█ _ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم السلام تيمية الحراني 1986 حصريا كتاب رسائل من السجن عن دار طيبة للنشر والتوزيع 2024 السجن: عرف الناس ابن الجرأة الكبيرة والعقل الواعي والحجة البيِّنة فقد ألان الله له العلوم كما لداود الحديد ولكن ثمة إشارات لطيفة لابن تعكس صورة أخرى فهو أيضا المتلطف بالنصيحة صاحب الكلمة الرقيقة والنفس الشفافة والقلب الكبير المتسامح حتى مع الذين كادوا كتب الأدب مجاناً PDF اونلاين هو أحد أشكال التعبير الإنساني مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع النثر إلى المنظوم الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر
❞ لما سُجن إبن تيمية في سجن القلعة في القاهرة وجد المساجين مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد ونحو ذلك من تضييع الصلوات ، أنكر الشيخ عليهم أشد الإنكار وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة والتسبيح والاستغفار والدعاء وعلمهم من السُنة ما يحتاجون إليه ، ورغبهم في أعمال الخير ، حتى صار السجن بما فيه من الإشتغال بالعلم والدين خيرا من الزوايا والخوانق والمدارس ، وصار خلق من المساجين إذا إطلقوا يختارون الإقامة عنده ، وكثر المترددون إليه حتى كاد السجن يمتلئ منهم . ❝
❞ كل من وافق الرسول ﷺ في أمره فله نصيب من قول الله تعالى 《 لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا 》فإن المعية الإلهية المتضمنة للنصر هي لما جاء به إلى يوم القيامة ، وهذا قد دَلَّ عليه القرآن ، وقد رأينا من ذلك وجربنا ما يطول وصفه . ❝
❞ عندما يقل الرجال يتطلع الناس إلى الماضي ليعيشوا مع إولائك الرجال العظام الذين أدوا خدمات جليلة للأمة بحكمتهم وعلمهم ومواقفهم الشجاعة ، لأن الناس لا بد لهم من قدوة ، ومن الرجال الأفذاذ في التراث الإسلامي العالم المجاهد تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وغفر له . ❝
❞ بعث إبن تيمية رسالة إلى امه إبتدأها بقوله : إلى الوالدة السعيدة أقرَّ الله عينها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه ، وجعلها من خيار إمائه وخدمه .
وجاء فيها : ولسنا والله مختارين للبُعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسِرنا إليكم .
فلا يظن الظان أننا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا قط ، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه .
وختمها بقوله : والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا كثيرا ، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار ، وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحدا واحدا . ❝
❞ إن العمران أساسه العدل ، وعاقبة الظلم وخيمة ، ولهذا يروى : إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة . ❝
❞ إنَّ بُعد المُتدينين عن الولاية لظنهم أنه لابد فيها من حب الرئاسة والمال ، والذي أخذها أخذها مُعرضا عن الدين ظانا أنها مُنافية له ، وأن الدين في محل الرحمة ، والصحيح أن تولية الأبرار خير للأمة من تولية الفُجار . ❝
❞ ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مئة تفسير ، ثم أسأل الله الفهم وأقول : يا مُعلّم آدم وإبراهيم علمني ، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله وأقول : يا معلم إبراهيم فهمني . ❝
❞ ﴿وَمَاۤ أَصَـٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ﴾ [الشورى: ٣٠]
===
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة:
وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة . ❝
❞ ان الله اوحى الى ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: يا ابراهيم اتدرى لم اتخذتك خليلا؟ لانى رايت العطاء احب اليك من الاخذ . ❝
❞ فضائل التوبة:
للتوبة فضائل عظيمة، تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها:
محبة الله للتائب.
تزكية النفس: أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا، وعدم الوقوع في المعاصي، والندم على ما كان منها.
سعة الرزق: وفي ذلك ذكر القران الكريم ما قاله النبي هود «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ»
رفع البلاء عن الناس بالتوبة.
التوبة تجلب الراحة النفسية للتائب وايضا الطمأنينة
إن الله يغفر الذنوب، ويقبل التائبين، ويقيل عثرات المذنبين، وقد قص لنا القرآن الكريم أحوال التائبين؛ كتوبة أصحاب الرسول محمد، والذين تخلفوا عنه في غزوة العسرة، وصدقوا في توبتهم وندموا على تخلفهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم، فقبل الله توبتهم. فلا يقنط أحد من رحمة الله تعالى، مهما بلغت ذنوبه، فرحمة الله وسعت كل شئ، وهو الذي يغفر ويقبل توبة من تاب . ❝
❞ شروط التوبة:
يشترط في التوبة عدة أمور هي :
الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
الإقلاع عن المعصية فوراً ، فإن كانت في حق الله تركها ، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردِّها إليه أو بطلب المسامحة منه.
العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلاً . ❝