█ _ ريجيس دوبريه 2018 حصريا كتاب النار المقدسة وظائف الديني عن دار دال للنشر والتوزيع 2024 الديني: انهجس الفيلسوف الفرنسي منذ بداياته الأولى التأليف بالتنظير والتقعيد للوسائطيات باعتبارها دراسة لمختلف أشكال الوسائط التي يعتمدها البشر تعاملاتهم واتصالاتهم الحياتية وقد بذل ذلك جهدا جهيدا نصَّبه رائدَ هذا المبحث ومؤسسَه الرئيس بإجماع الباحثين واللافت الأمر أن لم يكتفِ بالتصدي للوسائطية العالم المنظور وحده بل جعلها تمتد لتشمل غير الآخر بكل عناصره ومقوماته كاشفا النقاب صلة الإنسان بالإلهي وتجلياتها الديانات التوحيدية كما غيرها من التدين والتعبد الأخرى معتبرا إياها جميعا ظواهر حاجة ماسة إلى تحليل “ميديولوجي” يفحص الأفكار الدينية والأسناد التقنية توظفها لبث رسائلها فضلا المؤسسات تُنَصِّب نفسها قَيِّمَة الشأن هكذا وبعد كتابه “الإله خط سير” وسّع مجال بحثه دافعا بمنهجه أقصى مداه ليتأتى له الكشف أساسيات المتدين الغرب مناطق أخرى بصرف النظر عما إذا كان يعبد إلها واحدا أو ألْفًا لا أحد وهو السِّفر يرصد تجليات وتبعات “النار المقدسة” كانت ولا تزال وستظل باقية بتقلباتها وتناقضاتها قلب المدينة ما بقي الوجود يقف بدقة مجمل الاختلافات القائمة بين الجانب ووظائفه والجانب الروحي وتجسداته فما الجدوى الأديان؟ وما عسانا نفعل بها؟ وكيف نفكر فيها؟ حجر الأرض إمتاع عابر للحقول بطل الجبل أول يستوقفنا هذه الأسئلة أنها تسائل الدين الأديان وهي مسألة يقصدها وينافح عنها لاقتناعه بأن وجه الإجمال وجود له؛ ويجب ألا نستخدم اللفظ الدال عليه إلا بصيغة الجمع وليس مردّ اعتقاده تشتت الظاهرة تجانس مكوناتها وصعوبة التعامل بنفس الكيفية مع ديانة سماوية وديانة ملحدة وغيرهما ضروب فحسب ولكن لأن مبرر هو تتميز بعضها بعض حياتها تميزها واختلافها توحدها يعتقد الحالمون ومع يحذرنا مغبة تقديم أجوبة عجلى أسئلة القبيل لأنها ببساطة نوع الملغومة تحمل معها إرثا تاريخيا مديدا يستوجب أخذ الوقت الكافي والتزام الهدوء والتريث معه يقتضي نفحص دونما غشاوة ودون أحكام مسبقة جاهزة الوظائف الحيوية والاجتماعية والنفسية نهضت بها زالت قلوبنا وأرواحنا عبر التاريخ وهذا بالفعل يقوم به هنا دون تعصب تبشير مستندا مستندات ووثائق وبنية حجاجية قوية أراد خلالها يُلفت انتباه المؤمنين “غير المؤمنين” أمر غريب مألوف لديهم بتعبير أخفّ يتمثل جعلهم يرون المقدسَ كطريق للوصول الدنيوي (المدنَّس) والمتخيَّل كبوابة للولوج الواقعي وتمكينهم بالتالي يفهموا غموض تفخيم الكلام الذي تعنيه بالتدقيق مفاهيم: الأخُوة والكراهية والحرب والهوية والوحدة والسلام وأن يدركوا كذلك مجبول الإيمان لأنه يضمن توازنا يُمَكِّنه عبور الحياة بشقاء أقل هشاشته النفسية تُخَوّله العيش قناعات معتقدات يُسنِد إليها رأسه ويشد عضده حتى ينهار نقطة رحلة العبور؛ فهو “لم يؤمن بالله حداثة سنه فإنه سيؤمن محالة بلينين بهتلر بالدلاي لاما بلاكان بالبروليتاريا ببُرْجه بالجمهورية بصهيون بماو تسي تونغ بالأمة بزيدان بنايكي بديزني”([1]) أحيانا كثيرة يجبره الاقتراب نهاية عمره القصير إسقاط قناعاته السابقة وتجديد إيمانه بالسماء إما خوفا عقاب ممكن طمعا ثواب محتمل تعلق خالص طريقة العشق الصوفي ربما نجانب الصواب قلنا إن تزايد اهتمام بالديني وبوظائفه العقود الأخيرة يرجع المقام الأول ارتفاع منسوب الحقد اللذين عبَّرت عنهما قولا فعلا الطوائف المتعصبة جانب تصاعد أعمال العنف والقتل اكتوى بنارها عددٌ يستهان ساكنة إطار عُرف بـ”انتقام الإله”([2]) الأعمال تم تصنيفها خانة “الأعمال الإرهابية” ينبغي نظر نربطها رأسا بما بات يعرف بالنزعة الإسلاموية([3]) ونجعل منها كبش فداء فقد خرجت خلال القرن الماضي حربان عالميتان داخل القارة الأكثر إيمانا بالإنجيل القارات الخمس ومع يحق لنا ندين المسيحية الإحصاءات تكشف الهند الإسلامية الهندوسية تعرف معدلا إجراميا يضاهي ارتفاعه نجده الولايات المتحدة اليهودية فهل نكون مخطئين حين نقحم السماء شؤوننا الأرضية؟ يبدو لأننا عندما نعود بالزمان الوراء ندرك الحرب أثينا روما أيضا ذات مَنزع ديني أنه ثبت يوما إله الجيوش قد صنع أسلحة أطلق نيرانا([4]) مما تضمنته كتب الأساطير فأن يُلقي رجال الرسالية الثلاث: والمسيحية والإسلام بمسؤولية جرائمهم فذلك اعتقاد ليس سوى واحد محاولتهم التملص العقاب وتبرئة أنفسهم أفعال ينسبونها الإله بغير حق لأنهم يعلمون علم اليقين لو أمكن “إخراج الصراعات الكبرى تلهب حاليا فإن جذوتها ستنطفئ لغياب الوقود ووقود النيران المستعرة يُعد برميل البارود إخماده…” ([5]) لكنْ أليس يطردوا الخطيئة صدورهم بدل يعزوها متعالٍ دخل يُنسب إليه مِن اتخاذه مِشجبا تُعَلَّق التُّهم أجل التنصل المسؤولية وإضفاء القداسة حروب مدنّسَة؟ ينظر تداخل الإلهي بالدموي باعتباره أمرا ضاربا القِدم وحتى اللاهوت المتعالي يمارس تهديدا بسياسته المطلقة فلا شيء يدفع المرء إدانة المطلق (=الإله) وتجريمه هم يشنون الآلهة وإذا تمكنت تغذية وهناك نشير بالأصابع دين مخصوص ونعتبره أضرمها مثلما الإلحاد يكن مرادفا للسلام ولْنجرؤ الاعتراف “الوحشية” بطبيعة ذاته بوصفه حيوانا مُحرَّفا مصابا بهذا المرض العضال يحمل إسما مُبهِجا الثقافة ([6]) فهل تعد هي السبب الوحشية أبداها مدار تاريخه؟ يطلعنا حاول فرويد يوضحه لعدد العلماء الذين كانوا مشدودين ضرب اليوتوبيا يقضي “الحرب موافِقة للطبيعة وأنها تستند بيولوجي ولذلك بالكاد يمكن تجنبها عمليا”([7]) يوضح لهم مفهوم الطبيعة التبس عليهم ولم يتمكنوا إدراك ماهيته الحقيقية؛ مدلولها العام تمثل بالنسبة البشرية نظره يمثله القتل لطقس القربان دفاعا النفس للقتل نعاينه هيئات مختلفة للكائن البشري لدوافع متباينة فأبناء جنسنا يتقاتلون فيما بينهم ليأكل بعضهم بعضا حاصل لدى الحيوانات تحركها غريزة البقاء والحياة محرك وإنما ثقافي صرف وهو يُصَعِّبُ “تفاديها عمليا” ([8]) بناء يرى العودة قاموس المفردات القديمة شأنها توقفنا تمييز غاية الأهمية كلمة حضارة – “بما يدل مجموعة الاستعدادات العامة الكونية القابلة للنقل” وكلمة ثقافة تعني أسلوبا خاصا يقبل النقل الجميع” “هي السمات المميزة السلوكات القيم تَسِمُ شعبا معينا” وبموجب التمييز يدخل “الثقافة” شأنه ينسف الحلم المُطَمْئِن بحضارة بلا ثقافات بحضارةٍ تحضنها ومثلما تتحطم سفينة الحب صخرة الواقع اليومي يتحطم الجميل وكما تتوحد الشعوب معادلاتها وأدواتها فهي تتفرق أذواقها وصلواتها؛ فتصير طرُقها الحساب وصنع الآلات العلم والتقنية قابلة للتبادل أما الأصوات تخرج أفواهها وأحلامها اللغة والتدين يحدث تتوافق([9]) معناها الإثنولوجي توجد حيث يرتسم حد معين والحد عزلة يخفى والعزلة تقديس للذات وإعلاء وربما انطوت قدر قليل كثير ازدراء مصير كل منعزل يكون مكروها ومعشوقا الآن وتلك طبيعة المقدس يتماهى خلفه قفًا اسمها ففي النهاية يتسبب شقاء نتيجة ثابتة ومحسومة مهما حاولنا تبريرها وتسويغها بالصورة تخدم مآربنا أحلامنا أوهامنا؛ فليست كائنات خارقة أضفت صفة الألوهية أبطال ميتين وألّهت الوطن وخلّدت الجنود قضوا القضية أُطلق عليها اسم (من ستالين…) وليست حقوق المُطلق للنسبيين بمنأى المساءلة ليست خيرا مطلقا يتوهم البعض فعلاوة تفلح أبدا الحيلولة قصف رياض الأطفال والعُزل والنساء والعجزة وغيرهم اتُّخذت مطية لانتهاك وباسم النزعة الإنسانية أُبيد ولهذا خيّرة بالفطرة سيئة بالمطلق؛ جميعها تمنح الفوائد لأعضائها الإجحاف تبدو قيمته متساوية بينها تقريبا الفكر والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل ويشير قدرة العقل تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن كيفية حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία philosophia والتي حرفيًا "حب الحكمة") والأساسية والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 قبل الميلاد) تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل