إنني أكبر وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر، صارت تمرضني فكرة... 💬 أقوال ليلى الجهني 📖 رواية 40 في معنى أن أكبر

- 📖 من ❞ رواية 40 في معنى أن أكبر ❝ ليلى الجهني 📖

█ إنني أكبر وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر صارت تمرضني فكرة الكلام كلها لم يكن سلواي يوم من الأيام وقد عرفت مبكرة أن بإمكاني أحيا أيامًا طويلة دون أقول شيئًا ودون أشعر بأن ما ينقصني إن نعمة هائلة مسلوبة منَّا أحيانًا عندما أستيقظ النوم ثم أطفئ المكيف أغمض عينيّ وأستسلم لصمت غرفتي وأشعر كما لو كنت أعِ بعد أسبح محيط عماء أبدي حيث لا شيء يرف حولي غير الماء ومن فوقه العرش أفكر أننا نولد ونؤول صمت لكننا نفهم إلا متأخرين ضجيجنا وصخبنا ليس رفة جناحٍ عابرة وأنا عادت تغريني الجناح! عدت أريد الذي ربضت كنفه الخليقة دهورًا قبل يخلق الله آدم وحواء تسبح فيه قلق كل الأرواح التي انعتقت قيد أجسادها فغدت خفيفة لينة عابئة تُرى أو تُجرح تمرض تعذب تحترق تهان تمضي حرة موقنة بأنها تعد قابلة لأن تُمس! ولم يعد ثمَّ يجعلها عرضة للألم تلاشى الجسد وانطلقت هي صمتها القديم جنةٍ غادرتها وتعذبت طويلاً تعود إليها كتاب 40 معنى مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الرواية: كتاب معني تأليف الكاتبة ليلى الجهني قلما تتاح لنا فرصة نتوقف ولو قليلا عن إندفاعنا وراء شئ الحياة وننفصل عمن حولنا ونختلي بأنفسنا لنفكر نخط الأوراق قصة أعوام مضت عمرنا ليس الأمر مجرد سرد ساذج لأحداثنا اليومية بل نظرة فوقية لتسجيل النقاط الفارقة حياتنا ربما أتيحت تلك الفرصة بالفعل لفررنا منها إما خوفًا ألا نجد بحياتنا يستحق التسجيل هربًا مواجهة الحقيقة المرّة؛ كبرنا تنظر خلفها لتسجل هوامش عريضة لأربعين سنة مرت عمرها الآن أصبحَت صمتا وحدة وسكينة تحكي صداقات نضجت لدرجة الذبول تزايد مقتها لنهم الناس بالتدخل شئونها الخاصة تعرض وجهة نظرها إزاء الإنجاب والأمومة تقول أتجنب الأم كرهًا للأطفال مسئولية قد تكون جديرة بها واشفاقًا طفل يؤخذ رأيه إذا كان يرغب بالمجئ للحياة أم وقلقًا تزداد تنازلاتي وتتميع قراراتي أطفالي يلوون عنقي وكل ذلك أسئلة يعلم إيجابتها المولى عزوجل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ إنني أكبر وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر , صارت تمرضني فكرة الكلام كلها , لم يكن الكلام سلواي في يوم من الأيام , وقد عرفت مبكرة أن بإمكاني أن أحيا أيامًا طويلة دون أن أقول شيئًا , ودون أن أشعر بأن شيئًا ما ينقصني , إن الصمت نعمة هائلة مسلوبة منَّا. أحيانًا عندما أستيقظ من النوم ثم أطفئ المكيف أغمض عينيّ وأستسلم لصمت غرفتي , وأشعر كما لو كنت لم أعِ بعد , أشعر كما لو كنت أسبح في محيط من عماء أبدي , حيث لا شيء يرف حولي غير الماء ومن فوقه العرش. أفكر في أننا نولد من الصمت ونؤول إلى صمت لكننا لا نفهم إلا متأخرين أن ضجيجنا وصخبنا ليس أكثر من رفة جناحٍ عابرة , وأنا ما عادت تغريني رفة الجناح! ما عدت أريد غير الصمت , الصمت الذي ربضت في كنفه الخليقة دهورًا قبل أن يخلق الله آدم وحواء , الصمت الذي تسبح فيه دون قلق كل الأرواح التي انعتقت من قيد أجسادها فغدت خفيفة لينة غير عابئة بأن تُرى أو تُجرح أو تمرض أو تعذب أو تحترق أو تهان , تمضي حرة موقنة بأنها لم تعد قابلة لأن تُمس! ولم يعد ثمَّ ما يجعلها عرضة للألم.تلاشى الجسد وانطلقت هي إلى صمتها القديم , إلى جنةٍ غادرتها وتعذبت طويلاً قبل أن تعود إليها. ❝

ليلى الجهني

منذ 3 سنوات ، مساهمة من:
1
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث