من رواية ˝يسرا البريطانية ˝ طائر إلفينش حطّ طائر... 💬 أقوال احمد جمعه 📖 رواية يسرا البريطانية

- 📖 من ❞ رواية يسرا البريطانية ❝ احمد جمعه 📖

█ من رواية "يسرا البريطانية " طائر إلفينش حطّ طائر صغير بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتدّ إثرها البرد لَوَن الأفق شطر السماء لقطعتين السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم والقطعة الأخرى ورقة العنب المصفحة المائل للسواد ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب خيّل إليها أنه يحمل رسالة جبار الشريف " ماذا يريد أن يوصل إلي هذا المُبكر الفجر؟ تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل أطرافها برد "كينغستون لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى الفراش تتأمل الوحيد الضال وهو فصيلة "الفينش الانكليزي (finch) بلونه البني فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره أما أسفل بطنه الصغير المدبب اكتسى الكستنائي بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي وبدا الأسود منقاره وجناحيه تأملته كما كان إنساناً راحلاً موطن كتاب يسرا مجاناً PDF اونلاين 2024 تروي حكاية القرمزي … تتناول الرواية تطور قصة المرأة الزبيرية ذات الأصول والجذور “النيادة” مع مراحل تحولاتها : يسرا القرمزي يسرا البريطانية يسرا الإرهابية ومحطات عبورها خلال الرحلة الممتدة عبر سنوات الجمر إلى حلب الحدود اللبنانية السورية التركية والعراقية مرورا بالبحرين ودبي ولندن من البحرين وحتى بريطانيا ثم كردستان وقعت يد داعش وخرجت؟ أم هناك قدر رسم لها تحولاً فخ نصبته المخابرات؟ “عرفت الخطوط الحمراء موجودة كل مكان هذه الدنيا لكنها لم يُخيل عرشاً الرماح ينتظر جلوسها عليه لأيام تتحمل جبالاً المشاعر المنذرة بالرعب القادم سمعت عن المحاكم الثورية والعسكرية الميدانية السريعة تتصور ذهب النساء والرجال الأطفال للإعدام لمحت ساعة صفاء ذهني نادرة شبح نجوى القطان فوق سطح الدار تنشر الملابس المغسولة الحبل ومن بينها البذلة العسكرية لجبار تراءى طيف لطفلة صغيرة تقف بعد خطوات تتطلع للزي العسكري فترى فيه الشموخ الرمزي لشيء يبعث إحساساً تدركه ساعتها لاح الآن مقربة الموت ساد الصمت أيامها التالية محتجزة حجيرة مكتظة بالنمل والحشرات يعلوها سقفاً خشبياً ينبعث منه الغبار طوال ويسبب السعال المتواصل وصلت المكان ناقلة كبيرة محملة بالمواد عبرت بها الطريق معصوبة العينين تعرف يرافقها الناقلة ولا هويته العدد باستثناء رجل يسعل بين فترة وأخرى”

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ من رواية ˝يسرا البريطانية˝

طائر إلفينش

حطّ طائر صغير , بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتدّ على إثرها البرد , لَوَن الأفق , شطر السماء لقطعتين من السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم , والقطعة الأخرى , شكل ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد , ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر , فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور , وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب , خيّل إليها أنه يحمل رسالة من جبار الشريف˝ ماذا يريد أن يوصل إلي هذا الحسون في هذا الوقت المُبكر من الفجر؟˝ تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد ˝كينغستون˝ لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول , ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة ˝الفينش˝ الانكليزي (finch) الشرشور بلونه البني القاتم , فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الفاتح , أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي , بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي , وبدا اللون الأسود يطبع منقاره وجناحيه , تأملته كما لو كان إنساناً راحلاً من موطن لآخر , ربما رسمت من خلاله رحلتها الطويلة من الزبير إلى حلب مروراً بالحدود التركية ثم البحرين ودبي وانتهاء ˝بكينغستون˝ , كانت الصورة دقيقة وعميقة سبرت غور الأزمنة كلها وعبرت الأمكنة بمطاراتها وحدودها وحقائب وتأشيرات وما صاحبها من سجون وتحقيقات , اختزلت ذلك كله في دقائق الصباح , الذي رأت فيه هذا الطائر المرهق من أهوال الطقس وكأنه استقر في محطته عند نافذتها في هذا الوقت , شبهت رحلته برحلتها ابتسمت وهي تتأمله وودت لو تمسكه وتمسح عنه التعب.

عادت من الحمام لتزيح الستارة عن النافذة , فوجئت به منكمش وقد التحف البرد الذي لم يرغمه بالتوقف عن الزقزقة , كان صوته يخفت ويعود وكأنه يود التأكيد على صموده ˝ما الذي يرغمه على البقاء والتشبث بالنافذة؟˝ ارتدت روب الحمام الأبيض القطني الذي استعارته من الفندق , ونظرت للساعة التي كانت تشير إلى الخامسة وسبعة عشرة دقيقة.. ❝