█ _ أحمد بدوي 0 حصريا كتاب من بلاغة القرآن عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع 2024 القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم من الألفاظ الكريم من الإعجاز البلاغي الكريم اختياره صيغاً ذات معان متعددة وهذا الاختيار الكثرة بحيث يكاد يكون ظاهرة أسلوبية يتميز بها التوظيف لصيغة الكلمة خاصة وقد أحببت أن أكشف عما قاله علماء اللغة والتفسير بعض المختارة فقمت باختيار صيغتين: إحداهما صيغة: "مُفْعَل" بضم الميم وسكون الفاء وفتح العين والثانية: صيغة "فَعِيْل" وكسر تحصل لي – بفضل ما يأتي: أولا: ومن أمثلتها قوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[النساء:31] فقد عبرت الآية بصيغة "مُدْخَل" وهذه الصيغة صالحة لكي تكون اسم مفعول الفعل "أَدْخَلَ" وصالحة لأن مصدراً بمعنى الدخول أيضاً مكان وهي هذه تحتمل فيكون التقدير: إن تجتنبوا كبائر تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مكاناً كريماً وهو الجنة وحسبك كريماً وتحتمل الإدخال والتقدير: إدخالاً يظهر خلال مغايرته تعالى التعبير إدخال كل الفريقين إلى مستقره سورة الزمر حيث قال شأن الكافرين: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾[الزمر:71] وقال المتقين: اتَّقَوْا رَبَّهُمْ الْجَنَّةِ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾[الزمر:73] فأتى بواو الحال مع أهل فكأنه قيل: حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها لهم مستقبلة بالحفاوة والتكريم هو وأَعْظِمْ به إدخال!! والحمل المعنيين مثل هذا الموضع القرآني وذلك لما فيه اتساق المعاني وتآزرها توفية المقام حقه الترغيب جزاء اجتناب مناهيه وزواجره سبحانه وتعالى ويكون التقدير الآية: كريم الجنة!! فاللهم لا تحرمنا منها!! ومنه وصف الشهداء والمهاجرين سبيل الله: ﴿لَيُدْخِلَنَّهُمْ يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾[الحج:59] فقوله ﴿مُدْخَلاً﴾ يحتمل المعنى: لندخلهم يرضونه أو خاصاً بهم ويحتمل لندخلنهم أي: أنهم يجدون عند دخولهم مالا عين رأت ولا أذن سمعت خطر قلب بشر رضاهم عندما كان غير مشقة تنالهم بل براحة واحترام قال الألوسي: «﴿مدخلا﴾ إما أريد كما السدي وغيره درجات فيها مخصوصة بأولئك قيل وقيل: خيمة درة بيضاء فصم وصم لها سبعون ألف مصراع أو مصدر ميمي الاحتمال الأول ثانٍ للإدخال وعلى الثاني مطلق ووصفه بيرضونه الاحتمالين؛ لِمَا يرون أدخلوا رأيت وقيل الثاني: إدخالهم واحترام»([1]) صيغة "فعيل" ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ [القيامة:14] فقد ذكر العلماء لفظ ﴿بصيرة﴾ ثلاثة أقوال: «أحدهما: أنه المعنى الإنسان بصيرة نفسه سِجِلُّ فهو تقول: أنت حجة وبرهان نفسك" الثاني: مبالغة ودخلت الهاء صفة المذكر دخلت راوية وعلامة وطاغية الثالث: البصيرة هي جوارحه تشهد عليه بما عمل»([2]) وهذه الأقوال الثلاثة مما يحتمله سياق مانع حمل عليها جميعا فالسياق يأباه يأتلف معها أتم الائتلاف فالإنسان اليوم بصير البصر انكشف غطاء الغفلة والشهوات ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾[ق:22] «فجاء موصوفاً بحديد المبالغة يشعر بقوة والبصيرة وله له وعليه»([3]) وهو أي ثم تتلاقى ظلال تلك جميعاً لإثراء المعنى([4]) ومنه ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ﴾[يس:43] المفسرون لفظة "صريخ" أوجه: أحدها: فاعل "صارخ" وإن نشأ نغرقهم فلا صارخ مستغيث منهم ثانيها: مُفعِل "مُصْرِخ" نشا مصرخ مغيث منقذ ثالثها: المصدر الصُّراخ صراخ إصراخ يستغيثون يغاثون وبالتأمل لنا أغلب الوجوه المذكورة الصريخ المغيث والمنقذ رجحه السمين الحلبي والآلوسي وغيرهما؛ معرض تصوير تخويف البشر قدرة عليهم يشأ يغرقهم صرخوا واستغاثوا الصارخ وبمعنى الصراخ ويمكن توجيهه حال الاستئصال نستأصلهم يحصل فضلا موجود وهذا يدعم بصدده العبد بتصوير هيئة وكثرة معاينته الأهوال افتقاده المعين كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين فهم كامل وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف أسباب النزول أحكام النسخ مكامن ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة المسلمين ومجادلتهم بالتي أحسن والدفاع ضد الشبهات التي تثار حوله أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء العلم وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك فإن القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين