📘 ❞ أخلاقيات الفقيه في مواجهة القضايا المعاصرة ❝ كتاب ــ حذيفة بن حسين القحطاني اصدار 2025

عن كتاب أخلاقيات الفقيه في مواجهة القضايا المعاصرة:
إنَّ الفقه الإسلامي ليس مجرد مجموعة من الأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات، بل هو منهج حياة يتجسد فيه التوازن بين الثوابت والمتغيرات، وبين النصوص الشرعية والمتطلبات الحياتية. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية الموضوع الذي بين أيدينا: "أخلاقيات الفقيه في مواجهة القضايا المعاصرة".
في زماننا هذا، ومع تسارع وتيرة التطور في مختلف المجالات العلمية والفكرية والاجتماعية، يواجه الفقهاء تحديات كبيرة في كيفية التفاعل مع القضايا المعاصرة. وهذه القضايا تتطلب معرفة دقيقة بالأدلة الشرعية، بالإضافة إلى فهم متعمق للواقع الذي نعيشه. فبينما تكون الشريعة ثابتة في مقاصدها وأحكامها، فإنَّ فهم الفقيه لها وتطبيقها على القضايا المعاصرة يحتاج إلى أدب علمي وأخلاقيات رفيعة، حتى يتمكن من إصدار فتاوى ومواقف شرعية تتناسب مع روح العصر وتحترم في الوقت ذاته نصوص الشريعة الثابتة.
ومن هنا، يظهر دور "أخلاقيات الفقيه"، التي تعد حجر الزاوية في الاجتهاد والتفاعل مع القضايا المستجدة. فالفقهاء مطالبون في هذا العصر أن يتحلوا بالأمانة العلمية والموضوعية، وأن يبتعدوا عن التحيزات السياسية أو الشخصية، وأن يسيروا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قول الحق والعمل به دون الخوف من تبعات أو ضغوط.
كما أن هذا الكتاب يتناول الأبعاد المختلفة لأخلاقيات الفقيه في فقه القضايا المعاصرة، ويعالج المسائل التي قد تطرأ على الساحة الفكرية والعلمية، ويقترح حلولًا فقهية تلتزم بمنهج الشريعة الإسلامية الحنيف. نناقش فيه ضرورة التوازن بين الالتزام بالنصوص الشرعية وبين ضرورة مواكبة العصر بما يحقق مصلحة الأمة ويحفظ دينها.
وفي هذا الكتاب، لن نتوقف عند ذكر القضايا الفقهية فحسب، بل سنتناول كيفية تعاطي الفقيه مع هذه القضايا بروح من البراءة من الهوى والميل نحو التحريف. البراءة هنا تعني التحلي بالحياد والموضوعية في الفتوى، والابتعاد عن كل ما يضر بالمجتمع أو يعكر صفو الوئام بين أفراده، وذلك بتقديم فتاوى شرعية عادلة ومتوازنة تنبع من روح الشريعة الإسلامية العظيمة.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الأمة الإسلامية، وأن يوفقنا جميعًا لتحقيق العدالة والحق في كل جوانب حياتنا. والله ولي التوفيق.