█ غزوة وادي القُرى ثُم إنصرف رسول الله ﷺ من خيبر إلى وكان بها جماعةٌ اليهود وقد انضاف إليهم جماعة العرب فلما نزلوا استقبلهم يهود بالرمي وهم غير تعبئة فقُتِلَ مِدْعَم مولى فقال الناس : هنيئاً له الجنة النبي ( كَلَّا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمَ لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ لتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَاراً ) سمع بذلك جاء رجل بِشِرَاكِ أو شِرَاكين شِرَاكَ مِنْ نَارٍ أَوْ شراكان نارٍ فعبأ أصحابه للقتال وصفهم ودفع لواءه سعد بن عبادة وراية الحباب المنذر ورايةً سهل حنيف عباد بشر ثم دعاهم الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم وحسابهم فبرز منهم إليه الزبير العوام فقتله برز آخر علي أبي طالب رضي عنه حتى قُتل أحد عشر رجلاً كلما قُتِلَ رجلٌ دعا بقي وكانت الصلاة تحضر ذلك اليوم فيصلي بأصحابه يعود فيدعوهم وإلى ورسوله كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وبعث ﷺ سرية إلى إضَم وكان فيهم أبو قتادة ، ومُحلّم بن جَثَّامة في نفر من المسلمين ، فمر بهم عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه مُتَّيع له ، ووطبٌ مِن لَبن ، فسلَّم عليهم بتحية الإسلام فأمسكوا عنه ، وحمل عليه مُحُلم بنُ جَثَّامة فقتله لشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومُتيعه ، فلما قَدِمُوا على رسول الله ﷺ ، أخبروه الخبر ، فنزل فيهم القرآن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } فلما قدموا أخبر رسول الله ﷺ بذلك ، فقال ﷺ ( أقتلته بعدما قال آمنت بالله ؟ ) ، ولما كان عام خيبر ، جاء عُيينةُ بن بدرٍ يطلب بِدَم عامر بن الأضبط الأشجعي وهو سيد قيس ، وكان الأقرع بن حابس يُردُّ عن مُحَلم ، وهو سيدُ خِنْدِف ، فقال رسول الله ﷺ لقوم عامر ( هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا الآن مِنَّا خَمْسِينَ بَعِيراً وخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى المدينة ؟ ) فقال عُيينةُ بن بدر : والله لا أدعه حتى أُذيق نساءه من الحرقة مثل ما أذاق نسائي ، فلم يزل به حتّى ، رضُوا بالدية ، فجاؤوا بمحلم حتى يستغفر له رسولُ الله ﷺ ، فلما قام بين يديه ، قال ﷺ ( اللهم لا تغفر لمحلّم ) وقالها ثلاثاً ، فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ثوبه ، قال ابن إسحاق : وزعم قومه أنه استغفر له بعد ذلك ، قال ابن إسحاق : وحدثني سالم أبو النضر ، قال : لم يقبلوا الدية حتى قام الأقرع بن حابس ، فخلا بهم فقال يا معشر قيس ! سألكم رسول الله ﷺ قتيلاً تتركونه ليُصلح به بين النَّاس ، فمنعتموه إياه ، أفَأَمِنْتُم أن يغضَبَ عليكم رسولُ الله ﷺ ، فيغضب الله عليكم لغضبه ، أو يلعنكم رسول الله ﷺ ، فيلعنكم الله بلعنته ، والله لتُسْلِمُنه إلى رسول الله ﷺ ، أو لآتين بخمسين من بني تميم كلهم يشهدون أن القتيل ما صلّى قَط فلأطلن دمه ، فلما قال ذلك : أخذُوا الدية . ❝
❞ قدوم وفد مُحارب على رسول الله ﷺ ..
قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد مُحارب عام حجة الوداع ، وهم كانوا أغلظَّ العرب ، وأفظَّهم على رسول الله ﷺ في تلك المواسم أيامَ عَرْضِهِ نَفْسَهُ على القبائل يدعوهم إلى الله ، فجاء رسول الله ﷺ منهم عشرة نائبين عمن وراءهم من قومهم ، فأسلموا وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء إلى أن جلسُوا مع رسول الله ﷺ يوماً من الظهر إلى العصر ، فعرف رجلاً منهم فأمده النظر ، فلما رآه المُحاربي يُديم النظر إليه ، قال : كأنك يا رسول الله توهمني ؟ ، قال ﷺ ( لقد رأيتُك ) ، قال المحاربي : أي والله لقد رأيتني وكلمتني ، وكلمتك بأقبح الكلام ، ورددتك بأقبح الرد بعكاظ ، وأنت تطوف على الناس ، فقال رسول الله ﷺ ( نعم ) ، ثم قال المحاربي : يا رسول الله ! ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ، ولا أبعد عن الإسلام مني ، فأحمد الله الذي أبقاني حتى صَدَّقتُ بك ، ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّ هَذِهِ القُلُوبَ بَيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ، فقال المحاربي : يا رسول الله ! استغفر لي مِن مراجعتي إيَّاك ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ ( إِنَّ الإِسلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الكُفْر ) ، ثم انصرفوا إلى أهليهم . ❝
❞ بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِر دومة ...
قال ابن إسحاق : ثم إنَّ رسول الله ﷺ بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة ، وهو أكيدر بن عبد الملك ، رجل من كندة ، وكان نصرانياً ، وكان ملكاً عليها ، فقال رسول الله ﷺ لخالد : ( إِنَّكَ ستَجِدُه يَصِيدُ البَقَرَ ) ، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صافية ، وهو على سطح له ومعه امرأته ، فباتَتِ البقرُ تَحُكُّ بِقُرونها باب القصر ، فقالت له امرأته : هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال : لا والله ، قالت: فمن يترك هذه ؟ قال : لا أحد ، فنزل ، فأمر بفرسه فأسرع له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له : حسان فركب وخرجوا معه بمطاردهم ، فلما خرجوا ، تلقتهم خيل رسول الله ﷺ ، فأخذته ، وقتلوا أخاه ، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب ، فاستلبه خالد ، فبعث به إلى رسول الله ﷺ قبل قدومه عليه، ثم إن خالداً قدم بأكيدر على رسول الله ﷺ ، فحقن له دمه ، وصالحه على الجزية ، ثم خلى سبيله ، فرجع إلى قريته ، وقال ابن سعد بعث رسول الله ﷺ خالدً في أربعمئة وعشرين فارساً ، فذكر نحو ما تقدم ، قال : وأجار خالد أكيدر من القتل حتى يأتي به رسول الله ، على أن يفتح له دومة الجندل، ففعل وصالحه على ألفي بعير ، وثمانمئة رأس ، وأربعمئة درع ، وأربعمئة رمح ، فعُزل للنبي ﷺ صَفِيَّة خالِصاً ، ثم قسم الغنيمة ، فأخرج الخمس ، فكان للنبي ﷺ ، ثم قسم ما بقي في أصحابه ، فصار لكل واحد منهم خمس فرائض ، وذكر ابن عائذ في هذا الخبر ، أن أكيدر قال عن البقر : والله ما رأيتها قط أتتنا إلا البارحة ، ولقد كنتُ أضْمِرُ لها اليومين والثلاثة، ولكن قدر الله ، قال موسى بن عقبة : واجتمع أكيدر ، ويُحنة عند رسول الله ﷺ ، فدعاهما إلى الإسلام فأبيا ، وأقرا بالجزية ، فقاضاهما رسول الله ﷺ على قضية دومة، وعلى تبوك ، وعلى أيلة ، وعلى تيماء ، وكتب لهما كتاباً . ❝