📘 ❞ ملة إبراهيم وحضارة الإسلام ❝ كتاب ــ أبو الحسن علي الحسني الندوي اصدار 1992

الدعوة والدفاع عن الإسلام - 📖 ❞ كتاب ملة إبراهيم وحضارة الإسلام ❝ ــ أبو الحسن علي الحسني الندوي 📖

█ _ أبو الحسن علي الحسني الندوي 1992 حصريا كتاب ملة إبراهيم وحضارة الإسلام عن المجمع الأسلامي العلمي 2024 الإسلام: آيات اتباع عليه الصلاة والسلام وهي الحنيفية السمحة : قال الله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ وَمَا (123)} (120 123) سورة النحل قال الإمام السعدي –رحمه كما فيتفسيره (1 451) يخبر عما فضل به خليله وخصه من الفضائل العالية والمناقب الكاملة فقال:{ } أي: إماما جامعا لخصال الخير هاديا مهتديا مديما لطاعة ربه مخلصا له الدين مقبلا بالمحبة والإنابة والعبودية معرضا عمن سواه قوله وعمله وجميع أحواله لأنه إمام الموحدين الحنفاء **** { لأنْعُمِهِ آتاه الدنيا حسنة وأنعم بنعم ظاهرة وباطنة فقام بشكرها فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن واختصه بخلته وجعله صفوة خلقه وخيار عباده المقربين { علمه فعلم بالحق وآثره غيره وَآتَيْنَاهُ رزقا واسعا وزوجة حسناء وذرية صالحين وأخلاقا مرضية الآخِرَةِ الذين لهم المنازل والقرب العظيم ****** ومن أعظم فضائله أوحى لسيد الخلق وأكملهم يتبع ويقتدي هو وأمته وقال يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ لَيْسَ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ مُسْلِمًا (67) أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) (65 68) آل عمران 134) لما ادعى اليهود كان يهوديا والنصارى أنه نصراني وجادلوا ذلك رد محاجتهم ومجادلتهم ثلاثة أوجه أحدها: جدالهم جدال أمر ليس علم فلا يمكن ولا يسمح يحتجوا ويجادلوا هم أجانب عنه وهم جادلوا أحكام التوراة والإنجيل سواء أخطأوا أم أصابوا فليس معهم المحاجة شأن الوجه الثاني: ينتسبون إلى الإنجيل والتوراة ما أنزلا إلا بعد فكيف ينسبون إليهم وهو قبلهم متقدم عليهم فهل هذا يعقل؟! فلهذا أفلا تعقلون فلو عقلتم تقولون لم تقولوا الثالث: برأ والمشركين حنيفا مسلما وجعل أولى الناس آمن أمته وهذا النبي محمد صلى وسلم ومن معه فهم اتبعوه غيرهم والله وليهم وناصرهم ومؤيدهم وأما نبذ ملته وراء ظهره كاليهود فليسوا وليس منهم ينفعهم مجرد الانتساب الخالي الصواب وقد اشتملت الآيات النهي والمجادلة بغير وأن تكلم بذلك فهو متكلم لا منه فيه وفيها أيضا حث التاريخ وأنه طريق لرد كثير الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف **** وقال {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا (95)}(95) 138) قل صدق فيما أخبر وحكم لرسوله ولمن يتبعه يقولوا بألسنتهم: معتقدين قلوبهم أدلة يقينية مقيمين الشهادة أنكرها هنا تعلم تصديقا لله أعظمهم علما ويقينا بالأدلة التفصيلية السمعية والعقلية ثم أمرهم باتباع أبيهم السلام بالتوحيد وترك الشرك الذي مدار السعادة وبتركه حصول الشقاوة وفي دليل وغيرهم ممن مشركون غير موحدين {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ وَاتَّخَذَ اللّهُ خَلِيلاً} (125) النساء 206) :أي: أحد أحسن دين جمع بين الإخلاص للمعبود إسلام الدال استسلام القلب وتوجهه وإنابته وإخلاصه وتوجه وسائر الأعضاء ****** { مع والاستسلام متبع لشريعة أرسل بها رسله وأنزل كتبه وجعلها طريقا لخواص وأتباعهم وَاتَّبَعَ دينه وشرعه مائلا التوحيد وعن التوجه للخلق الإقبال الخالق خَلِيلا والخُلة أعلى أنواع المحبة وهذه المرتبة حصلت للخليلين وإبراهيم عليهما فهي لعموم المؤمنين وإنما اتخذ خليلا وفَّى بما أُمر وقام ابْتُلي فجعله للناس واتخذه ونوه بذكره العالمين وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ بَنِيَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ لِبَنِيهِ تَعْبُدُونَ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ (133)} (130 133) البقرة 66) يرغب عرف فضله إِلا جهلها وامتهنها ورضي لها بالدون وباعها بصفقة المغبون أرشد وأكمل رغب حالته والآخرة فقال: اخترناه ووفقناه للأعمال صار المصطفين الأخيار ******* { الدرجات امتثالا لربه إخلاصا وتوحيدا ومحبة وإنابة نعته ثم ورثه ذريته ووصاهم كلمة باقية عقبه وتوارثت فيهم حتى وصلت ليعقوب فوصى بنيه فأنتم يا بني يعقوب قد وصاكم أبوكم بالخصوص فيجب عليكم كمال الانقياد واتباع خاتم الأنبياء قال: اختاره وتخيره لكم رحمة بكم وإحسانا إليكم فقوموا واتصفوا بشرائعه وانصبغوا بأخلاقه تستمروا يأتيكم الموت وأنتم لأن عاش شيء مات بعث الدعوة والدفاع مجاناً PDF اونلاين الإســلام الحق والعدالة الأثر رفع شان ونثر العدالة المجتمعات البشرية أفضل الأعمال وأجل القربات وجاء الثناء عليها القرآن والسنة ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ملة إبراهيم وحضارة الإسلام
كتاب

