˝ ربما تعلمون أنني تزوجت مرتين ، وكان الطلاق هو... 💬 أقوال أحمد خالد توفيق 📖 رواية وراء الباب المغلق

- 📖 من ❞ رواية وراء الباب المغلق ❝ أحمد خالد توفيق 📖

█ " ربما تعلمون أنني تزوجت مرتين وكان الطلاق هو النهاية كل مرة إن الرجال لا يحتملون المرأة التي تطالب ألا تعامل کامرأة هاك يا صغيرتي ما سيحدث : سیجلس معك ويكلمك عن ( سارتر) وعن الوجودية ويتلو أبياتاً من شعر لوركا) ويقول لك كلاماً كثيراً انبهاره بعقلك وأنه للمرة الأولى يلقي تبدو كامرأة وتفكر كرجل سيقول حياتك معه لن تختلف سلسلة الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو حواء ) حق الفهم هذا وأكثر فتاة ولسوف تصدقين کیف هذه الكلمات رجل رزين أنيق منتصف العمر عرك الحياة وعركته ؟ ولن يمر وقت طويل حتى تجلسی جواره الكوشة) إلى يمينه وجه الدقة وأنت تحلمين كمراهقة صغيرة بعد أشهر لو حالفك الحظ ستدركين الحقيقة إن الجمال عند الرجل أهم أي عقل طبق الفول بالزيت مائدة الإفطار كتابات سيمون دي بوفوار مباراة الأهلي والزمالك ندوة شعرية يتكلم فيها أبو العلاء المعري شخصياً أمكن تدريجياً تدركين أبعاد الخدعة وتدركين أن الدور المختار دور الزوجة أكثر ولا أقل ستئورين لكنك ستتلقين كلمات قاسية جداً بعض الصفعات كذلك كان كتاب وراء الباب المغلق مجاناً PDF اونلاين 2024 ماذا ينتظرنا خلف المغلق؟ وماذا مددنا أيدينا المرتجفة المقبض؟ ماذا سمحنا لفضولنا بأن يرتوى؟ نعود أحياء؟ تبقى بحلوقنا قوة تسمح لنا نحكى حدث؟ تظل لدينا حلوق أصلاً؟

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ˝ ربما تعلمون أنني تزوجت مرتين , وكان الطلاق هو النهاية في كل مرة .. إن الرجال لا يحتملون المرأة التي تطالب ألا تعامل کامرأة ..

هاك يا صغيرتي ما سيحدث :

سیجلس معك , ويكلمك عن ( سارتر) وعن الوجودية , ويتلو أبياتاً من شعر ( لوركا) , ويقول لك كلاماً كثيراً عن انبهاره بعقلك , وأنه - للمرة الأولى - يلقي المرأة التي تبدو كامرأة , وتفكر كرجل ..

سيقول إن حياتك معه لن تختلف عن سلسلة من الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية .. لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو ( حواء ) حق الفهم ..

سيقول هذا وأكثر يا فتاة , ولسوف تصدقين ..

کیف لا تصدقين هذه الكلمات من رجل رزين أنيق في منتصف العمر , عرك الحياة وعركته ؟

ولن يمر وقت طويل حتى تجلسی جواره في ( الكوشة) - إلى يمينه على وجه الدقة - وأنت

تحلمين كمراهقة صغيرة ..

بعد أشهر - لو حالفك الحظ - ستدركين الحقيقة ..

إن الجمال عند الرجل أهم من أي عقل .. طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات ( سيمون دي بوفوار ) .. مباراة الأهلي والزمالك أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها ( أبو العلاء المعري ) شخصياً لو أمكن هذا ..

تدريجياً تدركين أبعاد الخدعة , وتدركين أن الدور المختار لك هو دور الزوجة لا أكثر ولا أقل ..

ستئورين يا فتاة .. لكنك ستتلقين كلمات قاسية جداً , ربما بعض الصفعات كذلك لو كان زوجك شرساً مثل زوجي الثاني ..

ستكون معاناة طويلة , حتى يتم الطلاق , بعدها تقررين ألا تكرري الخطأ ذاته .. لكن سرعان ما يظهر رجل رزين أنيق في منتصف العمر , يحدثك عن ( سارتر ) ويتلو عليك شعر ( لوركا ) ..

عندها تقولين لنفسك : لعل الأمر مختلف هذه المرة ؟

تم زواجي الثاني في بداية الشتاء ..

بعدها رحلت مع زوجي ( هشام ) - وهو صحفي كما تعلمون - إلى شاليه في ( بلطيم ) يملكه أحد أصدقائه .. وكانت ( بلطيم ) في هذا الوقت شبه خالية من الشاليهات والمصطافين كذلك , لأننا كنا في الشتاء , وحتى في فصل الصيف كانت الإسكندرية - خاصة ( العجمي ) - هي المصيف المرموق الذي يحلم به الجميع ..

كان الشاليه يتكون من أربع غرف .. اثنتان منهما موصدتان بالمفتاح , وقد تركت لنا غرفتان هما كافيتان تماماً ..

وضعنا حقائبنا .. وقررنا الخروج للنزهة على الشاطئ .. بالطبع ارتدي كل منا ثياباً شتوية ثقيلة , فالطقس لم يكن يسمح بالمزاح.. وكانت الأمواج ثائرة كأنما ضاقت بالبحر المتوسط , وودت لو فتح لها أحدهم الباب إلى المحيط ..

مشينا بضع دقائق , وفي نفس كل منا شك لا يعترف به : هذه العطلة لن تكون ناجحة جداً .

صحيح أننا متفردان .. تنائينا عن القطيع .. لكن كل هذا الفراغ الأثيري لم يكن ليناسبنا حقاً ..

لقد أنهينا أكثر ما لدينا من كلمات وملاحظات ودعابات , ونحن نمشي متشابكى اليدين بمحاذاة الشاطئ .. خمس دقائق لا أكثر .. والمفترض أن لدينا أسبوعاً كاملاً , فماذا نعمل فيه ؟

السماء مكفهرة تنذر بالويل , والبرد قارس وهدير الأمواج يقتل كلماتك ما إن تغادر فاك قلت له بعد ما حاولت إشعال لفافة تبغ ست مرات :

- « فلنعد إلى الشاليه .. »

عدنا إلى الشاليه فتناولنا غذاءنا من المعلبات في صمت .. لاحظت في اشمئزاز أن ( هشام ) يملأ فمه بالطعام كالخرتيت قبل أن يبتلعه .. كان يأكل برقة العصافير حينما كان يخطب ودي , وكان يقضم حبة العنب على ست مرات .. وبدأت أشم رائحة التحول إياها ..

صارحته بهذا , فابتسم ولم يعلّق ..

بعد الغداء لاحظت أنه يسلك أسنانه بعود ثقاب , ولما فشل مزق قطعة خيط من كم منامته وراح يمررها بين الأسنان وبعضها , على سبيل ال (Floss) المرتجل..

صارحته بهذا , فابتسم ولم يعلّق ..

أحضر جهاز الد( بيك أب ) , ووضعه على المنضدة , ثم انتقى أسطوانة لمطربة شابة اشتهرت بأغانيها عديمة المعنى , وكنت قد جئت بعدة ألبومات لـ ( فاجنر ) و ( جانیس جوبلن ) ..

صارحته بهذا , فابتسم ولم يعلّق ..

أدرت أسطوانة لـ ( فاجنر ) , وجلست منتظرة أن يبدأ في الحديث الرومانسي معي , لا سيما لو كان ذا طابع ثقافي .. لكنه راح يحكى دعابات سمجة عن الحموات الشرسات , والزوجات المتسلطات , حاسباً أن هذا يجعله أقرب لقلبي , وينهي كل دعابة بـ ( هاع هاع هاع هاع ! ) ..

صارحته بهذا , فابتسم ولم يعلّق ..

جلس بمنامته ورفع قدماً يريحها على المقعد , ثم راح يعبث في أصابع قدميه باستمتاع كما يحب الرجال أن يفعلوا ..

صارحته بهذا , فانفجر في ..

قال لي إنه لم يتلق كل هذا القدر من الانتقادات منذ كان طفلاً في الرابعة من عمره , وإن أمه لم تبذل كل هذا الجهد التربوي معه , وإنني بالتأكيد إنسانة متسلطة قررت أن تتحكم في كل التفاصيل , في أول نصف ساعة من حياتنا الزوجية ..

راق لي هذا .. فالحرب هي أرضى التي أشعر فيها براحة حقيقية ..

- «من منكم يدنو .. أو يجسر ؟ »

بدأت معركتنا الأولى , ولم تكن عنيفة جداً بطبيعة الحال , لكنها انتهت به صامتاً كالأسماك و بي أشعل لفافة تبغ في عصبية ..

وفي المساء تشاجرنا ثانية مع صوت الأمواج ..

في الصباح لاحظت في ضيق أنه يريد أن يلتهم الإفطار دون أن يغسل وجهه , وهكذا تشاجرنا مرة ثالثة ..

عند الظهيرة تشاجرنا بعنف , لأنه يريد أن يخرج النزهة , بينما أنا مصرة على أن نجلس ونستمع لـ ( فاجنر ) , والأدهى أنه دعا بخراب بيت ( فاجنر ) وكل أحفاد ( فاجنر ) إلى يوم الدين ..

- « من فضلك .. أريدك أن تكون متحضرا

لا أسمح لك بسب ( فاجنر ) ! »

- « هذا خير من أن أسبك أنت أيتها المتسلطة ! »

وغادر الشاليه غاضباً , والحقيقة هي أننا أحرزنا سبقاً هائلاً في عصر السرعة هذا .. لقد حققنا خلال أربع وعشرين ساعة من الجفاء والنفور ما يحققه سوانا في عشر سنوات !

الشاعرة / نادية فهيم

- قصة : مع الحطمة. ❝

أحمد خالد توفيق

منذ 11 شهور ، مساهمة من: فتاة تقرأ
28
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث