█ _ أبو بكر محمد بن يحيى عبد الله الصولي 1935 حصريا كتاب أخبار الراضي بالله والمتقي لله تاريخ الدولة العباسية 2024 العباسية: العباسية قال الصولي: قد فرغنا ولله الحمد من ذكر أَخبار القاهرة والأحداث أَيامه إِن شاء ولما خلع يوم الأربعاء لست خلون جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة أخرج الحجرية والساجية المقتدر ويكنى أَبا العباس وأمه أم ولد يقال لها ظلوم هذا اليوم ثلاث ساعات النهار وكان الخلافة هو وأخوه هارون سبيل توكيل بهما فأجلسوه السرير وبايعوه بالخلافة مختارين له مجتمعين عليه غير أَن يواطئهم ذلك ولا كانت بيعتهم مراسلة فيه إلا ما كان يعلمه كراهيتهم لأمر القاهر وأنهم وحيه وتولى التدبير رجل الساجية يعرف بسيما المناخلي إلى أن تم فأجلس وجلس بيت بقربهم وأمر بالتوكل به والاحتياط ولم يعش بعد أقل مائة عصر مجاناً PDF اونلاين يُعتبر جعفر المنصور المؤسس الحقيقي لدولة العباسيين حيث قام بترسيخ أقدامها العالم الإسلامي وأقام حضارة مزدهرة وسيطر بسرعة معظم المناطق الإسلامية التي فتحها الأمويون ولكن فقدوا بعض منها الأندلس وبعض أجزاء دول المغرب العربي أو غرب إفريقية موريتانيا لكن عوضها العباسيون عهد الخليفة الرشيد بمناطق أخرى اندلعت الثورة أول الأمر خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني وهو قائد أموي انقلب حكم الأمويين وبعد نصف قرن الدعاية السرية نودي بأبي السفاح خليفة وفاة أخيه إبراهيم علي وقد تعقب بقايا بلاد الشام وقتلهم واحدا الآخر ولهذا لقب بالسفاح بعد نجاح ثورتهم نقل عاصمتهم دمشق بغداد ازدهرت طيلة قرنين الزمن وأصبحت إحدى أكبر مدن وأجملها وحاضرة للعلوم والفنون نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس
❞ أَثْبَتُ الرَّحْمنُ بالسَّعْدِ المْضُي ... دَوْلَةً قَائِمَةً لاَ تَنْقْضِي
لأَبِي الْعَبَّاسِ عَفْواً سَاقَهَا قَدَرُ اللهِ الإِمَامِ الْمُرْتَضِي
دَوْلَةٌ يَأْملُهَا كُلُّ الْوَرَى ... مَالَهَا إِنْ ذُكِرَتْ مِنْ مُبْغِضِ
كَاَنَ وَجْهُ المُلْكِ مُسْوَدّاً فَقَدْ ... قَابَلَ اللَّحْظَ بِوَجْهٍ أَبْيَضِ
يَا أَمِينَ اللهِ يَا مَنْ جُودُهُ ... إِنْ كَبَا دَهْرِي بِحَظِّي مُنْهِضِي
غَلَبُ الْوَجْدِ وفِقْدَانُ الرِّضَي ... وكَلاَّ جِسْمِي بِهَمٍّ مُمْرِضِ
كانَ حَظِّي بِكَ نَحْوِي مُقْبِلاً ... فَانْثَنَى عَنْهُ بِوَجْهٍ مُعْرِضِ
أَقْرَضَ الدَّهْرُ شَبَابِي شَيْبَةً ... لَمْ أَكُنْ أَطْلُبُهَا مِنْ مُقْرِضِ
لَيْسَ لِلشُّهْبِ إِذَا مَا جَارَتِ ال ... دُّهْمَ في سَبْقِ الْهَوَى مِنْ رائِضِ
أسفَتْ نَفْسِي عَلَى قُرْبِي الَّذي ... كَانَ مِنْ يَومِ احْتِفَالِي مُغْرِضِي
لَكَ عَبْدٌ مَسَّهُ بَعْدَكُ مَا ... وَكَّلَ الْجِسْمَ بِدَاءٍ مُحْرِضِ
قُضيَ الْبُعْدُ عَلَيْهِ كَارِهاً ... لاَ يَرُدُّ النَّاسُ أَمْراً قَدْ قُضِي
كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَضِي سَيْفَ أَذًى ... بِالتَّكَاذِيبِ عَلَيْكُمْ مُنْتَضِي
مَا يُبَالِي إِذْ رَأَى فِيكَ ألْمَي ... غَضِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِ أَمْ رَضِي
وهذه الأَبيات لم تَهَّن بها المدة، ولا راضها الفكر. وإنما قيلت مقتضية فليست بالمختارة، وإن صفرت من العيب. ولولا الحاجة دعت إلى ذكرها ما ذكرتها، وسيمر بعون الله من جيد الشعر في أوقاته ما يعفى عليها إن شاء الله . ❝
❞ مُشْرِقُ للنَّدَى ومِن حَسَبِ السَّيْ ... فِ لِمُسْتَلِّه ضياءُ حَديِدِهْ
ضَحَكَاتٌ في إثْرِهِنَّ العَطَايَا ... وَبُرُوقُ السَّحَابِ قبلَ رُعُودِهْ
ثم ردد المعنى وأسقط البشر منه وصير مكانه الرعد فقال في أبي الصقر:
يُولِيكَ صَدْرَ الَيْومِ قاصِيَة الغِنَى ... بِفَوائدٍ قَدْ كُنَّ أَمْسِ مَوَاعِدَا
سَوْمَ السَّحَائِبِ ما بَدَأْنَ بَوَارِقاً ... في عَارِضٍ إلاَّ ثَنَيْنَ رَوَاعِدَا
ثم ردد المعنى الأول بحاله، فقال في المعتز بالله وأحسن:
متهلِّلٌ طَلْقٌ إذا وعدَ الغِنَى ... بالبِشْرِ أتْبَعَ بِشْرَهُ بالنَّائِلِ
كالمُزْنِ إنْ سَطَعتْ لوامعُ بَرْقِهِ ... أَجْلَتْ لنَا عَنْ دِيَمةٍ أَوْ وَابِلِ
وهذا المعنى فإنما ابتدأه أبو نواس، فقال يمدح قوماً من قريش في أرجوزةٍ وصف فيها الحمام:
بِشْرُهُمُ قبلَ النَّوالِ اللاَّحِقِ ... كالْبَرْقِ يبدوُ قبلَ جُودٍ دَافِقِ
والغيثُ يخْفَي وقْعُه للرَّامقِ ... ما لم تَجِدْهُ بِدَليلِ البارقِ
ومن تبحر شعر أبي تمام وجد كل محسنٍ بعده لائذاً به، كما أن كل محسنٍ بعد بشارٍ لائذ ببشار، ومنتسب إليه من أكثر إحسانه، قال أبو تمام:
فَسَواءٌ إِجَابَتِي غَيْرَ دَاعِ ... وَدُعَائي بالقَاعِ غَيْرَ مُجيبِ . ❝