ملة إبراهيم وحضارة الإسلام

ــ أبو الحسن علي الحسني الندوي

صدر 1992م عن المجمع الأسلامي العلمي
ملة إبراهيم وحضارة الإسلام
كتاب

ملة إبراهيم وحضارة الإسلام

ــ أبو الحسن علي الحسني الندوي

صدر 1992م عن المجمع الأسلامي العلمي
عن كتاب ملة إبراهيم وحضارة الإسلام:

آيات في اتباع ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي الحنيفية السمحة :
قال الله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)} (120-123) سورة النحل . قال الإمام السعدي –رحمه الله تعالى- كما فيتفسيره - (1 / 451) : يخبر تعالى عما فضل به خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وخصه به من الفضائل العالية والمناقب الكاملة فقال:{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } أي: إماما جامعا لخصال الخير هاديا مهتديا. { قَانِتًا لِلَّهِ } أي: مديما لطاعة ربه مخلصا له الدين، { حَنِيفًا } مقبلا على الله بالمحبة، والإنابة والعبودية معرضا عمن سواه. { وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } في قوله وعمله، وجميع أحواله لأنه إمام الموحدين الحنفاء.

****
{ شَاكِرًا لأنْعُمِهِ } أي: آتاه الله في الدنيا حسنة، وأنعم عليه بنعم ظاهرة وباطنة، فقام بشكرها، فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن { اجْتَبَاهُ } ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه، وخيار عباده المقربين.
{ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } في علمه وعمله فعلم بالحق وآثره على غيره.
{ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً } رزقا واسعا، وزوجة حسناء، وذرية صالحين، وأخلاقا مرضية { وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } الذين لهم المنازل العالية والقرب العظيم من الله تعالى.

******
ومن أعظم فضائله أن الله أوحى لسيد الخلق وأكملهم أن يتبع ملة إبراهيم، ويقتدي به هو وأمته.
وقال الله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) } (65-68) سورة آل عمران. قال الإمام السعدي –رحمه الله تعالى- كما فيتفسيره - (1 / 134) : لما ادعى اليهود أن إبراهيم كان يهوديا، والنصارى أنه نصراني، وجادلوا على ذلك، رد تعالى محاجتهم ومجادلتهم من ثلاثة أوجه، أحدها: أن جدالهم في إبراهيم جدال في أمر ليس لهم به علم، فلا يمكن لهم ولا يسمح لهم أن يحتجوا ويجادلوا في أمر هم أجانب عنه وهم جادلوا في أحكام التوراة والإنجيل سواء أخطأوا أم أصابوا فليس معهم المحاجة في شأن إبراهيم، الوجه الثاني: أن اليهود ينتسبون إلى أحكام التوراة، والنصارى ينتسبون إلى أحكام الإنجيل، والتوراة والإنجيل ما أنزلا إلا من بعد إبراهيم، فكيف ينسبون إبراهيم إليهم وهو قبلهم متقدم عليهم، فهل هذا يعقل؟! فلهذا قال { أفلا تعقلون } أي: فلو عقلتم ما تقولون لم تقولوا ذلك، الوجه الثالث: أن الله تعالى برأ خليله من اليهود والنصارى والمشركين، وجعله حنيفا مسلما، وجعل أولى الناس به من آمن به من أمته، وهذا النبي وهو محمد صلى الله على وسلم ومن آمن معه، فهم الذين اتبعوه وهم أولى به من غيرهم، والله تعالى وليهم وناصرهم ومؤيدهم، وأما من نبذ ملته وراء ظهره كاليهود والنصارى والمشركين، فليسوا من إبراهيم وليس منهم، ولا ينفعهم مجرد الانتساب الخالي من الصواب. وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأن من تكلم بذلك فهو متكلم في أمر لا يمكن منه ولا يسمح له فيه، وفيها أيضا حث على علم التاريخ، وأنه طريق لرد كثير من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف ما علم من التاريخ .

****
وقال الله تعالى : {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)}(95) سورة آل عمران. قال الإمام السعدي –رحمه الله تعالى- كما فيتفسيره - (1 / 138) : { قل صدق الله } أي: فيما أخبر به وحكم، وهذا أمر من الله لرسوله ولمن يتبعه أن يقولوا بألسنتهم: صدق الله، معتقدين بذلك في قلوبهم عن أدلة يقينية، مقيمين هذه الشهادة على من أنكرها، ومن هنا تعلم أن أعظم الناس تصديقا لله أعظمهم علما ويقينا بالأدلة التفصيلية السمعية والعقلية، ثم أمرهم باتباع ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام بالتوحيد وترك الشرك الذي هو مدار السعادة، وبتركه حصول الشقاوة، وفي هذا دليل على أن اليهود وغيرهم ممن ليس على ملة إبراهيم مشركون غير موحدين .
وقال الله تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125) سورة النساء. قال الإمام السعدي –رحمه الله تعالى- كما فيتفسيره - (1 / 206) :أي: لا أحد أحسن من دين من جمع بين الإخلاص للمعبود، وهو إسلام الوجه لله الدال على استسلام القلب وتوجهه وإنابته وإخلاصه، وتوجه الوجه وسائر الأعضاء لله.
******
{ وَهُوَ } مع هذا الإخلاص والاستسلام { مُحْسِنٌ } أي: متبع لشريعة الله التي أرسل بها رسله، وأنزل كتبه، وجعلها طريقا لخواص خلقه وأتباعهم.
{ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } أي: دينه وشرعه { حَنِيفًا } أي: مائلا عن الشرك إلى التوحيد، وعن التوجه للخلق إلى الإقبال على الخالق، { وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا } والخُلة أعلى أنواع المحبة، وهذه المرتبة حصلت للخليلين محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وأما المحبة من الله فهي لعموم المؤمنين، وإنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لأنه وفَّى بما أُمر به وقام بما ابْتُلي به، فجعله الله إماما للناس، واتخذه خليلا ونوه بذكره في العالمين.
وقال الله تعالى : { وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)} (130-133) سورة البقرة . قال الإمام السعدي –رحمه الله تعالى- كما فيتفسيره - (1 / 66) :أي: ما يرغب { عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ } بعد ما عرف من فضله { إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } أي: جهلها وامتهنها، ورضي لها بالدون، وباعها بصفقة المغبون، كما أنه لا أرشد وأكمل، ممن رغب في ملة إبراهيم، ثم أخبر عن حالته في الدنيا والآخرة فقال: { وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا } أي: اخترناه ووفقناه للأعمال، التي صار بها من المصطفين الأخيار.

*******
{ وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } الذين لهم أعلى الدرجات.
{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ } امتثالا لربه { أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } إخلاصا وتوحيدا، ومحبة، وإنابة فكان التوحيد لله نعته.
ثم ورثه في ذريته، ووصاهم به، وجعلها كلمة باقية في عقبه، وتوارثت فيهم، حتى وصلت ليعقوب فوصى بها بنيه.
فأنتم - يا بني يعقوب - قد وصاكم أبوكم بالخصوص، فيجب عليكم كمال الانقياد، واتباع خاتم الأنبياء قال: { يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ } أي: اختاره وتخيره لكم، رحمة بكم، وإحسانا إليكم، فقوموا به، واتصفوا بشرائعه، وانصبغوا بأخلاقه، حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه، لأن من عاش على شيء، مات عليه، ومن مات على شيء، بعث عليه.


الترتيب:

#5K

1 مشاهدة هذا اليوم

#51K

14 مشاهدة هذا الشهر

#11K

17K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 32.
المتجر أماكن الشراء
أبو الحسن علي الحسني الندوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المجمع الأسلامي العلمي 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية