📘 ❞ Nervous States: How Feeling Took Over the World by ❝ كتاب ــ ويليام ديفيس اصدار 2018

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب Nervous States: How Feeling Took Over the World by ❝ ــ ويليام ديفيس 📖

█ _ ويليام ديفيس 2018 حصريا كتاب Nervous States: How Feeling Took Over the World by عن سكة معارف موسم 2024 by: – الحالات المهتاجة: كيف تسيطر المشاعر العالم عرضت الكتاب: ليلي ماركاكي ترجمة: خالد مكاوي (ضمن نشاط معمل الترجمة والكتابة 2019) في العالم يدرس دافيز تعيد تشكيل عالمنا اليوم ونحى الدور المُخصص تاريخيًا للمنطق جانبًا وألغى التمييزات بين العقل والجسد وبين الحرب والسلام والتي ظلت متواترة لفترة طويلة ويقدم الكتاب تشخيصًا ملائمًا لسيطرة الفترة الراهنة اجتماعيًا وسياسيًا الحقائق هذا العرض للكتاب الذي تقدّمه وفي نفس الوقت يحدد الأمل اكتشاف عالم مٌتشارك تسكنه الكائنات “الحساسة والمٌفكرة” الحالات المُهتاجة: جوناثان كيب حاول الحديث بناء نفسه ما يعتقد أنها أمتن وأروع مواد البناء: الحقيقة والتقدم فمنذ القرن السابع عشر وحتى الآن وبالتوافق مع المنهاج سعى الفلاسفة والعلماء السواء إلى تنظيم والتسامي الشعور الإنساني؛ ليقدموا وصفًا موضوعيًا للعالم وليضعوا “أُسس إجماع سلمي” (صفحة 35) وعلى سبيل المثال كان هو حال توماس هوبز اشتمل كتابه الشهير الفلسفة السياسية (الليفياثان) الصادر عام 1651 مقولة: “الحقيقة بكونها لا تتعارض مصلحة الإنسان أو سعادته فهي موضع ترحاب من الجميع” 45) ومع ذلك وقتنا الحالي يبدو أن العلم والخبرة بشكل أعم قد فقدا قدرتهما توحيدنا أرضية مشتركة حيث غالبًا تقودنا نفسها السلام ولكن الصراع فإذا المنطق ملكًا يومًا فقد أطاح به عرشه تلك هي الفرضية الأساسية لكتاب الجديد ومنهجيته: التاريخ يسعى كشفه وتوضيحه بأن لم تعد كما اعتدنا استخدامها وهذا أحد الأشياء القليلة التي بإمكان معظمنا الموافقة عليها وخصوصًا ظل شهدناه إدارة دونالد ترامب لازالت تبدو فكرة سيطرة للوهلة الأولى غريبة بعض الشيء للبعض الواقع مكانًا تختفي فيه كليًا أغلب الأحيان وغالبًا يتم التعامل أنه مكان بارد ومُظلم ومع يُعتبر دائمًا شيئًا إيجابيًا يتضمن عنوان الرئيسي: فهو يعني دومًا “الحب” و”التعاطف” فهناك أيضًا تلك “الحالات المُهتاجة” (مثل الخوف والألم والقلق) لها “إمكانيات سياسية أكثر غيرها” xiv) يقول تلعب دورًا رائدًا واقعنا برهن بنجاح Nervous States cover 203x300 مٌتدفقًا بسرد حادث الجمعة السوداء سيرك أوكسفورد وقع نوفمبر الماضي يُحسِن الجزء الافتتاحي الكشف قدرة تحريك الناس حتى عندما يكون التهديد غير حقيقيًا: “بعد مرور ساعة تقريبًا الإخلاء المبدئي لسيرك (…) تم سحب رجال خدمة الطوارئ ولم يكن هناك أية أسلحة إرهابيون” 10) وبفعل التضخيم “بفضل مزيج الخيال المذعور وشبكات التواصل الاجتماعي” تحول الحدث “فزاعة كبيرة” وصفها بجدارة x) إذا يجعل يفرون يحرك لتنظيم وتشكيل يٌعرف بالـ”حشد” إذا للحشد أهمية فهذا بسبب عمق جلب الكثير واحد وقت وكما الحروب المخيلة الوطنية يسمح الاحتشاد لكل فرد يصبح (ويشعر بكونه) جزءًا شيء أكبر منه بكثير 7) وبالطبع فإن البشري كقوة وأداة ضخمة ليس بالاكتشاف فهمه أمثال نابليون نال جيشه الإلزامي (الناشئ 1793) قوته وأعداده خلال تحويل العاطفة الثورية للشعب مورد عسكري النحو أوضحه (صفحات 126 130) فتسخير يعد استراتيجية كامنة قلب السياسات الشعبوية كل الرغم أهدافها المزيد الألم والقلق من يعانون شعوريًا وجسديًا سيبحثون أسباب لتفسير مشاعرهم ولكنهم اعتراف بهم وبالتالي أعظم إنجازات القادة الشعبويين سواء يمينيين يساريين قدرتهم القيام بالزيارات للفئات المحرومة اقتصاديًا والتعبير تعاطفهم عانوا تجاهل ونبذ الآخرين لهم وليس بالأمر يمكن للشخصيات المحترفة وغير تفعله بنفس القدر المصداقية عين الجماهير 118) إن الانقسام والذي اعتمد عليه منذ يتمثل عند التمييز والسلم لن يستمر طويلًا ففي فصل بعنوان ” الجسد السياسي” ناقش المؤلف بطريقة مُقنعة الأجساد البشرية وبخاصة المعتلة صحيًا تعبر بطرق مُهمة للغاية لسياسات