📘 ❞ حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1 ❝ كتاب

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1 ❝ ــ مجموعة من المؤلفين 📖

█ _ مجموعة من المؤلفين 0 حصريا كتاب حوارات علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين العالمين العربي والإسلامي ج1 عن المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية 2024 ج1: هو معرفتنا بالغرب أم أنه معرفة الغرب بنفسه المعرفتين معاً؟ ونضيف: يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية أنّه ضربٌ انفعالٍ ارتداديٍ ما اقترفه الاستشراق جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟ الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركب فالاستفهام عمّا إذا كان يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه مجرّد شائعة استفهام مشروع إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب" ملفوظ منزلته عالم اللغة إلى مصطلح حقله الدلالي المفترض يصبح العثور تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية فالاستغراب إذاً لا تزال أركانه النظرية والمعرفية طور التشكُّل وفي المفاهيم الكلام «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً ومرجع الأمر فرادته وخصوصيته وإلى حداثة دخوله مجال المداولة الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر ربما لهذه الدواعي لم يتحوّل المصطلح بعد مفهوم ذلك الرغم المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون أجل تظهير معاصر يُعنى بمعرفة وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد فلكي يتّخذ مكانته كواحد مفاتيح المعرفة العالم وَجَبَ أن تتوفّر بيئات راعية ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية إطار حضاري متكامل لكن واقع الحال اليوم يفيد بأنّ ثمة مترامية الأطراف هذه النخب تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء حقل التعامل أو الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية وتلك حالة سارية تُعرِبُ نفسها المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى ومنجزاتها محل فيه لمساءلة نقد ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية قومية دينية ووجه ثالثٍ يأتينا صورة محاولات ووعود واحتمالات ثم يلبث يظهر لنا زمن قصور أصحابها بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية ضرورات التأسيس لعلم الاستغراب لا يساورنا الشكّ أنّ تحويل حدث فكري معرفي يستلزم جهداً ضخماً يطابق الغاية طُرِحَ أجلها فإذا «الاستغراب» يعني «علم الغرب» فمن أُولى مقتضياته تسييل التعرُّف التفكير الغربي الفكرية والثقافية والأيديولوجية وإعادة قراءتها بروح نقدية عارفة وعليه تقوم دراسته خمس ضرورات: ـ أوجبتها التحوّلات حدثت مستهل القرن الحادي والعشرين حيث بدا بوضوح يقبل الريب حضور الإسلام عقيدة وثقافة وقيماً أخلاقية يعد نهايات المنصرم افتراضية وإنّما فاعلية استثنائية رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الانسانية ومستقبلها توحيدية ويفترضها التشظِّي الذي يعصف بالبلاد والمجتمعات الإسلامية ويجعل نُخبها ومثقّفيها ومكوّناتها الاجتماعية أشبه بمستوطنات مغلقة وَتَبَعاً لهذا التشظّي وكحاصل تنحدر هموم الأمة المراتب الدنيا اهتماماتها تنظيرية وتتأتّى الحاجة استيلاد مفاهيم ونظريات ومعارف شأنها تحفيز منتديات وتنمية حركة النقاش والسجال ضرورة‌ معرفيّة وتنطلق أهمية لمنطقة جاذبية تتداول فيها نخب الأفكار والمعارف وتمتد عبرها خطوط التواصل بينها ويتلازم تفعيل الذات بالتوازي الآخر الحقول المعرفية المقترحة الاستغراب تقتضي مقاربة كمفهوم يرمز منظومة حيال العناية بالحقول التالية: 1 ونقده: تتمحور دراسة وجهة النظر للإستغراب حول الأهداف التعرّف كما هي الواقع وذلك مواكبة تطوّراتها العلمية والفكرية وعبر تقدّمه معارف سياق تظهيرها للمفاهيم والأفكار يشهدها مطلع المناهج والسياسات اعتمدها الشرق وجه الخصوص بقصد جلاء الحقائق وتبديد الأوهام استحلت المشرقي ردحاً طويلاً الزمن المتاخمة النقدية لقيم الغرب: قيم وآثارها المترتّبة فكريّاً الانتلجنسيا وبيان آليات السلبي الناجمة منها ونقد لذاته وخصوصاً لجهة يكتبه الفلاسفة والمفكّرون والباحثون الغربيون الرواد والمعاصرين القضايا تعكس أحوال مجتمعاتهم والتحوّلات تحتدم تلك الميادين إضافة للغرب 2 السلبي: ويكتسب الحقل ضرورته والنقدية ثلاثة مقتضيات: وجوب تفكيك اللَّبس تراكم الوعي امتداد والاحتدام مواريث بوجهيها المعرفي والكولونيالي المهمة يحدونا الأمل نظرية ترسي قواعد فهم جديدة للأسس والتصوّرات يقوم عليها العقل يفتح باب الإجابة عما لو تيسَّر نكوِّن فهماً صائباً غربٍ انتج شتى أنواع الفنون والقيم وجاءنا الوقت عينه بما حصر صنوف العنف والغزو والحروب المستدامة ـ إنجاز تصوّرات لمنظومة تفضي المعارف والمفاهيم ضمن تعرُّف خلاَّق تشوبه التباسات ثقافة وعيوبها وما ريب الداعي تجاوز الانسداد الحضاري نزال نعيش تداعياته وآثاره خمسة قرون خلت ولادة 3 والاستشراق المستحدث: يدخل ببعديه الكلاسيكي والمستحدث كمادة أصيلة يتطلّب مبانيه ومناهجه فإنّ بمؤسّساته الفلسفية واللاهوتية والايديولوجية والسياسية دخل اختصام عميق اشتغل بناء استهلّت رحلتها المعادية للإسلام سقوط الأندلس عام 1492م وهذا يفرض إجراء جوهري فضاء التناظر بين والغرب قوام التحويل التبعية التفكيرية ومناظرته أرض التضاد الإيجابي يقيم نشأة معاكسة للمسار والمحتوى والغايات أرادها سابق تصوّر وتصميم وإنّ يوجب وعي حقيقة الإستشراق المستأنف أنشأ القابل وفق كلماته ورؤياه دون يُحِلَّ روح حداثته والنتيجة ظل شاهداً براَّنياً عقل ونظيره الضعيف آن حتى كثيراً الدارسين الغربيين يروا الحركات الا كظلٍّ صامتٍ ينتظر يهبه الحياة أدّى المستشرق حضوراً بيِّناً إعادة تشكيل وثقافته طريقة تفكيره نفسه وحيال 4 التنظير: التنظير بحسب فرضيتنا غير موقوف توصيف ظاهر الحدث وترصّده فإنه قبل أي شيء مجهود متبصِّر يروم معاينة النَشَآت الأولى الكامنة الظواهر والأحداث والمفضية ولادتها تلقاء تنسلك مهمة المنِّظر المسرى الانطولوجي؛ ولذا فهي طموحة تنظر يتعدّى الاستكشاف والتحرِّي لكأنها توعز للمُِنظِّر فرغ اختباراته المريرة الايديولوجيا وتحيزاتها يعبر الضفة الأخرى يتناهى التفكُّر منطقة فراغ يفترض يحرز المنظِّر معها مَلَكَة المبادرة فتحٍ يكون الآن مؤتمناً عليه وعاملاً تغذيته وتسييله ولأن شأن الفراغ يشهد اللاّيقين يسبر الأغوار ويعيّن التخوم ويقترح التصوّرات * * * يندرج الكتاب الحواري الإستراتيجية رسمها لبيان وبلورة وقد حوى العمل نقدّمه للقارئ سلسلة محاورات عدد المفكّرين والباحثين الفلسفي والسياسي وعلم الاجتماع الأسئلة طرحت كانت موحّدة وتناولت جملة الاستفهامات انطلاقاً رؤية كل المشاركين الحوار للتناظر الحاصل منذ بدايات النهضة الأوروبيّة مروراً بعصر الاستعمار وصولاً حقبتنا المعاصرة والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل البشري ويشير قدرة تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن كيفية حل المشكلات ويمكن تقسيم المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia والتي تعني حرفيًا "حب الحكمة") الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها صاغ "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 الميلاد) تشمل الأساليب الاستجواب والمناقشة والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1
كتاب

حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1

ــ مجموعة من المؤلفين

عن المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية
حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1
كتاب

حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1

عن المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية
عن كتاب حوارات في علم الاستغراب مع مفكرين وباحثين من العالمين العربي والإسلامي / ج1:
هل الاستغراب هو معرفتنا بالغرب، أم أنه معرفة الغرب بنفسه، أم المعرفتين معاً؟. ونضيف: هل يندرج اهتمامنا بالاستغراب كميدان علمي مستحدث أملته ضرورات حضارية، أم أنّه ضربٌ من انفعالٍ ارتداديٍ على ما اقترفه الاستشراق من جنايات وهو يتاخم مجتمعاتنا خلال أحقابه المتعاقبة؟

الإجابات المحتملة قد تتعدّى حدود وآفاق هذا التساؤل المركب. فالاستفهام عمّا إذا كان الاستغراب يؤلّف مفهومًا حقيقيًا له واقعه أم أنّه مجرّد شائعة، هو استفهام مشروع. إذ حين تتحوّل مفردة «الاستغراب" من ملفوظ له منزلته في عالم اللغة، إلى مصطلح له حقله الدلالي المفترض يصبح العثور على تحديد دقيق للمصطلح ضرورة معرفية.

فالاستغراب إذاً مصطلح مستحدث لا تزال أركانه النظرية والمعرفية في طور التشكُّل. وفي عالم المفاهيم يصبح الكلام عن «مصطلح الاستغراب» أكثر تعقيداً. ومرجع الأمر إلى فرادته وخصوصيته، وإلى حداثة دخوله مجال المداولة في الفكر الإسلامي والمشرقي المعاصر. ربما لهذه الدواعي لم يتحوّل هذا المصطلح بعد إلى مفهوم، ذلك على الرغم من المجهودات الوازنة التي بذلها مفكّرون عرب ومسلمون من أجل تظهير علم معاصر يُعنى بمعرفة الغرب وفهمه ومعاينته بالملاحظة والنقد، فلكي يتّخذ المصطلح مكانته كواحد من مفاتيح المعرفة في العالم الإسلامي، وَجَبَ أن تتوفّر له بيئات راعية، ومؤسّسات ذات آفاق إحيائية، في إطار مشروع حضاري متكامل.

لكن واقع الحال اليوم، يفيد بأنّ ثمة بيئات مترامية الأطراف من هذه النخب لم تفارق مباغتات الحداثة الغربية سواء في حقل التعامل مع المفاهيم أو في الحقول المختلفة للمعارف والعلوم الإنسانية. وتلك حالة سارية لا تزال تُعرِبُ عن نفسها في المجتمعات المشرقية والإسلامية بوجوهٍ شتى؛ فوجهٍ يتماهى مع الحداثة ومنجزاتها لا محل فيه لمساءلة أو نقد، ووجهٍ تنحصر محاولاته داخل منظومات ايديولوجية وطنية أو قومية أو دينية، ووجه ثالثٍ يأتينا على صورة محاولات ووعود واحتمالات، ثم لا يلبث أن يظهر لنا بعد زمن، قصور أصحابها على بلورة مناهج تفكير تستهدي بها أجيال الأمّة لحل مشكلاتها الحضارية.

ضرورات التأسيس لعلم الاستغراب

لا يساورنا الشكّ في أنّ تحويل الاستغراب إلى حدث فكري، هو مشروع معرفي حضاري يستلزم جهداً ضخماً يطابق الغاية التي طُرِحَ من أجلها. فإذا كان «الاستغراب» يعني «علم معرفة الغرب»، فمن أُولى مقتضياته تسييل هذه المعرفة من خلال التعرُّف على مناهج التفكير الغربي الفكرية والثقافية والأيديولوجية، وإعادة قراءتها بروح نقدية عارفة. وعليه تقوم دراسته على خمس ضرورات:

ـ ضرورة حضارية، أوجبتها التحوّلات الحضارية التي حدثت في مستهل القرن الحادي والعشرين. حيث بدا بوضوح لا يقبل الريب، أن حضور الإسلام عقيدة وثقافة وقيماً أخلاقية لم يعد في نهايات القرن المنصرم مجرّد حالة افتراضية، وإنّما هو حضور له فاعلية استثنائية في رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الانسانية ومستقبلها.

ـ ضرورة توحيدية، ويفترضها التشظِّي الذي يعصف بالبلاد والمجتمعات الإسلامية ويجعل نُخبها ومثقّفيها ومكوّناتها الاجتماعية، أشبه بمستوطنات مغلقة. وَتَبَعاً لهذا التشظّي وكحاصل له، تنحدر هموم الأمة إلى المراتب الدنيا من اهتماماتها.

ـ ضرورة تنظيرية، وتتأتّى من الحاجة إلى استيلاد مفاهيم ونظريات ومعارف من شأنها تحفيز منتديات التفكير، وتنمية حركة النقاش والسجال والنقد...

ـ ضرورة‌ معرفيّة، وتنطلق من أهمية لمنطقة جاذبية تتداول فيها نخب المجتمعات الغربية والإسلامية الأفكار والمعارف، وتمتد عبرها خطوط التواصل في ما بينها.

ـ ضرورة نقدية، ويتلازم فيها تفعيل نقد الذات بالتوازي مع نقد الآخر الغربي.

الحقول المعرفية المقترحة لعلم الاستغراب

تقتضي مقاربة الاستغراب كمفهوم يرمز إلى منظومة تفكير حيال الغرب، العناية بالحقول المعرفية التالية:

1. حقل معرفة الغرب ونقده: تتمحور دراسة الغرب من وجهة النظر المقترحة للإستغراب حول الأهداف التالية:

ـ التعرّف على المجتمعات الغربية كما هي في الواقع، وذلك من خلال مواكبة تطوّراتها العلمية والفكرية... وعبر ما تقدّمه نخب هذه المجتمعات من معارف في سياق تظهيرها للمفاهيم والأفكار التي يشهدها مطلع القرن الحادي والعشرين.

ـ التعرّف على المناهج والسياسات التي اعتمدها الغرب حيال الشرق والمجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك بقصد جلاء الحقائق وتبديد الأوهام التي استحلت التفكير المشرقي والإسلامي ردحاً طويلاً من الزمن.

ـ المتاخمة النقدية لقيم الغرب: وذلك من خلال نقد قيم الفكر الغربي وآثارها المترتّبة فكريّاً على الانتلجنسيا الإسلامية، وبيان آليات الاستغراب السلبي الناجمة منها... ، ونقد الغرب لذاته وخصوصاً لجهة ما يكتبه الفلاسفة والمفكّرون والباحثون الغربيون من الرواد والمعاصرين حول القضايا التي تعكس أحوال مجتمعاتهم، والتحوّلات التي تحتدم فيها تلك المجتمعات في الميادين المختلفة، إضافة إلى نقد النخب الإسلامية للغرب.

2. حقل نقد الاستغراب السلبي: ويكتسب هذا الحقل ضرورته المعرفية والنقدية من ثلاثة مقتضيات:

ـ وجوب تفكيك اللَّبس الذي تراكم في الوعي الإسلامي على امتداد أجيال من المتاخمة والاحتدام مع مواريث الحداثة الغربية بوجهيها المعرفي والكولونيالي. في سياق هذه المهمة يحدونا الأمل إلى بلورة نظرية معرفة ترسي قواعد فهم جديدة للأسس والتصوّرات التي يقوم عليها العقل الغربي، وهو الأمر الذي يفتح باب الإجابة على التساؤل عما لو تيسَّر لنا ان نكوِّن فهماً صائباً عن غربٍ انتج شتى أنواع الفنون والقيم والأفكار، وجاءنا في الوقت عينه بما لا حصر له من صنوف العنف والغزو والحروب المستدامة.

ـ إنجاز تصوّرات لمنظومة معرفية تفضي إلى تسييل المعارف والمفاهيم الإسلامية ضمن تعرُّف خلاَّق لا تشوبه التباسات ثقافة الاستشراق وعيوبها. وما من ريب في أن الداعي إلى هذا التعرّف تجاوز الانسداد الحضاري الذي لا نزال نعيش تداعياته وآثاره على امتداد خمسة قرون خلت من ولادة الحداثة.

3. حقل الاستشراق والاستشراق المستحدث: يدخل الاستشراق ببعديه الكلاسيكي والمستحدث كمادة أصيلة في دراسة الغرب، وهو ما يتطلّب التعرُّف على مبانيه ومناهجه، فإنّ الغرب بمؤسّساته الفلسفية واللاهوتية والايديولوجية والسياسية، دخل في اختصام عميق مع الإسلام. حيث اشتغل على بناء منظومة في إطار حركة الاستشراق التي استهلّت رحلتها المعادية للإسلام بعد سقوط الأندلس عام 1492م.

وهذا ما يفرض إجراء تحويل جوهري في فضاء التناظر المعرفي بين الإسلام والغرب. قوام هذا التحويل، تفكيك التبعية التفكيرية للغرب ومناظرته على أرض التضاد الإيجابي. الأمر الذي يقيم الاستغراب على نشأة معاكسة للمسار والمحتوى والغايات التي أرادها له الاستشراق من سابق تصوّر وتصميم. وإنّ ذلك يوجب وعي حقيقة أنّ الإستشراق المستأنف أنشأ القابل الإسلامي وفق كلماته ورؤياه من دون أن يُحِلَّ فيه روح حداثته. والنتيجة أنّ الشرق ظل شاهداً براَّنياً على عقل الغرب، ونظيره الضعيف في آن. حتى أن كثيراً من الدارسين الغربيين لم يروا إلى الحركات الفكرية في الشرق الا كظلٍّ صامتٍ ينتظر من يهبه الحياة. الأمر الذي أدّى إلى حضور المستشرق الغربي حضوراً بيِّناً في إعادة تشكيل وعي الشرق وثقافته وفي طريقة تفكيره حيال نفسه وحيال الغرب في آن.

4 ـ حقل التنظير: التنظير بحسب فرضيتنا غير موقوف على توصيف ظاهر الحدث وترصّده. فإنه قبل أي شيء، مجهود متبصِّر يروم معاينة النَشَآت الأولى الكامنة في الظواهر والأحداث والأفكار والمفضية ثمة إلى ولادتها. تلقاء ذلك تنسلك مهمة المنِّظر في المسرى الانطولوجي؛ ولذا فهي مهمة طموحة تنظر إلى ما يتعدّى الاستكشاف والتحرِّي. لكأنها توعز للمُِنظِّر بعد أن فرغ من اختباراته المريرة في عالم الايديولوجيا وتحيزاتها، أن يعبر إلى الضفة الأخرى. إلى ما لا يتناهى التفكُّر فيه داخل منطقة فراغ يفترض أن يحرز المنظِّر معها مَلَكَة المبادرة إلى فتحٍ معرفي يكون في الآن عينه مؤتمناً عليه، وعاملاً على تغذيته وتسييله. ولأن من شأن الفراغ أن يشهد على اللاّيقين، فمن شأن التنظير أن يسبر الأغوار، ويعيّن التخوم، ويقترح التصوّرات والأفكار.

* * *

يندرج هذا الكتاب الحواري في سياق الإستراتيجية الفكرية والمعرفية التي رسمها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، لبيان وبلورة نظرية لعلم معرفة الاستغراب. وقد حوى هذا العمل الذي نقدّمه للقارئ سلسلة محاورات مع عدد من المفكّرين والباحثين في الفكر الفلسفي والسياسي وعلم الاجتماع من العالمين العربي والإسلامي.

الأسئلة التي طرحت كانت موحّدة وتناولت جملة من الاستفهامات حول فهم الغرب انطلاقاً من رؤية كل من المشاركين في الحوار للتناظر الحضاري الحاصل مع الشرق العربي والإسلامي منذ بدايات النهضة الأوروبيّة مروراً بعصر الاستعمار وصولاً إلى حقبتنا المعاصرة.


الترتيب:

#16K

0 مشاهدة هذا اليوم

#79K

8 مشاهدة هذا الشهر

#119K

187 إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث