📘 ❞ الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ ❝ كتاب ــ علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن اصدار 1987

كتب التاريخ الإسلامي - 📖 ❞ كتاب الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ ❝ ــ علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن 📖

█ _ علي بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن 1987 حصريا كتاب الكامل التاريخ (ط العلمية) المجلد الثاني: 1 29 هـ عن دار الكتب العلمية بلبنان 2024 هـ: من تأليف أبي الكرم عبد الكريم الواحد الشيباني المعروف بابن صحح أصوله الوهاب النجار بالقاهرة إدارة الطباعة المنيرية عام 1357 1938م وصف الكتاب تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب وما بينها بدأه منذ أول الزمان إلى آخر سنة ثمان عشرين وستمائة وضح منهجه بقوله : (ذكرت كل لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها شيء فإنني أفردت لجميعها واحدة فأقول ذكر عدة حوادث وإذا ذكرت بعض نبغ وملك قطراً البلاد ولم تطل أيامه فإني أذكر جميع حاله أوله آخره عند ابتداء أمره لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به وذكرت توفي فيها مشهوري العلماء والأعيان والفضلاء مقدمة الكتاب فإني أزل محبّاً لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما مؤثراً للاطلاع الجليّ حوادثها وخافيها مائلاً المعارف والآداب والتجارب المودعة مطاويها فلمّا تأمّلتها رأيتها متباينةً تحصيل الغرض يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل العرض فمن بين مطوّل قد استقصى الطرق والروايات ومختصر أخلّ بكثير ممّا هو آت ومع ذلك فقد ترك كلّهم العظيم الحادثات والمشهور الكائنات وسوّد كثيرٌ منهم الأوراق بصغائر الأمور الإعراض عنها أولى وترك تسطيرها أحرى كقولهم خلع فلان الذميّ صاحب العيار وزاد رطلاً الأسعار وأكرم وأهين وقد أرّخ كلّ زمانه وجاء بعده ذيل عليه وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه والشرقيّ بذكر أخبار الغرب والغربيّ أهمل أحوال الشرق؛ فكان الطالب أراد أن يطالع تاريخاً متصلاً وقته يحتاج مجلدات كثيرة وكتب متعددّة مع الإخلال والإملال رأيتُ الأمر كذلك شرعتُ تاريخ بينهما ليكون تذكرةً لي أراجعه خوف النسيان وآتي فيه بالحوادث والكائنات أوّل متتابعةً يتلو بعضها بعضاً وقتنا هذا ولا أقولُ إني أتيتُ المتعلّقة بالتاريخ فإنّ بالموصل بدّ يشذّ عنه بأقصي ولكن أقول إنني جمعت كتابي يجتمع واحد ومن تأمّله علم صحّة فابتدأت الكبير الذي صنّفه الإمام جعفر الطبري إذ الكتاب المعوّل الكافة والمرجوعُ الاختلاف فأخذت تراجمه زخلّ بترجمة أكثر روايات ذوات عدد رواية مثل قبلها أو أقل وربّما زاد الشيء اليسير نقصه فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها وأضفت إليها غيرها ليس وأودعت مكانه فجاء تلك الحادثة اختلاف طرقها سياقاً واحداً تراه فرغتُ منه وأخذتُ غيره المشهورة فطالعتها نقلته ووضعتُ موضعه إلاّ يتعلّق بما جري أصحاب رسول الله صلى وسلم أضف نقله شيئاً زيادةُ بيان اسم إنسان يطعن أحد وإنّما اعتمدت علهي المؤرخين المتقنُ حقّاً الجامع علماً وصحّة اعتقاده وصدقاً أني أنقل المذكورة والكتب ممّن يُعلم بصدقهم فيما نقلوه دوّنوه أكن كالخابط ظلماء الليالي كمن يجمع الحصباءواللآلي ورأيتهم أيضاً يذكرون الواحدة سنين ويذكرون شهر أشياء فتأتي الحادثةُ مقطّعة يحصل غرض تُفهم إمعان النظر فجمعت أنا موضع أيّ كانت فأتت متناسقة متتابعة أخذ برقاب لكلّ تخصّها فأمّا أفردتُ ترجمةً واحدةً فأقول: ذكر أيّامه أوّله لأنّه توفّي وضبطت الأسماء المشتبهة المؤتلفة الخط المختلفة اللّفظ الواردة بالحروف ضبطاً يزيل الإشكال ويُغني الأنقاط والأشكال فلما جمعتُ أكثره أعرضتُ مدّةً طويلة لحوادث تجددت وقواطع توالت وتعدّدت ولأن معرفتي بهذا النوع كملت وتمت ثمّ إن نفراً إخواني وذوي والفضائل خُلاّني ممن أرى محادثتهم نهاية أوطاري وأعدّهم أماثل مُجالسيّ وسمّاري رغبوا إليّ يسمعوه مني ليرووه عني؛ فاعتذرتُ بالأعراض وعدم الفراغ أعاود مطالعة مسوَّدته أصلح غلط وسهو اسقطت إسقاط ومحو وطالت المراجعة وهم للطلب ملازمون وعن مُعرضون وشرعوا سماعه قبل إتمامه وإصلاحه وإثبات تمسّ الحاجة وحذف اطراحه والعزمُ فاتر والعجز ظاهر للاشتغال لعدم المعين والمظاهر؛ ولهموم ونوائب تتابعت فأنا ملازم الإهما والتواني فلا أقول: لأسير سير الشواني فبينما برز أمرُ طاعته فرض واجب واتّباع حكم لازب أعلاق الفضل بإقباله عليها نافقة وأرواح الجهل بإعراضه أحيا المكارم وكانت أمواتاً وأعادها خلقاً جديداً رفاتاً؛ عمّ رعيّته عدله ونواله وشملهم إحسانه وإفضاله مولانا مالك الملك الرحيم العالم المؤيّد المنصور المظفر بدر ركن الإسلام والمسلمين محي العدل العالمين خلَد دولته فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل وأبطلت رداء الكسل وألقيت الدواة وأصلحت القلم وقلت: زوان الشدّ فاشتدي زيم وجعلت أهم مطلب اللّه أمراً هيّأ له السبب وشرعت مسابقاً العجب السكّيت يروم يجيء سابقاً ونصبت نفسي غرضاً للسهام وجعلتها مظنّة لأقوال اللّوام لأن المآخذ تتطرّق التصنيف المهذّب والاستدراكات تتعلّق بالمجموع المرتَّب تكرّرت مطالعته وتنقيحه وأجيد تأليفه وتصحيحه فهي بغيره وبه أنّي مقرّ بالتقصير الغلط سهو جرى بل أعترف بأن أجهل أعلم سمّيته اسماً يناسب معناه وهو: ولقد رأيت جماعة يدّعي والدراية ويظنّ بنفسه التبحّر العلم والرواية يحتقر ويزدريها ويعرض ويلغيها ظنّاً غاية فائدتها إنّما القصص والأخبار ونهاية معرفتها الأحاديث والأسمار وهذه حال اقتصر القشر دون اللبّ فنظره وأصبح مخشلباً جوهره رزقه طبعاً سليماً وهداه صراطاً مستقيماً أنّ فوائدها ومنافعها الدنيويّة والأخرويّة جمّة غزيرة وها نحن نذكر ظهر لنا ونكل قريحة الناظر معرفة باقيها فزمّا فمنها: الإنسان يخفى أنّه يحبّ البقاء ويؤثرُ يكون زمرة الأحياء فيا ليت شعري فرق رآه أمس سمعه وبين قرأه المتضمنة الماضين وحوادث المتقدمين؟ فإذا طالعها فكأنّه عاصرهم علمها حاضرهم ومنها: الملوك إليهم والنهي وقفوا سيرة أهل الجور والعدوان ورأها مدوّنةً يتناقلها الناس فيرويها خلف سلف ونظروا أعقبت سوء الذكر وقبيح الأحدوثة وخراب وهلاك العباد وذهاب الأموال وفساد الأحوال استقبحوها وأعرضوا واطَّرحوها رأوا الولاة العادلين وحسنها يتبعهم الجميل ذهابهم وأنّ بلادهم وممالكهم عمرت وأموالهم درّت استحسنوا ورغبوا وثابروا وتركوا يُنافيه سوى لهم الآراء الصائبة دفعوا مضرات الأعداء وخلصوا المهالك واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك ولو يكن غير لكفى فخراً ومنها للإنسان التجارب والمعرفة تصير عواقبها فإنّه يحدث أمر تقدّم نظيره فيزداد بذلك عقلاً ويصبح يقتدى أهلاً قصة الكتاب من أشهر الإسلامي وأحسنها ترتيباً وتنسيقاً طبع مرات أولها ليدن 1850—1874م بعناية تورنبرج ثم مصر 1303 ألفه الموصل ورتبه السنين وانتهى 628 أهمله مسوداته مدة حتى بالاجتهاد تبييضه قال: فألقيتُ أوان الشد وسميته "الكامل التاريخ" أعقب بكلمات فوائد افتتح كتابه بدء الخلق وقصص الأنبياء صعود السيد المسيح وأعقبه بفصل ملك الروم رفع عهد الهجرات العربية وأيام العرب السيرة النبوية (11هـ) وافتتح الثاني مرض النبي (ص) ووفاته (65) ووصل بالمجلد الثالث (168) وبالرابع خلافة المقتدر 295 والخامس 412 والسادس 527 والسابع وهو أجزاء وفيه الكثير مشاهداته وذكرياته يؤخذ انحرافه صلاح وإن كان الظاهر يثني وذكر سبب أنه رأى متباينة العرَض وسود كثير والشرقي أخل والغربي مفصلاً أفرغ تراجم التامة مضيفاً عثر (إلا يتعلق شيئاً) وإنما اعتمدتُ المتقن حقاً وصحة اعتقاد "وذكرت وأما فأفردت " أنظر التعريف بكتابي أخويه: "النهاية" و"المثل السائر" وأنظر د فيصل السامر (ابن ص87 و161) جداول مهمة لكتاب وكان أصدقاء ياقوت الحموي نفذ وصيته موته مجاناً PDF اونلاين يمتد فترة زمنية تغطي معظم العصور الوسيطة مساحة جغرافية واسعة تمتد حدود الصين آسيا غرب وشمال أفريقيا وصولا الأندلس ويمكن اعتبار بداية الدعوة الإسلامية نزول الوحي تأسيس الدولة بالمدينة المنورة مرورا بالدولة الأموية دمشق امتدت جبال البرانس شمال العباسية تضمنته هذه الدول إمارات وسلطنات ودول

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ
كتاب

الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ

ــ علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن

صدر 1987م عن دار الكتب العلمية بلبنان
الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ
كتاب

الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ

ــ علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن

صدر 1987م عن دار الكتب العلمية بلبنان
عن كتاب الكامل في التاريخ (ط. العلمية) المجلد الثاني: 1 - 29 هـ:
كتاب الكامل في التاريخ من تأليف عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري. صحح أصوله عبد الوهاب النجار بالقاهرة، إدارة الطباعة المنيرية، عام 1357 هـ / 1938م.

وصف الكتاب
تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب، وما بينها، بدأه منذ أول الزمان إلى آخر سنة ثمان عشرين وستمائة، وضح منهجه بقوله : (ذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها، فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كل شيء ترجمة فإنني أفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة فأقول : ذكر عدة حوادث، وإذا ذكرت بعض من نبغ وملك قطراً من البلاد، ولم تطل أيامه، فإني أذكر جميع حاله من أوله إلى آخره عند ابتداء أمره، لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به، وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء، والأعيان، والفضلاء.

مقدمة الكتاب
فإني لم أزل محبّاً لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما فيها، مؤثراً للاطلاع على الجليّ من حوادثها وخافيها، مائلاً إلى المعارف والآداب والتجارب المودعة في مطاويها، فلمّا تأمّلتها رأيتها متباينةً في تحصيل الغرض، يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرض، فمن بين مطوّل قد استقصى الطرق والروايات، ومختصر قد أخلّ بكثير ممّا هو آت، ومع ذلك فقد ترك كلّهم العظيم من الحادثات، والمشهور من الكائنات، وسوّد كثيرٌ منهم الأوراق بصغائر الأمور التي الإعراض عنها أولى، وترك تسطيرها أحرى، كقولهم خلع فلان الذميّ صاحب العيار، وزاد رطلاً في الأسعار، وأكرم فلان، وأهين فلان، وقد أرّخ كلّ منهم إلى زمانه وجاء بعده من ذيل عليه، وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه، والشرقيّ منهم قد أخلّ بذكر أخبار الغرب، والغربيّ قد أهمل أحوال الشرق؛ فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخاً متصلاً إلى وقته يحتاج إلى مجلدات كثيرة وكتب متعددّة مع ما فيها من الإخلال والإملال.

فلمّا رأيتُ الأمر كذلك شرعتُ في تأليف تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب وما بينهما، ليكون تذكرةً لي أراجعه خوف النسيان، وآتي فيه بالحوادث والكائنات من أوّل الزمان، متتابعةً يتلو بعضها بعضاً إلى وقتنا هذا. ولا أقولُ إني أتيتُ على جميع الحوادث المتعلّقة بالتاريخ، فإنّ من هو بالموصل لا بدّ أن يشذّ عنه ما هو بأقصي الشرق والغرب، ولكن أقول إنني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد، ومن تأمّله علم صحّة ذلك. فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنّفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعوّل عند الكافة عليه، والمرجوعُ عند الاختلاف إليه، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه، لم زخلّ بترجمة واحدة منها، وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد، كلّ رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها، وربّما زاد الشيء اليسير أو نقصه، فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها وأضفت إليها من غيرها ما ليس فيها، وأودعت كل شيء مكانه، فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقاً واحداً على ما تراه. فلمّا فرغتُ منه وأخذتُ غيره من التواريخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه، ووضعتُ كلّ شيء منها موضعه، إلاّ ما يتعلّق بما جري بين أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً، إلاّ ما فيه زيادةُ بيان، أو اسم إنسان، أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله، وإنّما اعتمدت علهي من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقنُ حقّاً، الجامع علماً وصحّة اعتقاده وصدقاً. على أني لم أنقل إلاّ من التواريخ المذكورة، والكتب المشهورة، ممّن يُعلم بصدقهم فيما نقلوه، وصحّة ما دوّنوه، ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي، ولا كمن يجمع الحصباءواللآلي.

ورأيتهم أيضاً يذكرون الحادثة الواحدة في سنين، ويذكرون منها في كلّ شهر أشياء، فتأتي الحادثةُ مقطّعة لا يحصل منها على غرض، ولا تُفهم إلاّ بعد إمعان النظر، فجمعت أنا الحادثة في موضع واحد وذكرت كلّ شيء منها في أيّ شهر أو سنة كانت، فأتت متناسقة متتابعة، قد أخذ بعضها برقاب بعض. وذكرت في كلّ سنة لكلّ حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصّها، فأمّا الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كلّ شيء ترجمة فإني أفردتُ لجميعها ترجمةً واحدةً في آخر كلّ سنة، فأقول:

ذكر عدة حوادث، وإذا ذكرت بعض من نبغ وملك قطراً من البلاد ولم تطل أيّامه فإني أذكر جميع حاله من أوّله إلى آخره، عند ابتداء أمره، لأنّه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به. وذكرت في آخر كلّ سنة من توفّي فيها من مشهوري العلماء والأعيان والفضلاء، وضبطت الأسماء المشتبهة المؤتلفة في الخط المختلفة في اللّفظ الواردة فيه بالحروف ضبطاً يزيل الإشكال، ويُغني عن الأنقاط والأشكال. فلما جمعتُ أكثره أعرضتُ عنه مدّةً طويلة لحوادث تجددت، وقواطع توالت وتعدّدت، ولأن معرفتي بهذا النوع كملت وتمت.

ثمّ إن نفراً من إخواني، وذوي المعارف والفضائل من خُلاّني، ممن أرى محادثتهم نهاية أوطاري، وأعدّهم من أماثل مُجالسيّ وسمّاري، رغبوا إليّ في أن يسمعوه مني، ليرووه عني؛ فاعتذرتُ بالأعراض عنه وعدم الفراغ منه، فإنني لم أعاود مطالعة مسوَّدته ولم أصلح ما أصلح فيها من غلط وسهو، ولا اسقطت منها ما يحتاج إلى إسقاط ومحو، وطالت المراجعة مدّةً وهم للطلب ملازمون، وعن الإعراض مُعرضون، وشرعوا في سماعه قبل إتمامه وإصلاحه، وإثبات ما تمسّ الحاجة إليه وحذف ما لا بدّ من اطراحه، والعزمُ على إتمامه فاتر، والعجز ظاهر، للاشتغال بما لا بدّ منه، لعدم المعين والمظاهر؛ ولهموم توالت، ونوائب تتابعت، فأنا ملازم الإهما والتواني، فلا أقول: إني لأسير إليه سير الشواني. فبينما الأمر كذلك إذ برز أمرُ من طاعته فرض واجب، واتّباع أمره حكم لازب، من أعلاق الفضل بإقباله عليها نافقة، وأرواح الجهل بإعراضه عنها نافقة، من أحيا المكارم وكانت أمواتاً، وأعادها خلقاً جديداً بعد أن كانت رفاتاً؛ من عمّ رعيّته عدله ونواله، وشملهم إحسانه وإفضاله، مولانا مالك الملك الرحيم، العالم المؤيّد، المنصور، المظفر بدر الدين، ركن الإسلام والمسلمين، محي العدل في العالمين، خلَد الله دولته.

فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل، وأبطلت رداء الكسل، وألقيت الدواة وأصلحت القلم، وقلت: هذا زوان الشدّ فاشتدي زيم، وجعلت الفراغ أهم مطلب، وإذا أراد اللّه أمراً هيّأ له السبب، وشرعت في إتمامه مسابقاً، ومن العجب أن السكّيت يروم أن يجيء سابقاً، ونصبت نفسي غرضاً للسهام، وجعلتها مظنّة لأقوال اللّوام، لأن المآخذ إذا كانت تتطرّق إلى التصنيف المهذّب، والاستدراكات تتعلّق بالمجموع المرتَّب، الذي تكرّرت مطالعته وتنقيحه، وأجيد تأليفه وتصحيحه، فهي بغيره أولى، وبه أحرى، على أنّي مقرّ بالتقصير، فلا أقول إن الغلط سهو جرى به القلم، بل أعترف بأن ما أجهل أكثر ممّا أعلم. وقد سمّيته اسماً يناسب معناه، وهو: الكامل في التاريخ. ولقد رأيت جماعة ممّن يدّعي المعرفة والدراية، ويظنّ بنفسه التبحّر في العلم والرواية، يحتقر التواريخ ويزدريها، ويعرض عنها ويلغيها، ظنّاً منه أن غاية فائدتها إنّما هو القصص والأخبار، ونهاية معرفتها الأحاديث والأسمار، وهذه حال من اقتصر على القشر دون اللبّ فنظره، وأصبح مخشلباً جوهره، ومن رزقه اللّه طبعاً سليماً، وهداه صراطاً مستقيماً، علم أنّ فوائدها كثيرة، ومنافعها الدنيويّة والأخرويّة جمّة غزيرة، وها نحن نذكر شيئاً ممّا ظهر لنا فيها، ونكل إلى قريحة الناظر فيه معرفة باقيها.

فزمّا فوائدها الدنيويّة فمنها: أنّ الإنسان لا يخفى أنّه يحبّ البقاء، ويؤثرُ أن يكون في زمرة الأحياء، فيا ليت شعري أيّ فرق بين ما رآه أمس أو سمعه، وبين ما قرأه في الكتب المتضمنة أخبار الماضين وحوادث المتقدمين؟ فإذا طالعها فكأنّه عاصرهم، وإذا علمها فكأنّه حاضرهم. ومنها: أن الملوك ومن إليهم الأمر والنهي إذا وقفوا على ما فيها من سيرة أهل الجور والعدوان ورأها مدوّنةً في الكتب يتناقلها الناس، فيرويها خلف عن سلف، ونظروا إلى ما أعقبت من سوء الذكر، وقبيح الأحدوثة، وخراب البلاد، وهلاك العباد، وذهاب الأموال، وفساد الأحوال، استقبحوها، وأعرضوا عنها واطَّرحوها، وإذا رأوا سيرة الولاة العادلين وحسنها، وما يتبعهم من الذكر الجميل بعد ذهابهم، وأنّ بلادهم وممالكهم عمرت، وأموالهم درّت، استحسنوا ذلك ورغبوا فيه، وثابروا عليه وتركوا ما يُنافيه، هذا سوى ما يحصل لهم من معرفة الآراء الصائبة التي دفعوا بها مضرات الأعداء، وخلصوا بها من المهالك، واستصانوا نفائس المدن وعظيم الممالك، ولو لم يكن فيها غير هذا لكفى به فخراً.

ومنها ما يحصل للإنسان من التجارب والمعرفة بالحوادث وما تصير إليه عواقبها، فإنّه لا يحدث أمر إلاّ قد تقدّم هو أو نظيره، فيزداد بذلك عقلاً، ويصبح لأن يقتدى به أهلاً...

قصة الكتاب
من أشهر كتب التاريخ الإسلامي، وأحسنها ترتيباً وتنسيقاً. طبع مرات كثيرة، أولها في ليدن سنة 1850—1874م بعناية تورنبرج، ثم في مصر 1303 هـ. ألفه عز الدين ابن الأثير في الموصل، ورتبه على السنين، وانتهى به إلى عام 628 هـ ثم أهمله في مسوداته مدة طويلة، حتى أمره الملك الرحيم بالاجتهاد في تبييضه. قال: فألقيتُ عني جلباب المهل، وأبطلت رداء الكسل وقلت: هذا أوان الشد فاشتدي زيم، وسميته اسماً يناسب معناه، وهو: "الكامل في التاريخ" ثم أعقب ذلك بكلمات في فوائد علم التاريخ، ثم افتتح كتابه بذكر بدء الخلق، وقصص الأنبياء حتى صعود السيد المسيح، وأعقبه بفصل في ذكر من ملك من ملوك الروم بعد رفع المسيح إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم ثم أخبار الهجرات العربية، وأيام العرب قبل الإسلام، ثم السيرة النبوية حتى عام (11هـ). وافتتح المجلد الثاني بذكر مرض النبي (ص) ووفاته حتى حوادث سنة (65). ووصل بالمجلد الثالث إلى حوادث سنة (168) وبالرابع إلى آخر خلافة المقتدر سنة 295 هـ والخامس حتى سنة 412 هـ والسادس حتى سنة 527 هـ والسابع حتى سنة 628 هـ وهو أهم أجزاء الكتاب وفيه الكثير من مشاهداته وذكرياته.

يؤخذ عليه انحرافه عن صلاح الدين، وإن كان في الظاهر يثني عليه. وذكر في سبب تأليفه أنه رأى كتب التاريخ متباينة في تحصيل الغرض، يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرَض، وسود كثير منهم الأوراق بصغائر الأمور، والشرقي أخل بذكر أخبار الغرب، والغربي أهمل أحوال الشرق، فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخاً مفصلاً إلى وقته يحتاج إلى مجلدات كثيرة. وذكر أنه أفرغ فيه كل تراجم الطبري، وما فيه من الروايات التامة، مضيفاً إليها ما عثر عليه في التواريخ المشهورة. قال: (إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً) وإنما اعتمدتُ عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقاً، الجامع علماً وصحة اعتقاد وصدقاً. قال: "وذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة ترجمة تخصها، وأما الحوادث الصغار فأفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة، فأقول: ذكر عدة حوادث. وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء والأعيان."

أنظر التعريف بكتابي أخويه: "النهاية" و"المثل السائر"، وأنظر د. فيصل السامر (ابن الأثير ص87 و161) وفيه جداول مهمة لكتاب الكامل. وكان ابن الأثير من أصدقاء ياقوت الحموي، وهو الذي نفذ وصيته بعد موته.
#كتب_الدين_الاسلامى #كتب_التاريخ #كتب_الاسلام #كتب_التاريخ_الإسلامي_. #كتب_قراءة #كتب_دراسات_إسلاميه #كتب_كتب_إسلامية_. #كتب_فكري_تاريخي_. #كتب_الإسلام_التاريخ_التصوف_الإسلامي #كتب_البحث_التاريخي_. #كتب_التاريخ_القديم_. #كتب_التاريخ_قبل_الإسلام_. #كتب_المنتظم_فى_تاريخ_الملوك_والأمم #كتب_مختصر_دراسة_للتاريخ #كتب_الإسلامية_. #كتب_ثقافة_إسلامية_ #كتب_وقائع_تاريخية_. #كتب_الآثار_التاريخية #كتب_البومة_التاريخ_الطبيعي_والثقافي #كتب_المصنف_الوجيز_في_تاريخ_الأديان #كتب_موسوعة_تاريخية_. #كتب_كتاب_تاريخ_ #كتب_قصص_تاريخية #كتب_أدب_تاريخي_. #كتب_المرأة_عبر_التاريخ #كتب_تاريخ_اسلامى #كتب_التاريخ_اليهودي #كتب_أخداث_تاريخية_ #كتب_التاريخ_للثانوى #كتب_ما_قبل_التاريخ_ #كتب_المناطق_التاريخيه #كتب_الابحاث_التاريخيه #كتب_معالم_تاريخيه #كتب_معرفة_تاريخ #كتب_فلسفه_تاريخيه #كتب_مراجع_تاريخية #كتب_النقد_التاريخي #كتب_مشاهير_العلماء_في_التاريخ #كتب_المدارس_التاريخية #كتب_نهاية_التاريخ #كتب_التاريخ_والمؤرخين #كتب_المادية_التاريخية #كتب_موجز_تاريخي #كتب_فلسفة_التاريخ #كتب_الاخطاء_التاريخية #كتب_ملكات_التاريخ #كتب_فلسفة_التاريخ_النقدية #كتب_المعرفة_التاريخية #كتب_الادب_التاريخي #كتب_موجز_تاريخ_الكون #كتب_الأصول_التاريخيه #كتب_تاريخ_الإسلام #كتب_الوعي_السياسي_والتاريخي #كتب_أطلس_تاريخ_الإسلام #كتب_مصطلح_التاريخ #كتب_الوعي_التاريخي #كتب_دراسة_تاريخية_ #كتب_الألقاب_التاريخية #كتب_مجلة_شهرية_أدبية_علمية_تاريخية #كتب_إعلام_النبلاء_بتاريخ_حلب #كتب_التاريخ_والمؤرخون_العرب #كتب_نصوص_في_التاريخ_الحديث #كتب_المكتبة_التاريخية #كتب_فرسان_من_التاريخ
الترتيب:

#6K

1 مشاهدة هذا اليوم

#70K

11 مشاهدة هذا الشهر

#73K

3K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 503.
المتجر أماكن الشراء
علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الكتب العلمية بلبنان 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية