📘 ❞ أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه ❝ كتاب ــ د وهبة الزحيلي

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه ❝ ــ د وهبة الزحيلي 📖

█ _ د وهبة الزحيلي 0 حصريا كتاب أسامة بن زيد حب رسول الله صلى عليه وسلم وابن حبه 2024 حبه: حارثة الكلبي (7 ق هـ 54 هـ) هو أحد صحابة النبي محمد أسلم مع أبيه كنيته أبو ويقال: وأمه أم أيمن حاضنة نبي الإسلام عبد ومولاه مولاه قال ابن سعد: ولد ومات وله عشرون سنة وكان قد سكن المزة من أعمال دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح البر أنه مات أربع وخمسين وقد روى عن الصحابة هريرة عباس ومن كبار التابعين عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة ذهب الرسول ليشفع لامرأة مخزومية سرقت فاحمرّ وجه وقال له: "أتشفع حد حدود يا أسامة؟" نسبه هو: حِبُّ شراحيل العزى عامر النعمان ود عوف كنانة بكر عذرة اللات رفيدة ثور كلب وبرة تغلب حلوان عمرو الحاف قضاعة لذا كان لقبه بين (الحب الحب) أبوه خادم الذي آثر وأهله والذي يقف به جموع أصحابه يقول: « أشهدكم أن زيدا هذا ابني يرثني وأرثه » وظل اسمه المسلمين حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبني هي مولاة وحاضنتة مكانته جلس الخليفة الثاني عمر الخطاب يقسم أموال بيت المال وجاء دور فأعطاه نصيبه؛ جاء ضعف ما أعطى ولده فسأله قائلا: لقد فضلت علي شهدت لم يشهد فأجابه عمر: إن احب منك وأبوه أحب أبيك يصفه الرواة والمؤرخون بأنه أسود اللون أفطس الأنف؛ ولكن دين لا يعبأ بالأشكال الظاهرية للناس؛ فلقد بلغ ذلك كله المدى هيأه لهذا الفيض وتقديره فقال عنه الرسول: لمن الناس إلي وإني لأرجو يكون صالحيكم فاستوصوا خيرا » كان مالكا لكل الصفات العظيمة التي تجعله قريبا قلب وكبيرا عينيه؛ فهو مسلمين كريمين أوائل سبقا أكثرهم ولاء للرسول وقربا منه وهو أبناء الحنفاء الذين ولدوا فيه وتلقوا رضعاتهم الأولى فطرته دون يدركهم غبار الجاهلية المظلمة شيء فهذا الأسود الأفطس يأخذ وفي صفوف مكانا عليا؛ لأن الدين ارتضاه لعباده صحح معايير الآدمية والأفضلية فقال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فرسول دخل مكة يوم الفتح العظيم ورديفه (أسامة زيد) الكعبة أكثر ساعات روعة وعن يمينه ويساره بلال رباح وأسامة رجلان تكسوهما البشرة السوداء الداكنة ذات تلقى درس حياته؛ فقبل وفاة بعامين بعث أسامه أميرا سرية خرجت للقاء بعض المشركين يناوئون والمسلمين وكانت تلك أول إمارة يتولاها ولقد أحرز مهمته النجاح والفوز وسبقته أنباء فوزه ففرح وسر زيد: فأتيت أتاه البشير بالفتح فإذا متهلل وجهه فأدناني قال: حدثني فجعلت أحدثه وذكرت له لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح إله إلا الله؛ فطعنته فقتلته فتغير وقال: ويحك أسامة! فكيف لك بلا الله؟ فلم يزل يرددها لو وددت أني انسلخت كل عمل عملته واستقبلت يومئذ جديد فلا والله أقاتل أحدا بعد سمعت الرجل أسف لمقتله وأنكر قتله مشركا ومحاربا؛ حين قالها والسيف تتعلق مزع اللحم نهشها أجساد المسلمين؛ لينجو ضربة قاتلة أو ليهيء لنفسه فرصة يغير فيها اتجاهه يعاود القتال ومع فلأنه الشهادة وتحرك لسانه يصير دمه حراما وحياته آمنة نفس اللحظة ولنفس السبب وفي سن مبكرة تجاوز العشرين أمر جيش أفراده وجنوده الصديق وعمر وسرت همهمة نفر تعاظمهم الأمر واستكثروا الفتى الشاب شيوخ الأنصار وكبار المهاجرين وبلغ همسهم فصعد المنبر وحمد وأثنى يطعنون طعنوا قبل وإن لخليقا للإمارة لخليق لها وإنه » وتوفي يتحرك الجيش غايته ولكنه ترك وصيته الحكيمة لأصحابه: (أنفذوا أسامة) هذه الوصية وعلى الرغم الظروف الجديدة خلفتها فإن أصر إنجاز وأمره فتحرك استأذنه يدع ليبقى جواره بالمدينة المنورة وبينما إمبراطور الروم (هرقل) يتلقى خبر الوقت الإسلامي تخوم الشام بقيادة فتحسر هرقل المسلمون القوة بحيث يؤثر موت رسولهم خططهم ومقدرتهم الحربية وهكذا انكمش ولم يعودوا يتخذون نقط وثوب مهد الجزيرة العربية؛ وعاد منتصرا ضحايا يومئذ: «ما رأينا جيشا حياته قال أسامة: " يأخذني فيُقعدني فخذه ويقعد الحسن والحسين اليسرى يضمنا اللهم إنّي أرحمهما فارحمهما رواية: أنّي أحبهما فأحبهما حمله أمه الهجرة النبوية إليها إذ بعثه أبي رافع لإحضار خلّف أهله ولّاه قيادة المتوجه لغزو صفر إحدى عشرة تأخر بالجيش بلغه نبأ مرض وانتظر وصل الخبر بوفاة فلما استُخلف سار الجرف فأمر أسامةَ يسير الوجهة ومشى معه يودعه راكبٌ فرسه خليفة إما تركب وإما أنزل بكر: تنزل ولا أركب وما عليَّ أغبر قدميَّ ساعةً سبيل ودع وأوصاه بوصية جامعة تصلح تكون أساساً لقوانين الحرب والجهاد حيث سيروا بركة واغزوا باسم وقاتلوا كفر بالله تغدروا تغلُّوا تقتلوا شيخاً كبيراً امرأةً طفلاً تقطعوا شجرةً تذبحوا شاةً للأكل الغزوة ظافراً منتصراً وشارك حروب الردة والفتوحات تلت أزواجه وأولاده زوجته فاطمة بنت قيس الفهرية ولده اسامه موقفه الفتنة الكبرى عندما نشبت الكبرى الإمام وأنصاره جانب ومعاوية سفيان آخر التزم موقف الحياد المطلق كان يحب عليا الحب يبصر الحق جانبه؛ كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن ورسله لامه لقتله محاربا لحظة انكساره وهروبه "لا الله" هنالك أرسل رسالة : «إنك كنت شدق الأسد لأحببت أدخل معك لكن المرة أره لزم داره طوال النزاع وتلك الحروب؛ وحين جاءه يناقشونه موقفه لهم «لا يقول أبدا أحدهم «إألم يقل ( وقاتلوهم فتنة ويكون لله ) فأجابهم قائلا أولئك هم المشركون قاتلناهم تكن وفاته اعتزل الفتن مقتل عفان وعِندما قتل طالب تنازل الخلافة لِمعاوية عندئذٍ بايع أُسامة معاوية عدد كبير مثل سعد وقاص ومحمد مسلمة غرب بِها ودفن بالبقيع وقيل ظل حياً أواخر خلافة انه 61 هجرية التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد بزمن حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي فجعل يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد بما تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من منهم حدث سماعاً دلس شيئاً عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه
كتاب

أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه

ــ د وهبة الزحيلي

أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه
كتاب

أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه

ــ د وهبة الزحيلي

عن كتاب أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه:
أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي (7 ق.هـ - 54 هـ) هو أحد صحابة النبي محمد أسلم مع أبيه. كنيته أبو محمد، ويقال: أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة نبي الإسلام محمد بن عبد الله، ومولاه، وابن مولاه، قال ابن سعد: ولد أسامة في الإسلام ومات النبي وله عشرون سنة. وكان قد سكن المزة، من أعمال دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة. ذهب إلى الرسول ليشفع لامرأة مخزومية سرقت فاحمرّ وجه رسول الله وقال له: "أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟".

نسبه
هو: حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
لذا كان لقبه بين الصحابة (الحب بن الحب). أبوه زيد بن حارثة خادم رسول الله الذي آثر رسول الله على أبيه وأمه وأهله، والذي يقف به النبي على جموع أصحابه يقول: « أشهدكم أن زيدا هذا ابني، يرثني وأرثه ». وظل اسمه بين المسلمين زيد بن محمد حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبني. وأمه هي أم أيمن مولاة رسول الله وحاضنتة.

مكانته
جلس الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يقسم أموال بيت المال على المسلمين، وجاء دور عبد الله بن عمر بن الخطاب فأعطاه عمر نصيبه؛ ثم جاء دور أسامة بن زيد فأعطاه عمر ضعف ما أعطى ولده عبد الله فسأله قائلا: « لقد فضلت علي أسامة، وقد شهدت مع رسول الله ما لم يشهد ». فأجابه عمر: « إن أسامة كان احب إلى رسول الله منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله من أبيك ».

يصفه الرواة والمؤرخون بأنه أسود اللون أفطس الأنف؛ ولكن دين الإسلام لا يعبأ بالأشكال الظاهرية للناس؛ فلقد بلغ من ذلك كله المدى الذي هيأه لهذا الفيض من حب رسول الله وتقديره، فقال عنه الرسول: « إن أسامة بن زيد لمن أحب الناس إلي، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا.»

كان أسامة بن زيد مالكا لكل الصفات العظيمة التي تجعله قريبا من قلب رسول الله وكبيرا في عينيه؛ فهو ابن مسلمين كريمين من أوائل المسلمين سبقا إلى الإسلام، ومن أكثرهم ولاء للرسول وقربا منه. وهو من أبناء الإسلام الحنفاء الذين ولدوا فيه، وتلقوا رضعاتهم الأولى من فطرته دون أن يدركهم من غبار الجاهلية المظلمة شيء. فهذا الأسود الأفطس يأخذ في قلب النبي وفي صفوف المسلمين مكانا عليا؛ لأن الدين الذي ارتضاه الله لعباده قد صحح معايير الآدمية والأفضلية بين الناس فقال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). فرسول الله دخل مكة يوم الفتح العظيم ورديفه هذا الأسود الأفطس (أسامة بن زيد). ثم دخل الكعبة في أكثر ساعات الإسلام روعة وعن يمينه ويساره بلال بن رباح وأسامة بن زيد رجلان تكسوهما البشرة السوداء الداكنة.

ذات يوم تلقى أسامة من رسول الله درس حياته؛ فقبل وفاة رسول الله بعامين بعث أسامه أميرا على سرية خرجت للقاء بعض المشركين الذين يناوئون الإسلام والمسلمين. وكانت تلك أول إمارة يتولاها أسامة، ولقد أحرز في مهمته النجاح والفوز، وسبقته أنباء فوزه إلى رسول الله ففرح وسر بها. وعن هذا قال أسامة بن زيد: « فأتيت النبي وقد أتاه البشير بالفتح، فإذا هو متهلل وجهه، فأدناني منه ثم قال: حدثني. فجعلت أحدثه وذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح، فقال لا إله إلا الله؛ فطعنته فقتلته. فتغير وجه رسول الله وقال: ويحك يا أسامة! فكيف لك بلا إله إلا الله؟ . فلم يزل يرددها علي حتى لو وددت أني انسلخت من كل عمل عملته، واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد. فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله بعد ما سمعت رسول الله.» فهذا الرجل الذي أسف النبي لمقتله، وأنكر على أسامة بن زيد قتله، كان مشركا ومحاربا؛ وهو حين قال لا إله إلا الله قالها والسيف في يمينه تتعلق به مزع اللحم التي نهشها من أجساد المسلمين؛ قالها لينجو بها من ضربة قاتلة أو ليهيء لنفسه فرصة يغير فيها اتجاهه ثم يعاود القتال من جديد. ومع هذا فلأنه قال الشهادة، وتحرك بها لسانه يصير دمه حراما وحياته آمنة في نفس اللحظة ولنفس السبب.

وفي سن مبكرة لم تجاوز العشرين أمر رسول الله أسامة بن زيد على جيش من بين أفراده وجنوده أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب. وسرت همهمة بين نفر من المسلمين تعاظمهم الأمر، واستكثروا على الفتى الشاب (أسامة بن زيد) إمارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار المهاجرين، وبلغ همسهم رسول الله، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « إن بعض الناس يطعنون في إمارة أسامة بن زيد، ولقد طعنوا في إمارة أبيه من قبل، وإن كان أبوه لخليقا للإمارة، وإن أسامة لخليق لها، وإنه لمن أحب الناس إلي بعد أبيه، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا. »

