█ إنني أكبر وأميل إلى الصمت أكثر فأكثر صارت تمرضني فكرة الكلام كلها لم يكن سلواي يوم من الأيام وقد عرفت مبكرة أن بإمكاني أحيا أيامًا طويلة دون أقول شيئًا ودون أشعر بأن ما ينقصني إن نعمة هائلة مسلوبة منَّا أحيانًا عندما أستيقظ النوم ثم أطفئ المكيف أغمض عينيّ وأستسلم لصمت غرفتي وأشعر كما لو كنت أعِ بعد أسبح محيط عماء أبدي حيث لا شيء يرف حولي غير الماء ومن فوقه العرش أفكر أننا نولد ونؤول صمت لكننا نفهم إلا متأخرين ضجيجنا وصخبنا ليس رفة جناحٍ عابرة وأنا عادت تغريني الجناح! عدت أريد الذي ربضت كنفه الخليقة دهورًا قبل يخلق الله آدم وحواء تسبح فيه قلق كل الأرواح التي انعتقت قيد أجسادها فغدت خفيفة لينة عابئة تُرى أو تُجرح تمرض تعذب تحترق تهان تمضي حرة موقنة بأنها تعد قابلة لأن تُمس! ولم يعد ثمَّ يجعلها عرضة للألم تلاشى الجسد وانطلقت هي صمتها القديم جنةٍ غادرتها وتعذبت طويلاً تعود إليها كتاب 40 معنى مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الرواية: كتاب معني تأليف الكاتبة ليلى الجهني قلما تتاح لنا فرصة نتوقف ولو قليلا عن إندفاعنا وراء شئ الحياة وننفصل عمن حولنا ونختلي بأنفسنا لنفكر نخط الأوراق قصة أعوام مضت عمرنا ليس الأمر مجرد سرد ساذج لأحداثنا اليومية بل نظرة فوقية لتسجيل النقاط الفارقة حياتنا ربما أتيحت تلك الفرصة بالفعل لفررنا منها إما خوفًا ألا نجد بحياتنا يستحق التسجيل هربًا مواجهة الحقيقة المرّة؛ كبرنا تنظر خلفها لتسجل هوامش عريضة لأربعين سنة مرت عمرها الآن أصبحَت صمتا وحدة وسكينة تحكي صداقات نضجت لدرجة الذبول تزايد مقتها لنهم الناس بالتدخل شئونها الخاصة تعرض وجهة نظرها إزاء الإنجاب والأمومة تقول أتجنب الأم كرهًا للأطفال مسئولية قد تكون جديرة بها واشفاقًا طفل يؤخذ رأيه إذا كان يرغب بالمجئ للحياة أم وقلقًا تزداد تنازلاتي وتتميع قراراتي أطفالي يلوون عنقي وكل ذلك أسئلة يعلم إيجابتها المولى عزوجل
❞ إنني أكبر ، وتكبر معي أشياء كثيرة أولها : الألم . كلما كبرت صار الألم أكبر ، وأبطأ رحيلاً ! ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم لم كان علي أن أكبر في ظله ، لكنني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن مامن إنسان إلا وهو مخلوق في كبد ، وسينال حظه من الألم ، كبر ـ ذلك النصيب ـ أم صغر ، وأن حظي ـ ياللأسى ـ سيكون دائمًا كبيرًا ; لأن قدر الواعي أن يألم مرتين : مرة لأنه يعي ، والأخرى لأنه وحيد ! وأغرب ما أدركته أنني ـ رغم ألمي ـ فإني لا أرغب في أن أستبدل حياةً أخرى بحياتي . ❝
❞ ماعاد يعنيني أن يفهم أحد اختلافي أو حتى يتقبله، ليس يأساً بل لأني أدركت أن الفهم الذي أنشده عصي على الأقل الآن، وفي هذه اللحظة، ومادام عصياً فليس من الجيد أن أستنزف طاقاتي في استجلابه، لأن معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف، ويُربكها الإختلاف . ❝
❞ إنني أكبر ، ويوجعنى أن أتساءل طوال الوقت :أين تذهب أيامنا الجميلة؟ كيف تبدأ ؟ وكيف تجف كأن لم تَغْنَ بالأمس ؟ وكيف يمضي الحنين إذ يعيدني إليها ولايعيدها إلي ؟ أحيانًا أمدُ يدي ـ في غمرة انفعالي ـ فأتحسسني كي أصدق أني ما زلتُ هنا ، حتى وإن ذهبت أيامي الجميلة ، وأفكر في أن أيامًا جميلة أخرى ستأتي ـ ربما ـ وستذهب دوني ، وأنها ستظلُ دائمًا شيئًا قريبًا بقدر ماهو عصٌي على إدراكي مهما حاولتُ ; فأتألم . ❝