█ _ زهراء مسلم حسن 2023 حصريا كتاب سحر البلاغة عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 : ادبي يحتوي مجموعة من الخطب البليغة المواعظ القيمة يهدف إلى تنمية المستوى اللغوي الثقافي لدى القاريء احياء التراث العربي كتب العربية مجاناً PDF اونلاين هي فن الخطاب يقول ابن الأثير: «مدار كلها استدراج الخصم الإذعان والتسليم لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها » كلمة "بلاغة" اللغة اسم مشتق الفعل الثلاثي (بلغ) بمعنى أدرك الغاية أو وصل النهاية و"البليغ" هو الشخص القادر إنجاز الإقناع والتأثير بواسطة كلامه وأدائه فالبلاغة تدل إيصال معنى كاملًا المتلقي سواء أكان سامعًا أم قارئًا فالإنسان حينما يمتلك يستطيع المعنى المستمع بإيجاز ويؤثر عليه أيضا لها أهمية إلقاء والمحاضرات ووصفها النبي محمد حديث له: «إن البيانِ لسِحرًا » رواه البخاري
❞ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ، وَ لَا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ ، لَمْ يُشَارَكْ فِي الْإِلَهِيَّةِ ، وَ لَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ ، كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ ، وَ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ ، وَ تَوَاضَعَتِ الْجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ ، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ ، وَ انْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ ، فَلَهُ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً ، وَ مُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقاً ، وَ صَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَداً ، وَ سَلَامُهُ دَائِماً سَرْمَداً . ❝
❞ وَلَوْ فَكَّروا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ، وَخَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ، وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ . ❝
❞ رَدَعَتْ عَظَمَتُهُ اَلْعُقُولَ فَلَمْ تَجِدْ مَسَاغاً إِلَى بُلُوغِ غَايَةِ مَلَكُوتِهِ هُوَ اَللَّهُ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ أَحَقُّ وَ أَبْيَنُ مِمَّا تَرَى اَلْعُيُونُ لَمْ تَبْلُغْهُ اَلْعُقُولُ بِتَحْدِيدٍ فَيَكُونَ مُشَبَّهاً وَ لَمْ تَقَعْ عَلَيْهِ اَلْأَوْهَامُ بِتَقْدِيرٍ فَيَكُونَ مُمَثَّلاً خَلَقَ اَلْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ تَمْثِيلٍ وَ لاَ مَشُورَةِ مُشِيرٍ وَ لاَ مَعُونَةِ مُعِينٍ فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ فَأَجَابَ وَ لَمْ يُدَافِعْ وَ اِنْقَادَ وَ لَمْ يُنَازِعْ . ❝
❞ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لاَ تُدْرِكُهُ الشَّوَاهِدُ، وَلاَ تَحْوِيهِ الْمَشَاهِدُ، وَلاَ تَرَاهُ النَّوَاظِرُ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ، الدَّالِّ عَلَى قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلَى وجُودِهِ . ❝
❞ ❞ رَدَعَتْ عَظَمَتُهُ اَلْعُقُولَ فَلَمْ تَجِدْ مَسَاغاً إِلَى بُلُوغِ غَايَةِ مَلَكُوتِهِ هُوَ اَللَّهُ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ أَحَقُّ وَ أَبْيَنُ مِمَّا تَرَى اَلْعُيُونُ لَمْ تَبْلُغْهُ اَلْعُقُولُ بِتَحْدِيدٍ فَيَكُونَ مُشَبَّهاً وَ لَمْ تَقَعْ عَلَيْهِ اَلْأَوْهَامُ بِتَقْدِيرٍ فَيَكُونَ مُمَثَّلاً خَلَقَ اَلْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ تَمْثِيلٍ وَ لاَ مَشُورَةِ مُشِيرٍ وَ لاَ مَعُونَةِ مُعِينٍ فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ فَأَجَابَ وَ لَمْ يُدَافِعْ وَ اِنْقَادَ وَ لَمْ يُنَازِعْ . ❝ . ❝
❞ ابْتَدَعَهُمْ خَلْقاً عَجِيباً مِنْ حَيَوَانٍ وَمَوَاتٍ، وَسَاكِنٍ وَذِي حَرَكَاتٍ، وَأَقَامَ مِنْ شَوَاهِدِ الْبَيِّنَاتِ عَلَى لَطِيفِ صَنْعَتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ، مَا انْقَادَتْ لَهُ الْعُقُولُ مُعْترِفَةً بِهِ، وَمُسَلِّمَةً لَهُ، وَنَعَقَتْ فِي أَسْـمَاعِنَا دَلاَئِلُهُ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَمَا ذَرَأَ مِنْ مُخْتَلِفِ صُوَرِ الأَطْيَارِ الَّتِي أَسْكَنَهَا أَخَادِيدَ الأرْضِ، وَخُرُوقَ فِجَاجِهَا وَرَوَاسِيَ أعْلاَمِهَا مِنْ ذَوَاتِ أَجْنِحَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَهَيْئَاتٍ مُتَبَايِنَةٍ، مُصَرَّفَةٍ فِي زِمَامِ التَّسْخِيرِ، وَمُرَفْرِفَةٍ بِأَجْنِحَتِهَا فِي مَخَارِقِ الْـجَوِّ الْـمُنْفَسِحِ وَالْفَضَاءِ الْـمُنْفَرِجِ . ❝
❞ العجوز و الشاة
يحكى أن امرأة أعرابية كانت ترعى شاةً، تقتات على لبنها، وقد وجدت ذئباً حديث الولادة فعطفت عليه، وأخذته معها إلى بيتها، وجعلته يتغذى على لبن تلك الشاة.
ومع عدة شهور كَبُر الذئب، وأصبح حيوانا شرسا، وفي أحد الأيام عادت الأعرابية إلى بيتها، فوجدتْ الذئبَ في غيابها قد هاجمَ الشاة وأكلها قبل عودتها، فحزنت وبحرقة ولوعة عصفت بفؤادها أنشدت قائلة:
بَقرتَ شُويْهَتي وفَجعتَ قلبي * وأنتَ لِشاتِنا ولدٌ رَبيـــــــــبُ
غُذيت بدُرها وربيت فـينــــا * فَـمنْ أنباكَ أنّ أبـاكَ ذيـــــبُ
إذا كان الطباعُ طباعَ ســـوءٍ * فلا أدبٌ يـفـيـدُ ولا أديــــــبُ . ❝
❞ البائع و المشتري
يروي الخطيب التبريزي أنّ أبا علي القالي الأديب المعروف ، كان يملك نسخة لكتاب الجمهرة في غاية الجودة ؛ إذ كانت بخط مؤلفها ، فدعته الحاجة إلى بيعها ، واشتراها الشريف المرتضى بستين دينارًا و لما تصفحها وجد فيها أبياتًا بخط بائعها وهي الابيات التالية :
أنِسْتْ بها عشرين حولاً وبعِتُها لقد طالَ وَجْدِي بعدَها وحَنيني
وما كان ظَني أنني سأبيِعُها ولو خَلَّدَتْني في السجونِ دُيوني
ولِكنْ لِضَعْفٍ وافتِقَارٍ وصِبْيَةٍ صِغَارٍ عليهم تَسْتَهِلُ شُؤُوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تُخرِجُ الحاجَاتُ يا أُمَّ مالك كرائِمَ من رَبَّ بِهنَّ ضَنيني . ❝
❞ لا تنه عن فعل وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
كان بيت احد الوعاظ قرب المسجد وكانت زوجته تستمع لمواعظه .
و في احد الايام كانت الموعظة عن الصدقة وفضلها وما يجني الانسان من حسنات وما يدفع عنه من بلاء .
استمعت ورق قلبها وغلبها دمعها وبينما هي تستمع مر بها عابر سبيل فطلب ما تجود به النفس .
فرق قلبها للموعظة وما قاله زوجها عن فضل الصدقه .
فأعطته القرص الذي تعود الشيخ ان يأكله بعد الصلاة .
و عندما عاد زوجها وصاح هات القهوة والقرص ردت عليه لقد تصدقت به لعابر سبيل فأن موعظتك اثرت في وجعلته صدقة لك .
هاج زوجها وماج وصاح ونطح رأسه وقال لها هذا الحديث ليس لك انما هو للناس.
ومن ذلك الحين قام بقفل الطاقة التي تطل من بيته على المسجد ومنعها من سماع مواعظه .
قال الشاعر :
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي * الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها * فاذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك ينفع ما تقول ويشتفى * بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن فعل وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم . ❝