📘 ❞ الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات ❝ كتاب اصدار 2018

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات ❝ ــ مجموعة من المؤلفين 📖

█ _ مجموعة من المؤلفين 2018 حصريا كتاب الترف الخالد عصر المقدس إلى زمن الماركات عن مركز نماء للبحوث والدراسات 2024 الماركات: العنوان: المُقَدس الماركات العنوان بالفرنسية: Le Luxe Eternel De l’Age du sacré au temps des marques المؤلف: جيل ليبوفتسكي إلييت رو ترجمة:الشيماء مجدي الكتاب الذي بين أيدينا مترجم اللغة الفرنسية ويتكون مقدمة وجزأين كل جزء خاص بمؤلف وكل مكون أربعة فصول يليهم ملحقات وجداول الجزء الأول : العاطفي – بيتوفيتسكي الفصل الدولة والترف الفصل الثاني: ترف الحداثة ما بعد الثالث: تأنيث الرابع: والحاسة السادسة الجزء رو الفصل الأول: الهيبة وسوق الجملة التحولات التدريجية لمعاني الماركة الفخمة: الشرعية والهوية وزمن تدبير الهوية الزمن نبذة المؤلفين: جيل ليبوفتسكي: (مواليد 1944) فيلسوف وعالم اجتماعي فرنسي أستاذ جامعة جرينوبل أهم مؤلفاته “عصر الفراغ الفردانية وتحولات الحداثة” إلييت رو: مدرسة بالجامعات منذ 2004 ومديرة الدراسات والبحث المنظمات والتدبير 2008 بجامعة اكس مارسيليا بول سيزان تقديم: يعرض هذا الكتاب مقالتين لكاتبين وهما بمثابة إضاءتين الأولى تأويل سوسيو تاريخي للترف والأخرى مقاربة تسويقية وسيميائية وجهة نظر طويلة المدى والثانية تركز هوية وتدبيرها مر الزمان في إشارة سريعة المقدمة أكد المؤلف أثر السلبي إضعاف الأجساد وفساد الأرواح والأخلاق وانحطاط الهمم والشعوب فالترف أغلب المدارس الفلسفية اليونانية وحتى الأنوار مرادف للتصنع والتجاوزات والغطرسة وهو يجعل الناس تعساء بسبب سباق لا نهاية له لنيل الملذات الكاذبة من مغايرة يتطرق نصفه الثاني والحياة الاقتصادية فالثقافة الجديدة تحمل طياتها اقتصاداً جديداً ومن ذلك ظهور وتحول استراتيجيات العرض والطلب قد يفاجأ القارئ عدم توافق ولا تناسق الرؤى شقي أمر مقصود تقديم ليشهد العميقة الجارية التي تحيط بموضوع رفضه واللهث ورائه الأول ترف خالد عاطفي لجيل ليبوفيتسكي بادئ ذي بدء يعلن الكاتب موقفه بأنه يهمه منه سوى التفكر فيه بيد أن طرأت ساحة عقدين تقريباً تحتاج حتماً إعادة تقييم خصوصاً حيث الوزن الاقتصادي لصناعات فالنظام الجديد يحتفل بزفاف والفردانية الليبرالية كما نرى تطور عبادة “العامة” للماركات وتشير المستقبلية اتساع رقعة مستقبلاً فئات ثرية جديدة جهة والعولمة أخرى بدأت كيانات اقتصادية كبرى الظهور بفضل اندماج أكثر واحدة العالمية تحت اسم تسويقي واحد وتدرجت درجات بشكل هرمي استثنائي موجه للطبقات الثرية وبين متوسط يبدو متناول اليد بالنسبة الأقل ثراء وقد بلغ الحجم يقارب تسعين مليار يورو عام 2000 بخلاف قطاع السيارات الفارهة وبعد كانت المنتجات الفاخرة مقصورة الفئة البرجوازية نزلت تدريجياً الشارع؛ أصبحت متاحة محال السوبر ماركت الكبرى تستعين بمديرين متخصصين مدربين أساليب التسويق وهدفهم إتاحة لأكبر عدد بعرض نوع المتوسط متناولهم وفي رأي هناك عوامل ساعدت ازدهار سوق منها: 1 زيادة الموجودة الساحة 2 تكثيف الاستثمار الدعائي وظهور وسائل الإعلام 3 تخصيص زوايا الميجا ستورز 4 أخيراً التجارة الاكترونية إذن يشهد عصرنا التوسع امتلاك الكماليات للجميع كثيرة تدعو للتفكر المعنى الاجتماعي والفردي للاستهلاكات الثمينة ويقدم بعض تأملاته حول منها “العام” هو أضفى اللمسة الفنية العمارة والحضارة أما الخاص فهو يضيف للإنسان لذة وسعادة يمكن يبرر بأي حال الأحوال جنون الإنفاق المتعلق بالترف وقتنا الحالي يسعى هنا “إلقاء الضوء الميكانيزمات والدوافع تكمن وراء الاقتصاد العام لهذا التغير” ويقرر أنه اختار دراسة الموضوع بنظرة شمولية ميكروسكوبية معتبراً “الغوص الماضي أفضل يسمح بإعطاء الحاضر معانيه” الأول المقدس الترف يبدأ الفصل بمقولة “في البداية (الروح) ربما سنندهش الشيء الاقتراح الروحاني افتتاح موضوع مرتبط بمادية أكبر” إلا تاريخ البدائي يدعو هذه المقولة فيعود لمنشأ فكرة فيؤكد وجودها بدايات الإنسان الأرض؛ معللاً العثور المقتنيات الخزفية والنقوش حفرت عليها هي بدائي أركيولوجيا الترف: يقدم مظهراً اجتماعياً خاصاً وهي الولائم العصر الحجري” أنها إحدى إرهاصات الميل لم يبدأ مع اقتناء الأشياء الغالية ولكنه بدأ أو العطاء ظاهرتان ملحوظتان المجتمعات البدائية تبادل الهدايا كان الطرق يسلكها المجتمع لخلق علاقات اجتماعية فالهبة تضمن مكانة الزعيم وتُحمله تبعة الالتزام أمام الجميع وتبادل يخلق التحالفات جماعات غريبة وإبرام اتفاقات سلام بينها فجنون الإسراف ولائم يخدم هدف أسمى الرغبة السلام فالإسراف الكمالي يعني التضحية بالأشياء التحالف وتقوية الروابط الاجتماعية والألفة بهاء وهرمية: والمجتمعات المقسمة طبقات أصبح معنى جديد يتماشى التكديس والتمركز والتدرج؛ مظاهر الإنشاءات الهندسية والمنحوتات العظيمة والقصور المشيدة تعكس جلال المباني الخالدة ارتبطت الفخامة بمبادئ اللامساواة فوجد الانفصال الظاهر الأمتعة الغنية والأمتعة العادية فخامة البعض ناحية وعوز أكبر ترف مقدس دنيوي: المعتقدات الدينية تمجد الآلهة الحياة بدونها؛ القدماء قسموا معبوداتهم وصغرى وعلى البشر يليق بمكانة منهم فاخر المأكل والمشرب والملبس والزينة والولائم الاحتفالية بها والمجوهرات والملابس وبناء بيوت الفخمة تستخدم الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة بهدف ضمان رضاها ثم تلا الملوك امتداد للآلهة الأرض يستمدون مشروعيتهم منهم؛ وتجسد البذخ القصور الملكية استمرت الباذخة فحياة البلاط مسرح تباهي الملك وحاشيته بالخيرات والفخامة أبرز الأمثلة ملوك مصر القديمة اهتموا ببناء بيوتهم المقدسة أشكال عمودية عالية مقابرهم العملاقة (الأهرامات) الزاخرة بالكنوز لهم الخلود الأخرى وابتداءً العصور الوسطى والنهضة فإن ارتقاء سلم السلطة وظهورها بقوة قاد إنفاقات الوجاهة وتوسيع الطبقات الراقية اللحظة تحرر كونه ميزة حصرية للمقدس والنظام الهرمي الوراثي وأصبح دائرة مفتوحة للحراك وهكذا القول الانتشار سبق ثورة المساواة الحديثة فن تحف وتفاهات: تعدى النهضة الاهتمام بالمظاهر الخاصة بالفن والفنانين؛ فوجه الأمراء والنبلاء والملوك اهتمامهم بالفنانين وأغدقوا عليهم ليجتذبوهم بلاطهم كذلك الحال البرجوازيين الذين كانوا يطمحون يكونوا محاطين بالتحف عالم النخبة اللوحات تعبر الفوز بالخلود السماوي ثم شيئا فشيئا استمتاعاً دنيوياً جميل وباهظ الثمن معاً هنا ظهرت علاقة شخصية وجمالية البضائع باهظة طموح ذاتي لحياة أجمل وأكثر رقياً حسية والأشياء وأصبحت تُحب لذاتها وليس فقط كرموز لوضع سلطة وكان القرن الرابع عشر فترة مفصلية شهدت الحضارة الغربية ظاهرتين أساسيتين الآثار والموضة مسارات الزمنية تُصادف الثقافة الإنسانية وها أحد التبذير التفاخري شعار العبث ومعاداة التقاليد فالملبس التقليدي يستر الجسم لبث تغير لتظهر الأثواب القصيرة الضيقة تسمح برؤية الجسد الموضة تفتن وفرض الملبس نفسه كسلعة المبالغة والتبذير اللذان يظهران المناسبات والاحتفالات وهنا تفسير التحول بعاملين أساسيين : ثقافة انفتاحاً التغيير والشغف بالنادر علاقة التجديد والرغبة الاختلاف (الموضة) الصور الشخصية والتصوير الذاتي النصف القرون وأصبحت بجانب الاستهلاك تحولات ثقافية عميقة الثاني ترف الحداثة في ظل زاع صيت مصممو الأزياء فيما هم حرفيو الخياطة المغمورون تفرض موديلاتها وأذواقها زبائنها ولم يعد الأمر متعلقاً بثراء المواد المستخدمة ولكن طغت هالة الدور العريقة وصيتها وسحر مبيعات الرفيعة الأوروبية تمثل حجم كبير صادرات البلدان لأمريكا وتم وضع التعريفات الجمركية للكتان وأوراق الموديلات للصناع الأجانب لإعادة تصنيعها بلدانهم ونصف ترف: جانب آخر أدى الميكنة (النصف الفخم) و(الفخم المزور) بأثمنة منخفضة تناسب المتوسطة ويشهد الحديث اكتساح كمية كبيرة منتجات التقليد المجالات: المجوهرات التحف الاكسسوارات … إلخ لتكون شريحة الزبائن مصنعة مواد أقل تكلفة وأقل ترفاً إنه تعبير “دمقرطة” تتيحه المتاجر التاسع تسعى تحفيز استهلاك بتخفيض الأسعار وانتشار الدعاية نفسها مشهد رائع وفخم للتسوق: عرض باذخ للمنتجات حفلات دعاية وافتتاح إسراف والفترينات كلها عناصر جذب تخلق عالماً ساحراً ووعد والسعادة نحو تسويقي: انتهت مرحلة فيها يقوم خلال الشركات العائلية مؤسسين مبتكرين مستقلين لتحل محلها عمليات الدمج وشراء الحقوق حركات التمركز وإعادة الهيكلة بغية تأسيس إمبراطوريات صناعية عالمية فأصبحنا ذات معدلات الأرباح الخيالية المتداولة البورصة والمستندة المرموقة ويعدد نماذج السلسلات للسيارات ومعدلات دخلها الترف العاطفي: إن ظاهرة ترجع التغيرات الملاحظة مجال تعود أيضاً تضرب بجذورها الطلب عشق تغذيه نيل الإعجاب وإثارة وأن يعترف بك الآخر مستند بالذات الفكر والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم المتعلقة بالعقل البشري ويشير قدرة العقل تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن كيفية حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما الفلسفة (لغويا φιλοσοφία‏ philosophia والتي تعني حرفيًا "حب الحكمة") الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف الرياضيات فيثاغورس (570 495 قبل الميلاد) تشمل الأساليب الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات
كتاب

الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات

ــ مجموعة من المؤلفين

صدر 2018م عن مركز نماء للبحوث والدراسات
الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات
كتاب

الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات

صدر 2018م عن مركز نماء للبحوث والدراسات
عن كتاب الترف الخالد من عصر المقدس إلى زمن الماركات:
العنوان: الترف الخالد من عصر المُقَدس إلى زمن الماركات

العنوان بالفرنسية: Le Luxe Eternel. De l’Age du sacré au temps des marques

المؤلف: جيل ليبوفتسكي، إلييت رو.

ترجمة:الشيماء مجدي

الكتاب الذي بين أيدينا مترجم من اللغة الفرنسية. ويتكون من مقدمة وجزأين، كل جزء خاص بمؤلف، وكل جزء مكون من أربعة فصول، يليهم ملحقات وجداول.

الجزء الأول : الترف الخالد، الترف العاطفي – جيل بيتوفيتسكي

الفصل الأول : المقدس، الدولة والترف.

الفصل الثاني: ترف الحداثة، ترف ما بعد الحداثة.

الفصل الثالث: تأنيث الترف.

الفصل الرابع: الترف والحاسة السادسة

الجزء الثاني: زمن الترف، زمن الماركات – إلييت رو

الفصل الأول: الترف بين الهيبة وسوق الجملة.

الفصل الثاني: التحولات التدريجية لمعاني الترف.

الفصل الثالث: الماركة الفخمة: الشرعية والهوية.

الفصل الرابع: الترف وزمن الماركات، تدبير الهوية في الزمن.

نبذة عن المؤلفين:

جيل ليبوفتسكي: (مواليد 1944)، فيلسوف وعالم اجتماعي فرنسي، أستاذ في جامعة جرينوبل، من أهم مؤلفاته “عصر الفراغ، الفردانية وتحولات ما بعد الحداثة”.

إلييت رو: مدرسة بالجامعات منذ 2004، ومديرة مركز الدراسات والبحث في المنظمات والتدبير منذ 2008، بجامعة اكس مارسيليا بول سيزان.

تقديم:

يعرض هذا الكتاب مقالتين لكاتبين، وهما بمثابة إضاءتين الأولى تأويل سوسيو- تاريخي للترف، والأخرى مقاربة تسويقية وسيميائية للترف، الأولى وجهة نظر طويلة المدى، والثانية تركز على هوية الماركات وتدبيرها على مر الزمان.

في إشارة سريعة في المقدمة أكد المؤلف على أثر الترف السلبي في إضعاف الأجساد وفساد الأرواح والأخلاق وانحطاط الهمم والشعوب. فالترف في أغلب المدارس الفلسفية اليونانية وحتى عصر الأنوار مرادف للتصنع والتجاوزات والغطرسة، وهو يجعل الناس تعساء بسبب سباق لا نهاية له لنيل الملذات الكاذبة.

من وجهة نظر مغايرة يتطرق الكتاب في نصفه الثاني إلى الترف والحياة الاقتصادية، فالثقافة الجديدة تحمل في طياتها اقتصاداً جديداً للترف، ومن ذلك ظهور الماركات، وتحول استراتيجيات العرض والطلب.

قد يفاجأ القارئ من عدم توافق ولا تناسق الرؤى بين شقي الكتاب وهو أمر مقصود في تقديم هذا الكتاب ليشهد على التحولات العميقة الجارية التي تحيط بموضوع الترف بين رفضه واللهث ورائه.

الجزء الأول

ترف خالد، ترف عاطفي

لجيل ليبوفيتسكي

بادئ ذي بدء يعلن الكاتب موقفه من الترف، بأنه لا يهمه منه سوى التفكر فيه. بيد أن التحولات التي طرأت على ساحة الترف من عقدين تقريباً تحتاج حتماً إلى إعادة تقييم، خصوصاً من حيث الوزن الاقتصادي لصناعات الترف. فالنظام الجديد يحتفل بزفاف الترف والفردانية الليبرالية، كما نرى تطور عبادة “العامة” للماركات. وتشير الدراسات المستقبلية إلى اتساع رقعة الترف مستقبلاً بسبب ظهور فئات ثرية جديدة من جهة والعولمة من جهة أخرى.

بدأت كيانات اقتصادية كبرى في الظهور بفضل اندماج أكثر من واحدة من الماركات العالمية تحت اسم تسويقي واحد، وتدرجت درجات الترف بشكل هرمي من ترف استثنائي موجه للطبقات الثرية وبين ترف متوسط يبدو في متناول اليد بالنسبة للطبقات الأقل ثراء. وقد بلغ الحجم الاقتصادي لصناعات الترف ما يقارب تسعين مليار يورو في عام 2000 بخلاف قطاع السيارات الفارهة. وبعد أن كانت المنتجات الفاخرة مقصورة على الفئة البرجوازية نزلت تدريجياً إلى الشارع؛ حيث أصبحت متاحة في محال السوبر ماركت الكبرى التي تستعين بمديرين متخصصين مدربين على أساليب التسويق، وهدفهم إتاحة الترف لأكبر عدد من الناس بعرض نوع من الترف المتوسط في متناولهم.

وفي رأي الكاتب هناك عوامل ساعدت على ازدهار سوق الترف منها:

1- زيادة الماركات الفاخرة الموجودة على الساحة.

2- تكثيف الاستثمار الدعائي، وظهور الماركات الفاخرة في وسائل الإعلام.

3- تخصيص زوايا للماركات في الميجا ستورز.

4- أخيراً التجارة الاكترونية.

إذن يشهد عصرنا التوسع في امتلاك الكماليات للجميع، وتحولات كثيرة تدعو للتفكر في المعنى الاجتماعي والفردي للاستهلاكات الثمينة. ويقدم ليبوفتسكي بعض تأملاته حول الترف منها أن الترف “العام” هو الذي أضفى اللمسة الفنية في العمارة والحضارة، أما الترف الخاص فهو الذي يضيف للإنسان لذة وسعادة. بيد أن هذا لا يمكن أن يبرر بأي حال من الأحوال جنون الإنفاق المتعلق بالترف في وقتنا الحالي.

يسعى الكاتب هنا الى “إلقاء بعض الضوء على الميكانيزمات والدوافع التي تكمن وراء الاقتصاد العام لهذا التغير”، ويقرر أنه اختار دراسة الموضوع بنظرة شمولية أكثر منها ميكروسكوبية، معتبراً أن “الغوص في الماضي هو أفضل ما يسمح بإعطاء الحاضر كل معانيه”.

الفصل الأول

المقدس، الدولة، الترف

يبدأ الكاتب هذا الفصل بمقولة “في البداية كانت (الروح)، ربما سنندهش بعض الشيء من الاقتراح الروحاني في افتتاح موضوع مرتبط بمادية أكبر”. إلا أن تاريخ الترف البدائي يدعو الى هذه المقولة. فيعود الكاتب لمنشأ فكرة الترف فيؤكد وجودها منذ بدايات الإنسان على الأرض؛ معللاً أن العثور على المقتنيات الخزفية والنقوش التي حفرت عليها هي نوع بدائي من الترف.

أركيولوجيا الترف: يقدم الكاتب مظهراً اجتماعياً خاصاً وهي الولائم “في العصر الحجري” على أنها كانت إحدى إرهاصات الميل للترف. فالترف لم يبدأ مع فكرة اقتناء الأشياء الغالية ولكنه بدأ مع فكرة الإنفاق أو العطاء، وهما ظاهرتان ملحوظتان في كل المجتمعات البدائية.

تبادل الهدايا كان إحدى الطرق التي يسلكها المجتمع البدائي لخلق علاقات اجتماعية، فالهبة تضمن مكانة الزعيم وتُحمله تبعة الالتزام أمام الجميع، وتبادل الهدايا يخلق التحالفات بين جماعات غريبة وإبرام اتفاقات سلام بينها. فجنون الإسراف في ولائم الترف البدائية كان يخدم هدف اجتماعي أسمى وهو الرغبة في السلام، فالإسراف الكمالي البدائي كان يعني التضحية بالأشياء لخلق التحالف وتقوية الروابط الاجتماعية والألفة.

بهاء وهرمية: أما مع ظهور الدولة والمجتمعات المقسمة إلى طبقات، أصبح للترف معنى جديد يتماشى مع التكديس والتمركز والتدرج؛ ومن ذلك مظاهر الترف في الإنشاءات الهندسية والمنحوتات العظيمة والقصور المشيدة التي تعكس جلال المباني الخالدة.

ارتبطت الفخامة بمبادئ اللامساواة فوجد الانفصال الظاهر بين الأمتعة الغنية والأمتعة العادية، فخامة البعض من ناحية وعوز عدد أكبر من ناحية أخرى.

ترف مقدس، ترف دنيوي: ظهور فكرة المعتقدات الدينية التي تمجد الآلهة لا يمكن الحياة بدونها؛ إلا أن القدماء قسموا معبوداتهم إلى كبرى وصغرى، وعلى البشر تقديم ما يليق بمكانة كل منهم من فاخر المأكل والمشرب والملبس والزينة، والولائم الاحتفالية بها، والمجوهرات والملابس الثمينة، وبناء بيوت الآلهة الفخمة حيث تستخدم الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة بهدف ضمان رضاها،

ثم تلا ذلك فكرة أن الملوك امتداد للآلهة على الأرض، يستمدون مشروعيتهم منهم؛ وتجسد ذلك في البذخ والترف في القصور الملكية. كما استمرت الولائم الباذخة في القصور الملكية، فحياة البلاط هي مسرح تباهي الملك وحاشيته بالخيرات والفخامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ملوك مصر القديمة، حيث اهتموا ببناء بيوتهم المقدسة على أشكال عمودية عالية، كما اهتموا ببناء مقابرهم العملاقة (الأهرامات) الزاخرة بالكنوز التي تضمن لهم الخلود في الحياة الأخرى.

وابتداءً من العصور الوسطى والنهضة فإن ارتقاء البرجوازية في سلم السلطة الملكية، وظهورها بقوة في المجتمع قاد إلى زيادة إنفاقات الوجاهة من ناحية، وتوسيع الطبقات الراقية من ناحية أخرى. ومن هذه اللحظة تحرر الترف من كونه ميزة حصرية للمقدس والنظام الهرمي الوراثي، وأصبح دائرة مفتوحة للحراك الاجتماعي. وهكذا يمكن القول أن الانتشار الاجتماعي للترف سبق ثورة المساواة الحديثة.

فن، تحف، وتفاهات: تعدى الترف في عصر النهضة الاهتمام بالمظاهر الخاصة إلى الاهتمام بالفن والفنانين؛ فوجه الأمراء والنبلاء والملوك اهتمامهم بالفنانين وأغدقوا عليهم الهدايا ليجتذبوهم إلى بلاطهم. كذلك كان الحال مع البرجوازيين الذين كانوا يطمحون أن يكونوا محاطين بالتحف الفنية التي أصبحت من وسائل الوجاهة الاجتماعية في عالم النخبة. كانت اللوحات تعبر في الماضي عن الفوز بالخلود السماوي، ثم شيئا فشيئا أصبحت تعبر عن كل ما هو استمتاعاً دنيوياً، كل ما هو جميل وباهظ الثمن معاً.

هنا ظهرت علاقة أكثر شخصية وجمالية مع البضائع باهظة الثمن، طموح ذاتي لحياة أجمل وأكثر رقياً، علاقة حسية بين الإنسان والأشياء الثمينة. وأصبحت الأشياء تُحب لذاتها وليس فقط كرموز لوضع أو سلطة. وكان القرن الرابع عشر فترة مفصلية حيث شهدت الحضارة الغربية ظاهرتين أساسيتين في الترف: الآثار القديمة والموضة. الأولى تركز على الماضي، والثانية على الحاضر، مسارات الترف الزمنية تُصادف ظهور الثقافة الإنسانية الحديثة.

وها هو أحد مظاهر التبذير التفاخري تحت شعار العبث ومعاداة التقاليد، فالملبس التقليدي الذي يستر الجسم ما لبث أن تغير لتظهر الأثواب القصيرة الضيقة التي تسمح برؤية الجسد، وأصبحت الموضة تفتن الجميع، وفرض الملبس نفسه كسلعة تعبر عن المبالغة والتبذير اللذان يظهران في المناسبات والاحتفالات. وهنا يمكن تفسير هذا التحول بعاملين أساسيين :

ثقافة أكثر انفتاحاً على التغيير، والشغف بالنادر.

علاقة جديدة مع الفردانية، مع الميل إلى التجديد والرغبة في الاختلاف (الموضة) وظهور الصور الشخصية والتصوير الذاتي في النصف الثاني من القرون الوسطى.

وأصبحت الموضة تعبر بجانب الاستهلاك التفاخري عن تحولات ثقافية عميقة.

الفصل الثاني

ترف الحداثة ، ترف ما بعد الحداثة

في ظل الحداثة زاع صيت مصممو الأزياء الذين كانوا فيما سبق هم حرفيو الخياطة المغمورون، وأصبحت بيوت الموضة تفرض موديلاتها وأذواقها على زبائنها، ولم يعد الأمر متعلقاً فقط بثراء المواد المستخدمة ولكن طغت هالة اسم الدور العريقة وصيتها وسحر الماركة.

وأصبحت مبيعات الأزياء الرفيعة الأوروبية تمثل حجم كبير من صادرات هذه البلدان لأمريكا، وتم وضع التعريفات الجمركية للكتان وأوراق الموديلات للصناع الأجانب لإعادة تصنيعها في بلدانهم الخاصة.

ترف ونصف ترف: ومن جانب آخر أدى تطور الميكنة إلى ظهور (النصف الفخم) و(الفخم المزور) بأثمنة منخفضة تناسب الطبقات المتوسطة، ويشهد العصر الحديث اكتساح كمية كبيرة من منتجات التقليد في كل المجالات: المجوهرات، التحف، الاكسسوارات … إلخ. لتكون في متناول شريحة أكبر من الزبائن، مصنعة من مواد أقل تكلفة وأقل ترفاً، إنه تعبير عن “دمقرطة” الترف الذي تتيحه المتاجر الكبرى.

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ظهرت المتاجر التي تسعى إلى تحفيز استهلاك الطبقات المتوسطة، بتخفيض الأسعار وانتشار الدعاية. أصبحت المتاجر نفسها مشهد رائع وفخم للتسوق: عرض باذخ للمنتجات، حفلات دعاية وافتتاح، إسراف في البضائع والفترينات … كلها عناصر جذب تخلق عالماً ساحراً، ووعد جديد بالترف والسعادة للطبقات المتوسطة.

نحو ترف تسويقي: انتهت مرحلة كان الترف فيها يقوم من خلال الشركات العائلية أو مؤسسين مبتكرين مستقلين، لتحل محلها عمليات الدمج وشراء الحقوق، حركات التمركز وإعادة الهيكلة بغية تأسيس إمبراطوريات صناعية عالمية. فأصبحنا نرى الشركات العملاقة ذات معدلات الأرباح الخيالية المتداولة في البورصة، والمستندة على مجموعة كبيرة من الماركات المرموقة. ويعدد الكاتب بعض نماذج السلسلات الكبرى للسيارات الفارهة ومعدلات دخلها.

الترف العاطفي: إن ظاهرة الترف لا ترجع فقط الى التغيرات الملاحظة في مجال العرض، ولكن تعود أيضاً الى التحولات التي تضرب بجذورها في مجال الطلب. فإن عشق الترف لا تغذيه فقط الرغبة في نيل الإعجاب وإثارة الرغبة وأن يعترف بك الآخر، ولكنه مستند أيضاً على الرغبة في الإعجاب بالذات.
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#70K

6 مشاهدة هذا الشهر

#114K

357 إجمالي المشاهدات
مترجم الى: .
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
مركز نماء للبحوث والدراسات 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث