█ _ يوسف القرضاوي 1971 حصريا كتاب ❞ الحلول المستوردة وكيف جنت أمتنا ❝ عن مؤسسة الرسالة 2024 أمتنا: يقول القرضاوي: فليس أبغض إلى نفسى من استعمال الكلمات التي تلوكها ألسنة الماركسين وتبتذلها أقلامهم وتروج صحفهم وكتبهم ونشراتهم ومن ذلك كلمة «الحتمية» تكاد تكون عنوانًا لمذهبهم وعلمًا اتجاههم الذي قد يسمى «الحتمية التاريخية» ولكنى استعملت هذه الكلمة «حتمية الحل الإسلامي» باب «المشاكلة» كما علماء «البديع» البلاغة العربية نحو ما جاء القرآن مثل قوله تعالى: {وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُ} [الأنفال: 30] {إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ} [النساء: 142] {قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ 14 ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ} [البقرة: 15] فوصف الله سبحانه بالمكر والخداع والاستهزاء لم يكن إلا مشاكلة ومقابلة لوصف المنافقين بهذه الأوصاف وكذلك هنا لفظ للذين ينادون عالمنا العربي بما سموه الاشتراكي» ولا أعني بحتمية شيء أنه سيقع لا محالة فإن هذا تهجم سخيف المجهول الإيمان فحسب بل العلم أيضًا فعلم القرن العشرين يعرف «الاحتمالات» أكثر مما «الحتميات» حتى نتائج العلوم الطبيعية نفسها غدت نظر اليوم تقريبية يقينية وهذا اعترف به أقطاب أنفسهم إن قولنا أمر يعني الإخبار حتمًا يجب أن يقع أو تدل الظواهر وطبيعة الأشياء والأحداث ضروري الوقوع هو نملكه باعتبارنا بشر نحترم أنفسنا وعقولنا والذين يعتنقون مبدأ وينادون «التطور» ينتظرون يأتى التطور يعملون ويكافحون ويتخذون كل الوسائل والأساليب مشروعة وغير للوصول مآربهم فلماذا يربحون مشقة العمل يوافيهم المحتوم إن كانوا صادقين؟ فأنا وإن أريد منه يريده الماركسيون الحتمية التاريخية فالحتمية بهذا التفسيرخطأ يخالف الصواب ناحية ووهم الواقع أخرى وقد بينت الأحداث وقعت بعد ماركس؛ «ماركس» أخطأ الحساب وأن حتمياته تتحقق ظن وقع يخالفها بين الدارسون للماركسية إنما أردت الظروف والملابسات والوقائع بلادنا خاصة وفي الإسلامي عامة لمن درسها علمية موضوعية تحتم السير فشلت وتخبطت الأنظمة المصطنعة وباءت بالعجز والخيبة المذاهب والاتجاهات ليبرالية واشتراكية وأصبح تغييرها أمرًا مفر وهذا أحست جماهيرنا المؤمنة ونادت نكبة يونية حزيران (1967): حل علاج بالعودة الإسلام أهدافنا السياسية الكبرى العالم كمثال ولم تقترب منها زدنا عنها بعدًا فالآمل الوحدة ضعف نتيجة للخلاف العقائدي المحافظين دعاة اليمين والثوريين اليسار وهو خلاف يرجى زواله بزوال الأفكار الدخيلة يمين ويسار ومعذرة للقارئ التسميات تنبت تربتنا اليساريين الثوريين العرب الذين ينتمون حزب عقائدي سياسي واحد يستطيعوا يتحدوا فيما بينهم وثوبهم الحكم بلدين متجاورين رغم وحدة الشعارات واللافتات ثبت عجزها أمام اختلاف الولاءات والارتباطات واختلاف المطامع والشهوات وقضية فلسطين تحل زادت تعقيدًا للحرب التى قادها الثوريون 5 (1967) وكانت عاقبتها نعلم: أدهى وأمر النكبة الأولى (1948) وبعد تسعة عشر عامًا مضت التأهب والاستعداد ليوم الثأر ويوم التحرير فلما الموعود نجد وراء الأكمة شيئًا تحت القبة «شيخًا» يقولون وصدق المثل القائل: «أطال الغيبة وأتانا بالخيبة»! وهكذا الثورية اليسارية سنة 1967 قبلها الليبرالية اليمينية الحرية السياسة أزمة آخذة بالخناق سواء تلك البلاد تتخذ شكل النظام الديمقراطي الدستوري والبلاد الاشتراكي الثوري كانت الثانية أشد ضغطًا الحريات وأكثر فتكًا بها ووأدًا لها بناء فلسفة الاشتراكية وتراثها العالمي سلب باسم الاجتماعية ويغير المبررات والأسماء تعجز اصطناعها! وكذلك قضية الرخاء والازدهار الاقتصادي تتم النحو كان مرجوًا فلا تزال الطبقات الفقيرة مجتمعنا تشكو العوز والفاقة وضيق العيش وغلاء الأسعار وعدم تكافؤ الفرص وكل حدث بعض زالت طبقة مترفة قديمة وورثتها جديدة مثلها أسوأ تشيع الجماهير جوع تأمن خوف أما أمراضنا الأخرى بلبلة الفكر وسوء الأخلاق وفساد الذمم وضعف الوازع واضطراب الأسرة وتفكك المجتمع وما شابه فحدث عنه حرج كل النتائج علينا نسير لنحل عقد حياتنا ونعالج مشكلاتنا ونحقق ظله وكفى ضاع عمر التجارب والتخبطات فإذا كنا «عربًا» فهذا أليق بكرامتنا القومية لأنه النابع عقائدنا وتراثنا وأرضنا وإذا «مسلمين» مقتضى إسلامنا وموجب إيماننا يتحقق لنا إسلام إيمان بغير العودة إليه والإصرار عليه؛ فوراءه فلاح الأخرة والأولى فكر إسلامي مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل اسلامي