█ _ يوسف القرضاوي 0 حصريا كتاب الاجتهاد الشريعة الإسلامية عن دار القلم للنشر والتوزيع 2024 الإسلامية: مقدمة في مفاهيمنا الأصيلة: كلمتان مشتقتان من مادة واحدة لهما أكبر الأثر الحياة وفي مسيرة الأمة امتداد التاريخ هاتان الكلمتان هما والجهاد وقد اشتقتا (ج هـ د) بمعنى بذل الجُهد (بضم الجيم) أي الطاقة أو تحمل الجَهد (بفتح المشقة والكلمة الأولى هدفها: معرفة الهدى ودين الحق الذي أرسل الله به رسوله والأخرى حمايته والدفاع عنه الأولى ميدانها: الفكر والنظر العمل والسلوك وعند التأمل نجد أن كلا المفهومين يكمل الآخر ويخدمه فالاجتهاد إنما هو لون الجهاد العلمي نوع العملي وثمرات يمكن تضيع: إذا لم تجد أهل القوة يتبنى تنفيذها كما مكاسب العلم يضيء لها الطريق وفي عصورنا الزاهرة مضى هذان الأمران جنبا إلى جنب: فسعدت بوفرة المجتهدين حملة ووفرة المجاهدين السيف الأولون لفهم ما أنزل الكتاب والميزان والآخرون لحمايته بالحديد ذي البأس الشديد وهو تشير إليه الآية الكريمة: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}[الحديد:25] بعض العصور: وجد لكن يصحبه فجمدت وتحجرت حين كانت المجتمعات غير المسلمة قد بدأت اليقظة والتفتح والنهوض ثم تلت عصور أخرى فقد المسلمون فيها معا فغزوا عقر دارهم وفقدوا سيادتهم واستقلالهم ووحدتهم نادى منادي لتحرير الأرض وحصل استقلالهم ولكنه كان استقلالا ناقصا قاصرا إذ الاستقلال الحقيقي يتحرروا آثار الاستعمار التشريعي والثقافي والاجتماعي جوار التحرر العسكري والسياسي ويعودوا ذاتيتهم الأصيلة وهذا لا يكون إلا شريعة الإسلام أساس حياتهم كلها: الروحية والمادية الفردية والاجتماعية الاقتصادية والسياسية التشريعية والتربوية الفكرية والعملية الشريعة هي خاتمة الشرائع التي الهداية الإلهية للبشر, خصها بالعموم والخلود والشمول فهي رحمة للعالمين كل الأجناس البيئات وكل الأعصار تقوم الساعة مجالات المتنوعة لهذا أودع الأصول والأحكام: يجعلها قادرة الوفاء بحاجات الإنسانية المتجددة الزمان واتساع المكان وتطور الإنسان وإنما كذلك بما جعل عوامل السعة والمرونة وما شرع لعلمائها حق فيما ليس فيه دليل قطعي الأحكام أما ظني ثبوته دلالته فيهما نص ولا فهو المجال الرحب للاجتهاد وبهذا تتسع لمواجهة مستحدث وتملك القدرة توجيه تطور أقوم ومعالجة داء جديد بدواء صيدلية نفسه بالتسول الغرب الشرق إن «الاجتهاد» يعطي خصوبتها وثراءها ويمكنها قيادة زمام يحب ويرضى دون تفريط حدود تضييع لحقوق وذلك اجتهادا صحيحا مستوفيا لشروطه صادرا أهله محله وهذا حاولت أوضحه هذا البحث كتبته الأصل : لملتقى الإسلامي السابع عشر المنعقد جمهورية الجزائر الشقيقة مدينة الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس «قسنطينة» شهر شوال سنة 1403هـ يوليو 1983م وكان موضوع الملتقى وقد أعملت يد التهذيب: بالإضافة التنقيح التوضيح أضفت الفصول استكمالا للموضوع بقدر الإمكان وبخاصة يتعلق بالاجتهاد المعاصر الموضوع, الموضوعات تدرس (علم أصول الفقه) يخلو أصولي التعرض له «اللواحق» المهمة للعلم أتيح لي: أدرس الموضوع لطلاب كلية بجامعة قطر وطالباتها أكثر مرة؛ أسباب إثرائه طريق المناقشة والسؤال والجواب يمثل حاجة أكاديمية خاصة وحاجة ثقافية عامة دعاني محاولة (تبسيط) عبارته وتيسير تناوله وتقريبه فهم المثقف العادي حتى يستطيع يهضمه ويستفيد منه قسمت قسمين رئيسين: الأول: يتناول وشروطه ومجالاته وحكمه واستمراره آخره والثاني: بين الانضباط والانفراط, وكيف نصل اجتهاد معاصر قويم بيّن المعالم واضح الضوابط أرجو أكون بهذا البحث: ألقيت الضوء ضرورة لحياتنا اليوم عسى يهيئ لنا العودة كله: عقيدة وعبادة وخلقا ومنهاج حياة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الفقه مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ ضرورة الحوار مع الدعاة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، نظرا لخطورة الموضوع، واتساع القاعدة، التي تنادى به، وعدم قيام حوار من هذا النوع، رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها . ❝
❞ التسليم بالواقع هو مقتضى العقل و الدين معاً وإلا فليفعل ما يشاء من إظهار الكآبه و الهلع و المبالغة في الوهج و التشكي
هل يغير هذا من الواقع شيئاً ؟ و هل يبدل سنن الله في الكون ؟
بالقطع لا، و إنما يزيد النفس كمداً و غماً! . ❝
❞ الإنسان بطبعه عجول ، حتى جعل القرآن العجل كأنه المادة التي خلق الإنسان منها فإذا أبطأ على الإنسان ما يريده نفذ صبره و ضاق صدره، ناسياً أن لله في خلقه سننا لا تتبدل و أن لكل شيء أجل مسمى و أن الله لا يعجل بعجلة أحد من الناس، ولكل ثمرة أوان تنضج فيه فيحسن عندئذ قطافها و الاستعجال لا ينضجها قبل وقتها . ❝
❞ مِن إحسان العمل: أن نُقَدِّم ما حقه التقديم، ونؤخِّر ما حقه التأخير، ونضع كل عمل في مرتبته التي وضعها له الشرع؛ فلا نُقَدِّم النافلة على الفريضة، ولا الفرع على الأصل، ولا نقترف حرامًا لنفعل مستحبًّا، أو نضيع فرضًا لنتجنب مکروهًا، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية على فرْض العين، أو نُقَدِّم فرْض الكفاية الذي قام به عدد كافٍ، على فرْض الكفاية الذي لم يقم به أَحد، أو لم يقم به مَن یکفي ويُغني، أو نُقَدِّم فرْض العين المتعلق بحق الأُمَّة، على فرْض العين المتعلق بحق الأفراد وهكذا، وهذا ما سميته: فِقه الأولويات . ❝