وتوفي رسول الله قبل أن يتحرك الجيش إلى غايته ولكنه كان قد ترك وصيته الحكيمة لأصحابه: (أنفذوا بعث أسامة). وقد عمل الخليفة أبو بكر هذه الوصية، وعلى الرغم من الظروف الجديدة التي خلفتها وفاة الرسول، فإن أبو بكر أصر على إنجاز الوصية وأمره، فتحرك جيش أسامة إلى غايته، بعد أن استأذنه الخليفة في أن يدع له عمر بن الخطاب ليبقى إلى جواره بالمدينة المنورة. وبينما كان إمبراطور الروم (هرقل) يتلقى خبر وفاة رسول الله، تلقى في نفس الوقت خبر الجيش الإسلامي الذي يغير على تخوم الشام بقيادة الشاب أسامة بن زيد، فتحسر هرقل أن يكون المسلمون من القوة بحيث لا يؤثر موت رسولهم في خططهم ومقدرتهم الحربية. وهكذا انكمش الروم ولم يعودوا يتخذون من حدود الشام نقط وثوب على مهد الإسلام في الجزيرة العربية؛ وعاد الجيش منتصرا بلا ضحايا، وقال عنه المسلمون يومئذ: «ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة ».

حياته
قال أسامة: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيُقعدني على فخذه، ويقعد الحسن والحسين على فخذه اليسرى، ثم يضمنا، ثم يقول: " اللهم إنّي أرحمهما فارحمهما " وفي رواية: " اللهم أنّي أحبهما فأحبهما ". وقد حمله أبوه زيد من مكة إلى المدينة مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها، إذ بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلّف في مكة من أهله.

ولّاه النبي قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام الذي كان في صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة، وقد تأخر أسامة بالجيش لما بلغه نبأ مرض الرسول، وانتظر حتى وصل الخبر بوفاة الرسول، فلما استُخلف أبو بكر، سار إلى الجرف، فأمر أسامةَ أن يسير بالجيش إلى الوجهة التي وجهه إليها الرسول ومشى معه أبو بكر يودعه، وأسامة راكبٌ فرسه، فقال: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب، وإما أن أنزل. فقال أبو بكر: والله لا تنزل ولا أركب. وما عليَّ أن أغبر قدميَّ ساعةً في سبيل الله. ثم ودع أسامةَ وأوصاه بوصية جامعة تصلح أن تكون أساساً لقوانين الحرب والجهاد، حيث قال له: سيروا على بركة الله، واغزوا باسم الله، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل. وقد رجع أسامة من تلك الغزوة ظافراً منتصراً، وشارك بعد ذلك في حروب الردة، والفتوحات التي تلت.

أزواجه وأولاده
زوجته فاطمة بنت قيس الفهرية .
ولده محمد بن اسامه بن زيد .
موقفه من الفتنة الكبرى
عندما نشبت الفتنة الكبرى بين الإمام علي وأنصاره من جانب، ومعاوية بن أبي سفيان وأنصاره من جانب آخر، التزم أسامة بن زيد موقف الحياد المطلق .

كان يحب عليا أكثر الحب، وكان يبصر الحق في جانبه؛ ولكن كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن بالله ورسله وهو الذي لامه الرسول لقتله مشركا محاربا قال في لحظة انكساره وهروبه "لا إله إلا الله". هنالك أرسل إلى الخليفة علي رسالة قال فيها : «إنك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه . و لكن هذه المرة لم أره ». و لزم أسامة بن زيد داره طوال هذا النزاع وتلك الحروب؛ وحين جاءه بعض أصحابه يناقشونه في موقفه قال لهم : «لا أقاتل أحد يقول لا إله إلا الله أبدا ». فقال له أحدهم : «إألم يقل الله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) ». فأجابهم أسامة قائلا : « أولئك هم المشركون ، و لقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة و كان الدين كله لله ».

وفاته
اعتزل أسامة بن زيد الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان، وعِندما قتل الخليفة علي بن أبي طالب تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لِمعاوية بن أبي سفيان عندئذٍ بايع أُسامة معاوية مع عدد كبير من الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة. وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة المنورة فمات بِها بالجرف ودفن بالبقيع. وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة 54 هـ، وقيل ظل حياً حتى أواخر خلافة معاوية وقيل انه مات سنة 61 هجرية.
الترتيب:

#4K

0 مشاهدة هذا اليوم

#45K

9 مشاهدة هذا الشهر

#17K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 112.
المتجر أماكن الشراء
د وهبة الزحيلي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث