📘 ❞ قادة فتح السند وأفغانستان ❝ كتاب ــ محمود شيت خطاب اصدار 1998

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب قادة فتح السند وأفغانستان ❝ ــ محمود شيت خطاب 📖

█ _ محمود شيت خطاب 1998 حصريا كتاب قادة فتح السند وأفغانستان عن دار الأندلس الخضراء 2024 وأفغانستان: الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِلسِندِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ (بِالسنديَّة: سنڌ جي اسلامي فتح؛ وبِالأُردُويَّة: سندھ کی اسلامی فتح) وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ عربن هٿان عرب هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح وادي تحت راية دولة الخلافة الراشدة أولًا ثُمَّ الخِلافة الأُمويَّة بعد انتقال الأمر إلى بني أُميَّة جرت أولى مُحاولات خِلال عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب وكان عُثمان أبي العاص الثقفي أوَّل حاول المُسلمين لم تزل تُغزى زمان زياد أبيه وإلى الحجَّاج يُوسُف الذي تمكَّن افتتاح باقي كانت غزوات الأولى أقرب اختبار البلاد وأهلها بِالسرايا ولم يتحقق فيها فتحٌ مُستدام وكانت كُل الفُتُوحات تجري برًّا يركب البحر نحو ثُغُور حينذاك نظرًا لمنع القادة وجُنُودهم رُكُوب لِما ذلك مُجازفة لا سيَّما وأنَّه يكن لِلمُسلمين دراية بِالغزوات البحريَّة وتُعتبر أحداث الإقليم شبيهة بِأحداث فُتُوحات بلاد ما وراء النهر عدَّة أوجه: فقد بدأ فُتُوحاتهم المُستدامة سنة 89هـ المُوافقة لِسنة 708م أي أن قُتيبة مُسلم الباهلي فُتُوحاته لِبلاد بِسنتين اثنتين وإن كانت اهتماماتهم بِفتح الهند ترجع عصر الخُلفاء الراشدين وقد تمَّت كُلٍ إقليم وإقليم ظل وحدة العالم الإسلامي حقَّقها عبد الملك مروان الأُموي كما القيادة العامَّة لِلحملات المُوجَّهة كِلا الإقليمين مُوحَّدة فالحجَّاج وجَّه تلك وكلَّف كلَّف صهره وابن عمِّه مُحمَّد القاسم قد تجاوز العشرين العُمر لمَّا عُهد إليه وعُيِّن أميرًا فانتقل مُكران وتمركز وجعلها نُقطة الانطلاق وقاعدة الفتح وخرج منها الديبُل ساحل بحر العرب وفتح وهو طريقه إليها قلاع ولمَّا وصل حاصرها واقتحمها ثلاثة أيَّام وأعاد تخطيطتها وأسكنها بِأربعة آلاف قاعدةً بحريَّة [3] هذه المدينة تأثيرٌ كبيرٌ الوضع الداخلي لِلمُدن والقُرى المُجاورة حيثُ هرع السُكَّان يعرضون الصُلح [4] توجَّه البيرون الواقعة الضفَّة الغربيَّة لِنهر فصالحهُ أهلها صالحهُ سُكَّان سربيدس وسهبان وسدوسان [ وهي مُدن تقع الشرقيَّة لِلنهر التقى الراجا داهر چچ سيلائج مدينة مهران وانتصر عليه وقتله سيطر النشاط الجهادي كامل زحفت جُيُوشهم الشمال الشرقي حتَّى وصلوا بُرهمناباد وقد لجأت فُلُول جيش بِقيادة ابنه «جيسيه» فقاتلهم وانتصروا عليهم وفتحوا عنوة وفرَّ جيسيه وتحصَّن بِالراور عاصمة فلحقهُ وحاصروا مُدَّة أربعة أشهر قبل يفتحوها وتابع القائد المُسلم زحفهُ قطع نهر بياس أحد روافد ووصل المُلتان فحاصرها وفتحها وأرسل فرقةً عسكريَّةً دخلت البيلمان وصالحهُ أهلُ سرست الكيرج عنوةً أضحى الانتشار قبضة فانصرف تنظيم أُمُور المفتوحة والاستعداد لِلزحف إمارة قنَّوج شمال لكن أتاه نعي الوليد 96هـ 715م وتولِّي أخيه سُليمان فتوقَّفت العمليَّات تعتبر معركة نهاوند 21هـ – 624م بقيادة نعمان مقرن المزني إحدى المعارك الحاسمة بين المسلمين جهة وبين الإمبراطورية الساسانية أخري كان لهذه المعركة الدور البارز والحاسم أبواب فارس والمشرق كله ومنها أفغانستان ولذلك أطلق المسلمون اسم: الفتوح ولا نستطيع نقول: إن واحدة قائد واحد وإنما الحق يقرره التاريخ ف مراحل عدة يد كثيرين ويشير اللواء (رحمه الله) عمر الخطاب (رضي الله عنه) الشهيرة عقد بيده سبعة ألوية لسبعة إليهم بالانسياح المناطق الخاضعة للحكم الساساني والتي تحكم حكام الجيوش جيشان اتجها المنطقة تسمى اليوم: أفغانستان: الأول الأحنف قيس التميمي وجهته (خراسان) والثاني عاصم ووجهته (سجستان) أما لبلاد خراسان (تقع ضمن ثلاث دول: وإيران وتركستان) 81هـ 936م دخلها عبر (الطبسين) فافتتح (هراة) واستخلف عليها وسار بعدها (مرو الشاهجان) فما يزدجرد الروذ) إلا كتب خاقان ملك الترك (الصغد) (الصين) يستمدهم ودارت معارك طاحنة والتحالف الفارسي التركي وانتهى بهزيمة قوى التحالف واستتباب للمسلمين وكتب يبشره بالفتح وبعث الأخماس وعلى الرغم فرح أنه فرحا مشوبا بالحذر؛ إذ رقعة الدولة الإسلامية اتسعت المشرق حتى شملت أرض كلها طالت خطوط المواصلات كثيرا وتوزعت قوات أرجاء الشام ومصر والعراق وفارس مما قاله ذلك: "لوددت أني أكن بعثت جندا ولوددت بيننا وبينها نار" ثم ألا يتجاوز بعده: " أما بعد" فلا تجوزن واقتصر دونه عرفتم بأي شيء دخلتم فداوموا به يدم لكم النصر وإياكم تعبروا فتنفضوا" ثم جمع الناس وخطبهم خطبة عظيمة قال فيها: "إن أهلك المجوسية وفرق شملهم فليسوا يملكون بلادهم شبرا يضر بمسلم أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون والله بالغ أمره ومنجز وعده ومتبع آخر أوله فقوموا رجل يعرف بعهده ويؤتكم ولا تتبدلوا تتغيروا فيستبدل بكم غيركم فإني أخاف الأمة تؤتي قبلكم"! أما سجستان (ولاية كبيرة تشمل اليوم منطقتي (راجستان) و(سيستان) ومن مدنها (قندهار) وسجستان بذلك أعظم وأبعد فروجا وعلى استطاع يحقق ودخل ولاية وبث جنده وسراياه وفرض الحصار يستسلم منهم اضطروا الصلح تكون مزارع حمي يطؤها وبذلك فتحت ودخلت استعادة أفغانستان لم ينته عند الحد أهالي البلدان للفاتحين هناك مقاومات تعبوية انتهت باستعادة المغلوبين أهل لبلادهم وذلك الأوقات انشغل الفاتحون بالاضطرابات الداخلية والفتن المحلية وحينما القضاء الاضطرابات استعادوا مرة ولكن تكن سهلة التكاليف بل صادف كثير مقاومة شديدة وتكبدوا خسائر فادحة بالأرواح وجري والمدن ويذكر مجموعة المتميزين أسهموا بجهد وافر هؤلاء: 1 عامر كريز العبشمي: مقتل نقض وغدروا فلما استعاد (فارس) غزا وسير مقدمتها تلو بعضها صلحا والأخرى تم له 31هـ توجه كسابقتها (غدرت ونقضت الخطاب) ففتح حصونها وصالحه وقاتله آخرون المدن (كابل) و(زابلستان) (غزنة) عاد (زرنخ) فأقام وهكذا لأول قسما عام 615م عثمان عفان 2 –الأحنف التميمي: التابعين لعبد وإليه ينسب و(طخارستان) فأتى الموضع يقال له: قصر حصن فصالح أهله حصارهم ثلاثمائة ألف درهم وجمع الفرس حلفاءهم (طخارستان والجوزجان والطالقان والفارياب) بلغوا ثلاثين ألفا والتقوا بالمسلمين الجانب (جيحون) قتال شديد الطرفين انهزم بعده وولوا هاربين فألحق بهم كل نفس العام التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد الذين تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم الرسول محمد صلى وسلم بزمن يسير حيث حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلام الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي ابن عباس فجعل يحدث ويقول: رسول يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون وقسّمهم البعض الآخر مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت فيه عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
قادة فتح السند وأفغانستان
كتاب

قادة فتح السند وأفغانستان

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1998م عن دار الأندلس الخضراء
قادة فتح السند وأفغانستان
كتاب

قادة فتح السند وأفغانستان

ــ محمود شيت خطاب

صدر 1998م عن دار الأندلس الخضراء
عن كتاب قادة فتح السند وأفغانستان:
الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِلسِندِ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِلسِندِ (بِالسنديَّة: سنڌ جي اسلامي فتح؛ وبِالأُردُويَّة: سندھ کی اسلامی فتح) وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِلسِندِ (بِالسنديَّة: عربن هٿان سنڌ جي فتح؛ وبِالأُردُويَّة: سندھ کی عرب فتح)، هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح وادي السند تحت راية دولة الخلافة الراشدة أولًا، ثُمَّ تحت راية الخِلافة الأُمويَّة بعد انتقال الأمر إلى بني أُميَّة.

جرت أولى مُحاولات فتح السند خِلال عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب، وكان عُثمان بن أبي العاص الثقفي أوَّل من حاول فتح السند من قادة المُسلمين، ثُمَّ لم تزل السند تُغزى إلى زمان زياد بن أبيه وإلى زمان الحجَّاج بن يُوسُف الثقفي الذي تمكَّن من افتتاح باقي السند.

كانت غزوات المُسلمين الأولى أقرب إلى اختبار البلاد وأهلها بِالسرايا، ولم يتحقق فيها فتحٌ مُستدام، وكانت كُل الفُتُوحات تجري برًّا، ولم يركب المُسلمون البحر نحو ثُغُور السند حينذاك نظرًا لمنع الخليفة عُمر القادة وجُنُودهم من رُكُوب البحر لِما في ذلك من مُجازفة، لا سيَّما وأنَّه لم يكن لِلمُسلمين دراية بِالغزوات البحريَّة بعد.

وتُعتبر أحداث فتح هذا الإقليم شبيهة بِأحداث فُتُوحات بلاد ما وراء النهر من عدَّة أوجه: فقد بدأ المُسلمون فُتُوحاتهم المُستدامة في هذا الإقليم سنة 89هـ المُوافقة لِسنة 708م، أي بعد أن بدأ قُتيبة بن مُسلم الباهلي فُتُوحاته لِبلاد ما وراء النهر بِسنتين اثنتين، وإن كانت اهتماماتهم بِفتح بلاد الهند ترجع إلى عصر الخُلفاء الراشدين.

وقد تمَّت فُتُوحات كُلٍ من إقليم ما وراء النهر وإقليم السند في ظل وحدة العالم الإسلامي التي حقَّقها الخليفة عبد الملك بن مروان الأُموي، كما كانت القيادة العامَّة لِلحملات العسكريَّة المُوجَّهة إلى كِلا الإقليمين مُوحَّدة، فالحجَّاج بن يُوسُف الثقفي هو الذي وجَّه تلك الحملات، وكلَّف قُتيبة بن مُسلم بِفتح بلاد ما وراء النهر كما كلَّف صهره وابن عمِّه مُحمَّد بن القاسم بِفتح إقليم السند.

ولم يكن مُحمَّد بن القاسم قد تجاوز العشرين من العُمر لمَّا عُهد إليه بِفتح السند وعُيِّن أميرًا على تلك البلاد، فانتقل إلى مُكران وتمركز فيها، وجعلها نُقطة الانطلاق وقاعدة الفتح، وخرج منها إلى الديبُل، على ساحل بحر العرب، وفتح وهو في طريقه إليها عدَّة قلاع. ولمَّا وصل إليها حاصرها واقتحمها بعد ثلاثة أيَّام، وأعاد تخطيطتها وأسكنها بِأربعة آلاف من المُسلمين، وجعلها قاعدةً بحريَّة.[3] وكان لِفتح هذه المدينة تأثيرٌ كبيرٌ على الوضع الداخلي لِلمُدن والقُرى المُجاورة، حيثُ هرع السُكَّان يعرضون الصُلح على المُسلمين.[4]

توجَّه مُحمَّد بن القاسم، بعد ذلك، إلى البيرون، الواقعة على الضفَّة الغربيَّة لِنهر السند، فصالحهُ أهلها، كما صالحهُ سُكَّان سربيدس وسهبان وسدوسان،[ وهي مُدن تقع على الضفَّة الشرقيَّة لِلنهر، ثُمَّ التقى الراجا داهر بن چچ بن سيلائج في مدينة مهران وانتصر عليه وقتله.

