📘 ❞ تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ❝ كتاب ــ إبراهيم بن سليمان الهويمل

كتب علوم القرآن - 📖 ❞ كتاب تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ❝ ــ إبراهيم بن سليمان الهويمل 📖

█ _ إبراهيم بن سليمان الهويمل 0 حصريا كتاب تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه حلقات جمعيات تحفيظ عن مجمع الملك فهد 2024 الكريم: مما لا مرية فيه أن المتعلمين تتفاوت درجاتهم وأن المتعلم رحاب جامعة إكاديمية يختلف وسيلة من وسائل الإعلام فالأول يخشى عليه عند عرض المادة العلمية ـ اختلاف المختلفين إذ إنه يعلم التعارض والاختلاف كيف يكون الجمع أو الترجيح ؟ أما الثاني فإذا رأى العلماء ربما أثر ذلك تأثيراً سلبياً فكره عقيدته ولذلك يقول عبد الله مسعود: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" (1) ومن هذا المنطلق فإن أول ما يتقرر عرضه علوم هو المتفق المختلف ولا يُعرض مصحوباً ببيان الوجه الجمالي الاختلاف الأمر يؤول إلى السعة القولين إذا لكل منهما وجهة نظر سليمة شرعاً وعقلاً ولاسيما عندنا نحن المسلمين ثروة المراجع الشأن نستطيع خلالها نأخذ ليعرض بصورة علمية محببة لقلوب عبر وإذا مختلفاً فيها القول الراجح بأدلته وكفى مع التنبيه 1ـ فهذا (البرهان القرآن) للإمام بدر الدين محمد الزركشي خطبته (( لما كانت تحصى ومعانيه تستقصى وجبت العناية به بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع (1) رواه مسلم مقدمة الصحيح ص 10 وأخرجه ابن البر جامع بيان العلم وفضله ج 1 134 يشتمل أنواع علومه فاستخرت تعالى وله الحمد تكلم الناس فنونه وخاضوا نكته وعيونه وضمنته المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه عنواناً كتابه معيناً للمفسر حقائقه مطلعاً بعض أسراره ودقائقه وسميته ا هـ‍ ويحوي سبعة وأربعين نوعاً 2 وعليه بنى الإمام السيوطي (الإتقان مقدمته ولما وقفت الكتاب ازددت سروراً وحمدت كثيراً وقوي العزم إبراز أضمرته ……الخ وزاد أنواعاً أخرى حتى أوصل ثمانين والذي يعنينا المقام تحديث الأسلوب دراسة فنجد أمامنا كتاب: (مناهل العرفان للشيخ الدكتور العظيم الزرقاني فقد جَلَّى وأظهره وجدد أسلوبه وهو جيد الاعتماد مرجعاً لإعداد البحوث الخاصة بالبرامج الإعلامية وإن الأحيان عالي هذه مهمة المتخصصين يبسطوا ويجعلوه متناول السامعين والمشاهدين والمتابعين الإنترنت ونأخذ منه نموذجاً (فوائد معرفة أسباب النزول) البرهان (المقدمة) ط التراث العربي بمصر فوائد النزول زعم أنه فائدة للإلمام بأسباب النزول وأنها تعدو تكون تاريخاً للنزول جاريةً مجرى التاريخ وقد أخطأ فيما زعم؛ لأسباب فوائد متعددة واحدة: (الأولى) حكمة التعيين شرعه بالتنزيل وفي نفع للمؤمن وغير المؤمن أما فيزداد إيماناً إيمانه ويحرص كل الحرص تنفيذ أحكام والعمل بكتابه يتجلى له المصالح والمزايا التي نيطت بهذه الأحكام ومن أجلها جاء التنزيل وأما الكافر فتسوقه تلك الحكم الباهرة الإيمان إن منصفاً حين التشريع الإسلامي قام رعاية مصالح الإنسان الاستبداد والتحكم والطغيان خصوصاً لاحظ سيرَ وتدرجه موضوع واحد وحسبك شاهداً تحريم الخمر وما نزل (الفائدة الثانية) الاستعانة فهم الآية ودفع الإشكال عنها لقد قال الواحدي: يمكن تفسير دون الوقوف قصّتها وبيان نزولها وقال تيمية: سبب يعين بالسبب يورث بالمسبب اهـ‍ ولنبين لك بأمثلة ثلاثة: (الأول) سورة البقرة: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (البقرة: 115) اللفظ يدل بظاهره للإنسان يصلى أية جهة شاء يجب يولي وجهه شطر البيت الحرام سفر حضر لكن علم نازلة نافلة السفر خاصة فيمن صلى باجتهاده ثم بان خطؤه تبين الظاهر غير مراد إنما المراد التخفيف خصوص المسافر صلاة النافلة المجتهد القبلة وتبين عمر رضى عنهما نزلت الراحلة أينما توجهت وقيل: عميتُ قوم فصلوا أنحاء مختلفة فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذروا وقيل ولكن ذكرناه يكفيك (المثال الثاني) روى مروان أشكل معنى قوله تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (آل عمران: 188) وقال لئن امرؤ فرح بما أوتى وأحب يحمد لم يفعل معذباً لنعذبن أجمعون وبقى إشكاله بين عباس أهل سألهم النبي وسلم شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه عنه واستحمدوا بذلك إليه أي طلبوا يحمدهم فعلوا وهنالك زال وفهم كلامه ووعيده الثالث) عروة الزبير رضي يفهم فرضية السعي الصفا والمروة سبحانه: الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ جُنَاحَ عَلَيْهِ يَطَّوَّفَ بِهِمَا 158) وإشكاله نشأ الكريمة نفت الجناح ونفي يتفق والفرضية رأيه سأل خالته أم المؤمنين عائشة فأفهمتهُ نفي هنا ليس نفياً للفرضيةِ وقر أذهان يومئذٍ عمل الجاهلية نظراً صنم يقال (إساف) وكان المروة له: (نائلة) المشركون سعوا بينهم تمسحوا بهما ظهر الإسلام وكسر الأصنام تحرج المسلمون يطوفوا بينهما لذلك فنزلت كذلك جاءت الروايات لكن رواية صحيح البخاري نصه: فقال (أي عروة) لها لعائشة) أرأيت قول : فوالله أحد جناح ألا يطوف بالصفا والمروة: قالت: بئسما قلت يا أختي لو كما أولتها (لا جُناح بهما) ولكنها أنزلت الأنصار كانوا قبل يسُلموا يهلون لمناة الطاغية يعبدونها المشلل فكان بعضهم يتحرج أسلموا سألوا رسول قالوا: إنا كنا نتحرج نطوف فأنزل قالت "وقد سن الطواف فليس لأحد يترك بينهما" انتهى أردنا نقله ومعنى يهلون: يحجون ومناة الطاغية: اسم صخرة نصبها عمرو لحىٍ بجهة البحر فكانوا والمشلل بضم الميم واللام الأولى مشددة مفتوحة: موضع قريب قديد وقديد القاف: قرية مكة والمدينة المنورة وكلمة (سن) معناها الحديث شرع فرض بدليل السنة هذه الرواية – ترى تدل جملة (فلا منفي أيضا عدم وعلى تنتفي الفرضية وكأنه اعتمد فهمه نفى أكثر يستعمل المباح فهمت مستفادة تُنافي الذي ينفيها وإنما توجه الحرج لأن واقراً نزول ذكرته السيدة فتدبر كتب مجاناً PDF اونلاين لعلوم عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين كامل وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف النسخ مكامن الإعجاز التسلح بمعرفتها يساعد محاججة ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع بطريقة بأخرى واجب ومسلمة لذلك القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
كتاب

تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم

ــ إبراهيم بن سليمان الهويمل

عن مجمع الملك فهد
تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم
كتاب

تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم

ــ إبراهيم بن سليمان الهويمل

عن مجمع الملك فهد
عن كتاب تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم:
مما لا مرية فيه أن المتعلمين تتفاوت درجاتهم،وأن المتعلم في رحاب جامعة إكاديمية يختلف عن المتعلم في رحاب وسيلة من وسائل الإعلام،فالأول لا يخشى عليه عند عرض المادة العلمية ـ من اختلاف المختلفين ـ إذ إنه يعلم عند التعارض والاختلاف كيف يكون الجمع أو الترجيح.؟

أما الثاني فإذا رأى اختلاف العلماء ربما أثر ذلك تأثيراً سلبياً في فكره أو عقيدته ولذلك يقول عبد الله بن مسعود: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" (1) .

ومن هذا المنطلق فإن أول ما يتقرر عرضه في وسائل الإعلام عن علوم القرآن هو المتفق عليه لا المختلف فيه،ولا يُعرض المختلف فيه إلا مصحوباً ببيان الوجه الجمالي في الاختلاف وأن الأمر يؤول إلى السعة في القولين إذا كان لكل منهما وجهة نظر سليمة شرعاً وعقلاً.

ولاسيما أن عندنا ـ نحن المسلمين ـ ثروة من المراجع العلمية في هذا الشأن نستطيع من خلالها أن نأخذ المتفق عليه ليعرض بصورة علمية محببة لقلوب المتعلمين عبر وسائل الإعلام. وإذا كان مختلفاً فيها يُعرض القول الراجح بأدلته وكفى مع التنبيه على ذلك.

1ـ فهذا كتاب (البرهان في علوم القرآن) للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي يقول في خطبته (( لما كانت علوم القرآن لا تحصى، ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية به بالقدر الممكن،ومما فات المتقدمين وضع كتاب

(1) رواه مسلم في مقدمة الصحيح ص 10 وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ج 1 ص 134


يشتمل على أنواع علومه فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه، وخاضوا في نكته وعيونه، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه عنواناً على كتابه، معيناً للمفسر على حقائقه،مطلعاً على بعض أسراره ودقائقه وسميته (البرهان في علوم القرآن) (1) ا. هـ‍ ويحوي سبعة وأربعين نوعاً من علوم القرآن.

2- وعليه بنى الإمام السيوطي كتابه (الإتقان في علوم القرآن) إذ يقول في مقدمته ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سروراً، وحمدت الله كثيراً، وقوي العزم على إبراز ما أضمرته ……الخ

وزاد فيه السيوطي أنواعاً أخرى حتى أوصل كتابه إلى ثمانين نوعاً.

والذي يعنينا في هذا المقام هو تحديث الأسلوب في دراسة علوم القرآن فنجد أمامنا كتاب: (مناهل العرفان في علوم القرآن) للشيخ الدكتور/ محمد عبد العظيم الزرقاني فقد جَلَّى هذا العلم وأظهره وجدد أسلوبه وهو جيد في الاعتماد عليه مرجعاً لإعداد البحوث الخاصة بالبرامج الإعلامية وإن كان في بعض الأحيان عالي الأسلوب إلا أن هذه مهمة العلماء المتخصصين في علوم القرآن أن يبسطوا أسلوبه ويجعلوه في متناول السامعين والمشاهدين والمتابعين على الإنترنت.

ونأخذ منه نموذجاً عن (فوائد معرفة أسباب النزول)

(1) الزركشي، البرهان في علوم القرآن (المقدمة) ط. التراث العربي بمصر


فوائد معرفة أسباب النزول
زعم بعض الناس أنه لا فائدة للإلمام بأسباب النزول، وأنها لا تعدو أن تكون تاريخاً للنزول أو جاريةً مجرى التاريخ، وقد أخطأ فيما زعم؛ فإن لأسباب النزول فوائد متعددة، لا فائدة واحدة: (الأولى) معرفة حكمة الله تعالى على التعيين، فيما شرعه بالتنزيل، وفي ذلك نفع للمؤمن وغير المؤمن. أما المؤمن فيزداد إيماناً على إيمانه، ويحرص كل الحرص على تنفيذ أحكام الله والعمل بكتابه لما يتجلى له من المصالح والمزايا التي نيطت بهذه الأحكام ومن أجلها جاء هذا التنزيل. وأما الكافر فتسوقه تلك الحكم الباهرة إلى الإيمان إن كان منصفاً، حين يعلم أن هذا التشريع الإسلامي قام على رعاية مصالح الإنسان، لا على الاستبداد والتحكم والطغيان، خصوصاً إذا لاحظ سيرَ ذلك التشريع وتدرجه في موضوع واحد وحسبك شاهداً على هذا تحريم الخمر وما نزل فيه.

(الفائدة الثانية) الاستعانة على فهم الآية ودفع الإشكال عنها حتى لقد قال الواحدي: لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصّتها وبيان نزولها وقال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب اهـ‍.

ولنبين لك ذلك بأمثلة ثلاثة: (الأول) قال تعالى في سورة البقرة: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (البقرة: 115) فهذا اللفظ الكريم يدل بظاهره على أن للإنسان أن يصلى إلى أية جهة شاء، ولا يجب عليه أن يولي وجهه شطر البيت الحرام، لا في سفر ولا حضر. لكن إذا علم أن هذه الآية نازلة في نافلة السفر خاصة، أو فيمن صلى


باجتهاده ثم بان له خطؤه، تبين له أن الظاهر غير مراد، إنما المراد التخفيف على خصوص المسافر في صلاة النافلة أو على المجتهد في القبلة إذا صلى وتبين له خطؤه. عن ابن عمر رضى الله عنهما أن هذه الآية نزلت في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت. وقيل: عميتُ القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة، فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذروا.وقيل في الآية غير ذلك، ولكن ما ذكرناه يكفيك.

(المثال الثاني) روى في الصحيح أن مروان بن الحكم أشكل عليه معنى قوله تعالى { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (آل عمران: 188)

وقال لئن كان امرؤ فرح بما أوتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً لنعذبن أجمعون. وبقى في إشكاله هذا حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره، وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه أي طلبوا منه أن يحمدهم على ما فعلوا. وهنالك زال الإشكال عنه، وفهم مراد الله من كلامه هذا ووعيده.

(المثال الثالث) أشكل على عروة بن الزبير رضي الله عنه أن يفهم فرضية السعي بين الصفا والمروة مع قوله سبحانه: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } (البقرة: 158) .

وإشكاله نشأ من أن الآية الكريمة نفت الجناح، ونفي الجناح لا يتفق والفرضية في رأيه، وبقى في إشكاله هذا حتى سأل خالته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فأفهمتهُ أن نفي الجناح هنا ليس نفياً للفرضيةِ، إنما هو نفي لما


وقر في أذهان المسلمين يومئذٍ من أن السعي بين الصفا والمروة من عمل الجاهلية نظراً إلى أن الصفا كان عليه صنم يقال له (إساف) وكان على المروة صنم يقال له: (نائلة) وكان المشركون إذا سعوا بينهم تمسحوا بهما. فلما ظهر الإسلام وكسر الأصنام تحرج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك، فنزلت الآية، كذلك جاءت بعض الروايات.

لكن جاء في رواية صحيح البخاري ما نصه: فقال (أي عروة) لها (أي لعائشة) أرأيت قول الله تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } : فوالله ما على أحد جناح ألا يطوف بالصفا والمروة: قالت: بئسما قلت يا بن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كانت (لا جُناح عليه ألا يطوف بهما) ولكنها أنزلت في الأنصار،كانوا قبل أن يسُلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان بعضهم يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة. فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا: يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } الآية قالت عائشة "وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما" انتهى ما أردنا نقله ومعنى يهلون: يحجون ومناة الطاغية: اسم صنم وكان صخرة نصبها عمرو بن لحىٍ بجهة البحر فكانوا يعبدونها. والمشلل بضم الميم واللام الأولى مشددة مفتوحة: اسم موضع قريب من قديد من جهة البحر. وقديد بضم القاف: قرية بين مكة والمدينة المنورة وكلمة (سن) معناها في هذا الحديث شرع أو فرض بدليل من السنة لا من الكتاب.


هذه الرواية – كما ترى – تدل على أن عروة فهم من جملة (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) أن الجناح منفي أيضا عن عدم الطواف بهما وعلى ذلك تنتفي الفرضية، وكأنه اعتمد في فهمه هذا على أن نفى الجناح، أكثر ما يستعمل في الأمر المباح. أما عائشة رضي الله عنها فقد فهمت أن فرضية السعي بين الصفا والمروة مستفادة من السنة، وأن جملة (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) .لا تُنافي تلك الفرضية كما فهم عروة إنما الذي ينفيها أن يقال (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما وإنما توجه نفي الحرج في الآية عن الطواف بين الصفا والمروة لأن هذا الحرج هو الذي كان واقراً في أذهان الأنصار، كما يدل عليه سبب نزول الآية الذي ذكرته السيدة عائشة فتدبر.
الترتيب:

#8K

0 مشاهدة هذا اليوم

#30K

13 مشاهدة هذا الشهر

#14K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 36.
المتجر أماكن الشراء
إبراهيم بن سليمان الهويمل ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مجمع الملك فهد 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث