█ _ محمود شيت خطاب 1996 حصريا كتاب سفراء النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع 2024 وسلم: تعرف النبى محمد "صلى وسلم" أمر عز وجل نبيه محمداً أن يبلغ الدين للناس كافة قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ : 28] فصدع بما أُمِرَ به ودعا قومه ومَنْ حوله أولاً وتعرض هو وأصحابه لمحن كثيرة وحوربوا بأساليب شتى وعندما استقر له الأمر وأصبحت دولة بالمدينة المنورة قام بإرسال رسائل مع بعض رسله وسفرائه لدعوة الملوك والأمراء جميع أقطار الأرض إلى الإسلام وتعتبر نقطة تحول هامة سياسة الجديدة المدينة إذ بها نقل دعوته ملوك وشعوبها وعرَّفهم بالدين الجديد الذي يكفل لأتباعه سعادة الدارين وفي ذلك دلالة عالمية تلك العالمية التي أكد عليها القرآن الكريم قول تعالى:{وَمَا إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء 107] وقد ذكر علماء السِيَّر بعث أصحابه رضوان عليهم برسائل يدعوهم فيها وهذه أهم أسماء ورسل للملوك وما حمِّلُوه من رسائل: الأول: دحية بن خليفة الكلبي: كان "دحية الكلبي" سفير رسول سلم "هرقل" الثانى: عبد حذافة السهمي: كانت رسالة "كسرى" ملك الفرس وذلك السنة السادسة للهجرة الثالث: عمرو أمية الضمري: صحابي جليل وأحد أَنجاد العرب ورجالها نجدةً وجراءَةً وشجاعة وإقداما وفاتكا فتاكهم الجاهلية بعثه الرسول سرية لوحده النجاشي الأصحم الحبشة كما لقريش وكان الناجي الوحيد الصحابة الذين خرجوا بئر معونة الرابع: حاطب أبي بلتعة: سنة ست الهجرة ورجع الحديبية بلتعة بكتاب الي المقوقس صاحب الإسكندرية فمضي حتى انتهي فوجد مجلس يشرف علي البحر فركب حتي حاذي فأشار اليه بالكتاب فأمر بقبض الكتاب وإيصال حامله ولما مثل بين يدي لحاطب: ما يمنع محمدا إن نبيا يدعو فيهلكني؟فقال حاطب: منع عيسى مريم يفعل كذا وكذا؟ فوجم ساعة ثم استعادها فأعادها فسكت فقال إنه قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلي فانتقم انتقم منه فاعتبر بغيرك ولا يعتبر غيرك بك وإن لك دينا لن تدعه إلا لما خير وهو الكافي فقد سواه بشارة موسى بعيسى الا كبشارة بمحمد دعاؤنا إياك القران كدعائك أهل التوراة إلي الانجيل ولسنا ننهاك الإيمان بالمسيح ولكنا نأمرك وتدبر جيدا سمع تدبر أرسله مرة اخري نصه: "بسم الرحمن الرحيم عظيم القبط سلام اتبع الهدي أما بعد فإني أدعوك بدعاية فأسلم تسلم يؤتك أجرك مرتين "يا تعالوا كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد نشرك شيئا يتخذ بعضنا بعضا أربابا دون فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " النبوية الشريفة مجاناً PDF اونلاين السيرة لغة: تطلق اللغة السنّة والطريقة والحالة يكون الإنسان تعالى ( سنعيدها سيرتها الأولى ) اصطلاحاً: هي إلينا حياة منذ ولادته قبل البعثة وبعدها رافقها أحداث ووقائع موته وتشتمل ميلاده ونسبه ومكانة عشيرته وطفولته وشبابه بعثته ونزول الوحي وأخلاقه وطريقة حياته ومعجزاته أجراها يديه ومراحل الدعوة المكية والمدنية وجهاده وغزواته وقد تكون مرادة لمعنى عند الحديث أضيف أو فعل تقرير صفة تعني العقيدة وأصول طريقة وهديه التاريخ فإنها أخباره ومغازيه [2] للسيرة أهمية عظيمة مسيرة الحياة البشرية بشكل عام المسلم خاص لأنها تعين أمور عديدة منها :
❞ كان للمسلمين عقيدة راسخة وأهداف سامية معلومة، ولم يكن لأعدائهم عقيدة ولا أهداف تستحق التضحية والإقدام.
تلك هي أسباب انتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، وتلك هي أسباب انتصار كل قوة في كل زمان ومكان.
إن الأرض يرثها العباد الصالحون، وقد كان المسلمون حينذاك هم العباد الصالحين، فورثوا الأرض ومن عليها وبقوا يحكمونها حتى غيّروا ما بأنفسهم، فتبدّلت الحال غير الحال.
وسيعيدون سيرتهم الأولى بإذن الله، إذا عادوا الى الإسلام بما فيه من تكاليف البذل والتضحية والفداء . ❝
❞ حرب الإسلام:
إن تعريف الحرب العادلة كما تنصّ عليه مصادر القانون الدولي، بالرغم من أنه حبر على ورق بالنسبة لكل الحروب قديما وحديثا، إلا أنه قاصر عن الوفاء بحق تعريف القتال في الإسلام.
إنّ أصحّ تعبير يمكن إطلاقه على تلك الحرب هو: الحرب المثالية.
مثالية: لأن أهدافها الدفاع عن حرية الرأي وتوطيد أركان السلام:
تصون أرواح وأموال الأبرياء والضعفاء، وتعطف على الأسرى والرهائن، وتواسي المرضى والجرحى، ولا تمثّل بالقتلى بل تدفنهم كقتلاها، ولا تثيرها الأغراض الشخصية ولا العصبية ولا المنافع المادية ولا الاستغلال والاستعمار.
فاذا لم تكن هذه الحرب مثالية، فأي حرب في التاريخ كله يمكن أن يطلق عليها هذا التعبير؟
لا عجب إذن إذا استطاعت هذه الحرب أن تسيطر على العقول بالمثل العليا قبل أن تسيطر على الحصون والقلاع بالسلاح والرجال . ❝
❞ إن الأهداف الرفيعة تتعب الأجساد والنفوس في الحصول عليها، وقد أتعب الرسول صلّى الله عليه وسلم نفسه وأهله وأصحابه في سبيل أهداف الإسلام، ليكون أسوة حسنة للمسلمين في كل زمان ومكان . ❝
❞ لقد رأينا أن الحرب الإجماعية التي دعا إليها الألمان ترتكز على العنصرية الجرمانية، ورأينا سيطرة التفريق العنصري البغيض بين البيض والسود في الولايات المتحدة الامريكية وفي جنوب إفريقية وغيرها من البلاد، كل هذا يجري في القرن العشرين عصر النور والمدنية والذرّة والصواريخ عابرة القارة.
أما الاسلام قبل أربعة عشر قرنا، فقد قاوم العنصريات والاجناس، ودعا الى توحيد الأهداف، فمن آمن بالإسلام كان دمه وعرضه وماله حراما على المسلمين: (المسلم أخو المسلم) .
كان الرسول صلّى الله عليه وسلم من قريش، ولكنه قاتل قريشا حين اعتدت على المسلمين؛ وكان عربيا، ولكنه قاتل قومه العرب دفاعا عن الإسلام.
ولما تصدى الروم لعرقلة دعوته، قاتلهم. وعندما التحق بالرفيق الأعلى، قاتل خلفاؤه الفرس والروم وغيرهم من الأقوام والأجناس . ❝
❞ لقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يردد دائما قوله تعالى (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) . ولم يترفع أبدا عن الفقراء والضعفاء والمساكين والخدم، وسيرته في كل ذلك مضرب الأمثال . ❝
❞ إن الجنوح الى السلم دين: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) ،
فلا عجب إذا رأينا الرسول صلّى الله عليه وسلم يقبل بل يشجّع كل العروض السلمية التي تقدّم بها أعداؤه في كل مكان وزمان.
إن السلم في الإسلام هي القاعدة الثابتة، والحرب هي الاستثناء.
ولكنّ الإسلام يدعو للسلام لا للاستسلام: يسالم من يسالمه ويعادي من يعاديه، ولكنه لا يعتدي على أحد ولا يظلم أحدا، ولا يرتضي للمسلمين الظلم والعدوان . ❝
❞ إن السلام يضمن الاستقرار، وقد انتشر الإسلام في فترة صلح (الحديبية) - وهي فترة سلام- انتشارا عظيما بين الناس لم ينتشره في أيام الحرب، بل إن انتشاره في أيام السلام كان أضعافا مضاعفة لانتشاره في أيام القتال . ❝
❞ كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يبذل كل جهده لتحقيق أهدافه السلمية، حتى لو أدّى ذلك الى تذمر قسم من أصحابه، كما حدث في غزوة الحديبية . ❝
❞ الحرب الإسلامية دفاعية لأنها بعيدة عن الظلم والعدوان، إلا أن هذا الدفاع غير مستكن ، بل هو دفاع تعرّضي كما يسمى في المصطلحات العسكرية الحديثة، ومعناه أن المسلمين لا يبدأون بالاعتداء، ولكنهم يدافعون عن أنفسهم ضد كل اعتداء بالهجوم المضاد لسحق قوات المعتدين . ❝
❞ صفوان بن أميّة وأبو سفيان بن حرب وكلدة بن الجنيد.
ألم يكن بإمكان المسلمين أن يجبروا هؤلاء على اعتناق الإسلام، بعد أن استسلمت قريش وفتحت مكة أبوابها للمسلمين
إن القول بأن هدف القتال في الإسلام هو نشر الدعوة هراء لا يستند الى الواقع، ولكنّ هدف القتال هو حماية حرية نشر الدعوة، وحماية الدعوة، وإقرار السلام، وشتان بين الهدفين . ❝
❞ إن دراسة أسباب غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلم بروح محايدة بعيدة عن الهوى، تثبت أن المسلمين لم يعتدوا على أحد، لأن الله لا يحب المعتدين . ❝