النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب الروح والجسد

- 📖 من ❞ كتاب الروح والجسد ❝ مصطفى محمود 📖

█ النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر وتعمل طول الحياة عملًا واحدًا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هذا الشق الصغير وأن غاية لها إلا هذه الفتفوتة ثم شيء وراء ذلك وهي معذورة التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها أما الإنسان فيعلم مجرد شرخ حائط والحائط لإحدى الغرف الغرفة إحدى الشقق والشقة هي واحدة عشرات مثلها عمارة والعمارة عمارات حي والحي واحد عدة أحياء بالقاهرة والقاهرة عاصمة جمهورية بدورها قُطر أقطار قارة كبيرة اسمها أفريقيا ومثلها أربع قارات أخرى كرة سابحة الفضاء الكرة الأرضية والكرة تسعة كواكب تدور حول الشمس مجموعة كوكبية والمجموعة كلها بشمسها الأخرى مجرة مائة ألف مليون شمس وغيرها تسبح بشموسها فضاء أحد يعرف له شكلًا وكل يؤلف ما بالسماء الأولى أو السماء الدنيا سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم ومن فوقها يستوي الإله الخالق عرشه يُدبّر كل الأكوان ويُهيمن أكبر كتاب الروح والجسد مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى محمود تحدث فيه طرفان نقيضان يتصارعان وبينهما يعيش كبد تحلق به علياء المعاني السامية ويقيده الجسد الفاني بأغلال محكمة شهوات ورغبات الصراع الذي تكلم رجال الدين والفلاسفة والمفكرون والمتصوفون “السعادة الحقة حالة عميقة حالات السكينة تقل فيها الحاجة الكلام وتنعدم الرغبة الثرثرة رؤية داخلية مبهجة واحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله واقتناع عميق بالعدالة الكامنة الوجود وقبول لجميع الآلام رضى وابتسام” ********* “اللهم اجعل مكالمتي معك وحدك فأنت تعلم ولا تظلم تتبدل عندك الأقوال والأحكام تضيع محبة” ******** “للصمت المفعم بالشعور حكم أقوى الكلمات” ********* “لابدّ احترام المسافة تحفظ لكل فرد مجاله الخاص وكينونته الخاصة كإنسان مستقل الحق يطوي ضلوعه شيء” ************ “وصف القرآن العلاقة السوية بين الرجل والمرأة بأنها المودة والرحمة يسمها حبا وجعل الحب وقفا علاقة الانسان بالله لأنه وحده جامع الكمالات الجدير بالحب والتحميد وجاءت لفظة القران حب الله وحب الرسول مرة المرأة لسان النسوة الخاطئات حينما تكلمن امرأة العزيز وفتاها (شغفها حبا) وهو رفضه يوسف واستعصم منه واستعان بربه وآثر عليه السجن سنين” ********* “وللصمت الكلمات وله إشعاع قدرته الفعل والتأثير والمحب الصامت يستطيع ينقل لغته وحبه الآخر إذا كان نفس المستوى رهافة الحس وإذا قادراً السمع بلا أذن والكلام نطق” *********** “اللهم لي صمت الجبل يحمل أحشائه البركان صامت ويحمل باطنه الزلزال هادئ جوفه الذهب والبلاتين والماس ويبدو متواضعاً بفرش نفسه للفقراء والبسطاء اللهم مكالماتي محبّة” ******** “الله يتركنا ندعي اي ويمتحننا بأن يضعنا امام مخاطر الكلمة ومخاطر التبعة فيطالبنا بثمن الصدق كنا صادقين يمتحننا ظاهرنا وباطننا ويمتحن جواهرنا وقلوبنا وأفعالنا” ************ “بل تكاد تكون قاعدة القلب يصحو بالألم والنفس تشف وترهف بالمعاناة” ************ “كنا عائدين أداء الواجب قال صديقي: ـ أنعيش كذب دائم ؟ ألا يوجد صدق قلت له: بل نحن نصدق دائما ولكنه محدود‏, ‏صدق لحظتها كلماتنا عمرها عمر الرسم علي الماء والنقش الرمال العادة صادقة حدود العمر القصير فيما ندر‏ ‏ وبعد ذلك‏ بعد تتغير الظروف وتتبدل الملابسات وتمتحن العواطف والأقوال والأعمال وتبتلي النفوس جواهرها وتتقلب القلوب ويأتي الليل النهار فنحن أرض أليس كذلك‏ يصمد للامتحان باق؟ أحيانا ولكن الباقي تعيا حمله والذي يحب حاول يعبر يخرج كلاما عبيطا عبارات معني ومثل يكون أغلب الأحوال أزمة الصدر وعطشا خلف الضلوع ارتواء حل له‏ إني أتمني تحبني الحب‏ أبدا‏ لم؟ لأن تحب تسامح إنها تري نفسها قد أعطت روحها فلا أقل تأخذ روحي والذين يحبون هم قاتل ومقتول وأنا أحب أكون أحدهما‏ الرائع‏ الإشراك بعينه وعبادة المخلوق دون الخالق‏, ‏وهذا قاله الإمام الغزالي الواحدة استغراقا وصبابة إنه السقوط الشرك ولهذا أباح الإسلام تعدد الزوجات ليحول الاستئثار وحتي التوحيد لله‏ وهل تظن أنك تختار قدرك يمكن يداهمك النوع برغم أنفك‏, ‏فلا تملك فكاكا؟ مصيبة وكارثة وأسرا وسجنا وأغلالا يكتبه عبد غضب ولعنه وأضله وأرجو المغضوب عليهم الضالين أعرف معبودي أضل عنه وأنه الأجمل جميل مهوي الأفئدة وسكن الأرواح‏ وماذا للمرأة المثلي عندك؟ عندي والصحبة الطيبة أكثر غل قيد أسر وإنما ضيافة كريمة يستضيف منا مدي أيام الشقية ويعاونه تحملها‏ سوف أعيش وأفرح فيك وأراك بإذن الأسر والغل والقيد غريقا لشوشتك أذيال حتي تتوب تعذيبنا‏ تبت‏ ‏ولا داعي للبلاء اللهم تدخلنا تجربة تكتب حبك‏ يتنافي الناس؟ يدعو الناس وبلا قيود عبودية سعار الغرام وضرام الشهوات‏ يغنيك غرام بشري؟ نعم استطعت أفهم النظر وجهه ومعني هالك عشق الهالكين الهلاك معهم حبه الخلاص والعتق والحرية‏ وكيف تنظر وجهه؟ أستشفه صدح الطيور وفي نور الفجر‏, ‏في جناح الفراش بصمة الاصبع عطر الوردة العدل المستتر الألم والحكمة الخافية العذاب وأشعر استسرار وإبهام الموت وطلسم القدر أحس الحقائق تلقي عقلي لغة عبارة تسعفني ساعة الخطر الوضوح الرائع يتجلي لحظة الأزمة الإحساس الحميم بالصحبة والونس وحدي‏, ‏وفيما لطائف الأسرار العبد وربه مما يكتب يقال‏ أهناك يقال؟ مطلق نعرفه؟ نعرفه نكابده إحساسك بذاتك مكابدة وليست معرفة ومع ذلك‏, ‏فهي أعلي جميع المعارف درجة اليقين ذاتك أمر يرقي شك يتوضح كما تتوضح سائر والحقائق العليا مكابدات معارف والمتصوفة يسمون حضورا وحضرة‏ نصل الحضرة بالاجتهاد؟ نستطيع يساعدنا هو‏ دخلت الحضرة؟ أنا أبعد الشرف‏, ‏أنا حالي مثل حالك حال المرحوم دفناه اليوم الخاطئين الذين يتقلبون والنهار‏ ‏ولكني أحاول ‏مجرد محاولة‏ ‏” ********** “إن السعادة فى معناها الوحيد الممكن هى الصلح الظاهر والباطن بين ونفسه وبين والآخريين الله فينسكب منهما كأنهما وحدة ويصبح الفرد وكأنه الكل وكأنما تغنى وتتكلم ”

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر وتعمل طول الحياة عملًا واحدًا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير وأن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. وهي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.



أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط والحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق والشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة والعمارة واحدة من عمارات في حي والحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة والقاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قُطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. والمجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.



وغيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلًا.. وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا وهي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم ومن فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يُدبّر كل هذه الأكوان ويُهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.



كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. ومع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سُجناء محصورين كل واحد مُنغلِق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار ويدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ وتنتهي عند الحصول على كسرة خبز ومضاجعة امرأة ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم وخيال واختراع وأدوات وحيلة وذكاء ورغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.



أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع و سلاحف ونمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبيء داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد والأضغان والأطماع والمآرب.



نرى الذي يموت من الغيرة وقد نَسي أن العالم مليء بالنساء ونسي أن هناك غير النساء عشرات اللذّات والأهداف الأخرى الجميلة.. ولكنه سجن نفسه بجهله و غبائه داخل امرأة واحدة وداخل جحر نملة واحدة إلتصق بها كما يلتصق بقطرة عسل لا يعرف لنفسه فكاكًا.



و نرى آخر مغلولًا داخل رغبة أكّالة في الانتقام والثأر يصحو وينام ويقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصًا ولا يُفكّر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه ويشرب دمه.



ونرى آخر قد تكوم تحت الأغطية وغاب في محاولة حيوانية لاستدرار اللذة مثل قرد الجبلاية الذي يمارس العادة السرية أمام أنثاه.



و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة واليأس والخمول.



ونرى آخر قد أسر نفسه داخل موقف الرفض والسخط والتبرم والضيق بكل شيء.



ولكن العالم واسع فسيح.



وإمكانيات العمل والسعادة لا حد لها وفُرص الاكتشاف لكل ما هو جديد ومذهل ومدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية.



وقد مشى الإنسان على تراب القمر.

ونزلت السفن على كوكب الزهرة.

وارتحلت الكاميرات التليفزيونية إلى المريخ.



فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثًا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.



ولماذا يسرق الناس بعضهم بعضًا ولماذا تغتصب الأمم بعضها بعضًا والخيرات حولها بلا حدود والأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.



ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون تُوحي بإله عادل لا يخطيء ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.



لماذا لا نخرج من جحورنا.. ونكسر قوقعاتنا ونطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا ونتأمل.



لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة وما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب ومصيرنا إلى غيبه المغيب.



لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير ونكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن ونغوص في الوحل و غرق في الطين ونُسلّم قيادتنا للخنزير في داخلنا.



لماذا نُسلّم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرر وننسى أننا أحرار فعلًا.



لماذا أكثرنا نمل وصراصير ..



. ❝
4
0 تعليقاً 4 مشاركة
نتيجة البحث