█ _ د محمد رجب البيومي 1997 حصريا كتاب مصطفى صادق الرفاعى عن دار القلم للنشر والتوزيع 2024 الرفاعى: بين يديك أيها القارئ الكريم كتابٌ قيِّم أديبٍ كبير معاصر, فيه جدّة وسلاسة, فقد كتبه مؤلفه بطريقة تخالف المألوف الذي دَرَجت عليه أعداد هذه السلسلة, وفيه فصول متلاحقة تُنبيك جوانب العظمة والعطاء المبدع شخصية "حجة العرب ونابغة الأدب" الرافعي عرفت النهضة الأدبية المعاصرة هذا العَلَم الفذ مفكراً وأديباً رائدا لأمته والرائد لايكذب أهله وقف أمام تيار التغريب مازال الأمة تعاني من آثاره حياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية وقد بدأ قول الشِّعر سن مبكرة وبدأ بشعر يحاكي فحول الشعراء قوة وجمالاً وفي الثالثة والعشرين عمره أصدر الجزء الأول ديوانه وأتبعه بعد سنة بالجزء الثاني وبعد سنتين أخريين الثالث وقد جمع الأجزاء الثلاثة ديوان أسماه [النظرات] وأصدره 1326هـ وله أناشيد وطنيه وقصائد أخرى فنون الشعر المختلفة وحينما بلغ سنُّه الثلاثين عدل وترديده وتحوَّل إلى الأدب المنثور الرافعي سيرة حياة ولد بن عبد الرازق سعيد مدينة [بهتيم] بمحافظة القليوبية بمصر 1298هـ 1881م أسرة التي يتصل نسبها بعمر الخطاب وبها قضى شطراَ صباه والتحق بمدرستها الابتدائية ثم نقل أبوه المنصورة فانتقل صحبته التحق بالابتدائية تخرج منها 1315هـ أصيب بالمرض أضعف صوته وأفضى بسمعه الصمم فانقطع الدراسة وأقبل مكتبة أبيه كانت تزخر بصنوف الكتب وكان علماء الأزهر ولذا كان مجلسه عامراً بالعلماء والأدباء ومكتبته زاخرة بنفائس ومن المصادر الثلاثة: [أبو الشيخ ومرتادو العلماء] استقى علمه وتحصيله طنطا قاضياً بمحكمتها معه ابنه عين كاتبا المحكمة مثال الإخلاص والنشاط عمله لم يصرفه الإقبال القراءة والكتابة وبقي بها حتى أحيل التقاعد قد رشح رئيس التشريفات [نجيب باشا] لأن يكون شاعر الملك يمدحه المناسبات فبقي كذلك حل الإبراشي باشا محل نجيب فاختلف مع لأسباب غير معلومة هيأ المجال لعبد الله عفيفي كي منافسا للرافعي مدح وانتخب عضوًا للمجمع العلمي بدمشق وكان منزله ومقهى [ لمنوس ] أمكنة يرتادها تلامذة ومحبوه يتلقى أسئلتهم ويجيب عليها بصدر رحب كما يبتهج بهؤلاء ويأنس بهم أن توفي 1356هـ 1937م حياته العملية عين كاتباً بمحكمة طلخا الشرعية عام 1899م ظل ينتقل محكمة استقر به المقام الأهلية إنتاجه الأدبي يعد زمانه حامل لواء الأصالة ورافع راية البلاغة إنه الرجل قلمه وبيانه سبيل الدفاع القرآن ولغة وجدنا الصراع يشتد بينه وبن أولئك الذين استراحوا للفكر الغربي وأقبلوا وإن حربا أمتهم ودينهم ولغتهم يقول مخاطبا المستغربين :'علم ما فتن المغرورين شبابنا إلا يأخذهم الحضارة فإن لها زينتها ورونقها أخذة كالسحر فلا يميزون خيرها وشرها ولا يفرقون مبادئها وعواقبها لا يفتنهم يدعوهم مايميت ويصدهم عما يحي وما يحول بينهم وبين قلوبهم فليس المتابعة والتقليد 'والحضارة الغربية أطلقت حرية العقول تجدد وتبتدع وأطلقت ورائها الأهواء تلذ وتستمتع وتشتهي فضربت الخير بالشر ضربة تقتل ولكنها تركت الآثار هي سبب القتل إذ تزال تمد مدها تنتهي غايتها وذلك هو السر أنه كلما تقادمت الأزمنة ضج أهلها وأحسوا عللا اجتماعية تكن فيهم قبل ' ولقد صلة بالصحف حيث أقبل يودع صفحاتها مقالاته وبحوثه يطرق كل ميدان ميادين الحياة فيعالج قضايا المجتمع كالفقر والجهل وزواج الشيب بالشابات ويركز القضايا ذات الصبغة الإسلامية كمسألة السفور مثلاً ويقف بقلمه وجوه أعداء الإسلام تكاثروا الطعن سواء منهم الغربيين أومن مستغربي ويجعل بيانه حصنا يصد اللغة العربية سهام المغرضين ولقد عرف هؤلاء قوته وصلابته فأرادوا استمالته نهجهم طريق إغرائه بالإمامة العصر الحديث ومن ذلك ورد مقالة جبران رصدها كتابه [تحت القرآن] أو [المعركة القديم والجديد] حياته بالهجوم أرباب المراتب العالية مثل البارودي والمنفلوطي فلما صار المقدمة أهل الفن عاد واعترف بأن نزق الشباب وهذا دليل صدق نفسه والناس ولم يكد منهج يشتهر الناس أقبلوا وأقبلت معهم الصحف والمجلات طبيعياً يجد بعض مزامنيه يقف وجهه إما كرها لنهجه وإما خوفاً مزاحمته مؤلفاته 1 تاريخ آداب [ثلاثة أجزاء] صدرت طبعته الأولى جزأين 1329هـ 1911م وصدر وفاته بتحقيق العريان 1359هـ الموافق لعام 1940م 2 إعجاز والبلاغة النبوية [وهو العرب] باسم 1928م 3 المساكين 1917م 4 السحاب الأحمر 5 حديث القمر 6 رسائل وهي مجموعة خاصة يبعث محمود أبي رية اشتملت كثير آرائه والسياسة ورجالهما 7 تحت مقالات العربي الجامعة والرد الجاهلي لطه حسين 8 السفود وهو رد عباس العقاد 9 وحي ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثره لمجلة الرسالة القاهرية عامي 1934 10 أوراق الورد 11 الأحزان 12 1900م 13 النظرات [شعر] 1908م قالوا وكتبوا عنه صدر عدة ودراسات منها: حياة لمحمد الجانب الإسلامي أدب الستار علي السطوحي كتبت فكره وأدبه جامعية عديدة جامعات مصر والسعودية وسورية وقد مقام أدباء عصره وهذه جمل أقوالهم فيه: يقول عبده : أسأل يجعل للحق لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك الأواخر حسان الأوائل وقال: سعد زغلول ' بيان كأنه تنزيل التنزيل قبس نور الذكر الحكيم' أما فقال ليتفق لهذا الكاتب أساليب البيان يتفق مثله لكاتب صدر أيامها وقال أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة: لقد جعلت لنا شكسبير للإنجليز وهيجو للفرنسيين هيجو وجوته للألمان جوته التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير الأعلام عبر العصور دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي ابن فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما فيها لله تعالى تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول
❞ وأما الثانية فإن هذه العربية لغة دين قائم على أصل خالد هو القرآن الكريم، وقد أجمع الأولون والآخرون على إعجازه بفصاحته، إلا من لا حفل به من زنديق يتجاهل أو جاهل يتزندق، فإذا كان الُمعْجز في لغة من اللغات بإجماع علمائها وأدبائها هو من قديمها خاصة، فهل يكون الجديد فيها كمالًا يسمو أم نقصًا يتدلَّى . ❝
❞ يجبُ علَى كُلِّ عالِمٍ يَحْتَجُّ بكلامِ غيرِه، أو علَى كلامِ غيرِهِ؛ أن يُورِدَ الكلامَ بحُرُوفِهِ، وإنْ حَذَفَ؛ دلَّ علَى موضِعِ الحَذْفِ، وإنْ غَيَّرَ، أو أبْدَلَ؛ نبَّهَ إلى أنَّه تصرَّفَ، وتعَمَّلَ، وذلك واجِبٌ في العِلْمِ، ولَهُوَ في التَّاريخِ أَوْجَبُ؛ إذ الكلمةُ التَّاريخيَّةُ -حادِثتُها، أو معناها-كالاسمِ في النَّاسِ علَى مُسمَّاهُ؛ مهما بدَّلْتَ؛ فلا يجوزُ تبديلُه، ومهما قُلْتَ؛ فليس فيه إلَّا قولٌ واحدٌ، إذا أردتَّهُ لحقيقتِه . ❝
❞ إنَّ التَّاريخَ الإسلاميَّ إذ حُمِلَ علَى غيرِ طريقتِه، وتولَّاه غيرُ أهلِه؛ لَمْ يأتِ منه إلَّا ما هُو دَخيلٌ فيه، وتقلُّ الرَّوِيَّةُ، ويكثرُ التَّكذيبُ، ويحصلُ الخَطَأُ، ويقَعُ الخَلَلُ؛ لأنَّ الأشياءَ بما كانَتْ عليه، لا بما تتوهَّمُ أنتَ أنَّها كانَتْ عليه . ❝
❞ فالحضارة الغربية أطلقت العقول تجدّ وتبتدع ، أطلقت من ورائها الأهواء تلذ وتستمتع وتشتهي ، فضرب الخير بالشر ضربة لم تقتل ولكنها تركت الآثار التي هي سبب القتل ، إذ لا تزال تمدّ مدّها حتى تنتهي إلى غاياتها ، وذلك هو السر في أنه كلما تقادمت الأزمنة على هذه الحضارة ضجّ أهلها وأحسّوا عللا إجتماعية لم تكن فيهم من قبل . ❝
❞ فلما تعطل الزمن وأصبح الأدب صَحفيًّا، وآلت العربية وآدابها إلى بضعة كتب مدرسية، وانزوى ذلك العلم المستطيل١ وأصبحت المكاتب له كالقبور المملوءة بالتوابيت، وفشت العصبية بيننا للأجنبي وحضارته، رجع الأمر على مقدار ذلك في صغر الشأن وضعف المنزلة، واحتاج أهل هذا القليل من العربية إلى أن يعتبروه كلًّا بنفسه لا جزءًا من كله، فكان لذلك مذهبًا وكان مذهبًا جديدًا . ❝
❞ إنَّ العَجْزَ مِطواعٌ، وإنَّ كُلَّ ما يعني أهلَ الحَزْمِ يهمُّ به العاجزُ، ويراهُ سَهْلًا؛ لأنَّ ذلك يُحقِّقُ مَعْنَى عَجْزِه، وما زالَ مَن يعجزُ عن الكتابةِ هو الَّذي يُريدُ أن يصلِحَ لغتَها وأساليبَها، ومَن يعجزُ عن الشِّعْرِ هو الَّذي يقولُ في إصلاحِه أوسعَ القَوْلِ، وهلُمَّ إلَى أن تستوعبَ البابَ كُلَّهُ . ❝
❞ ثم إن فصاحة القرآن يجب أن تبقى مفهومة، ولا يدنو الفهم منها إلا بالِمران والمزاولة
ودرسا لأساليب الفصحى والاحتذاء عليها وإحكام اللغة والبصر بدقائقها وفنون بلاغتها
والحرص على سلامة الذوق فيها، وكل هذا مما يجعل الترخص في هذه اللغة وأساليبها
ضربًا من الفساد والجهل . ❝
❞ ويحٌ لهذه النفس إذا لج بها مَنَزعُها وركبها سوءُ طبعها وكان من ورائها قلب أسود دوي أفسده داؤه وصرف همه وخواطره فيما تميل إليه، فقد قالت العلماء: إن الرأي لا يكون رأياً حتى يمكن له في الطبع أشد التمكين، وإن المصلح لن يقبل منه وفي طبعه ما عسى أن يتحول به عهدُه أو ينتكث . ❝
❞ إنَّ الرِّقَّةَ والجزالةَ واللِّينَ والجَفاءَ لا تَرْجِعُ في الشِّعْرِ إلى لُغةِ الشَّاعِرِ، ولا عَصْرِهِ؛ ولكن لعواطفِه، ومعانيهِ، وذوْقِهِ، وللطَّريقةِ الَّتي نشأَ عليها، وللشَّاعرِ الَّذي يحتذيهِ؛ فإنَّ الشَّاعرَ لا ينبتُ كما تنبتُ الشَّجَرةُ؛ بل هُوَ يروي شِعْرَ غيرِه، فيعملُ عليه، ثُمَّ تعرضُ له أمورٌ من نفسِهِ ودَهْرِهِ وعَيْشِه؛ فتؤثِّر فيه قُوَّةً وضَعْفًا، وقد كانوا لا يعدُّونَ الشَّاعِرَ إلَّا مَن رَوَى لغيرِهِ؛ لأنَّه مَتَى رَوَى اسْتَفْحَلَ . ❝
❞ ولا يذهبن عنك أن الحضارة تقرر في جميع الناس هذين الأصلين العظيمين : الحرية والمساواة ، فينشأ الناشيء عليهما ويترشح لهما في الحياة ، حتى إذا شب وانتهى إلى الواقع وجد تلك الحضارة بعينها هي التي تقتلع الاصلين وترمي بهما في وجهه ، فليس في الواقع إلا أشراف ووضعاء ، وإلا علية وسفلة ، وإلا أفراد معدودون من طبقة يراغمون سائر الناس من العمال والمهّان والمساكين ونحوهم ، كأن أساطين المال والسياسة هم وحدهم أصابع الدنيا تأخذ بهم ما هي آخذة ، وبذلك ترجع عقيدة المساواة وإنها لعقيدة الظلم ، وتعود فكرة الحرية وهي فكرة الإستعباد . ❝
❞ إن التاريخ الإسلامي إذ حمل على غير طريقته وتولاه غير أهله لم يأت منه إلا ما هو دخيل فيه وتقل الروية ويكثر التكذيب ويحصل الخطأ ويقع الخلل لأن الأشياء بما كانت عليه لا بما تتوهم أنت أنها كانت عليه . ❝