الراهن فطبقًا لتقرير نشرته مجلة الإيكونميست يستشهد دافيز: “إذا كانت نسبة مرضى السكر أقل انتشارًا بمقدار 7% ولاية ميتشيجن لكان حصل تصويت 0 3 الأصوات فيها وهي النسبة الكافية لإعادة دفة البلاد الديمقراطيين” 99) مثال فقط عدة أمثلة مُقدمة القسم تثبت وجهة نظر السابقة: يصبح الجهاز العصبي ينتج والتنبه والضغط والإثارة العضو الرئيسي النشاط السياسي إننا ككائنات شاعرة نصبح عرضة للعدوى العاطفية كعقلانيين نٌقاد عٌلماء مواطنين 16) وحتى ردود الأفعال ضد الخبرة الظاهرة الآخذة الانتشار فأكثر تتوافق البُعد الجسدي للسياسة يعزز الفجوة ذوي أولئك الذين يكسب أصحاب دخلهم تمثيلهم طريق البيانات المعرفة والشعور “الخُبراء وصٌناع بإمكانهم التحدث أشياء مثل البطالة يعرفوا أبدًا شعور تكون عاطلًا” 61) ويلاحظ “قد كرفض منطقي للحقيقة ولكنها رفضًا للصرح الأكبر يحكم المجتمع” 28) وقد تبيّن الكاتب وراء الدولة التكنوقراطية ونهجها الرياضياتي الحُكم اكتشفها مصدر تاريخي بيتي “Political Arithmetick” 1672 سعي تدريجي القوة والسلطة السلام” قال “إن الحاجة لصنع صورة يٌمكن تُولد رحم الرغبة التحكم فيه” 59): وهذه حقيقة تؤكدها تمام التأكيد الوقائع التاريخية الخاصة بتجربة الاستعمار يربطها بالمناهج المُعاصرة للحروب وأحد الأمثلة مقالة فاليري جيراسيموف المنشورة 2013 “قيمة التبصر” يسوق كاتب المقال وهو لواء روسي مقولة التخطيط العسكري يوظف المعلومات بوضوح بصفة هذه الأسلحة الرئيسية للتخطيط المقولة المعروفة بمسمى “مذهب جيراسيموف” وكتب أن: “هذا الطرح له تداعيات كبيرة مكانة والإحساس “وبالأساس يتحدى نموذج الخبيرة كشيء يقع خارج دائرة وتضع المذكورة مكانه مختلف تُستخدم كسلاح” 125) will davies ويليام دافيز ومما أسهم تغيير طابع بالطبع تسويقها وتأكيد أهميتها اكتشفه قبل نهاية يلاحظ “بمجرد كأداة للعمل التجاري تنمو غريزيًا أسرع وأفضل وسائل اكتسابها (أي المعرفة) وممارستها فتنجرف التقنيات العسكرية مجال الأعمال التجارية مٌنتجة ثقافة التقاتل الاقتصادي” 152) وتتركنا كمنتجين ومستهلكين حد حالة القلق الدائم واًصبحت صلة تمثيل المجال لمعركة أجل السيطرة جليًة تحليل الخلاب للسيلكون فالي مركز عالمي لشركات تصنيع “تستهدف بالأساس” أوضح “تقديم بنية تحتية يواجه خلالها البشر العالم” 186) وإذا الحالة المُهتاجة آخر الأمر نجح عمل وزن للأهمية الاجتماعية والسياسية للمشاعر هنا صفحات الأخيرة حجر أساس ندلف المستقبل ويذكرنا رواد بيتر ثايل وإلون ماسك ومارك زوكربرج لدى منهم رؤيته للتقدم وبينما الرؤية بها قدر كبير المغالاة حلم بتحقيق نظام اتصالات قائم تواصل الخواطر (التليباثي) إلا الرؤى يجب تُؤخذ محمل الجد خصوصًا وأن هؤلاء الرجال حولوا بالفعل ملموسة قد يحقق الجيل الرواد النابليونيين للتقنية أحلامهم الخلود لمئة وخمسين مئتي وقد يبني “المؤسسون” إمبراطوريات تبقى بعدهم ينجح بعضهم استعمار المريخ يصر إلون التقدم فلن بالتالي يشمل معظم بما دوافعه تفادي المصير ينتظر بقيتنا 226) كيف يتقدم “بقيتنا” إذن؟ “أن التحدي يواجهنا كيفية واكتشاف مشترك كائنات تشعر وتفكر” 223) وبالنسبة للمؤلف إذن تكمن الإجابة نوع العودة للماضي للمنطق؛ لأن “الحقائق وحدها تنقذنا” 207) لكن تشتمل بمشاعرنا التركيز والتعاون استجاباتنا والجهود تجاه معاناتنا المشتركة “وخصوصًا انكماش المناطق المأهولة بالسكان الكوكب” 225) الجغرافي المشترك يعترف ويجب المبنية الاعتراف ببشريتنا المتساوية والعامة أملنا الوحيد ليلي باحثة دكتوراه بمجال فنون الإعلام جامعة لندن تخرجت 2014 جلاسجو برنامج “الفن والسياسة والعدوان: طلائع العشرين” الفكر والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل ويشير تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia تعني حرفيًا "حب الحكمة") دراسة الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة تطرح كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 الميلاد) تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
Nervous States: How Feeling Took Over the World by
كتاب

Nervous States: How Feeling Took Over the World by

ــ ويليام ديفيس

صدر 2018م عن سكة معارف موسم
Nervous States: How Feeling Took Over the World by
كتاب

Nervous States: How Feeling Took Over the World by

ــ ويليام ديفيس

صدر 2018م عن سكة معارف موسم
عن كتاب Nervous States: How Feeling Took Over the World by:
كتاب – الحالات المهتاجة: كيف تسيطر المشاعر على العالم

عرضت الكتاب: ليلي ماركاكي. ترجمة: خالد مكاوي (ضمن نشاط معمل الترجمة والكتابة – سكة معارف موسم 2018 – 2019)

في كتاب الحالات المهتاجة: كيف تسيطر المشاعر على العالم، يدرس ويليام دافيز كيف تعيد المشاعر تشكيل عالمنا اليوم، ونحى الدور المُخصص تاريخيًا للمنطق جانبًا وألغى التمييزات بين العقل والجسد وبين الحرب والسلام والتي ظلت متواترة لفترة طويلة، ويقدم الكتاب تشخيصًا ملائمًا لسيطرة المشاعر في الفترة الراهنة، اجتماعيًا وسياسيًا، على الحقائق، في هذا العرض للكتاب الذي تقدّمه ليلي ماركاكي، وفي نفس الوقت يحدد الأمل في اكتشاف عالم مٌتشارك تسكنه الكائنات “الحساسة والمٌفكرة”.

الحالات المُهتاجة: كيف تسيطر المشاعر على العالم. ويليام دافيز. جوناثان كيب. 2018.

حاول العالم الحديث بناء نفسه على ما يعتقد أنها أمتن وأروع مواد البناء: الحقيقة والتقدم، فمنذ القرن السابع عشر وحتى الآن، وبالتوافق مع هذا المنهاج، سعى الفلاسفة والعلماء على السواء إلى تنظيم والتسامي على الشعور الإنساني؛ ليقدموا وصفًا موضوعيًا للعالم، وليضعوا “أُسس إجماع سلمي” (صفحة 35)، وعلى سبيل المثال كان هذا هو حال توماس هوبز الذي اشتمل كتابه الشهير في الفلسفة السياسية (الليفياثان) الصادر عام 1651 على مقولة: “الحقيقة، بكونها لا تتعارض مع مصلحة الإنسان أو سعادته، فهي موضع ترحاب من الجميع” (صفحة 45). ومع ذلك، وفي وقتنا الحالي، يبدو أن العلم – والخبرة بشكل أعم – قد فقدا قدرتهما على توحيدنا على أرضية مشتركة، حيث غالبًا ما لا تقودنا الحقائق نفسها إلى السلام ولكن إلى الصراع، فإذا ما كان المنطق ملكًا يومًا ما، فقد أطاح به الشعور عن عرشه.

تلك هي الفرضية الأساسية لكتاب ويليام دافيز الجديد، الحالات المُهتاجة: كيف تسيطر المشاعر على العالم، ومنهجيته: التاريخ الذي يسعى إلى كشفه وتوضيحه، بأن الحقائق لم تعد كما اعتدنا على استخدامها وهذا أحد الأشياء القليلة التي بإمكان معظمنا الموافقة عليها اليوم وخصوصًا في ظل ما شهدناه من إدارة دونالد ترامب. ومع ذلك لازالت تبدو فكرة سيطرة المشاعر على العالم للوهلة الأولى غريبة بعض الشيء للبعض، حيث يبدو الواقع مكانًا تختفي فيه المشاعر كليًا في أغلب الأحيان، وغالبًا ما يتم التعامل مع العالم على أنه مكان بارد ومُظلم.

ومع ذلك، لا يُعتبر الشعور دائمًا شيئًا إيجابيًا كما يتضمن عنوان دافيز الرئيسي: فهو لا يعني دومًا “الحب” و”التعاطف”، فهناك أيضًا تلك “الحالات المُهتاجة” (مثل الخوف، والألم، والقلق) والتي لها “إمكانيات سياسية أكثر من غيرها” (صفحة xiv) كما يقول دافيز، والتي تلعب دورًا رائدًا في تشكيل واقعنا كما برهن دافيز على ذلك بنجاح.

Nervous-States-cover-203x300

مٌتدفقًا بسرد حادث الجمعة السوداء في سيرك أوكسفورد الذي وقع في نوفمبر الماضي، يُحسِن الجزء الافتتاحي للكتاب الكشف عن قدرة الخوف على تحريك الناس، حتى عندما يكون التهديد غير حقيقيًا: “بعد مرور ساعة تقريبًا على الإخلاء المبدئي لسيرك أوكسفورد (…) تم سحب رجال خدمة الطوارئ، ولم يكن هناك أية أسلحة أو إرهابيون” (صفحة 10)، وبفعل التضخيم “بفضل مزيج من الخيال المذعور وشبكات التواصل الاجتماعي” (صفحة 10)، تحول الحدث إلى “فزاعة كبيرة” كما وصفها دافيز بجدارة، (صفحة x). ولكن إذا كان الشعور هو ما يجعل الناس يفرون، فهو أيضًا ما يحرك الناس لتنظيم وتشكيل ما يٌعرف بالـ”حشد”.

إذا كان للحشد أهمية ما، فهذا بسبب عمق الشعور الذي جلب الكثير من الناس إلى مكان واحد وفي وقت واحد، وكما تسيطر الحروب على المخيلة الوطنية، يسمح الاحتشاد لكل فرد أن يصبح (ويشعر بكونه) جزءًا من شيء ما أكبر منه بكثير (صفحة 7).

وبالطبع فإن اكتشاف الشعور البشري كقوة وأداة ضخمة للحشد ليس بالاكتشاف الجديد، ولكن هناك شيء ما فهمه أمثال نابليون الذي نال جيشه الإلزامي (الناشئ عام 1793) قوته وأعداده من خلال تحويل العاطفة الثورية للشعب إلى مورد عسكري، على النحو الذي أوضحه دافيز (صفحات 126 – 130)، فتسخير هذا الشعور يعد استراتيجية لازالت كامنة في قلب السياسات الشعبوية في كل مكان اليوم، على الرغم من أن أهدافها الأساسية الآن هي المزيد من الألم والقلق في أغلب الأحيان.

من يعانون شعوريًا وجسديًا، سيبحثون عن أسباب لتفسير مشاعرهم، ولكنهم أيضًا سيبحثون عن اعتراف بهم، وبالتالي فإن من أعظم إنجازات القادة الشعبويين – سواء يمينيين أو يساريين – هو قدرتهم على القيام بالزيارات للفئات المحرومة اقتصاديًا والتعبير عن تعاطفهم مع من عانوا من تجاهل ونبذ الآخرين لهم. وليس هذا بالأمر الذي يمكن للشخصيات السياسية المحترفة وغير الشعبوية أن تفعله بنفس القدر من المصداقية في عين الجماهير (صفحة 118).

إن الانقسام بين العقل والجسد والذي اعتمد عليه العالم الحديث منذ القرن السابع عشر، والذي يتمثل عند دافيز في التمييز بين الحرب والسلم، لن يستمر طويلًا. ففي فصل بعنوان ” الجسد السياسي” ناقش المؤلف بطريقة مُقنعة أن الأجساد البشرية – وبخاصة تلك المعتلة صحيًا – تعبر عن نفسها بطرق مُهمة للغاية لسياسات الوقت الراهن. فطبقًا لتقرير نشرته مجلة الإيكونميست والذي يستشهد به دافيز: “إذا كانت نسبة مرضى السكر أقل انتشارًا بمقدار 7% في ولاية ميتشيجن، لكان ترامب قد حصل على نسبة تصويت أقل بمقدار 0.3 من نسبة الأصوات التي حصل عليها فيها، وهي النسبة الكافية لإعادة دفة البلاد إلى الديمقراطيين” (صفحة 99)، وهذا مثال واحد فقط من عدة أمثلة مُقدمة في هذا القسم من الكتاب، والتي تثبت وجهة نظر المؤلف السابقة:

يصبح الجهاز العصبي – الذي ينتج الألم، والتنبه، والضغط العصبي، والإثارة – هو العضو الرئيسي في النشاط السياسي. إننا ككائنات شاعرة نصبح عرضة للعدوى العاطفية، ليس كعقلانيين، أو نٌقاد، أو عٌلماء أو حتى مواطنين (صفحة 16).

وحتى ردود الأفعال ضد الخبرة – وهي الظاهرة الآخذة في الانتشار أكثر فأكثر – تتوافق مع البُعد الجسدي للسياسة، حيث أن ما يعزز الفجوة بين ذوي الخبرة وبين أولئك الذين يكسب أصحاب الخبرة دخلهم من تمثيلهم عن طريق البيانات، هو المعرفة والشعور بأن “الخُبراء وصٌناع السياسات بإمكانهم التحدث عن أشياء مثل البطالة (…) ولكنهم لن يعرفوا أبدًا شعور أن تكون عاطلًا” (صفحة 61). ويلاحظ دافيز أن ردود الأفعال تلك “قد تبدو كرفض غير منطقي للحقيقة نفسها، ولكنها غالبًا ما تكون رفضًا للصرح السياسي الأكبر الذي يحكم المجتمع” (صفحة 28).

وقد تبيّن الكاتب أن وراء الدولة التكنوقراطية ونهجها الرياضياتي في الحُكم – وهي الفرضية التي اكتشفها دافيز في مصدر تاريخي هو كتاب ويليام بيتي “Political Arithmetick”، الصادر عام 1672 – سعي تدريجي إلى القوة والسلطة، لا إلى السلام”. قال دافيز: “إن الحاجة لصنع صورة عن العالم يٌمكن أن تُولد أيضًا من رحم الرغبة في التحكم فيه” (صفحة 59): وهذه حقيقة تؤكدها الآن تمام التأكيد الوقائع التاريخية الخاصة بتجربة الاستعمار، ولكن دافيز يربطها بالمناهج المُعاصرة للحروب أيضًا. وأحد الأمثلة على هذا هو مقالة فاليري جيراسيموف المنشورة عام 2013 “قيمة العلم هي التبصر”، حيث يسوق كاتب المقال، وهو لواء روسي، مقولة أن التخطيط العسكري الذي يوظف المعلومات بوضوح بصفة هذه المعلومات هي الأسلحة الرئيسية للتخطيط، وهي المقولة المعروفة الآن بمسمى “مذهب جيراسيموف”. وكتب دافيز أن: “هذا الطرح له تداعيات كبيرة على مكانة المعرفة والإحساس في المجتمع”، “وبالأساس يتحدى هذا نموذج المعرفة الخبيرة، كشيء يقع خارج دائرة الصراع، وتضع الفرضية المذكورة مكانه مثال مختلف، تُستخدم فيه المعرفة كسلاح” (صفحة 125).