سيطر المُسلمون، بعد هذا النشاط الجهادي، على كامل إقليم السند ثُمَّ زحفت جُيُوشهم نحو الشمال الشرقي حتَّى وصلوا مدينة بُرهمناباد وقد لجأت إليها فُلُول جيش داهر بِقيادة ابنه «جيسيه»، فقاتلهم المُسلمون وانتصروا عليهم وفتحوا المدينة عنوة.

وفرَّ جيسيه إلى الشمال، وتحصَّن بِالراور عاصمة السند، فلحقهُ المُسلمون وحاصروا المدينة مُدَّة أربعة أشهر قبل أن يفتحوها.

وتابع القائد المُسلم زحفهُ حتَّى قطع نهر بياس، أحد روافد نهر السند، ووصل إلى المُلتان فحاصرها وفتحها عنوة، وأرسل فرقةً عسكريَّةً دخلت البيلمان وصالحهُ أهلُ سرست، وفتح الكيرج عنوةً.

أضحى وادي السند، بعد هذا الانتشار الإسلامي، في قبضة المُسلمين. فانصرف مُحمَّد بن القاسم إلى تنظيم أُمُور البلاد المفتوحة، والاستعداد لِلزحف نحو إمارة قنَّوج في شمال الهند، لكن أتاه نعي الحجَّاج ثُمَّ نعي الخليفة الوليد بن عبد الملك في سنة 96هـ المُوافقة لِسنة 715م وتولِّي أخيه سُليمان الخِلافة، فتوقَّفت العمليَّات العسكريَّة.

تعتبر معركة نهاوند سنة 21هـ – 624م بقيادة نعمان بن مقرن المزني - إحدى المعارك الحاسمة التي كانت بين المسلمين من جهة وبين الإمبراطورية الساسانية من جهة أخري، وقد كان لهذه المعركة الدور البارز والحاسم في فتح أبواب فارس والمشرق الإسلامي كله - ومنها أفغانستان - ولذلك أطلق المسلمون على هذه المعركة اسم: فتح الفتوح.

ولا نستطيع أن نقول: إن فتح بلاد أفغانستان كان من معركة واحدة أو بقيادة قائد واحد، وإنما الحق الذي يقرره التاريخ أن بلاد أفغانستان ف تحت على مراحل عدة على يد قادة كثيرين من قادة الفتح الإسلامي.

ويشير اللواء محمود شيت خطاب (رحمه الله) إلى أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد معركة نهاوند الشهيرة، عقد بيده سبعة ألوية لسبعة قادة، عهد إليهم بالانسياح في المناطق الخاضعة للحكم الساساني والتي تحكم باسم حكام فارس ، وكان من بين هذه الجيوش جيشان اتجها نحو المنطقة التي تسمى اليوم: أفغانستان: الأول بقيادة الأحنف بن قيس التميمي، وجهته (خراسان)، والثاني بقيادة عاصم بن عاصم التميمي، ووجهته (سجستان).

أما فتح الأحنف لبلاد خراسان (تقع ضمن ثلاث دول: أفغانستان وإيران وتركستان)، فقد كان ذلك سنة 81هـ - 936م، وقد دخلها الأحنف عبر مدينة (الطبسين)، فافتتح (هراة) عنوة واستخلف عليها، وسار بعدها نحو (مرو الشاهجان)، فما كان من يزدجرد وهو في (مرو الروذ) إلا أن كتب إلى خاقان ملك الترك، وإلى ملك (الصغد) وإلى ملك (الصين) يستمدهم.

ودارت معارك طاحنة بين المسلمين من جهة والتحالف الفارسي التركي من جهة أخري، وانتهى الأمر بهزيمة قوى التحالف واستتباب الأمر للمسلمين، وكتب الأحنف إلى عمر بن الخطاب يبشره بالفتح، وبعث إليه الأخماس.

وعلى الرغم من فرح عمر بن الخطاب بالفتح، إلا أنه كان فرحا مشوبا بالحذر؛ إذ أن رقعة الدولة الإسلامية اتسعت في بلاد المشرق حتى شملت أرض فارس كلها ، وقد طالت خطوط المواصلات كثيرا، وتوزعت قوات المسلمين في أرجاء الشام ومصر والعراق وفارس، وكان مما قاله عمر في ذلك: "لوددت أني لم أكن بعثت إلى (خراسان) جندا، ولوددت أنه كان بيننا وبينها بحر من نار" ثم كتب إلى الأحنف ألا يتجاوز النهر إلى ما بعده:
" أما بعد" فلا تجوزن النهر، واقتصر على ما دونه، وقد عرفتم بأي شيء دخلتم على خراسان، فداوموا على الذي دخلتم به يدم لكم النصر، وإياكم أن تعبروا فتنفضوا".

ثم جمع عمر الناس وخطبهم خطبة عظيمة قال فيها: "إن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم، فليسوا يملكون من بلادهم شبرا يضر بمسلم، ألا وإن الله قد أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون. والله بالغ أمره ومنجز وعده ومتبع آخر ذلك أوله، فقوموا في أمره على رجل يعرف لكم بعهده، ويؤتكم وعده، ولا تتبدلوا ولا تتغيروا، فيستبدل الله بكم غيركم ، فإني لا أخاف على هذه الأمة أن تؤتي إلا من قبلكم"!
أما فتح عاصم بن عاصم التميمي، فقد كانت وجهته سجستان (ولاية كبيرة تشمل اليوم منطقتي (راجستان) و(سيستان)، ومن مدنها (قندهار) وسجستان بذلك أعظم من (خراسان) وأبعد فروجا، وعلى الرغم من ذلك استطاع عاصم أن يحقق النصر، ودخل ولاية سجستان، وبث جنده وسراياه، وفرض الحصار على من لم يستسلم منهم، إلى أن اضطروا إلى الصلح على أن تكون مزارع (سجستان) حمي لا يطؤها المسلمون، وبذلك فتحت ولاية (سجستان) ودخلت ضمن البلاد الإسلامية.

استعادة فتح أفغانستان
لم ينته الأمر عند هذا الحد، ولم يستسلم أهالي تلك البلدان للفاتحين، وإنما كانت هناك مقاومات تعبوية انتهت باستعادة المغلوبين من أهل هذه البلدان لبلادهم ، وذلك في الأوقات التي انشغل الفاتحون فيها بالاضطرابات الداخلية والفتن المحلية.

وحينما استطاع الفاتحون القضاء على الاضطرابات والفتن الداخلية المحلية، استعادوا البلاد المفتوحة مرة أخري، ولكن معارك الفتح هذه لم تكن سهلة التكاليف، بل صادف المسلمون في كثير منها مقاومة شديدة، وتكبدوا خسائر فادحة بالأرواح، وجري فتح بعض المناطق والمدن عنوة.

ويذكر اللواء محمود شيت خطاب (رحمه الله) أن هناك مجموعة من القادة المتميزين أسهموا بجهد وافر في فتح أفغانستان، ومن هؤلاء:
1 - عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي: بعد مقتل عمر بن الخطاب نقض أهل خراسان وغدروا، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح (فارس) غزا (خراسان)، وسير الجيوش وبعث على مقدمتها الأحنف بن قيس التميمي، وفتح مدينة تلو أخري، بعضها صلحا، والأخرى عنوة، إلى أن تم له فتح خراسان سنة 31هـ.

ثم توجه إلى (سجستان) وكانت كسابقتها (غدرت ونقضت بعد مقتل عمر بن الخطاب) ففتح حصونها وصالحه أهلها، وقاتله آخرون فقاتلهم إلى أن تم له الفتح، وكان ضمن المدن التي فتحت (كابل) و(زابلستان) وهي ولاية (غزنة) ثم عاد إلى (زرنخ) فأقام بها.

وهكذا استعاد بن عامر فتح (سجستان) وفتح لأول مرة قسما من أفغانستان، وذلك كله عام 31هـ – 615م في عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه).

2 –الأحنف بن قيس التميمي: وكان من القادة التابعين لعبد الله بن عامر، وإليه ينسب فتح خراسان و(طخارستان)، فأتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن (مرو الروذ) فصالح أهله بعد حصارهم على ثلاثمائة ألف درهم.

وجمع الفرس حلفاءهم من أهل (طخارستان، والجوزجان، والطالقان، والفارياب) حتى بلغوا ثلاثين ألفا، والتقوا بالمسلمين عند الجانب الشرقي من نهر (جيحون) وجري قتال شديد بين الطرفين، انهزم الفرس بعده، وولوا هاربين، فألحق المسلمون بهم خسائر فادحة بالأرواح ، وفتح الأحنف كل هذه البلدان، في نفس العام 31هـ.
الترتيب:

#14K

0 مشاهدة هذا اليوم

#14K

28 مشاهدة هذا الشهر

#15K

14K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 422.
المتجر أماكن الشراء
محمود شيت خطاب ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الأندلس الخضراء 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث