█ إن اللَّه قد خلق لكل روح من الأرواح روحًا أخرى تُماثِلُهَا وتقابلها وتسعد بلقائها وتشقى بفراقها ولكنه قدر أن تضل كل عن أختها الحياة الأولى فذلك شقاء الدنيا وأن تهتدي إليها الاخرة وتلك سعادة الأخر كتاب العبرات مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة القصص التراجيدية أثار بها «المنفلوطي» مشاعر الأسى والحزن؛ فلا تكاد تنتقل قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنًا وأكثر شقاءً والمجموعة كلها عبارة مأساة تشترك أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين؛ إنها بالفعل عبرات تذرفها أثناء قراءة فترى «اليتيم» ضنت الحبيبين بالاجتماع؛ فكان الموت أكثر رحمة بهما وفي «الحجاب» يدعو إلى عدم الانجذاب نحو التقاليد الغربية وإلى «غرناطة» حيث يحاول المسلمون الحفاظ دينهم بعدما فقدوا أرضهم ويوضِّحَ أثر الإدمان الفرد وكيف يؤدى السقوط «الهاوية» ويصل قمة التراجيديا ويجعلنا نذرف بقلوبنا حينما نقرأ «الضحية» و«مذكرات مرغريت» و«بقية المذكرات»؛ فتشعر وكأن بؤس وُضع تلك المسكينة «مرغريت»
❞ إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحا أخرى تماثلها وتقابلها وتسعد بلقائها وتشقى بفراقها ولكنه قدر أن تضل كل روح عن أختها في الحياة الأولى فذلك شقاء الدنيا وإن تهتدي إليها في الحياة الثانية وتلك سعادة الآخرة . ❝
❞ ولِمَ لا يكون الحب نفسه غايةً من الغايات التي نجد فيها السعادة إن ظفرنا بها؟ ومتى كان للسعادة في هذه الحياة نهاية محدودة، فلا نجد الراحة إلا إذا وصلنا إلى نهايتها؟ . ❝
❞ وكذلكـ يعبث الدهر بالانسان ما يعبث، ويذيقه ما يذيقه من صنوف الشقاء وألوان الآلام حتى اذا علم انه قد أوحشه وأرابه وملأ قلبه غيظا وحنقا، أطلع له في تلكـ السماء المظلمة المدلهمه بارقة واحدة من بوارق الأمل الكاذب، فاسترده بها إلى حظيرته راضيا مغتبطاً كما تقاد السائمة (( الماشية المتروكة في المرعى )) البلهاء بأعواد الكلأ إلى مصرعها، فما أسعد الدهر بالانسان وما أشقى الانسان به . ❝