will-davies

ويليام دافيز

ومما أسهم أيضًا في تغيير طابع المعرفة هو بالطبع تسويقها وتأكيد أهميتها بشكل تدريجي، وهو شيء اكتشفه دافيز قبل نهاية الكتاب، حيث يلاحظ أنه “بمجرد التعامل مع المعرفة كأداة للعمل التجاري، تنمو غريزيًا بشكل أسرع وأفضل وسائل اكتسابها (أي المعرفة) وممارستها. (…) فتنجرف التقنيات العسكرية إلى مجال الأعمال التجارية (…) مٌنتجة ثقافة التقاتل الاقتصادي” (صفحة 152)، وتتركنا – كمنتجين ومستهلكين على حد السواء – في حالة من القلق الدائم. واًصبحت صلة تمثيل هذا المجال لمعركة من أجل السيطرة على العالم جليًة في تحليل دافيز الخلاب للسيلكون فالي، وهو مركز عالمي لشركات تصنيع التقنيات والتي “تستهدف بالأساس” – كما أوضح دافيز – “تقديم بنية تحتية يواجه من خلالها البشر العالم” (صفحة 186).

وإذا كان كتاب الحالة المُهتاجة – آخر الأمر – قد نجح في عمل وزن للأهمية الاجتماعية والسياسية للمشاعر، فهي هنا في صفحات الكتاب الأخيرة، حجر أساس ندلف منه إلى المستقبل. ويذكرنا دافيز بأن رواد الأعمال أمثال بيتر ثايل، وإلون ماسك، ومارك زوكربرج، لدى كل منهم رؤيته الخاصة للتقدم. وبينما قد تبدو هذه الرؤية للتقدم بها قدر كبير من المغالاة – كما في حالة حلم زوكربرج بتحقيق نظام اتصالات قائم على تواصل الخواطر (التليباثي) – إلا أن هذه الرؤى للتقدم يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، خصوصًا وأن هؤلاء الرجال قد حولوا بالفعل بنية الواقع بطرق ملموسة.

قد يحقق الجيل الجديد من الرواد النابليونيين للتقنية أحلامهم في الخلود لمئة وخمسين أو مئتي عام، وقد يبني هؤلاء “المؤسسون” إمبراطوريات تبقى بعدهم، وقد ينجح بعضهم في استعمار المريخ، كما يصر إلون ماسك على هذا. فإذا كان هذا هو التقدم في المستقبل، فلن يصبح بالتالي شيئًا يشمل معظم البشر، بما أن أكثر دوافعه هو تفادي المصير الذي ينتظر بقيتنا (صفحة 226).

كيف يتقدم “بقيتنا” إذن؟ يقول دافيز “أن التحدي الذي يواجهنا الآن يتمثل في كيفية بناء واكتشاف عالم مشترك في المستقبل، تسكنه كائنات تشعر وتفكر” (صفحة 223). وبالنسبة للمؤلف إذن، لا تكمن الإجابة في نوع ما من العودة للماضي أو حتى للمنطق؛ لأن “الحقائق وحدها لن تنقذنا” الآن (صفحة 207)، لكن يجب أن تشتمل الإجابة على اعتراف بمشاعرنا، مع التركيز والتعاون في استجاباتنا والجهود تجاه معاناتنا المشتركة، “وخصوصًا مع انكماش المناطق المأهولة بالسكان في الكوكب” (صفحة 225) – وهذا هو المصير الجغرافي المشترك والذي يعترف به دافيز – ويجب بالفعل أن تكون السياسات المبنية على الاعتراف ببشريتنا المتساوية والعامة هي أملنا الوحيد.

ليلي ماركاكي هي باحثة دكتوراه بمجال فنون الإعلام في جامعة لندن. تخرجت عام 2014 في جامعة جلاسجو، من برنامج “الفن والسياسة والعدوان: طلائع القرن العشرين”.
الترتيب:

#1K

6 مشاهدة هذا اليوم

#29K

12 مشاهدة هذا الشهر

#115K

313 إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
ويليام ديفيس ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
سكة معارف موسم 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث