█ _ محمد عبد الله دراز 1985 حصريا كتاب النبأ العظيم: نظرات جديدة القرآن الكريم عن دار طيبة للنشر والتوزيع 2024 الكريم: الكتاب مؤلف من بحثين : البحث الأول تعريف والبحث الثاني مصدر وتفنيد زعم القائلين بأنه عند النبي وتبيان بعض صور الإعجاز فيه وينتهي بدراسة مفصلة لسورة البقرة وهدفها وتوضيح كيفية تسلسل وترابط موضوعاتها وآياتها الكتاب رغم أنه يمثل مقدمة للدخول علوم فقط إلا يحوي الكثير الأجوبة التي يحتاجها المشككون موجه لهم بشكل رئيسي لذلك أدعو يبحث منهم إجابات ومن حقا منهجه العلم لا مجرد الإعتراض الأعمى لقراءته أما الذين وفقهم للإيمان بكتابه فسيجدون تثبيتا لقلوبهم فكلنا يزيد إيمانه وينقص ونحتاج بين وقت وآخر ما يفتح أبصارنا وبصائرنا ويردّنا إلى الحق جهة أخرى الواجب علينا التثقف هذا المجال للرد افتراءات المشككين فإن أكثر يسوءنا كمسلمين حين يتعرض ديننا للإتهامات يرد معظمنا بالسِباب والشتائم ! أن نواجههم بسلاحهم أليسوا ينادون بالولاء للعلم وحده فلنأتِهم بالعلم الذي يريدون ونضع أمام أعينهم البرهان بطلان إدعاءاتهم يقول الكاتب " لعمري لئن كانت للقرآن بلاغة تعبيره معجزات وفي أساليب تربيته نبوءاته الصادقة تشريعاته الخالدة كل استخدمه حقائق العلوم النفسية والكونية ومعجزات إنه ترتيب آية الوجه لهو معجزة المعجزات " يحتويه ولمن يهتم بقراءته فقد رتبه ترتيبا موضوعيا رائعا كالتالي: ١ تحديد معنى والفرق بينه وبين الحديث القدسي والنبوي ٢ سر تسمية القران بالقران والكتاب ٣ بيان وأنه بأدلة عقلية ونقلية وبالتالي رد شبهات يقول بعكس ذلك ٤ ظاهرة الوحي وتحليل عوارضها مستأنسا الحاضر ٥ نواحي والرد الشبهات أتت لدحض القول بإعجازه ٦ خصائص البيانية ٧ جمع للفضائل تباعد أطرافها كإقناع العقل وإمتاع العاطفة القصد اللفظ والوفاء بحق المعنى البيان والإجمال إلخ ٨ ميل المؤلف كون كله موجزا مع الإثبات بالدليل ٩ ثم أنهى بحثه بأنموذج تماسك بنيان وإحكامه وذلك خلال سورة وقد كان حسن استنباطه واستخراجه للمقاصد أرادها جميلا وموجزا هذا ورد إجمالا وضع ذهنك يتفرع نقطة نقاط أجاد بحسن استعراضها وسردها تكمن أهمية مؤلفه استطاع يثبت بالأدلة العقلية والتاريخية والحالية بأن كلام , يستحيل يكون مكذوبا أو مختلقا محرفا يشعر القارئ لهذا مشروع عقلي ضخم يجد أمامه التسليم بقوة أدلته وصرامة منهجيته وهو أبدع كتبه المعاصرون أقوى يؤسس القناعة بصدق أشد يبدد الشكوك حول مصدره وصدقه المواضيع تناولها: "في القرآن" اللغوي والاشتقاقي لكلمتي: "قرآن" و"كتاب" التسمية بالاسمين جميعًا اختصاص بالخلود وعدم التحريف دون الكتب السابقة يمكن تحديدًا منطقيًّا؟ عناصر التعريف المشهور الثاني: تمهيد الدعوى أخذًا النصوص القرآنية طرف سيرته بإزاء فترة حادث الإفك مخالفة لطبع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعتابه الشديد له المسائل المباحة توقف أحيانًا فهم مغزى النص حتى يأتيه موقف قضية المحاسبة النيات مسلكه الحديبية تلقي أول عهده بالوحي العامة كتب مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد والمجتمع معاً فبفضل هذه مثلا يستطيع المسلم تدبر وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين كامل وشامل لكتاب تعالى لأننا حينها نعرف أسباب النزول ولا أحكام النسخ مكامن ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة غير المسلمين ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع ضد تثار حوله أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل عليه المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى به سماء وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة بأخرى واجب مسلم ومسلمة لذلك القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات وخدمة الباحثين فيها
❞ لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات ، وفي أساليب تربيته معجزات ، وفي نبوءاته الصادقة معجزات ، وفي تشريعاته الخالدة معجزات ، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات ، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات! . ❝
❞ أول ما يلاقيك ويستدعي انتباهك من أسلوب القرآن الكريم خاصية تأليفه الصوتي في شكله وجوهره.
الجمال التوقيعي في توزيع حركاته وسكناته، ومداته وغُنَّاته: دع القارئ المجود يقرأ القرآن يرتله حق ترتيله نازلًا بنفسه على هوى القرآن، وليس نازلًا بالقرآن على هوى نفسه. ثم انتبذ منه مكانًا قصيًّا لا تسمع فيه جرس حروفه، ولكن تسمع حركاتها وسكناتها، ومداتها وغناتها، واتصالاتها وسكتاتها، ثم ألق سمعك إلى هذه المجموعة الصوتية، وقد جردت تجريدًا وأرسلت ساذجة في الهواء. فستجد نفسك منها بإزاء لحن غريب عجيب لا تجده في كلام آخر لو جرد هذا التجريد، وجود هذا التجويد . ❝
❞ وقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، فانظر أي إلهاب، وأي استفزاز! لقد أجهز عليهم بالحكم البات المؤبد في قوله {وَلَنْ تَفْعَلُوا} ثم هددهم بالنار، ثم سواهم بالأحجار، فلعمري لو كان فيهم لسان يتحرك لما صمتوا عن منافسته وهم الأعداء الألداء، وأباة الضيم الاعزاء، وقد أصاب منهم موضع عزتهم وفخارهم، ولكنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى معارضته، ولا سُلَّمًا يصعدون به إلى مزاحمته، بل وجدوا أنفسهم منه أمام طود شامخ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا ... حتى إذا استيأسوا من قدرتهم واستيقنوا عجزهم ما كان جوابهم إلا أن ركبوا متن الحتوف، واستنطقوا السيوف بدل الحروف. وتلك هي الحيلة التي يلجأ إليها كل مغلوب في الحجة والبرهان، وكل من لا يستطيع دفعًا عن نفسه بالقلم واللسان . ❝
❞ وبعد فما بنا -علم الله- حب الخلاف ولا شهوة الإغراب، ولكنها أمانة العلم والنصيحة لكتاب الله تعالى حملتنا على أن نقول فيه أحسن ما نعلم، ثم شجعتنا على أن نسجل بالقلم هذا الذي قلناه بالفم، لنعرضه في الطرس على أنظار القارئين، كما عرضناه في الدرس على أسماع الطالبين لعل هؤلاء واجدون فيه من مواضع النقد والتمحيص ما لم يجده أولئك. وهذا الباب من أبواب البحث والاستنباط الذي لا يمس أصلًا من أصول الدين ولا يحل حرامًا أو يحرم حلالًا لن يزال مفتوحًا لكل مسلم أعطاه الله فهمًا في كتابه، على شريطة القصد والأناة في سير العقل، ومع الاستضاءة في هذا السير بمصباحين من اللغة والشرع، على الحد الذي وصفنا، والمنهج الذي رسمنا. وبالله التوفيق . ❝
❞ إذ يرى هنالك أنه كلما ازداد بصيرة بأسرار اللغة، وإحسانًا في تصريف القول، وامتلاكًا لناصية البيان، ازداد بقدر ذلك هضمًا لنفسه، وإنكارًا لقوته، وخضوعًا بكليته أمام أسلوب القرآن، وهذا قد يبدو لك عجيبًا، أن يزداد شعور المرء بعجزه عن الصنعة بقدر ما تتكامل فيها قوته ويتسع بها علمه. ولكن لا عجب، فتلك سنة الله في آياته التي يصنعها بيديه: لا يزيدك العلم بها والوقوف على أسرارها إلا إذعانًا لعظمتها وثقة بالعجز عنها . ❝
❞ هذا مثل صغير: اقرأ قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة البقرة: الآية ٣١٢] .
وانظر هل ترى كلامًا أبين من هذا في عقول الناس. ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة.
فإنك لو قلت في معناها: إنه سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب يحاسبه، ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الإنفاق خوف النفاد، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر، ولا يحتسب، أصبت.
ولو قلت: إنه يرزق بغير معاتبة ومناقشة له على عمله، أصبت،
ولو قلت: يرزقه رزقًا كثيرًا لا يدخل تحت حصر وحساب، أصبت . ❝
❞ ضع يدك حيث شئت من المصحف، وعد ما أحصته كفك من الكلمات عدًّا، ثم أحصِ عدتها من أبلغ كلام تختاره خارجًا عن الدفتين، وانظر نسبة ما حواه هذا الكلام من المعاني إلى ذاك. ثم انظر: كم كلمة تستطيع أن تسقطها أو تبدلها من هذا الكلام دون إخلال بغرض قائله؟ وأية كلمة تستطيع أن تسقطها أو تبدلها هناك؟ فكتاب الله تعالى -كما يقول ابن عطية: "لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب لفظة أحسن منها لم توجد٢ بل هو كما وصفه الله {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
وأنت فأنعم النظر في هذه الآية الكريمة تجدها قد جمعت كل ما بسطناه في هذا الفصل بكلمتي "الإحكام" و"التفصيل" وأي إحكام وتفصيل؟ إحكام من "حكيم" متقن لا خلل في صناعته، وتفصيل من "خبير" عالم بدقائق الأمور وتفاصيلها على ما هي عليه . ❝