█ _ 2019 حصريا رواية إرم العهد الحديث عن اسكرايب للنشر والتوزيع 2024 الحديث: الحديث رواية يوسف حسين اسكرايب والتوزيع تنصَّتَتِ الشياطينُ لصراخِ الشرِّ حناجرِ المذنبين النهار خصوصاً حين يلهثُ الطيبونَ وراءَ لُقمِة عيشِهم يُنبتُ القلقُ وجوهِ المذبذبين وينفجرُّ الخوفُ داخلَهم مثل قنبلةٍ حاقدةٍ منذُ صدرَ حكمُ المحكمة الجاسوسِ "جون" لم يستطع العميدُ مصطفى أن يهنأَ بنومِه وكأن هذا الرجلَ هو ذنبه الأعظمُ الذي يُؤرِّقه ليلَ نهار ويقف حارساً عند جفنيه مانعاً النومَ يقتربَ حتى أنَّ العميدَ أضحى يُقدِمُ فعلِ أيِّ شيءٍ كي لا يغتاله وتفضحَ الأسرارُ نفسَها وتُوزَّعَ الاعترافاتُ عليه لِيُفتضَحَ أمرُه الأمرُ بات معقداً جداً كلَّ ساعةٍ تمرُّ والرجلُ قيدِ الحياةِ تنقضي من عمر العميد كأنه قادمٌ الإعدامِ بنفسِه حياتُه أصبحت معلقةً برحيلِ الرجلِ عالمنِا أصبح صراعٍ دائمٍ مع النفس تهزمُه تارةً ويعقِدُ هُدنةً معها أخرى زفَّ إليه جلالٌ خبرَ تصديقِ رئيسِ الجمهوريةِ حكمِ إعدامِ الجاسوس تسعه الدنيا الفرحِ ! فقفز عالياً عدَّةَ مراتٍ كطفلٍ صغيرٍ والدُه نجاحِه الابتدائية وهرول نحو الزنزانةِ آمرَاً السجَّانَ يفتحها ثم دلفَ وخلفه ليريا السجين مضطجعاً جنبه الأيمنِ زاويةٍ الزنزانة فَـهَمَّ به وركلَه بقدمه قائلاً بتوبيخ: انهض يا حقير كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
❞ ها هو يعودُ لرؤيةِ الأحذيةِ الفخمةِ من جديدٍ؛ لكن تلك المرةَ كانت تختلف عن سابقاتها فقد كان صاحبُ الحذاءِ رجلاً مديدَ القامة، مفتولَ العضلات ذا عينينِ ضيقتينِ تُشعَّانِ مكراً ودهاءً، وأنفٍ حادٍّ ينمُّ عن شخصيةٍ جادةٍ.. يقفُ مُستنداً بيديه على طاولة.. ينظر لصيدِه الثمين وهو يتكوَّرُ على نفسِه في أرضيةِ الغرفة؛ وجسدُه يرتجف كخرافٍ مبتلةٍ في ليلةِ شتاءٍ عاصفةٍ!
طال الصمتُ بينهما إلى أن قطعه الأوَّلُ وهو يقول بصوتٍ أجش:
_ جمال.. أظنُّ أنك تعلم جيداً ما أنت فيه الآن...! الموتُ آتٍ لا محالةَ...! فإمَّا أنْ تُنقذَ نفسك وتخبرَني بموضعِ الملفِّ وإمَّا أن أُرسلَكَ إلى الجحيم هديةً لا تُردُّ...!
صمت الأخيرُ لوهلةٍ، ثم تنهَّدَ بعمقٍ وتحدثَ بكبرياءٍ مُتصنَّعٍ بعدما سيطر على دقَّاتِ قلبِه التي أخذت تتسارع نحوَ الهلاك :
-ومن أخبركَ بأنني حيٌّ...؟! ربما تكونُ بذرةُ الحياةِ الوحيدةُ في أرض روحي هي ملفُّكم، اضمن لي خروجاً آمناً من هذا، أضمن لكم بقاء كرسيكم . ❝
❞ تقدموا به حتى أوقفوه على خشبةِ التنفيذ، قيَّدوه بالأحزمة كي يشلُّوا حركته.. حاول أن يصرخَ لكنَّ الصرخاتِ وقفت في حلقِه.. بلَّل ملابسَه من شدة الرعب.. نبضاتُه تضربُ صدرَه بعنف، تُمزِّق ضلوعه.. ركبتاه تتخبَّط تصارعا.. أنفاسُه تغيبُ لثوانٍ ثم تعود.. مِنصَّةُ الحكم بالإعدام أَصبحت جاهزةً.. الحبل ملفوفٌ حول عنقِه.. عيناه بارقتانِ.. الخوفُ من موتٍ محتومٍ جعل أَطرافهُ ترتعشُ؛ حتى خُيِّلَ لهُ أنهُ مات قبل أن يُوضع حبلُ المشنقةِ حوْلَ رقبتِه...! دخل في إغماءٍ، وكأنهُ يرِيدُ أن يمرَّ بسرعةٍ إلى ظلامٍ وسكونٍ أَبَدَيينِ، وُضِع على رأْسِه غطاءٌ أَسْودُ اللَّوْنِ، تمنَّى لدقيقةٍ أن يكونَ كابوساً مزعجاً سيستفيق منه، أو أنَّ أحداً ما يتدخل لإنقاذه من الموت.. فتح عينيه داخل الغطاء ظلامٌ دامسٌ لا يرى سواه.. هز رأسه.. حرَّك قدميه المكبلتين.. شعر بالحبل يضيق على عنقه.. عاد مسرعاً لسكون جسدِه خوفًاً أن يختنق، نهج بشدَّةٍ.. صرخ بينه وبين نفسِه: -أنقذوني- فُتحَتِ الطبليَّةُ أَسفلَ قدميه؛ فسقط في بئرٍ عمقُها أَربعةُ أمتارٍ.. احتقن وجهُه؛ حيثُ مال إلى اللون الأزرق، وبرز لسانُه، ولازال قلبُه يخفق بشدة.. حين أخرجوه لم ينتبهوا أنَّ قلبَه لازال ينبض، لفُّوه ببطانيةٍ ووضعوه خارجَ الغرفة، نظر إليه العميد مصطفى وتنفَّس الصُّعَدَاءَ رغم أنه ما زال يتساءل بذهولٍ:
-كيف عرف...؟
هكذا أرباب الفواحش يعرفون بعضهم البعض؛ وكأن بين جبينهم تكتب معاصيهم ليقرأها كل مبتلٍ بها. إنها الحقيقة التي يتغافل عنها أصحاب القلوب المريضة؛ فلا تظن نفسك قادرًا على إخفائها، فلولا ستر ربك لمَ استطعت أن تقيم ظهرك بعد انحنائه؛ ولمت اختناقا من رائحة ذنوبك النتنة...
إرم العهد الحديث ط5
رواية | يوسف حسين
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2024
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك 📚 . ❝