📘 ❞ السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره ❝ كتاب ــ علي محمد الصلابي اصدار 2007

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره ❝ ــ علي محمد الصلابي 📖

█ _ علي محمد الصلابي 2007 حصريا كتاب السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة 2024 وعصره: الملكُ العادلُ أبو القاسمِ نور محمود بن عمادِ الدِّين زَنْكِي (511 569 هـ 11 فبراير 1118 15 مايو 1174) وهو ابن آق سنقر يُلقَّب بالملك العادل ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين تقيّ الملوك ليث الإسلام كما لُقَّب بنور رغم وفاته بسبب المرض الابن الثاني لعماد حكم حلب بعد وفاة والده وقام بتوسيع إمارته بشكل تدريجي ورث أبيه مشروع محاربة الصليبيين شملت معظم الشام وتصدى للحملة الصليبية الثانية ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي أن أوقفها الفاطميون طويلا وأوقف مذهبهم وبذلك مهَّد الطريق أمام صلاح الأيوبي لمحاربة وفتح القدس توحّدت والشام دولة واحدة تميَّز عهده بالعدل وتثبيت المذهب السنّي بلاد ومصر بنشر التعليم والصحة إماراته ويعده البعض سادس الخلفاء الراشدين وصول الزنكيين إلى الإمارة ينتسب السلاجقة الأتراك فجدّه سُنقر إل ترغان يعود نسبه قبيلة ساب يوب كان جده مملوكًا للسلطان جلال الدولة ملك شاه وكان عسكريًا وملاصقًا وفي سنة 480 1087 م أصدر السلجوقي أمرًا بتعيين إخلاصه أثناء حروبه وخشية من أطماع أخيه تتش ألب أرسلان أوصى سائر الأمراء بطاعته فسار رأس جيش كبير وأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر أمورها ويصلح أحوالها لكن حصل قتال بين وآق انتهى بأسر وقتل كان عمر 10 أعوام عند مكث عامًا واحدًا مماليك وقادة وما لبث استدعاه والي الموصل كربوقا استلامه الولاية ليقوم برعايته لإدراكه مكانة نفوس التركمان يكنونه له ولاء وطاعة وبقي مواليا لولاة الذين عينهم ملكشاه ورافقهم معاركهم ولاه ولاية 521 1127 فاستطاع ضم جزيرة وإربل وسنجار والخابور ونصيبين وجزء ديار بكر وعبر الفرات فملك منبج وحلب وحماة وحمص وبعلبك نجح التوسع بإمارته لتشمل مناطق شاسعة نشأته ولد فجر يوم الأحد 17 شوال 511هـ ثاني أولاد سيف غازي لا تذكر المصادر التاريخية شيئاً نشأة وشبابه ولكنها جميعًا تؤكد أنه تربى طفولته تحت رعاية وإشراف وأن يقدمه إخوانه ويرى فيه مخايل النجابة بقي ملازمًا لوالده حتى أسمر اللون طويل القامة حسن الصورة يوجد وجهه شعر سوى ذقنه حنفيّ يرى المؤرخون الحديثون أشعريا حين آخرون متبعا للطريقة القادرية وفق والأشعرية الحد الفاصل أملاك الأخوين هو نهر الخابور الجزيرة السورية تزوج عام 541 1146 عصمة خاتون ابنة الأتابك معين أنر حاكم دمشق وكتب العقد 23 أنجب ولدين وبنت الأكبر إسماعيل الذي تولى الحكم بعده والأصغر أحمد مات طفلاً إمارة حلب كان برفقة قُتل (الموافق لسنة م) قلعة جعبر أخوه مقيمًا شهرزور أخذ خاتم وذهب مع جنده فملكها هي وتوابعها ربيع الآخر سبتمبر آنذاك ثلاثين انقسمت الزنكية بذلك قسمين الأول والجزيرة التي سارع إليها لتثبيت حكمه والثاني جاورها إمرة أخوهما نصرة أميران منطقة حران تابعاٌ لنور الأخ الرابع قطب مودود توسع الإمارة والعراق توسع النورية والعراق قام العديد المدن والمقاطعات خلال مسيرة حياته حساب الأسر العربية الحاكمة ضم الرها بعد خضعت إمارة الرها لحكم وبقيت حامية صغيرة المدينة للدفاع عنها فحاول جوسلين كونتية استعادة مستغلا تمردًا للأرمن بالتحريض عليه فخرج قوة عسكرية متجهًا وسانده ذلك بلدوين مرعش رفض ريموند أنطاكية مساعدته استطاع الدخول البلدة الموافق شهر لكنه لم يستطع دخول القلعة احتمت الحامية الاسلامية وذلك قلّة عدد القوات المرافقة لجوسلين أرسل طالبًا المساعدة إمارتي وطرابلس بالمقابل أرسلت طلبًا بالمساعدة والمدد جيشان وجيش بأمر الأخير وصل متأخرا خرج تعداده عشرات الآلاف الفرسان وحاصر قوات جمادى الآخرة نوفمبر نفس العام مما اضطر الهرب طارده ووقعت معركة سميساط ونجح الفرار انتصار عاقب أهالي المتمردين بأن جعلهم نهبًا لجيشه وطرد الفرنجة وقد أقرّ بحكم حرّرها وسيطر عليها دمشق باب شرقي 1880 كانت أول محاولة للسيطرة 545 (1150م) قواته لهناك مسيرها تأخر هطول الأمطار فسارع مجير أبق بالاستنجاد بالصليبيين فقرر فك الحصار وعده ينقش اسمه النقود يدعو المساجد سيطر الصليبيون عسقلان 548 1153م وانتزعوها يد واعترضت وبينها وخشي خاصة استطال ملكهم ووضعوا الجزية واشترطوا عليهم تخيير الأسرى بأيديهم الرجوع وطنهم فقام بتكليف نجم أيوب بعلبك بكسب القواد وبث الشائعات ضمن وتحريض الشعب الثورة ذهب حرسه لمقابلة والذي خشي بدوره المقابلة ورفضها فاعتبرها إهانة فسير جيشه فاستنجد يعطيهم الأموال ويسلم لهم فجمعوا واحتشدوا عمد محرم 549 (أبريل 1154 وكاتب جماعة أحداثها ووعدهم أنفسهم فلما ثاروا بمجير ولجأ أحد أبواب باب ليدخل منه وملك وبذل إقطاعاً منها مدينة حمص عوضه ببالس فلم يرضها فرحل بغداد وابتنى بها داراً توفي شيزر تملك شيزر موقع استراتيجي فهي تقع الخطوط التجارية ودمشق يحاول ضمها عسكريا حدث زلزال 552 دمر الحصن أل منقذ أيدي فوقف بجيشه أطراف البلاد ورمم ما تضرر أسوارها دخلها أمراء وملكها جميع آل اجتمعوا أميرها دعوة فأصابتهم الزلزلة مجتمعين فسقطت ولم ينج منهم بعلبك بعد أعلن الضحاك جندل البقاعي تابعا لإمارة عصيانه وتمرّده يقم بأي عمل ضده خوفا يستنجد وانتظر ثلاث سنوات عقد اتفاق هدنة وفي 1154م دون أي مقاومة حران كان الزنكي وخاضعًا لسلطان استمرت العلاقة هذه حيث ازدادت الطموحات السياسية لنصرة وأراد السيطرة مستفيدًا مرض ودعم الإسماعيلية بالسيطرة إلا استعصت فشل المحاولة قرر إخضاع لسيطرته المباشرة بحصارها شهرين وسقطت يده 554 1159م ولاذ بالفرار استمال فيما وشارك معه ضد جعبر حاول ملاينة شهاب العقيلي تم أسره قبل بني كلاب وإكرامه لتسليمه دفع محاصرة فتح فلجأ المرة أسلوب الإغراء عرض غنية وذات موارد زراعية تابعة لحلب إضافة عشرين ألف دينار فوافق استلم 564 الموافقة 1168م الموصل استلم شارك وأصبح يخطب طواعية كراهية ابنه بدلا حسب وصية بمساعدة الوزير فخر عبد المسيح الخاتون والدة يصبح المسيطر والمتحكم بالإمارة ضاق هذا الأمر فتوجه فضم الأراضي الخاضعة طريقه مثل الرقة وضرب سنجار سقطت وأعطاها لابن وبدأ بفرض حصار استجاب بتسليم مشترطًا منحه إقطاعًا مكان يراه مناسبًا وببقاء وافق 566 هذا الكتاب جزء (الدولة ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة التغلغل الباطني والغزو الصليبي) القائد المجاهد التراجم والأعلام “كان قائلاً : إنك يا رب إن نصرت المسلمين فدينك , فلا تمنعهم النصر غير مستحق للنصر” مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام الناس عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى الله وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال: مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى أو رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من عنه سماعاً دلس عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته به الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا وصنّفت الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره
كتاب

السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره

ــ علي محمد الصلابي

صدر 2007م عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة
السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره
كتاب

السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره

ــ علي محمد الصلابي

صدر 2007م عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة
عن كتاب السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره:
الملكُ العادلُ أبو القاسمِ نور الدين محمود بن عمادِ الدِّين زَنْكِي (511 - 569 هـ / 11 فبراير 1118 - 15 مايو 1174) وهو ابن عماد الدين زنكي بن آق سنقر. يُلقَّب بالملك العادل، ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين، تقيّ الملوك، ليث الإسلام، كما لُقَّب بنور الدين الشهيد رغم وفاته بسبب المرض. وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي. حكم حلب بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته بشكل تدريجي، كما ورث عن أبيه مشروع محاربة الصليبيين.

شملت إمارته معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي في مصر بعد أن أوقفها الفاطميون طويلا، وأوقف مذهبهم. وبذلك مهَّد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد أن توحّدت مصر والشام في دولة واحدة. تميَّز عهده بالعدل وتثبيت المذهب السنّي في بلاد الشام ومصر، كما قام بنشر التعليم والصحة في إماراته، ويعده البعض سادس الخلفاء الراشدين.

وصول الزنكيين إلى الإمارة
ينتسب نور الدين إلى السلاجقة الأتراك، فجدّه آق سُنقر بن إل ترغان يعود نسبه إلى قبيلة ساب يوب. كان جده مملوكًا للسلطان جلال الدولة ملك شاه، وكان عسكريًا وملاصقًا للسلطان.

وفي سنة 480 هـ / 1087 م، أصدر السلطان السلجوقي جلال الدولة ملك شاه أمرًا بتعيين آق سنقر على حلب بسبب إخلاصه للسلطان أثناء حروبه، وخشية من أطماع أخيه تتش بن ألب أرسلان في بلاد الشام. كما أوصى سائر الأمراء بطاعته، فسار آق سنقر إلى حلب على رأس جيش كبير، وأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر أمورها ويصلح أحوالها. لكن بعد وفاة جلال الدولة ملك شاه حصل قتال بين تتش بن ألب أرسلان وآق سنقر انتهى بأسر وقتل آق سنقر.

كان عمر عماد الدين زنكي 10 أعوام عند وفاة والده آق سنقر. مكث عماد الدين في حلب عامًا واحدًا عند مماليك وقادة أبيه، وما لبث أن استدعاه والي الموصل كربوقا بعد استلامه الولاية ليقوم برعايته لإدراكه مكانة آق سنقر في نفوس التركمان، وما يكنونه له من ولاء وطاعة. وبقي عماد الدين مواليا لولاة الموصل الذين عينهم السلطان محمد بن ملكشاه، ورافقهم في معاركهم. ثم ولاه السلطان محمود بن محمد على ولاية الموصل سنة 521 هـ / 1127 م، فاستطاع ضم جزيرة ابن عمر وإربل وسنجار والخابور ونصيبين وجزء من ديار بكر، وعبر الفرات فملك منبج وحلب وحماة وحمص وبعلبك، وبذلك نجح في التوسع بإمارته لتشمل مناطق شاسعة.

نشأته
ولد نور الدين في فجر يوم الأحد من 17 شوال 511هـ، وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي. لا تذكر المصادر التاريخية شيئاً عن نشأة نور الدين وشبابه، ولكنها جميعًا تؤكد أنه تربى في طفولته تحت رعاية وإشراف والده، وأن والده كان يقدمه على إخوانه ويرى فيه مخايل النجابة. بقي ملازمًا لوالده حتى وفاته. كان أسمر اللون طويل القامة حسن الصورة لا يوجد في وجهه شعر سوى ذقنه، كما كان حنفيّ المذهب. يرى بعض المؤرخون الحديثون أنه كان أشعريا، في حين يرى آخرون أنه كان متبعا للطريقة القادرية، ويرى آخرون أنه وفق بين القادرية والأشعرية. حكم نور الدين محمود حلب في حين حكم سيف الدين غازي الموصل. كان الحد الفاصل بين أملاك الأخوين هو نهر الخابور في الجزيرة السورية.

تزوج نور الدين عام 541 هـ / 1146 م من عصمة الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين أنر حاكم دمشق، وكتب العقد في دمشق في 23 شوال. أنجب ولدين وبنت، الأكبر إسماعيل الذي تولى الحكم من بعده، والأصغر أحمد مات طفلاً.

إمارة حلب
كان نور الدين برفقة أبيه حين قُتل سنة 541 هـ (الموافق لسنة 1146 م) عند قلعة جعبر، في حين كان أخوه الأكبر سيف الدين مقيمًا في شهرزور. أخذ نور الدين خاتم والده، وذهب مع جنده إلى حلب فملكها هي وتوابعها في ربيع الآخر 541 هـ (الموافق فيه سبتمبر 1146 م)، وكان عمر نور الدين زنكي آنذاك ثلاثين عامًا.

انقسمت الدولة الزنكية بذلك إلى قسمين، الأول في الموصل والجزيرة وحمص التي سارع إليها سيف الدين غازي لتثبيت حكمه فيها، والثاني في حلب وما جاورها تحت إمرة نور الدين. كما حكم أخوهما نصرة الدين أمير أميران منطقة حران تابعاٌ لنور الدين، في حين بقي الأخ الرابع قطب الدين مودود تحت رعاية سيف الدين.

توسع الإمارة في بلاد الشام والعراق

توسع الدولة النورية في بلاد الشام والعراق.
قام نور الدين بضم العديد من المدن والمقاطعات خلال مسيرة حياته على حساب الأسر العربية الحاكمة.

ضم الرها
بعد وفاة عماد الدين زنكي خضعت إمارة الرها لحكم سيف الدين غازي، وبقيت حامية صغيرة في المدينة للدفاع عنها. فحاول جوسلين الثاني أمير كونتية الرها استعادة المدينة مستغلا تمردًا للأرمن قام بالتحريض عليه بعد وفاة عماد الدين زنكي. فخرج على رأس قوة عسكرية متجهًا إلى الرها وسانده في ذلك بلدوين حاكم مرعش في حين رفض ريموند الثاني حاكم أنطاكية مساعدته. استطاع جوسلين الثاني الدخول إلى البلدة في ربيع الآخر 541 هـ الموافق شهر سبتمبر من سنة 1146، لكنه لم يستطع دخول القلعة -التي احتمت فيها الحامية الاسلامية- وذلك بسبب قلّة عدد القوات المرافقة لجوسلين، الذي أرسل طالبًا المساعدة من إمارتي أنطاكية وطرابلس. بالمقابل أرسلت الحامية الاسلامية طلبًا بالمساعدة والمدد. فخرج جيشان، جيش من حلب وجيش من الموصل بأمر سيف الدين، لكن الأخير وصل متأخرا.

خرج نور الدين من حلب على رأس جيش تعداده عشرات الآلاف من الفرسان وحاصر قوات جوسلين الثاني في جمادى الآخرة / نوفمبر من نفس العام مما اضطر جوسلين إلى الهرب. طارده نور الدين ووقعت معركة في سميساط ونجح جوسلين الثاني في الفرار بعد انتصار نور الدين. عاقب نور الدين أهالي الرها المتمردين بأن جعلهم نهبًا لجيشه وطرد من بقي فيها من الفرنجة، وقد أقرّ سيف الدين غازي بحكم نور الدين على الرها بعد أن حرّرها وسيطر عليها.

ضم دمشق

باب شرقي، دمشق عام 1880.
كانت أول محاولة لنور الدين للسيطرة على دمشق في سنة 545 هـ (1150م) حين أرسل قواته لهناك لكن مسيرها تأخر بسبب هطول الأمطار فسارع مجير الدين أبق بالاستنجاد بالصليبيين، فقرر نور الدين فك الحصار عن دمشق بعد أن وعده مجير الدين بأن ينقش اسمه على النقود وأن يدعو له في المساجد. سيطر الصليبيون على عسقلان عام 548 هـ / 1153م، وانتزعوها من يد الفاطميين واعترضت دمشق بين نور الدين وبينها، وخشي نور الدين على دمشق خاصة بعد أن استطال الصليبيون على دمشق بعد ملكهم عسقلان ووضعوا عليها الجزية واشترطوا عليهم تخيير الأسرى الذين بأيديهم في الرجوع إلى وطنهم. فقام نور الدين بتكليف نجم الدين أيوب الذي كان حاكم بعلبك آنذاك، بكسب بعض القواد في دمشق وبث الشائعات ضمن دمشق وتحريض الشعب على الثورة، حتى ذهب نجم الدين مع بعض من حرسه لمقابلة مجير الدين والذي خشي بدوره من المقابلة ورفضها. فاعتبرها نور الدين إهانة فسير جيشه إلى دمشق. فاستنجد مجير الدين بالصليبيين على أن يعطيهم الأموال ويسلم لهم بعلبك فجمعوا واحتشدوا. في خلال ذلك عمد نور الدين إلى دمشق في محرم سنة 549 هـ (أبريل 1154 م) وكاتب جماعة من أحداثها ووعدهم من أنفسهم فلما وصل ثاروا بمجير الدين ولجأ إلى القلعة. وفتح أحد أبواب دمشق وهو باب شرقي ليدخل نور الدين منه، وملك نور الدين المدينة وحاصر مجير الدين في القلعة وبذل له إقطاعاً منها مدينة حمص. فسار إليها مجير الدين وملك نور الدين القلعة. ثم عوضه عن حمص ببالس فلم يرضها فرحل إلى بغداد وابتنى بها داراً وأقام بها إلى أن توفي.

ضم شيزر
تملك شيزر موقع استراتيجي، فهي تقع على الخطوط التجارية بين حلب ودمشق وحمص، رغم ذلك لم يحاول نور الدين ضمها عسكريا. لكن حدث زلزال سنة 552 هـ دمر الحصن وقتل معظم أل منقذ. خشي نور الدين على شيزر من أن تقع تحت أيدي الصليبيين فوقف بجيشه في أطراف البلاد ورمم ما تضرر من أسوارها. وبذلك دخلها بعض أمراء نور الدين ومن ثم دخلها وملكها بعد أن مات جميع آل منقذ الذين اجتمعوا عند أميرها في دعوة فأصابتهم الزلزلة مجتمعين فسقطت عليهم القلعة ولم ينج منهم أحد.

ضم بعلبك

بعد أن نجح نور الدين في ضم دمشق، أعلن الضحاك بن جندل البقاعي والذي كان تابعا لإمارة دمشق عصيانه وتمرّده على نور الدين. لكن نور الدين لم يقم بأي عمل ضده خوفا منه بأن يستنجد بالصليبيين. وانتظر ثلاث سنوات حتى عقد اتفاق هدنة مع الصليبيين. وفي سنة 552 هـ / 1154م ضم نور الدين بعلبك دون أي مقاومة من الضحاك.

ضم حران
كان نصرة الدين الزنكي حاكم حران وخاضعًا في نفس الوقت لسلطان نور الدين. استمرت العلاقة هذه حتى سنة 552 هـ حيث ازدادت الطموحات السياسية لنصرة الدين وأراد السيطرة على حلب مستفيدًا من مرض نور الدين، ودعم الإسماعيلية له، فقام بالسيطرة على المدينة إلا أن القلعة استعصت عليه. بعد فشل هذه المحاولة قرر نور الدين إخضاع حران لسيطرته المباشرة فقام بحصارها شهرين وسقطت في يده سنة 554 هـ / 1159م ولاذ أخوه بالفرار. إلا أن نور الدين استمال أخوه فيما بعد وشارك معه في حروبه ضد الصليبيين.

ضم قلعة جعبر
حاول نور الدين ملاينة شهاب الدين العقيلي بعد أن تم أسره من قبل قبيلة بني كلاب وإكرامه أثناء أسره لتسليمه القلعة. لكن رفض شهاب الدين دفع نور الدين إلى محاصرة القلعة لكنه فشل عن فتح القلعة. فلجأ هذه المرة إلى أسلوب الإغراء بأن عرض عليه مناطق غنية وذات موارد زراعية تابعة لحلب إضافة إلى عشرين ألف دينار فوافق شهاب الدين. استلم نور الدين قلعة جعبر سنة 564 هـ الموافقة سنة 1168م.

ضم الموصل
استلم إمارة الموصل قطب الدين زنكي بعد وفاة سيف الدين غازي سنة 554 هـ. شارك مع نور الدين في معظم حروبه وأصبح يخطب له في إمارته طواعية دون كراهية. بعد وفاة قطب الدين استلم الإمارة ابنه سيف الدين غازي الثاني بدلا عن ابنه عماد الدين زنكي الثاني حسب وصية قطب الدين، وذلك بمساعدة الوزير فخر الدين عبد المسيح بمساعدة الخاتون والدة سيف الدين. استطاع فخر الدين أن يصبح المسيطر والمتحكم بالإمارة. ضاق هذا الأمر على نور الدين فتوجه إلى الموصل على رأس جيشه فضم الأراضي الخاضعة لإمارة الموصل في طريقه مثل الرقة ونصيبين وضرب الحصار على سنجار حتى سقطت وأعطاها لابن أخيه عماد الدين وبدأ بفرض حصار على الموصل حتى استجاب فخر الدين عبد المسيح بتسليم الموصل مشترطًا منحه إقطاعًا في أي مكان يراه نور الدين مناسبًا وببقاء سيف الدين غازي الثاني على إمارة الموصل. وافق نور الدين على ذلك وسيطر على الموصل في سنة 566 هـ.


هذا الكتاب جزء من كتاب (الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين محمود الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي) القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره من التراجم والأعلام

“كان نور الدين محمود يدعو قائلاً : إنك يا رب إن نصرت المسلمين فدينك نصرت , فلا تمنعهم النصر بسبب محمود إن كان غير مستحق للنصر”.
الترتيب:

#13K

0 مشاهدة هذا اليوم

#4K

82 مشاهدة هذا الشهر

#6K

28K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 167.
المتجر أماكن الشراء
علي محمد الصلابي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث