مقال ˝عن الشهوة ˝ .. رائع وهام جدًا مع سن البلوغ تهب... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب عصر القرود

- 📖 من ❞ كتاب عصر القرود ❝ مصطفى محمود 📖

█ مقال "عن الشهوة " رائع وهام جدًا مع سن البلوغ تهب زوبعة الرغبة وتتفجر الشهوات ويطالب الجسد بحظه من الإشباع ويشعر الشاب بهذه الرغبات تغالبه وتزاحمه كأنها مشيئة أخرى داخله تحاول أن تفرض ذاتها عليه بنفسه يدفعها وتدفعه ويكبحها وتكبحه ويلجمها مرة وتفلت منه مرات وتجذبه وراءها وتجره إلى حضيض اللذات الحسية المباشرة والمزاولات البدائية وتلك هي المراهقة وقد يصاحبها انطواء وسوداوية ورغبة العزلة أو ثورة ولهو وعربدة تدین حاد مریض متهوس كفر وعصيان وتمرد ورفض لجميع الأخلاق والأعراف فنرى يقول : جسمی ملکی أفعل به ما أشاء وأستمتع مادمت لا أغتصب أحدًا ونرى الفتاة تقول أنا حرة أهب نفسي لمن أحب وأختار ولا دخل لأحد بنا مادمنا نؤذي تصل هذه الإباحية ذروتها وترفع لنفسها رايات فلسفية مثل العبثية والوجودية والفوضوية فتعقد صلحًا مزيفًا مع العقل بل أكثر ذلك تجعل خادمًا لها يجلب المزيد ويسخر صنوف المتعة !! ويقول الواحد منهم كل شيء حلال نخون أنفسنا نكذب نمثل ندعي وهو كلام يكشف عن التباس خطير فقد تصور الوافدة حقيقة كتاب عصر القرود مجاناً PDF اونلاين 2024 فكر وثقافة فاللإنسان هو إنسان فقط إذا استطاع يقاوم يحب ويتحمل يكره ساد عقله بهيميته وإذا رشده حماقته وتلك أول ملامح الإنسانية فى الإنسان على خطايانا يجب نبكي حقًا وليس أي هجر؛ فراق؛ مرض؛ موتٍ؛ وذلك حال الذين قدروا الله حق قدرهِ ولا شك أمهاتنا الرجعيات الجيل القديم قد فهمن الأنوثة حفيداتهن المودرن المثقفات حاولوا تكونوا فضلاء أولا قبل تفتشوا المرأة الفاضلة فالثمار يمكن تظهر ألا ظهرت الزهور أولا" يبدأ هذا الكتاب بالتصوير للمرأة المثقفة العصرية ناحية الاهتمام الزائد بالمظاهر الخارجية حساب الدور الأساسي بيتها تناقص بشئون البيت وأصبح يشغلها التفكير الذاتي عكس امها وجدتها وان ترائي انهن أبصر منها بدور الحياة التي خلقت اجله واختلفت ايضا نظرة الرجل زمن يقل نصف قرن فبعد كان يراها رفيقة حياته والمعلم الأول لأبنائه أصبح يشغله جسدها عقلها" مقتطفات الكتاب: “على قدرهِ” “ولا المثقفات” “فاللإنسان الإنسان” “حاولوا أولا” “و لن تجد لسنة تبديلا وانما الحب وروايات أهل مثال ألف مثال” “نخن قادمون فبرغم الكم التكنولوجيا وصل الانسان فنحن أصبحنا امام انسان اقل رحمة , مودة عطفا ,اقل شهامه مروءة ,واقل صفاء المتخلف ” “فهناك تحب فلا ترحم وهذا الكثرة وهناك عطاؤها شفقة وصدقة عطاء حب فيه وندر بين النساء جمعت قلبها جمعية "الحب والرحمة" تلك التى عواطفها سكن وحنانها قيم وحبها ظل ظليل نارا محرقة ” “إنما يخلق الإنسان ليولد وحده يموت يشيخ يمرض يتألم يكابد يلقى نملك نهون بعضنا الطريق” “بانتهاء الحياء تبدأ دولة القرود” “الإنسان إستطاع مايحب بهيمته الإنسانية” “حاولوا اولا ,قبل المرأه الا اذا ” “تربية الفضيلة فالنفس امر مختلف تسمين الدجاج تربية الاسماك فليس للفضيلة وصفة علمية تنمو بها بذور تشترى السوق اما نور تنور النفوس إلا بالاتجاه مصدر الاشراق صاحب الفضل فضيلة ” “يكاد يكون صنم العصر الذي يحرق له البخور ويقدم الشباب القرابين دمائهم”

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ مقال "عن الشهوة " .. رائع وهام جدًا



مع سن البلوغ تهب زوبعة الرغبة وتتفجر الشهوات , ويطالب الجسد بحظه من الإشباع , ويشعر الشاب بهذه الرغبات تغالبه وتزاحمه كأنها مشيئة أخرى في داخله , تحاول أن تفرض ذاتها عليه , ويشعر بنفسه يدفعها وتدفعه ويكبحها وتكبحه , ويلجمها مرة وتفلت منه مرات , وتجذبه وراءها وتجره إلى حضيض اللذات الحسية المباشرة , والمزاولات البدائية ..

وتلك هي المراهقة , وقد يصاحبها انطواء وسوداوية ورغبة في العزلة أو ثورة ولهو وعربدة .. وقد يصاحبها تدین حاد مریض متهوس , أو كفر وعصيان وتمرد , ورفض لجميع الأخلاق والأعراف , فنرى الشاب يقول : جسمی ملکی أفعل به ما أشاء , وأستمتع ما أشاء مادمت لا أغتصب أحدًا .. ونرى الفتاة تقول : أنا حرة , أهب نفسي لمن أحب وأختار , ولا دخل لأحد بنا مادمنا لا نؤذي أحدًا .. وقد تصل هذه الإباحية إلى ذروتها , وترفع لنفسها رايات فلسفية مثل العبثية والوجودية والفوضوية , فتعقد صلحًا مزيفًا مع العقل , بل أكثر من ذلك تجعل العقل خادمًا لها , يجلب لها المزيد من اللذات , ويسخر لها المزيد من صنوف المتعة !! ..

ويقول الواحد منهم .. كل شيء حلال مادمنا لا نخون أنفسنا , ولا نكذب ولا نمثل ولا ندعي .. وهو كلام يكشف عن التباس خطير .. فقد تصور الواحد منهم أن هذه الشهوة الوافدة .. هي حقيقة إرادته ورغبته بالأصالة .. وتصورها هدفًا لوجوده وغاية لحياته على الأرض .. والحقيقة غير ذلك , فالله حينما يشعل هذا الصراع بين النقيض والتقيض (بين الروح والجسد) في الإنسان إنما يريد بذلك أن يوقظ إرادة النفس المستقلة , ويزكيها ويميزها کشیء متميز متعال , على إرادة الجسم , والأعضاء التناسلية .. يريد بكل إنسان أن يكتشف أنه ليس جسده .. وأنه حاكم لهذا الجسد , ولا يصح أن تنقلب الآية فيصبح الجسد حاكمًا عليه .. وأنه سيد على هذا الجسد , ولا يصح أن ينقلب السيد خادمًا والحاكم محکومًا , وإلا اندرج الإنسان في عداد البهائم ..

ولا يكتشف الإنسان هذه الحقيقة , إلا حينها ينحدر إلى سفل هوة الخضوع الشهواني , وحينئذ يشعر أنه لم يزدد حرية ؛ بل ازداد قيدًا , وأنه لم يصبح حرًا بل أصبح عبدًا .. وأنه أصبح سجين جسمه , وأن أعضاءه أصبحت تخنقه مثل الجاكتة الجبس .. وحينئذ يثور الواحد منهم إن كان من أهل الإخلاص , ويكسر قيوده ويتحرر , ويبدا في مسيرته الإنسانية السوية , نحو علاقة ينظم فيها هذه الرغبة في زواج ناجح , أو ينصرف عنها إلى عمل منتج .. أما إن كان من أهل الجبلة الحيوانية , فإنه يمضي في الانحدار إلى الحضيض حتى تموت نفسه , وتموت روحه كما تموت نحلة في العسل ..

والفرق بين ضبط هذه الرغبة , وعدم ضبطها هو الفرق بين جبلاية القرود وبين المجتمع المتمدن.

وما أكثر المدن الأوروبية التي أصبحت الآن أشبه بجبلايات القرود.

وإشباع هذه الرغبة يؤدى دائمًا إلى حالة من البلادة والخمول , والكسل وموت الروح .. تمامًا مثل إشباع المعدة وتخمتها وملئها بالطعام.

إنما يكون الإنسان إنسانًا , حينما يقوم من الطعام قبل أن يمتلئ ..



فالإنسان هو إنسان فقط , إذا استطاع أن يقاوم ما يحب ويتحمل ما يكره , وهو إنسان فقط إذا ساد عقله على بهيميته وإذا ساد رشده على حماقته , وتلك أول ملامح الإنسانية في الإنسان.

ويجاوب السادة الصوفية على من يسألهم : كيف يقاوم الإنسان شهوته ؟! .. فيقولون بتنظيمها في إطار الزواج , فإذا لم يتيسير الزواج يستعين عليها بالترك .. فالشهوة كامنة في الجسم کمون النار في الحجر .. إذا داومت على ضرب الحجر بالحجر ظهرت النار وبان شرارها , ولم تستطع أن تحكمها , فعليك بالترك .. لا تضرب حجر الأنوثة بحجر الذكورة .. تجنب الخلوة بين الجنسين .. وتجنب الإثارة والاستثارة .. وتجنب المراودة .. ولا تحم حول الحمى , حتى لا تقع فيه .. واكبح شهواتك بالصوم والعمل .. واستنهض روحك وقوها بالعبادة , وسيساعدك هذا الترك على عودة الشهوة إلى الركود والكمون , كما تكمن النار في الحجر إذا كففته عن الاحتكاك؛ فتهدأ النفس ويتطهر القلب , ويعود إلى البال صفوه.



ونحن نضيف إلى كلام السادة الصوفية وسائل جديدة أتاحها لنا العصر هي: الرياضة البدنية بألوانها , والرحلات وممارسة الهوايات والقراءة .. وكلها مصارف يمكن أن تجرى فيها فائض الطاقة , فتصبح فائدة وبركة , بدلًا من أن تتركز تلك الطاقة في الأعضاء التناسلية , وتصبح شهوة مدمرة تمتص صاحبها حتى النخاع وتستهلكه , فيما لا يفيد.

ولن يغني ذلك عن الصراع ولن يغني عن المغالبة والمراهقة.

فلا بديل عن الكفاح , فذلك قدر الإنسان .. وذلك أيضًا شرفه وامتيازه على الملائكة.



ولم يخلق الإنسان ليرث الجنة بلا مجهود , وإنما خلق ليأخذ الجنة غلابًا , وبعد إثبات الاستحقاق ..

فلابد من المكابدة والمعاناة ((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) ..

ولا يمكن أن يكابد واحد بدلًا من آخر , ولا يستطيع أبوك ولا أخوك , ولا صديقك أن يحمل عنك تلك المكابدة فيعانيها بدلًا منك .. وإنما يخلق الإنسان ليولد وحده , ويوت وحده ویشيخ وحده , ويمرض وحده ويتألم وحده , ويكابد وحده , ويلقي الله وحده ..

ولا نملك أكثر من أن نهون على بعضنا الطريق .. ببذل الحكمة والخبرة والقول السديد ..

وفي كتاب الموتى يقول الحكيم الفرعوني منذ ثلاثة الاف سنة :

احذر الاقتراب من النساء في أي مكان تدخله , فقد انحرف ألف رجل عن جادة الصواب بسبب ذلك .. إنها لحظة قصيرة كالحلم , والندم يتبعها ..

وكل الكتب السماوية تقول في وصاياها : لا تزن.

وقد جاء مثل هذا الكلام في صحف إبراهيم أبي الأنبياء من قبل إنه كلام قديم .. قديم .. منذ آدم .. ومنذ قال الله لآدم : لا تأكل من هذه الشجرة.

ويعود الأمر مرة أخرى , فيتكرر فإذا بكل منا يقف موقف آدم .. أيأكل من الشجرة المحرمة أم لا يأكل ؟! .. ويتكرر هذا الموقف أمام كل إغراء .. طوال حياته .. ولا تعفي الحياة أحدًا من الإغراء , ولا تعفي أحدًا من الامتحان , ولا تعفي أحدًا من ذلك الموقف القديم الذي وقفه آدم , لأنه في مراد الله وفي خطته , أن يخرج المكتوم في كل قلب , وأن تفتضح النوايا وتظهر الأعمال : ((والله مخرج ما كنتم تكتمونه)) ..



وفي مراد الله أن تتميز المراتب , وتتفاضل الدرجات .. وفي سنة الله أن يميز الخبيث من الطيب .. ولأن الله لا يريد أن يأتي هذا الأمر تعسفًا منه .. ولا يريد أن يفضح أحدًا من عباده بلا بينة .. فإنه خلق الدنيا ليفضح كل واحد نفسه بنفسه وبعمله .. ((خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاه)) ..

ليحاسب كل واحد بعد ذلك نفسه بنفسه يوم القيامة .. ((وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) .. وليدخل كل واحد في رتبته , ومنزلته في إقرار واقتناع , دون أن يكون له على الله حجة ..((ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) ..(( ولا يظلم ربك أحدا )) ..



ذلك موقف الإنسان الأزلي أمام ضعفه وقوته .. وتلك هي نافذة الشهوة التي تأتي منها الريح , فتكشف المخبوء وتفضح المكتوم , وتدل على ارتفاع المراتب أو انحطاط المنازل ..

والإنسان الحكيم يذكر ذلك , كلما وقف ذلك الموقف الذي وقفه آدم , والذي يتكرر عليه بعدد ما في الدنيا من مفاتن ومغريات , فيجاهد نفسه ليستنهض أشرف ما فيه .. وذلك هو الجهاد الأكبر .. جهاد النفس الذي تفتضح فيه مكانتها ومنزلتها .. ومصيرها وتعرف درجاتها .. وليس أشرف ولا أنبل من ذلك الجهاد !! ..



كتاب " عصر القرود ". ❝
7
1 تعليقاً 3 مشاركة
نتيجة البحث