█ _ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم السلام تيمية الحراني 1994 حصريا كتاب التوبة والإستغفار عن دار الكتاب العربي 2023 والإستغفار: المقدمة: الحمد لله الغفور الرحيم والصلاة والسلام رسوله الكريم الذي داوم الاستغفار ليل نهار مع أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلوات وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فقد حفل القرآن بذِكر والاستغفار آيات عديدة وسور مختلفة وبيان فضل سبحانه قَبول توبة التائبين ومغفرة ذنوب المستغفرين ومنذ بدأ الخليقة أخطأ البشر جميعًا آدم فعصى أمر ربه بإغواءٍ الشيطان الرجيم ثم تاب وأناب فاجتباه تعالى وتاب وهذا هو شأن كل يذنبون ساعة الغفلة والغواية يجدون باب رحمة أمامهم مفتوحًا لقبول توبتهم فيستغفرون ويتوبون فيَقبل منهم تلك التوبةَ؛ ليكبت ويرحم الإنسان وفي قبول رحمةٌ تشمل جموعَ بصدق وإخلاص ولولاها لفقَدَ الأمل واستمرأ الذنوب وظل سائرًا غيِّه وطغيانه حتى يوافيه الأجل المحتوم وهو محروم وفي ذلك قنوط ويأسٌ لا يرضاهم ومن كانت الآية الجامعة وهي قوله : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53] وكذلك التي تهبُّ منها نسمات بعباده المذنبين فاتحةً وغفران بل وإبدال حسنات للتائبين الصادقين توبتهم؛ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان: 70] وقد أردتُ بهذا الجهد المتواضع ألقي الضوءَ هذا الموضوع خلال العزيز سائلاً اللهَ عز وجل المغفرةَ والتوفيق وما توفيقي إلا بالله توكلت وإليه أنيب التوبة تعريف لغة: التَّوْبة بفتح التاء وسكون الواو مأخوذة (تَوبَ) والواو والباء: كلمة واحدة تدل الرجوع وتاب إلى كذا وعن يتوب توبًا وتوبة ومتابًا: أناب ورجع المعصية الطاعة فهو تائب وتواب والتائب: يقال لباذل ولقابل التوبة؛ فالعبد والله عبده والتواب أيضًا: العبد الكثير وذلك بتركه بعضَ الترتيب يصير تاركًا لجميعها وقد لكثرة قَبوله توبةَ العباد حالاً بعد حال وتيسيره لعباده مرة أخرى بما يُظهِر لهم آياته ويسوق إليهم تنبيهاته ويطلعهم تخويفاته وتحذيراته إذا اطلعوا بتعريفه غوائل استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا فرجع بالقبول وَعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قالَ رَسُولُ صلى وسلم: «اللهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ أحَدِكُمْ سَقَطَ بَعِيرِهِ وَقَدْ أضَلَّهُ فِي أرْضِ فَلاةٍ» متفق كتب التزكية والأخلاق مجاناً PDF اونلاين نظر الإسلام الآداب والاخلاق نظرة كمال فجعلها حلية ووسيلة تجميله وأسلوب تزيينه مفخرة مفاخر النبي وسلم حيث يقول نفسه "أدبني ربي فأحسن تأديبي" كتب والسلوك تزكية للنساء دورة مختصرة الأخلاق والآداب ودورة القلب
❞ وهذا هو شأن كل البشر، يذنبون ساعة الغفلة والغواية، ثم يجدون باب رحمة الله أمامهم مفتوحًا لقبول توبتهم، فيستغفرون ويتوبون، فيَقبل الله - تعالى - منهم تلك التوبةَ؛ ليكبت الشيطان، ويرحم الإنسان.
وفي قبول التوبة رحمةٌ من الله - تعالى - تشمل جموعَ التائبين بصدق وإخلاص، ولولاها لفقَدَ الإنسان الأمل في رحمة الله، واستمرأ الذنوب، وظل سائرًا في غيِّه وطغيانه، حتى يوافيه الأجل المحتوم، وهو من رحمة الله محروم، وفي ذلك قنوط ويأسٌ من رحمة الله، لا يرضاهم الله، ومن ثم كانت الآية الجامعة، وهي قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وكذلك آيات التوبة والاستغفار التي تهبُّ منها نسمات رحمة الله بعباده المذنبين، فاتحةً باب الأمل في قبول التوبة، وغفران الذنوب، بل وإبدال الذنوب حسنات للتائبين الصادقين في توبتهم؛ ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70] . ❝
❞ ﴿وَمَاۤ أَصَـٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ﴾ [الشورى: ٣٠]
===
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة:
وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة . ❝
❞ ان الله اوحى الى ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: يا ابراهيم اتدرى لم اتخذتك خليلا؟ لانى رايت العطاء احب اليك من الاخذ . ❝
❞ فضائل التوبة:
للتوبة فضائل عظيمة، تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها:
محبة الله للتائب.
تزكية النفس: أي طهارة النفس وتنقيتها من الآثام والخطايا، وعدم الوقوع في المعاصي، والندم على ما كان منها.
سعة الرزق: وفي ذلك ذكر القران الكريم ما قاله النبي هود «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ»
رفع البلاء عن الناس بالتوبة.
التوبة تجلب الراحة النفسية للتائب وايضا الطمأنينة
إن الله يغفر الذنوب، ويقبل التائبين، ويقيل عثرات المذنبين، وقد قص لنا القرآن الكريم أحوال التائبين؛ كتوبة أصحاب الرسول محمد، والذين تخلفوا عنه في غزوة العسرة، وصدقوا في توبتهم وندموا على تخلفهم حتى ضاقت عليهم أنفسهم، فقبل الله توبتهم. فلا يقنط أحد من رحمة الله تعالى، مهما بلغت ذنوبه، فرحمة الله وسعت كل شئ، وهو الذي يغفر ويقبل توبة من تاب . ❝
❞ شروط التوبة:
يشترط في التوبة عدة أمور هي :
الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
الإقلاع عن المعصية فوراً ، فإن كانت في حق الله تركها ، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردِّها إليه أو بطلب المسامحة منه.
العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلاً . ❝