا الكتاب العلمي، ولا سيما في عرض أصول العقائد الإسلامية بأسلوب عصري علمي. غير أنه اتجه في كتابه هذا إلى مخاطبة خاصة تلامذته من خلال دمج المصطلحات الكلامية القديمة ببدايات منهجه الجديد الذي استقر عليه فيما بعد في (رسائل النور).

إذن، الأستاذ النُّوْرْسي كان يريد أن يؤلف تفسيراً كاملاً في هذا الاتجاه. ولو قدر له أن ينهي عمله هذا كاملاً، إذن لقدّم تفسيراً بلاغيًّا وعقليًّا كاملاً شاملاً، كان جديراً بأن يأخذ منه عمره كله، حيث كان من المحقق أن يحوي حينئذ عشرات المجلدات الضخام، لو أنه مشى في ضوء منهجه هذا الذي نقرأه في هذا الكتاب.

ولكن الله سبحانه وتعالى قدّر له الأفضل من ذلك؛ إذ وفقه لعمل أجلَّ من ذلك وأعظم. عَمْلٌ استطاع فيه أن يضع مسلمي بلده في ظروف عصره في مواجهة القرآن الكريم، دون إشغالهم بقضايا بلاغته وإعجازه اللغوي، والتي لم تكن مشكلة عصره من خلال التحقيق في جزئيات دقيقة لا يقوى على فهمها إلا الخواص جداً.

على أنه لولا موانع الحرب، لكانت نية الأستاذ تتجه إلى أن يكون ما كتبه في هذا الكتاب وقفاً على توضيح الإعجاز النظمي من وجوه إعجاز القرآن، وأن تكون الأجزاء الباقية كل واحد منها وقفاً على سائر أوجه الإعجاز.

منهج النُّوْرْسي في كتابه

بدأ النُّوْرْسي كتابه بتعريف القرآن الكريم، فعرفه بأنه الترجمة الأزلية لهذه الكائنات، والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات للآيات التكوينية، ومفسّرُ كتاب العالَم.

وعادة ما يبدأ النُّوْرْسي في تفسيره للآية بمقدمة، تشتمل على تفسير إجمالي لمعنى الآية، ثم يتناول كل آية وفق اعتبارات ثلاثة: باعتبار علاقتها بما سبقها، وباعتبار ما بعدها، وباعتبار ما تضمنه من نكات بذاتها، ويعبر عن هذه الاعتبارات الثلاثة بقوله: "مدار النظر في هذه الآية من ثلاثة وجوه: نظمها بسابقتها، والنظم بين جملها، ثم النظر بين هيئات جملة جملة". ويعتمد النُّوْرْسي أسلوب المتقدمين في تناوله لبعض متعلقات الآية التي يفسرها، فتراه يقول: "فإن قلتَ:...قلتُ:...".

أقوال العلماء في هذا الكتاب

لقد أثنى العلماء على هذا الكتاب ثناء حسناً، وجاء الثناء بشكل خاص من طلبة الأستاذ النُّوْرْسي، الذين تلقوا الكتاب من مؤلفه مباشرة. ومن الثناءات التي قيلت في هذا الكتاب نذكر ما يلي:

أولاً: ثناء الشيخ صدر الدين يوكسل البدليسي، فقد قال: رغم أن الكتاب وليد فكرٍ واحد، إلا أنه فريد في بابه، لم ينسج للآن على منواله أي تفسير؛ لأنه يستجلي ويكشف الإعجاز المكنون في نظم الكتاب المجيد بطريقة عجيبة مخترعة، لم نرها، ولم نصادفها فيما عثرنا عليه من مشهور التفاسير المتداولة...إن في عباراته عذوبة وحلاوة وطلاوة بديعة وتدقيقاً خارقاً جداً في تحليل آي الوحي المنزل...وأعجب من الكل، أنه وجد ذلك التدقيق البالغ والبحث العميق حينما كان ينصب ويتقاطر على المؤلف من جهاته الأربع شآبيب رصاص بنادق الجيوش السوفيتية، فكان الأستاذ يناضل ويطلق بندقيته في صدور الأعداء من جهة، ويضع في مصنع دماغه قنبلة إعجاز القرآن الذرية ليحطم بها بنيان الكفر والضلال من جهة أخرى.

ثانياً: ثناء الأستاذ محسن عبد الحميد أستاذ التفسير والفكر الإسلامي بجامعة بغداد للكتاب، فقد وضع مقدمة لها الكتاب، ومما جاء في مقدمته قوله: "كتاب جليل القدر، رصين السبك، قوي الحجة، يمثل أجلى تمثيل القدرة السَرَيانية الفائقة للأستاذ النُّوْرْسي، وراء المعاني الدقيقة في كتاباته كلها، ولا سيما العلمية المختصة منها...كانت تلك موهبة عبقرية، وهبه الله تعالى إياه، لينظر في كتاب الله تعالى من خلالها ببصيرة نافذة، ومعرفة كلامية وبلاغية عميقة، وذوق ذاتي رفيع، ومنهج عقلي سديد، يلتمس الكشف عن الحقيقة، ويبغي إيصال الإنسان إلى اقتناع كامل بكون هذا القرآن معجزاً، بحيث يجد العقلاء والفصحاء في أنفسهم ضرورة الإيمان والاعتراف بأنه الكتاب الحق، الذي نزل من عند علام الغيوب على رسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم؛ كي يضع الإنسانية على طريق دعوة الحق، وينور بصيرتها بنور الإيمان، وإدراك اليقين للوصول إلى العبودية الخالصة لرب العالمين".

ومما قاله أيضاً: "يُعد هذا الكتاب نموذجاً تحليليًّا بلاغيًّا رائعاً، يفيد المهتمين بالدراسات الإعجازية والبلاغية والنقدية المعاصرة، ولا سيما في الأوساط العلمية. وسيجد المهتمون بدراسات العقائد الإسلامية من وجهة المنطق العقلاني زادهم فيه من خلال المباحث العقلية والعلمية العميقة التي قدمها الأستاذ تعليقاً على الآيات التي حللها من أوائل سورة البقرة".

أخيراً، فقد أحسن الأستاذ إحسان قاسم الصالحي بتحقيقه هذا الكتاب، حيث أغناه بتدقيقاته المفيدة، وشروحه القيمة في الحواشي. والكتاب ضمن محتويات المكتبة الشاملة.
الترتيب:

#12K

0 مشاهدة هذا اليوم

#57K

10 مشاهدة هذا الشهر

#26K

9K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 336.
المتجر أماكن الشراء
بديع الزمان سعيد النورسى ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث