█ جُحر الوحدة : يتقوقع المرء وينغلق ذاته اعتقاد منه أنه بذلك يحافظ عليها من شرور الآخرين ولكنه بهذا يُسقِطها جبِّ التي يندم لاحقاً ويكون الأوان قد فات ولم يَعُد بوسعه الرجوع والتقاط وهلة واحدة الماضي الذي عاش فيه مُنعَّماً مع الغير ثم يأتي مَنْ يقتحم عليه تلك الشرنقة ليُخرِجه جُحرِه استكان لسنين طوال بلا رغبة الاندماج البشر ليُغيِّر له مفهومه وقناعاته بالكامل فلا بد أنْ يدرك الفارق بين العزلة يحتاجها بعض الأوقات ليُرتِّب أفكاره والوحدة يعاني منها وقتما تزيد عن الحد المطلوب فبها يفقد الشعور بأنه مرغوب لذا ألا يعطيها أكبر حجمها المعقول ووقتها المسموح حتى لا تصبح عبئاً ذات يوم #خلود_أيمن #خواطر #KH كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ المفاجأة السادسة
مشاركتي في الكتاب الإلكتروني ˝ التنمر ˝ بنص ( ظاهرة التنمر )
ظاهرة التنمر :
إنه لمِن المؤسف تفشي تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل واسع وبالأخص بين طلاب المدارس الذين صاروا يَذكُرون زملاءهم بصورة سيئة وينعتونهم بأبشع الألفاظ ويُحِطون من قدرهم نظراً لاختلافهم عنهم في شيء ما ، خِصلة ما ، أو سلوك معين سواء من جهة التميُّز أو القصور رغم أن هذا أمر بديهي تماماً فليس كل البشر سواء ، فهذا الأمر يعتمد في المقام الأول على التربية فإنْ قوَّم الأبوان سلوك الأبناء في المرحلة السابقة لمرحلة التعلُّم سوف لن نجد هناك أي تقليل من شأن أحد أو محاولة هدم ثقته بنفسه بفعل كلمات تُذكَر دون داعٍ ، فحينما نُعلِّم الأبناء أن احترام الغير هو احترام للنفس سينتشر الإيخاء والود والتعاون والرحمة بين الأطفال خاصةً أن تلك المرحلة العمرية من المفترض أنْ يكون فيها الجميع أسوياء إذْ لم يخوضوا غِمار الحياة أو يمروا بأي ظروف أو مواقف تجعل شخصياتهم تتوحش لهذا الحد القاتل الذي يجعل الحزن يملأ قلوب الآخرين بفعل تصرفاتهم الغير سوية أو محسوبة أو مدروسة معهم ، فالتنمر لم يكن منتشراً بهذا الشكل المَريع في الزمن الماضي ولكن بتطور وسائل التكنولوجيا وإقحام الأطفال فيها طوال الوقت من أجل تقليل العبء وتقليص المسئولية بعض الشيء صار جميعهم يكتسبون سمات لم تكن يوماً تَخُص الأطفال ، فهم يجلبون تلك المآسي والمشكلات بفعل التفاعل الغير مُجدٍ مع كل الوسائل المنفتحة المتاحة في المجتمع والتي لا تتناسب مع أعمارهم تماماً فهي ما جعلتهم أكثر جرأةً وفجاجةً وأقل أدباً من الأجيال السالفة ، لذا علينا إقصاء تلك الوسائل من أمامهم حتى لا تساهم في انفلات أخلاقهم أكثر مما هي عليه وضياع تلك الأجيال واحدة تلو الأخرى وانتشار الضغينة والحقد بينها بفعل السخرية والتهكم والتنمر الدائم على الغير بدون أي سبب واضح أو وجه حق ، فعلينا الحذر وتوعية الأهالي قبل أنْ تتفاقم تلك المشكلة وتتحول لعادة تنتقل عبر الأجيال بلا توقف وأنْ نُركِّز جيداً على عنصر التربية السليمة قبل أنْ ندمج هؤلاء الأطفال في المدارس ويتسببوا في إحراج الغير أو التقليل منهم بأي شكل كان ، فهي العماد الأساسي الذي تُبنَى عليه شخصية الطفل ودونها يصير بلا خُلُق آملين أنْ تختفي تلك الظاهرة البغيضة في القريب العاجل دون أنْ تعود مرة أخرى إنْ أدَّينا دورنا على أكمل وجه ممكن . ❝
❞ تلاحم الأفكار :
قد تنسجم أفكار البعض ولو كانت عابرةً للقارات ، لو كان كل منهم في وطن مختلف ، تابعاً لثقافة مُغايرة تماماً ، منتمياً لدين آخر ، فالعقول وإنْ اختلفت مذاهب أصحابها تبقى على توافق وتلاحم وترابط من خلال تلك الأفكار التي تتشارك إياها ، فلا يمكنك إبعاد مَنْ يجدون أنفسهم تحت مظلة علم واحد أو ينجذبون تجاه ثقافة بعينها أياً كانت ، لذا علينا أنْ نعمل على إدماج مَنْ يملكون نفس الميول والاتجاهات ولو فصلت بينهم المسافات وبتلك الفكرة سنكون قادرين على تحقيق التقدم والازدهار في شتى المجالات على اختلافاتها دون أنْ يشعر أحد أنه لا يجد ذاته أو ينتمي لهذا المكان ذات يوم فلقد انتابته الراحة فور إيجاد مجتمع يحتويه ويتفهم أهدافه ويتقبل تطلعاته بلا رغبة في الخروج من تلك الدائرة مطلقاً لآخر يوم بحياته ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH . ❝
❞ المفاجأة الخامسة
مشاركتي في الكتاب الإلكتروني شهر رمضان في بلاد العرب بنص ( موائد الرحمن ) ...
موائد الرحمن :
اشتهرت بلادُنا بتلك العادة التي يمارسها الأغلب ويقدمونها بكل حب ووِد ألا وهي موائد الرحمن التي تفيض بالخيرات والنِعَم التي تُغدِق حاجات جميع الفقراء إذْ يجتمع عليها بعض منهم ويتمتعون بتناول أشهى الوجبات التي أُعدَّت خصيصاً لأجلهم بكل حماس وما إنْ ينتهون حتى يجدوا كل ما لذَّ وطاب من الحلوى التي حُرموا منها على مدار حياتهم فيتذوقون منها أطيب الأنواع التي تُسعِد قلوبهم وتُشرِح صدورهم وتَسِد جوعهم وتملأ قلوبهم بالراحة إذْ لن يشعروا بالحاجة بعد اليوم ، بعد تلبية أغلب متطلبات حياتهم على تلك المائدة التي جمعتهم دون تفرقة بينهم ، ففَضل إطعام الفقراء في هذا الشهر الكريم له ثواب عظيم وأجر كبير عند الله إذْ يكافئ العبد على شعوره الطيب تجاه إخوانه وجُودِه عليهم بالطعام والشراب والمقومات الأساسية التي تساعد على الحياة ، فلا يحرمه من شيء تمناه قط ويُغدِقه بكل ما يُريد بل ويَزيد ، بل إن البعض لا يكتفون بإطعام الفقراء فحَسب ولكنهم قد يتبرعوا لهم بكل ما يفيض عن حاجتهم من ملابس وأغطية وغيرها من مستلزمات المعيشة التي تضمن لهم حياة كريمة كسائر الخلق ، فالشعور بالغير نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن وإنْ لم نعلم الثواب الذي سوف نحظى به نتيجة لما قدَّمناه لهم ، فلا بد أنْ يكون قلب المؤمن زاخراً بالخير ، قادراً على نثره على الآخرين بكل حب دون شح أو بخل أو تقتير حتى لا يشعر بالضيق حينما تَحِل به الحاجة ولا يجد مَنْ يُعينه أو يعطيه ممَّا حباه الله من نعم ، فيجب أنْ نضع أنفسنا محل الآخرين في بعض الأحيان علَّنا نشعر بهم وبضوائقهم ونُقدِم على توفير كل احتياجاتهم دون تأخير أو تقصير ، فهذا هو أعظم عمل خيري قد يُقدِّمه المرء للبشرية بأسرها وربما يُساهم في تفاعل الآخرين مع تلك الفكرة بحيث تنتشر على نطاق أوسع فتمتد حلقة الخير في البلاد بلا انقطاع ، فهذا ما يُميِّز بلادنا بالفعل ويجعلها في القمة ، تتصدر المقدمة دوماً بلا منافس . ❝