[اقتباسات] 📘 ❞ رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب ❝ كتاب ــ مصطفى صادق الرافعي اصدار 1924

❞ أقول لك أحببتُها لا كهذا الحب الذي تراه وتسمع به في رواية تبتدئ وتنتهي في جزءين من رجل وامرأة، ولا كالحب الذي يؤلفه الكتَابُ والشعراء حين يجمعون عشرين معنى في كلمة أو يُرسلون عشرين كلمة لمعنى.... ولا كالحب الذي يباع ويُشْرى فتأخذ منه بالدينار أكثر مما تأخذ بالدّرهَم ... ولا كالذي تجيئه وانت من الإشراق والنور كزجاجة الخمر فيعيدك وانت من الظلمة كزجاجة الحبر .... أحببتها ولا كالحب نفسه . ❝

❞ والآن سأدع صمتي يتمم كلامي وإنه لصمت قاتم الأعماق أسود النواحي.. مظلم شديد الحلك لأن شمس الحب لا تسطع فيه ، مبهم مستغلق .. موحش مقفر لأنه رسم قلب ٍ حزين . ❝

❞ هي رسائل الأحزان لا لأنها من الحزن جاءت ولكن لأنها إلى الحزن انتهت . ❝

❞ الجمال هبة الله فليس لامرأة فيه عمل , ولكن العجيب أن اكثر مايكون من عمل المرأه انما يكون في افساد هذه الموهبة , كأن الجمال غريب حتى عن صاحبته . تفسدها بالجهل اذا كانت جاهلة وتفسدها بالعلم اذا كانت عالمة وتفسدها بلا شيء اذا كانت لاشيء . ❝

❞ فاعلم أنى لا أحب فيها شىئا معينا أستطيع أن اشير إليه بهذا أو هذه أو ذلك أو تلك ولا (بهؤلاء)كلها..إنما أحبها لأنها هى كما هى هى ، فلإن فى كل عاشق معنى مجهولا لا يحده علم ولا تصفه معرفة، وهو كالمصباح المنطفىء: ينتظر من يضيئه ليضىء ، فلا ينقصه إلا من فيه قدحه النور أو شرارة النار . ❝

❞ أقول لك (عدم المبالاة) فافهم عني فإني أريد أن تحفظ هذه الكلمة وتعيها من بوادي هذا الحب إلى تواليه إلى أعقابه. إن عدم المبالاة يكون في بعض الأحيان وفي بعض الأمور هو كل ما تكلفنا به الطاقة البشرية من المبالاة . ❝

❞ دع الدماغ يحلم نائماً أو متنبهاً
ولكن متى انعدل الليل راجعاً إلى مآبه واستدار النصف المضئ من الكرة
فلا تجعل حُلُمَ الرأس الذى هو أداةُ الخيال سبباً فى عذاب الحواس التى هى أدوات الواقع
واقطع من نفسك أسباب المطمعة الخيالية تجد كل شئ قاراً فى موضعه لا ينحرف ولا يضطرب ولا يتململ
وتذهب احلام النوم فى النوم ، وتأتى حقائق اليقظة مع اليقظة
والتى كنا فى انتظارها فلا يُفاجئنا منها شئ . ❝

❞ فمن لم يدرس طبائع القلوب المتوهجة في أنفاس أهلها لا يعلم قلبه شيئا و إن كان رأسه مكتبة من العلوم . ❝

❞ بهذا القلب رأيتُني كلَّما كَبرتُ صَغُرَت الدُنيا في عَيني، وكلّما تقدَّمتُ دانيتُ أطَرافها العُليا؛ فأصبحتُ أشعر حقٍّا...

أنّ هذا العُمر إنّما هو سُلَّم إلى السَماءِ لا إلى غَيرها.!

-- الرَّافعي[رسائل الأحزان] . ❝